محلية "شرق الجزيرة" منطقة تقع في ولاية الجزيرة بالسودان، وتحدها شمالا ولاية الخرطوم، وجنوبا محلية مدني الكبرى، وشرقا ولايتا كسلا والقضارف. تبلغ مساحتها نحو 8449 كيلومترا مربعا، وتمثل 31% من مساحة الولاية، وتمتد ضمن سهل البطانة.

تشتهر مدينة رفاعة -العاصمة الإدارية للمحلية- بتاريخها في مجال التعليم، إذ تأسست فيها أول مدرسة لتعليم البنات في السودان عام 1903 على يد الأستاذ بابكر بدري.

وتزخر المنطقة بتراث تاريخي يمتد لعصور ما قبل مملكة سنار الإسلامية، وتحتضن آثارا قديمة مثل قصر نعامية وقبور "العنج".

الموقع

تقع محلية شرق الجزيرة في ولاية الجزيرة بالسودان، وتقع شمال ولاية الخرطوم بحوالي 116 كيلومترا، وتحدها جنوبا محلية مدني الكبرى، وشرقا ولايتا كسلا والقضارف.

الجغرافيا

تقدر مساحة محلية شرق الجزيرة بحوالي 8449 كيلومترا مربعا، وتمثل ما نسبته 31% من مساحة ولاية الجزيرة، وتعد جزءا من سهل البطانة، الذي يتداخل في أربع ولايات سودانية، وهي مناطق رعوية.

وتتكون طبوغرافية المنطقة من صخور قاعدية تظهر في شكل جبال انفرادية، إضافة إلى احتوائها على تكوينات رسوبية مسامية لها القدرة على الاحتفاظ بالمياه. وأرضها سهل منبسط، يبلغ متوسط ارتفاعها عن سطح البحر 390 مترا. ويسود فيها مناخ السافانا.

السكان

وفقا للموقع الإلكتروني لمحلية شرق الجزيرة، فقد بلغ عدد السكان حتى عام 2008 نحو 569 ألفا و696 نسمة، موزعين على الوحدات الإدارية للمنطقة وهي: رفاعة، وأرياف رفاعة، والهلالية، وود راوه، وتمبول.

وتبلغ عدد المناطق 296 قرية وحيا، في حين يبلغ عدد الكنابي -تجمعات سكنية يقطنها سكان يعملون في المشاريع الزراعية- 11 كنبة.

وتسكن في المحلية مجموعة من القبائل المختلفة منها الشكرية والرفاعين والبطاحين والجعلين والكواهلة والسدارنة، ويعتنق الغالبية العظمى من السكان الدين الإسلامي.

العاصمة الإدارية

تقع مدينة رفاعة شرقي ولاية الجزيرة، وهي العاصمة الإدارية لمحلية شرق الجزيرة، تقع على الضفة الشرقية للنيل الأزرق، وترتبط بجسر مع مدينة الحصاحيصا على الجانب الغربي من النهر، وتزيد مساحتها عن 16 كيلومترا مربعا.

وقد سكنها "العنج" طوال القامة قبل مملكة سنار الإسلامية، إذ وُجدت آثار لهم في المنطقة، ويرجع أصل تسميتها إلى قبائل رفاعة القواسمة، وتشمل العبدلاب والرفاعين والحلاوين.

وتعد المحلية وعاصمتها حاضرة التعليم في السودان، ففيها أسس الأستاذ بابكر بدري عام 1903 أول مدرسة لتعليم البنات في السودان.

التاريخ

أظهرت الآثار التاريخية وجودا بشريا في المنطقة منذ النصف الأول من الألفية الأولى ما بعد الميلاد إبان قيام مملكة علوة المسيحية، إذ وجدت آثار لسكان مملكة النوبة القدماء المعروفين باسم "العنج".

