محللون: نتنياهو يصلي من أجل عودة ترامب للبيت الأبيض
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
قال محللون إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يأمل أن يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في انتخابات 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، رغم أن الرئيس الجمهوري السابق أرسل رسائل "متباينة" بشأن الشرق الأوسط خلال هذه الحملة الانتخابية.
وأطلق ترامب سلسلة من التصريحات التي تراوحت بين حث نتنياهو على قصف منشآت نووية إيرانية -وهو ما تجنبته إسرائيل في ضرباتها لإيران السبت الماضي- وبين انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بالقول إن "هجوم 7 أكتوبر ما كان ليقع لو كنت رئيسا"، وإنه سوف يضغط على إسرائيل حتى تنهي حروبها.
لكن هذه السياسات المبهمة إلى جانب شعار حملة ترامب "لنجعل أميركا عظيمة من جديد"، هي ما يعوّل عليها نتنياهو، وفقا للمحللين.
فتوجهات ترامب "الانعزالية" قد تجعله يعطي نتنياهو مزيدا من الحرية للتصرف في الحرب الدائرة حاليا في غزة ولبنان.
وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس غدعون راهط إن "إحدى محطات نتنياهو الرئيسية هي الانتخابات الأميركية. إنه يصلي من أجل فوز ترامب، الذي يعتقد أنه سيمنحه الكثير من حرية الحركة ليفعل ما يطمح إليه".
من جانبه، قال أفيف بوشينسكي -المعلق السياسي الإسرائيلي وكبير الموظفين السابق بحكومة نتنياهو- إن "تجربته مع الجمهوريين جيدة جدا… بخلاف الديمقراطيين الذين هم أكثر صرامة معه".
وعلى مدى سنواته الـ17 في رئاسة الحكومة الإسرائيلية لم يصادف نتنياهو إلا رئيسا جمهوريا واحدا للولايات المتحدة هو ترامب.
السفارة والجولان والتطبيعوأنجز ترامب خلال رئاسته عدة خطوات عززت موقف نتنياهو الداخلي، ونقضت بعض السياسات الأميركية القديمة تجاه إسرائيل.
فقد نقل الرئيس الجمهوري السفارة الأميركية إلى القدس، واعترف بسيادة إسرائيلية على الجولان السوري المحتل وأشرف على تطبيع العلاقات بين 3 دول عربية وإسرائيل.
وانسحب ترامب أيضا من الاتفاق النووي التاريخي مع إيران، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية صارمة على طهران.
كما يتمتع ترامب بعلاقة شخصية وثيقة مع نتنياهو، حيث تباهى قبل أيام بمكالماته الهاتفية شبه اليومية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأكد المرشح الجمهوري خلال تجمع انتخابي بولاية جورجيا أن "لدينا علاقة جيدة للغاية"، وقال "سنعمل معهم بشكل وثيق جدا".
وقال المعلق الإسرائيلي بوشينسكي إن فوائد هذه العلاقة أكبر من أي هواجس، وأضاف "أعتقد أن نتنياهو سيكون على استعداد لتحمل مخاطر عدم القدرة على التنبؤ بأفعال ترامب".
إسرائيليون يفضلون ترامب
ويحظى ترامب أيضا بتأييد شعبي في أوساط الإسرائيليين. وحسب استطلاع للرأي أجراه المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية (ميتفيم) فإن 68% من الإسرائيليين يرون أن ترامب هو المرشح الذي سيخدم مصالح إسرائيل على أفضل وجه.
واختار 14% فقط المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي، على الرغم من تأكيدها مرارا على دعمها لإسرائيل و"حقها في الدفاع عن نفسها".
ويرى نداف تامير، الدبلوماسي الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة وعضو مجلس إدارة معهد ميتفيم، أنه "في إسرائيل، وأكثر من ديمقراطية ليبرالية أخرى خارج الولايات المتحدة، يتمتع ترامب بشعبية أكبر من هاريس".
لكن تامير يحذر من أن إدارة ترامب الجديدة قد تأتي بمفاجآت.
وأوضح كيف أحاط الرئيس الأميركي السابق نفسه بجمهوريين "انعزاليين لا يريدون أن تكون أميركا زعيمة العالم الحر أو التحالفات الدولية".
رؤية فلسطينية
على الجانب الفلسطيني، يؤكد خليل الشقاقي، من المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله، أنه لا توجد حماسة تجاه أي المرشحين الأميركيين.
وتابع "الفلسطينيون لا يثقون في المرشحَين، ولا يرون أي فرق بينهما".
من جهته، أكد المسؤول في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) طاهر النونو أن "الإدارات الأميركية المتعاقبة كانت دائما منحازة" لإسرائيل.
ويرى الفلسطينيون أنه بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الأميركية، فإن حياتهم لن تتحسن.
وتوضح الطالبة في جامعة بيرزيت لين باسم (21 عاما) "لا أؤمن كثيرا بأن الانتخابات الأميركية ستحدث تأثيرا إيجابيا على واقعنا السياسي".
وأضافت "لكن أعتقد أن عودة ترامب إلى الحكم في حال نجح في الانتخابات، ستؤثر سلبا على واقعنا، خاصة وأن ذلك كان واضحا (في ولايته الأولى)".
