الوالد رحمه الله تعالى كان حريصا على الصلاة مذكرا بها قائما بأمرها إلى أن فارق هذه الدنيا
أنا والله لا أذكر أبدا أن الوالد أمرني بالصلاة،ولا أذكر أني بفضل الله عزوجل فرطت في صلاة واحدة و لا أني أضعت صلاة منذ أن وعيت في الدنيا
و كان السبب في ذلك أني وجدت القدوة العملية في الوالد رحمه الله تعالى
فتحت عيني في الدنيا ووجدته مصليا محافظا على الصلاة لا يفرط فيها بحال،حتى عندما يشتد مرضه في فترات مختلفة كان يحرص على أدائها ،وآخر صلاة صلاها كانت صلاة الفجر من يوم الأربعاء صلاها راقدا مضطجعا لشدة ألمه و تعبه
أذكر الوالد رحمه الله تعالى كان عنده صالة الألعاب الرياضية بحديقة القرشي
فكانت إذا حضرت الصلاة ينادي في الناس
صلاة ،صلاة،صلاة،صلاة،صلاة،صلاة يرفع صوته بها متخللا الناس يمشي ويرجع فيهم وهو يرفع بها صوته
و كان يهيئ المقام للصلاة في هذه الصالة بأن بنى فيها موضعا للوضوء و كان يأتي بالفرشات ليصلي الناس عليها،و كان في صلاة المغرب يغلق الصالة و لا يسمح لأحد باللعب في وقتها،وكان يضع لافتات فيها ممنوع اللعب أثناء الصلاة.


الوالد رحمه الله تعالى
وهو كان يعاني من شدة الكيماوي و أثره في جسده ،إلا أنه كان محافظا على صلاته لا يفرط فيها
ورغم أني ولده و أصغر أولاده،كان يسألني في كل تواضع عن أحكامها و مسائلها،و أذكر قبل شهر كان بسأل عن صيغ التسبيح في السجود و الركوع
الوالد كان مقيما لليل محافظا عليه،أحيانا أستيقظ لغرض، فأجده مصليا،أو قارئا لكتاب الله، وأحيانا كان يوقظني لأصلي بالليل فأتكاسل.
الوالد في آخر أيامه مع اشتداد مرضه،كان يحرص على الصلاة والله ربما صلى الظهر مرتين أو العصر مرتين أو العشاء مرتين
يقول لي ما عارف الوقت دخل و لا لا أقوليهو يا أبوي الضهر يا دوب أذن يقول لي خلاص بقوم بصلي تاني
وكلما يأتي وقت صلاة ينادي فيني مصطفى الصلاة وقتها دخل أي والله
حرصا منه على إقامتها وعدم إضاعتها
وأذكر الوالد رحمه الله تعالى كان يحب أواخر سورة البقرة و يقرأ بها كثيرا و ما حفظتها إلا منه،وكنت إذا علمت أنه يصلي خلفي قرأت بها لحبه لها
وكذلك كانت أمه رحمهما الله تعالى كنت كذلك قد عاشرتها في آخر أيامها وهي في التسعينات من عمرها
والله يا إخوة كانت أميةً لا تقرأ و لا تكتب لكنها تستيقظ بلا منبه و بلا أن يوقظها أحد عند الساعة الثالثة فجرا فتصلي ما شاء الله لها أن تصلي،ثم تنام وتستيقظ لصلاة الفجر،فإذا صلت الفجر ظلت جالسة تذكر الله حتى شروق الشمس،ثم تنام وتستيقظ لتصلي الضحى،والله والله وهي مع ذلك لا تسأل عن الوقت و لا تستطيع أن تعرف كم الساعة،و لكن نشأت على ذلك حتى صار لها ذلك عادة
يارب ارحم موتانا وموتى المسلمين أجمعين واحشرنا معهم في جنات النعيم رفقة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام
#مع_والدي

مصطفى ميرغني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

في ذكرى الهجرة.. إذا استنفرتم فانفروا

مع بداية شهر المحرم بعد غد الخميس ـ وفقا للحسابات الفلكية - تحتفل الأمة الإسلامية بذكرى الهجرة النبوية المباركة، التي مهدت وأسست لبناء دولة الإسلام العظيمة التي كانت خيرا وبركة على الإنسانية كلها، إذ أخرجت الناس من الظلمات إلى النور، ومن الجور إلى العدل، برسالة الإسلام العالمية التي هي آخر رسالات السماء إلى الأرض، وختام الوحى بما نزل على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل صلاة وأزكى سلام.