ومن تلك الآثار في المنطقة "قصر نعامية"، الذي أسسه الرومان بعد الميلاد، وقبور "العنج" التي تمتاز بأنها قبور طويلة تصل لحوالي مترين ونصف المتر، وفقا للباحث السوداني محمد يوسف القاسمي.

وقد أثبتت وثائق تاريخية أن مدينة الهلالية الواقعة شرق الجزيرة، كانت عاصمة لمملكة العبدلاب -التي تحالفت مع مملكة الفونج وأسست مملكة سنار الإسلامية- في عهد الأمين ود مسمار عام 1689، وقد أخذت المدينة اسمها من ساكنيها الأوائل وهم بنو هلال ابن حمد ابن رفاع، وهم فرع من فروع قبيلة رفاعة.

وقد انطلقت من المنطقة أول ثورة ضد المستعمرين الإنجليز عام 1946 بسبب ختان الإناث، وقاد الثورة ابن مدينة رفاعة المفكر محمود محمد طه، الذي سجن لمدة عامين بعد إحراق المحتجين مركز شرطة وعبورهم النهر ومطارتهم البريطانيين حتى مدينة الحصاحيصا.

تداعيات الصراع المسلح 2023

اندلع الصراع المسلح في السودان يوم 15 أبريل/نيسان 2023 بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى مقتل وإصابة الآلاف ونزوح الملايين.

وقد سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة تمبول بشرق الجزيرة يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول 2024، في أعقاب معارك مع الجيش السوداني على خلفية إعلان انشقاق قائدها بالولاية.

ووفقا لمنسقة الأمم المتحدة في السودان كلمنتاين نكويتا سلامي، فقد أفادت التقارير الأولية بأن "قوات الدعم السريع شنت هجوما كبيرا على أنحاء شرق الجزيرة يومي 20 و25 أكتوبر/تشرين الأول 2024".

وقالت سلامي إن "مقاتلي الدعم السريع أطلقوا النار على المدنيين بشكل عشوائي، وارتكبوا أعمال عنف جنسي ضد النساء والفتيات، ونهبوا الأسواق والمنازل على نطاق واسع، وأحرقوا المزارع".

من جانبه، قال مسؤول السياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه وردت معلومات تفيد بارتكاب قوات الدعم السريع عمليات قتل جماعي واغتصاب، وطالب بوقف "المجازر ضد المدنيين" في ولاية الجزيرة ومحاسبة الجناة.

الأعلام عثمان وقيع الله

فنان تشكيلي عالمي، ولد عام 1925 في مدينة رفاعة، ودرس بها مراحله الأولية، وأسس أول مرسم حر لفنان سوداني عام 1951.

يعد وقيع الله الرائد الأول لمدرسة الخرطوم في الفن التشكيلي، التي استلهمت صيغ الخط العربي وجمالياته، وتتلمذ على يده إبراهيم الصلحي والبروفيسور أحمد شبرين وغيرهما.

عاش وقيع الله في بريطانيا ما بين عامي 1967 و2005، وعمل بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، وحاضر في عدة جامعات، ونظم العديد من المعارض، وله أعمال في متحف الفنون الأفريقية بالعاصمة الأميركية واشنطن، والمتحف البريطاني الذي يعد من أرقى المتاحف في العالم، وقد توفي مطلع عام 2007.

محمود محمد طه

مفكر وسياسي ولد عام 1909 بمدينة رفاعة لأسرة متصوفة تنتمي إلى قبيلة الركابية، ودرس هندسة المساحة عام 1932 في كلية غردون التذكارية بجامعة الخرطوم.

دعا أيام الاستعمار الإنجليزي إلى قيام جمهورية في السودان، وأسس مع آخرين عام 1945 "الحزب الجمهوري"، مطالبين بإقامة "جمهورية سودانية" ورافضين الدعوة لدولة ملكية تابعة للتاج البريطاني أو للملكية المصرية.

