شارك أبناء منتسبي المديرية العامة للإسكان والتخطيط العمراني بمحافظة الداخلية في ملتقى المهندس الصغير الذي نظّمته المديرية تواصلا لفعاليات أكتوبر العمران تحت شعار "إشراك الشباب لخلق مستقبل حضري أفضل" بالشراكة مع القرية الهندسية، حيث استهدف الملتقى الفئة الناشئة من عمر 7-12 سنة وهدف إلى تنمية الجانب المهاري والتقني والتعليمي من خلال الأنشطة الثقافية والترفيهية في مجال التصميم الحضري والتخطيط العمراني للمدن الحديثة.

بدأ الملتقى بالتعرّف على مفهوم التخطيط العمراني وأنواعه وتصميم المباني وإعداد المخططات لبناء تصورات لمدن مستقبلية مستدامة في محافظة الداخلية، ثم تم توزيع المشاركين في ثمان مجموعات بهدف تجسيد تخيل الأطفال بالرسم باستخدام القصاصات لنقل الصورة الذهنية عن المدينة ومشاهدتها على أرض الواقع ثم رسم حر للمدينة بشكلها النهائي وتحويل الرسومات باستخدام برنامج (ICoGRAM) إلى صور 3D انتهاءً بطباعة المجسمات وإعادة تشكيلها ثم قيام المشاركين بتوزيعها لتكوين أحياء سكنية نابضة بالحياة ومناقشة أسباب التوزيع وأهميته.

وقال ماجد البوسعيدي أحد المدربين في القرية الهندسية: "إن برنامج المهندس الصغير يعتبر خطوة رائدة نحو تنمية الحس الهندسي والإبداعي لدى الأطفال في سن مبكرة من خلال الأنشطة التفاعلية والورش العملية التي يقدمها البرنامج؛ وأضاف: نعمل على تمكين الأطفال من فهم مبادئ الهندسة وتطبيقها بطرق ممتعة ومبسطة وإن إشراك الأطفال في هذا النوع من التجارب لا يعزز فقط من معرفتهم العلمية، بل يغرس فيهم أيضا قيم التفكير النقدي والعمل الجماعي، مما يمهد الطريق لبناء جيل مستقبلي واعٍ ومبدع في مختلف المجالات العلمية والهندسية. في القرية الهندسية، نؤمن أن برامج مثل "المهندس الصغير" تسهم في تشكيل عقلية مبتكرة لدى الأطفال، وهو ما نحتاجه لتحقيق نهضة علمية وتكنولوجية مستدامة".

وفي سياق متصل، اختتمت اليوم فعاليات "أكتوبر العمران في محافظة الوسطى 2024"، برعاية سعادة الشيخ أحمد بن مسلم جداد الكثيري، محافظ الوسطى.

وقال المهندس هشام بن محمد المرهون، المدير العام للمديرية العامة للإسكان والتخطيط العمراني بمحافظة الوسطى: إن فعاليات أكتوبر العمران لهذا العام جاءت تحت شعار"إشراك الشباب لخلق مستقبل حضري أفضل"، مشيرا إلى أن الفعاليات شهدت عدة محاور منها "ردهة العمران" لإشراك المجتمع في مناقشة مواضيع التخطيط الحضري، و"تجسيد الفن بالعمران" الذي يهدف إلى دمج الفن مع التخطيط العمراني عبر أعمال إبداعية تعكس بيئات المدينة، و"مخططي المستقبل" الذي يشرك طلبة الحلقة الأولى لتعزيز فهمهم للتطوير الحضري، و"مسارات الهدف" التي تتضمن تنظيم جولات إرشادية لاستكشاف معالم المدينة وتخطيطها.

كما تم تدشين مكتب الإسكان والتخطيط العمراني بالجازر وفريق الإبداع والابتكار، حيث تم إطلاق شخصية "مبتكر" لتكون جزءا من الفريق لتقديم حلول عصرية ومبتكرة، ترتكز على استغلال أفضل للتكنولوجيا في مجال التخطيط العمراني.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: والتخطیط العمرانی التخطیط العمرانی أکتوبر العمران

إقرأ أيضاً:

ثورة التعليم الذاتي: هل مات التعليم التقليدي؟

 

 

محمد بن زاهر العبري

في زمنٍ تتسارع فيه عجلة التكنولوجيا وتتشكل ملامح المُستقبل بوتيرة غير مسبوقة، تتصدر عبارة "التعليم الذاتي" المشهد؛ كعنوانٍ لتحوّل جذري في طريقة اكتساب المعرفة.

ولم يعد المُتعلِّم أسير جدران الفصول الدراسية أو رهينًا لجداول المحاضرات؛ بل أصبح قائدًا لمسيرته المعرفية، ينتقي المصادر، ويختار الوقت، ويرسم الطريق وفقًا لإيقاعه الخاص. ولكن، هل يعني هذا أن التعليم التقليدي قد لفظ أنفاسه الأخيرة؟ أم أننا نعيش لحظة تصادم بين منهجين لا بد أن يتكامل أحدهما مع الآخر؟

شهد العقد الأخير قفزات نوعية في أدوات التعليم الذاتي، بداية من المنصات الرقمية إلى الدورات المفتوحة (MOOCs)، مرورًا بقنوات المعرفة المرئية والتفاعلية. بات الهاتف الذكي مكتبة متنقلة، وبات اليوتيوب أستاذًا متعدد التخصصات، وأصبح الوصول إلى المعرفة أكثر ديمقراطية من أي وقت مضى. هذا التحول لم يعد مقتصرًا على المهارات العملية أو الهوايات؛ بل أصبح يشمل التخصصات الأكاديمية العميقة، مثل علوم الحاسوب، والفيزياء، وحتى الفلسفة.