وكثيرا ما يتردد في الاحتفالات بهذه الذكرى العطرة الحديث الصحيح، الذى رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث عائشة، ومن حديث ابن عباس، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا" ومعناه عند أهل العلم: لا هجرة من مكة بعدما فتحها الله على يد نبيه عليه الصلاة والسلام، وليس المعنى نفي الهجرة بالكلية، بل المراد: لا هجرة بعد الفتح يعني: من مكة إلى المدينة، لأن الله سبحانه جعلها دار إسلام بعد فتحها، فلم يبق هناك حاجة إلى الهجرة منها، بل المسلمون يبقون فيها.

والحديث يؤكد على أن المسلم ينبغي أن يكون دائما في حالة "جهاد" بمعنى السعي الدائم لفعل الخير وتصحيح النية، وأن يكون مستعدا للدفاع عن دينه وأمته إذا استدعى الأمر، وهذا ما نفهمه من قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "وإذا استنفرتم فانفروا" أي إذا طلب منكم رئيس الدولة أو ولي الأمر الخروج للجهاد في سبيل الله، سواء كان للدفاع عن بلاد المسلمين أو لنصرة المظلومين، فانفروا: فإنه يجب عليكم الاستجابة والخروج للجهاد.

وجاء في الحديث الآخر الصحيح: "لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، فمن كان في بلاد الشرك واستطاع أن يهاجر فعليه أن يهاجر" كما قال الله سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا" [النساء: 97].

وجاء في تفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله: إن الآية تدل على وجوب الهجرة، وقال: ذلك مجمع عليه بين أهل العلم أن الهجرة واجبة على كل من كان في بلاد لا يستطيع إظهار دينه، فإنه يلزمه أن يهاجر إلى بلاد يستطيع فيها إظهار دينه، إلا من عجز، كما قال تعالى في الآية بعدها: "إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً - يعني: بالنفقة - وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا" - يعني: لا يعرفون الطريق حتى يذهبوا. "فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ"، و"عسى" من الله واجبة، والمعنى: فأولئك معفو عنهم، الرجل العاجز والمرأة العاجزة، وهكذا الولدان الصغار.

وفى صحيح البخاري حديث عبد الله بن عمرو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسَانِهِ ويَدِهِ، والمُهَاجِرُ مَن هَجَرَ ما نَهَى اللَّهُ عنْه"، وهذا الحديث من جوامع كلمه - صلى اللهُ عليه وسلم -، وفيه بيان أن المهاجر الكامل هو من هجر ما نهى اللهُ عنه، وهو الذي جمع إلى هجران وطنه وعشيرته هجران ما حرم اللهُ تعالى عليه.

والحديث يبين - في جلاء - أن الظواهر لا يعبأ اللهُ تعالى بها إذا لم تؤيدها الأعمال الدالة على صدقها، فنسأل الله تعالى أن يوفقنا دائما إلى هجر ما نهى الله عنه، وأن يجعل العام الهجري الجديد عام خير وبركة على أمتنا المصرية، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يوفق ولاة أمورنا إلى ما فيه خير البلاد والعباد.. اللهم آمين.

مقالات مشابهة

  • الإفتاء توضح فضل صلاة الجنازة على أكثر من ميت| قيراط من الأجر
  • من مكةَ إلى المدينةِ: رحلةُ بناء أمة
  • مواقيت الصلاة اليوم الخميس 26 يونيو 2025 في القاهرة وجميع المحافظات
  • بالقاهرة والمحافظات.. مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 25 يونيو2025
  • في ذكرى الهجرة.. إذا استنفرتم فانفروا
  • كيفية صلاة المسافر.. اعرف شروط الجمع والقصر للمرتحل
  • هل تصح صلاة المرأة إذا انكشفت قدماها؟ دار الإفتاء توضح
  • هل أقضي الصلاة الجهرية سرا ؟.. الإفتاء توضح أسهل طريقة لقضاء الفوائت
  • صيغة دعاء الاستفتاح في الصلاة.. 10 كلمات عن النبي اغتنم ثوابها
  • مصطلحات إسلامية: الولاء والبراء