أثارت آراؤه خاصة حديثه عن "الإنسان الكامل" وعلاقته بالله تعالى، وادعاؤه تلقي أفكاره من الله سبحانه مباشرة غضب كثيرين، وقد حكمت هيئات إسلامية "بكفره".

أما أتباعه فقد أطلقوا عليه لقبي "الأستاذ" و"المصلح"، قائلين إنه كرس حياته لنصرة المستضعفين وتجديد الدين ونفي التناقض بينه وبين العلم.

وقد نُفذ عليه حكم الإعدام يوم 18 يناير/كانون الثاني 1985، غير أن المحكمة العليا أبطلت ذلك الحكم في العام التالي.

محمد عثمان عبد الرحيم

شاعر سوداني من مدينة رفاعة بشرق الجزيرة، ولد عام 1914 ودرس بالمنطقة، قبل أن يتخرج من كلية غردون التذكارية.

كان عضوا في لجنة الزعفران التي هدفت لطرد المستعمر البريطاني من السودان، وعُرف عنه أنه شاعر مناضل ساهم بشعره في تفجير الحركة الوطنية السودانية.

ومن أبرز أعماله قصيدته الوطنية التي تغنى بها الفنان السوداني الراحل حسن خليفة العطبراوي، وجاء في مطلعها "كل أجزائه لنا وطن إذ نباهي به ونفتتن".

توفي الشاعر محمد عثمان عبد الرحيم في أكتوبر/تشرين الأول 2014 في مدينة رفاعة عن عمر ناهز مئة عام.

التعليم

تشتهر منطقة شرق الجزيرة -وخاصة مدينة رفاعة- بكونها حاضرة التعليم في السودان، ففيها أسس الأستاذ بابكر بدري أول مدرسة لتعليم البنات في السودان عام 1903، وفيها عشرات خلاوي تعليم القرآن الكريم.

وحتى عام 2017، ضمت المحلية 299 مدرسة أساس و73 مدرسة ثانوية، إضافة إلى رياض الأطفال.

كما تضم المدينة جامعة البطانة التي تشمل كليات التربية والاقتصاد والطب والبيطرة، إضافة لجامعة القرآن الكريم في كليات الشريعة والقانون والحاسوب وتنمية المجتمع ومعهد القرآن الكريم، وكليات تتبع لجامعة الجزيرة.

الاقتصاد

يعتمد سكان محلية شرق الجزيرة في نشاطهم الاقتصادي على الزراعة والرعي والتجارة، ومن أهم معالمها الاقتصادية مشروع سكر الجنيد بمساحة 44 ألف فدان، والقسم الشرقي من مشروع الجزيرة بمساحة تبلغ 51 ألفا و474 فدانا.

وتضم المنطقة مجموعة من الأسواق الرئيسية منها: سوق رفاعة، وسوق تمبول، وسوق الهلالية، وسوق ود راوة، وسوق الجنيد، وسوق الشرفة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ولایة الجزیرة الدعم السریع مدینة رفاعة فی السودان

إقرأ أيضاً:

أحمد هنو: قصر ثقافة سوهاج يعد منارة ثقافية مهمة في جنوب الصعيد

حرص الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، على تفقد “قصر ثقافة سوهاج” و”قصر ثقافة الطفل” بسوهاج، وذلك للوقوف على الوضع الحالي لأعمال التطوير ورفع كفاءة القصرين، استعدادًا لافتتاحهما خلال الشهور المقبلة.

رافق الوزيرَ في الجولة اللواء الدكتور عبد الفتاح سراج، محافظ سوهاج.

شملت الجولة التفقدية مختلف أجزاء القصر، الذي يقع على مساحة كلية تبلغ نحو 3500 م²، ويتكون من مبنيين رئيسيين هما: مبنى المسرح، ومبنى قصر ثقافة الطفل، إلى جانب المبنى الإداري، حيث تم الوقوف خلال الجولة على حجم الأعمال المنفذة، والتحديات القائمة، وطرح مجموعة من المقترحات العملية للإسراع في تنفيذ المشروع والانتهاء منه في أقرب وقت.