أما حسان أنور (42 عاما) الذي يعمل مهندس صوت، فيقول "لا أعتقد أن هناك فرقا بين هاريس وترامب، لأن السياسة الأميركية واضحة تماما في دعمها ومساندتها لإسرائيل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
ماذا تعرف عن رواتب موظفي البيت الأبيض؟.. فجوة في الأجور وأعلى من إدارة بايدن
أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، تقريرها السنوي حول رواتب موظفي البيت الأبيض، كاشفة عن تفاصيل الرواتب التي يتقاضاها أكثر من 400 موظف خلال الولاية الثانية للرئيس الجمهوري.
ويقدم هذا التقرير سنوياً إلى الكونغرس بموجب التشريعات الفيدرالية المتعلقة بالشفافية الإدارية.
ويُسلط التقرير الضوء على الفوارق في مستويات الأجور داخل البيت الأبيض، ويتيح مقارنة هيكل الرواتب الحالي بتلك التي كانت معتمدة خلال إدارة الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن.
أعلى الرواتب: من هي الأسماء البارزة؟
بحسب ما أوردته شبكة "فوكس نيوز"، تتصدر جاكلين كلوب، كبيرة المستشارين في البيت الأبيض، قائمة الأعلى أجرا براتب سنوي يبلغ 225 ألف و700 دولار، وهو الحد الأقصى المعتمد قانونيًا لموظفي البيت الأبيض.
وتليها مباشرة إدجار مكرتشيان، المستشار المساعد، براتب سنوي قدره 203 ألف و645 دولارًا، فيما يتقاضى 33 موظفًا آخرون٬ من بينهم شخصيات بارزة٬ رواتب تصل إلى 195 ألف و200 دولار.
وتشمل هذه المجموعة أسماء مثل كارولين ليفيت (السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض)، وتوم هومان (مسؤول الحدود)، وسوزان وايلز (رئيسة الموظفين)، وبيتر نافارو (المستشار التجاري)، وستيفن تشيونج (مدير الاتصالات)، وستيفن ميلر (مستشار الأمن الداخلي).
وتتراوح رواتب مساعدي النواب ما بين 155 ألف و175 ألف دولار، بينما يحصل المساعدون الخاصون على ما بين 121 ألف و500 و150 ألف دولار.
أما كُتّاب خطابات الرئيس فيتقاضون أجورًا تتراوح بين 92 ألف و500 و121 و500 دولار.
ترامب.. بلا راتب فعلي
رغم أن القانون الأمريكي يمنح رئيس البلاد راتبا سنويا يبلغ 400 ألف دولار، بالإضافة إلى بدلات بقيمة تصل إلى 169 ألف دولار تشمل نفقات سفر وترفيه وتجديد سكني، إلا أن ترامب واصل خلال ولايته الثانية تعهده بالتبرع بكامل راتبه لصالح وكالات حكومية، كما فعل في ولايته الأولى.
ورغم أن إجمالي المزايا الرئاسية يبلغ حوالي 569 ألف دولار سنويًا، إلا أن ترامب يُعد من بين رؤساء الولايات المتحدة القلائل الذين تنازلوا عن رواتبهم الرسمية.
موظفون بلا أجور.. لماذا؟
أظهر التقرير أن ثمانية موظفين في البيت الأبيض لا يتقاضون أي رواتب على الإطلاق، وذلك بسبب توليهم مناصب حكومية أخرى يحصلون بموجبها على تعويضات مالية.
ومن أبرز هؤلاء، وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي يعمل كمستشار للأمن القومي في البيت الأبيض دون تقاضي راتب إضافي، وكذلك المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي يتقاضى أجره من وزارة الخارجية.
متوسط أعلى من عهد بايدن
يشير التقرير إلى وجود فجوة ملحوظة في سلم الرواتب داخل البيت الأبيض، حيث يتمركز كبار الموظفين في أعلى السلم بأجور تتجاوز 180 ألف دولار، بينما يتقاضى أكثر من 100 موظف رواتب تقل عن 80 ألف دولار سنويًا.
وبحسب الأرقام، فإن متوسط الراتب في إدارة ترامب يبلغ 194 ألف و114 دولارا، وهو أعلى من متوسط رواتب إدارة بايدن لعام 2024، البالغ 166 و109 دولارا.
وتجدر الإشارة إلى أن إدارة بايدن كانت تضم في عام 2024 نحو 564 موظفا، أي أكثر من إدارة ترامب، لكن بعدد أقل من ذوي الدخول المرتفعة، إذ لم يتجاوز عدد من يتقاضون أكثر من 180 ألف دولار سوى 21 موظفًا فقط.
وتعكس هذه الأرقام توجه إدارة ترامب نحو تقليص عدد الموظفين مع التركيز على تعيين كبار مستشارين برواتب مرتفعة، مقارنة بإدارة بايدن التي اتسمت ببنية إدارية أوسع ولكن بأجور أكثر توازنًا.
كما يثير الفارق في متوسط الرواتب تساؤلات بشأن أولويات الإنفاق داخل المكتب التنفيذي، ومستوى تركز السلطة وصناعة القرار بين نخبة ضيقة ذات أجور عالية.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة، من المرجح أن يُعاد طرح هذا التقرير كأداة للمقارنة بين رؤى الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإدارة البيت الأبيض، سواء من حيث الكفاءة الإدارية أو التوزيع العادل للموارد داخل الجهاز التنفيذي.