ومع هذا الزخم، بدأ كثيرون ينظرون إلى التعليم التقليدي كهيكل متقادم، يرزح تحت وطأة البيروقراطية والمناهج الجامدة، ولا يواكب روح العصر. يتساءل البعض: لماذا أضيع سنوات طويلة في قاعات جامعية أستمع لمحاضرات قديمة، بينما أستطيع تعلم نفس المادة – وربما بطريقة أكثر تشويقًا – عبر منصة إلكترونية وأنا في غرفة نومي؟ ولماذا أدفع مبالغ طائلة للحصول على شهادة، بينما يُمكنني إتقان المهارة عمليًا عبر التدريب الذاتي والعمل الحر؟

غير أن الصورة ليست بتلك البساطة. التعليم التقليدي، رغم عيوبه، لا يزال يحتفظ بجوانب لا تعوّض: التفاعل البشري، بيئة التعلم الجماعي، التأطير المنهجي، والتقييم الأكاديمي المحكوم بمعايير دقيقة. ففي حين يُغري التعليم الذاتي بالمرونة، إلا أنه يتطلب انضباطًا ذاتيًا عاليًا، لا يتوافر للجميع. كما أن هناك تخصصات- كالطب، والهندسة، والقانون- لا يمكن إتقانها بالكامل دون إشراف مباشر وتجربة ميدانية مضبوطة.

في الحقيقة، لا يتعلق الأمر بموت التعليم التقليدي؛ بل بإعادة تشكيله. فالعالم لا يسير نحو إلغاء الجامعات؛ بل نحو إعادة تعريف دورها. في هذا السياق، ظهرت نماذج هجينة تجمع بين التعليم الذاتي والمنهجي، وتُعيد توزيع الأدوار بين المعلم والمُتعلِّم. أصبح الأستاذ موجهًا بدلًا من ملقّن، وأصبح الطالب شريكًا نشطًا في بناء المعرفة. وأضحت الجامعات الذكية تدمج المنصات الرقمية في برامجها، لتجعل التجربة التعليمية أكثر تشاركية وتكيّفًا مع احتياجات كل طالب.

ما نعيشه اليوم ليس إعلان وفاةٍ لنظام؛ بل ولادة جديدة له. التعليم التقليدي لم يمت، لكنه يُجبَر على أن يتطوّر، ليواكب جيلًا لا يرضى إلا بما هو مرن، متجدد، ومحفّز. أما التعليم الذاتي، فليس بديلًا كاملًا؛ بل أداة تمكين، تكشف عن القدرات الفردية، وتفتح نوافذ التعلم المستمر في عالم لا يعترف بالجمود.

لقد غيّرت ثورة التعليم الذاتي شكل العلاقة بين الإنسان والمعرفة، لكنها لم تقطع صلتنا بالتعليم المنظّم. السؤال اليوم لم يعد: أيّ النظامين هو الأفضل؟ بل: كيف نصنع تعليمًا يدمج بين حرية التعلم الذاتي وصلابة الإطار الأكاديمي؟ المستقبل لا يُقصي طرفًا؛ بل يصهر التجارب ليولد منها نظامًا أكثر شمولًا وإنسانية. فالتعليم في جوهره ليس مجرد طريقة؛ بل رحلة تستحق أن تكون مرنة، عميقة، ومستمرة مدى الحياة

والسؤال الذي يتعلق بنا نحن العُمانيين هو: إلى أين يمضي بنا نظامنا التعليمي الحالي؟ ومتى ستشهد أنظمته التطور؟

مقالات مشابهة

  • بحضور محافظ الإسكندرية.. مصر أكتوبر يسلم تاكسي جديدا للسائق المتضرر من السيول
  • ثورة التعليم الذاتي: هل مات التعليم التقليدي؟
  • قيادي بمستقبل وطن: إطلاق إستراتيجية المدن الذكية خطوة جادة للنهوض بالعمران في مصر
  • الحكومة: برنامج المساندة الجديد يعزز تنافسية الصادرات ويستند لرؤية استراتيجية متكاملة
  • الاستثمار والمالية: برنامج المساندة الجديد يعزز تنافسية الصادرات ويستند لرؤية استراتيجية متكاملة
  • الجريدة الرسمية تنشر قرارًا جديدًا لمحافظ المنوفية بشأن تنظيم أعمال البناء والتخطيط العمراني
  • مؤتمر ختامي لنموذج محاكاة اليونيسف يعزز الوعي بقضايا الأطفال العالمية بأسيوط
  • وزير الداخلية: إطلاق برنامج وطني جديد لتحديث النقل الحضري بـ11 مليار درهم يشمل 84 مدينة
  • الأونروا: 50 ألف طفل استشهدوا أو أُصيبوا في غزة منذ أكتوبر 2023
  • اتهام رجل بريطاني في الولايات المتحدة بالتخطيط لتهريب تكنولوجيا عسكرية إلى الصين