كما حرص الوزير على عقد اجتماع مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ بالمحافظة، لمناقشة عدد من الموضوعات الخاصة بالحركة الثقافية في سوهاج، وفي مقدمتها سبل ومقترحات سرعة الانتهاء من مشروع تطوير القصر ورفع كفاءته.

وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أهمية “قصر ثقافة سوهاج” بوصفه أحد الصروح الثقافية الرئيسة في صعيد مصر، مشددًا على ضرورة تكاتف جميع الجهات المعنية لاستكمال أعمال التطوير، تمهيدًا لافتتاحه خلال العام المالي الجديد.

وأوضح وزير الثقافة أن “قصر ثقافة سوهاج” يُعد منارة ثقافية مهمة في جنوب الصعيد، ويجب أن يعود سريعًا لممارسة دوره في دعم الحراك الثقافي وخدمة أبناء المحافظة، مؤكدًا أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال تضافر الجهود بين جميع الشركاء التنفيذيين والتشريعيين، لضمان إنجاز المشروع على الوجه الأكمل وفي أقرب وقت ممكن.

وأعلن وزير الثقافة عن افتتاح “قصر ثقافة الطفل” بسوهاج خلال شهر يوليو المقبل، في إطار احتفالات ٣٠ يونيو، كما وجّه بوضع جدول زمني محدد، مع الإشراف على التنفيذ بالتنسيق مع الشركة القائمة على المشروع، للانتهاء من أعمال تطوير “قصر ثقافة سوهاج” وافتتاحه خلال العام المالي 2025/2026.

من جانبه، أكد اللواء الدكتور عبد الفتاح سراج، محافظ سوهاج، أن المحافظة تولي اهتمامًا بالغًا بالمؤسسات الثقافية، وعلى رأسها “قصر ثقافة سوهاج”، لما لها من دور محوري في تشكيل وعي الأجيال القادمة، مشيرًا إلى استمرار التنسيق مع وزارة الثقافة والجهات المعنية لتذليل أية معوقات قد تحول دون سرعة الانتهاء من المشروع.

وتأتي هذه الجولة ضمن جولات وزير الثقافة الرسمية لمتابعة سير العمل بالمواقع الثقافية في محافظات الصعيد، والتي تضمنت عددًا من المواقع الثقافية، في إطار خطة الوزارة للمتابعة الميدانية المستمرة لمشروعات التطوير بالمحافظات، والوقوف على مدى جاهزية البنية التحتية الثقافية لخدمة المواطنين في مختلف ربوع مصر.

طباعة شارك الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة قصر ثقافة سوهاج قصر ثقافة الطفل اللواء الدكتور عبد الفتاح سراج

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأمريكية: النزاع في السودان يهدد المنطقة ولا حل عسكرياً
  • الرباعية الجديدة لبحث الأزمة السودانية: النزاع يهدد المصالح المشتركة في المنطقة
  • تفاصيل انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة في الجزيرة
  • الزيارة الإثيوبية إلى بورتسودان: قراءة في تحولات الإقليم وهواجس التوازن
  • نزوح أكثر من 165 ألف شخص بسبب الحرب في جنوب السودان
  • السودان.. فرار 4 ملايين لاجئ والضغط يتصاعد على الدول المجاورة
  • الأمم المتحدة: أربعة ملايين شخص فروا من السودان منذ بدء الحرب  
  • القوات الروسية تواصل تقدمها بنطاق مدينة رئيسية في شمالي أوكرانيا
  • شركة كهرباء السودان توضح أسباب تكرار انقطاع التيار بولاية الجزيرة وتطمئن المواطنين
  • أحمد هنو: قصر ثقافة سوهاج يعد منارة ثقافية مهمة في جنوب الصعيد