وقود لمدافع الروس..كوريا الشمالية تدخل الحرب الأوكرانية
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
تبدو كييف في حالة تأهب قصوى، حيث تنتظر دخولاً محتملاً للقوات الكورية الشمالية في الحرب الروسية ضد أوكرانيا هذا الأسبوع، وهو ما سيكون أول تدخل من جيش أجنبي في هذه الحرب المستعرة منذ أكثر من عامين.
وقال مسؤولون كبار في المخابرات الأوكرانية لصحيفة "فايننشال تايمز"، إن حوالي 3000 جندي كوري شمالي نقلوا سراً في شاحنات مدنية من أقصى شرق روسيا إلى منطقة كورسك الغربية.وقال أحد المسؤولين، إن بضع مئات فقط من الـ 3000 كانوا من القوات الخاصة، والآخرون كانوا من القوات النظامية. اقتربوا من كورسك..البنتاغون: كوريا الشمالية أرسلت 10 آلاف جندي إلى روسيا - موقع 24قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، سابرينا سينغ اليوم الإثنين، إن كوريا الشمالية أرسلت حوالي 10 آلاف جندي إلى روسيا للتدريب والقتال في أوكرانيا في الأسابيع المقبلة. تصعيد كبير وقال المسؤولون، إنهم أُودعوا يوم الإثنين في ثكنات على بعد حوالي 50 كيلومتراً من الحدود الأوكرانية، حيث ينتظرون أوامر أخرى من القيادة الروسية. وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء، أنه " تبادل البيانات مع نظيره الكوري الجنوبي حول نشر قوات كوريا الشمالية في بلاده"، وقال إن "من المتوقع أن يرتفع العدد إلى حوالي 12ألفاً، الاستنتاج واضح... هذه الحرب أصبحت دولية، وتمتد إلى ما وراء بلدين".
‘Elite units’ and ‘cannon fodder’: North Korean troops enter Russia’s war against Ukraine https://t.co/Mg8GTqLc5K
— Financial Times (@FT) October 29, 2024وتقول الصحيفة، إن دخول القوات الكورية الشمالية في حرب روسيا في أوكرانيا سيمثل توسعاً كبيراً في الصراع. حيث أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يوم الإثنين، أن القوات الكورية الشمالية قد نشرت في منطقة كورسك، في ما وصفه "بتصعيد كبير لتورط كوريا الديمقراطية المستمر في الحرب الروسية غير القانونية".
ووفقاً لجهاز المخابرات الوطني الكوري الجنوبي، فإن أول فرقة من القوات الكورية الشمالية وصلت إلى روسيا في وقت سابق من هذا الشهر كانت من الجيش الـ11 في البلاد، وهي وحدة مشاة خفيفة من النخبة تعرف بـ "فيلق العاصفة".
من المتوقع أن يعزز الانتشار الكوري الشمالي قوة روسية قوامها 50 ألف جندي كثفت جهودها في الأيام الأخيرة لاستعادة السيطرة على كورسك، حيث فقدت كييف ما يقرب من نصف 1100 كيلومتر مربع من الأراضي التي زعمت أنها استولت عليها في توغل مفاجئ في أغسطس (آب)، وفقاً لمحللين عسكريين.
لكن مسؤولي المخابرات الأوكرانية شككوا في جودة الوافدين الكوريين الشماليين وقدرتهم القتالية، واصفين الغالبية بجنود مشاة عديمي الخبرة، ومنخفضي الرتب.
وقال مسؤول استخباراتي أوكراني كبير للصحيفة: "لم يغادروا بلادهم من قبل. لم يقاتلوا أبداً في قتال فعلي وتجربتهم بعيدة جداً عن واقع الحرب الحديثة".
Officials from Seoul ???????? have briefed #NATO Allies & Indo-Pacific partners on the North Korean ???????? troop deployment to Russia.
This is:
1. a significant escalation in DPRK’s involvement
2. yet another breach of UN ???????? resolutions
3. a dangerous expansion of Russia’s war. pic.twitter.com/0XEzz0d037
وأضاف المسؤول، أن القوات الكورية الشمالية لم تحصل إلا على أول لمحة عن الأنواع المختلفة من الطائرات دون طيار القاتلة التي أصبحت منتشرة في كل مكان في ساحة المعركة في معسكرات التدريب الروسية "في الأسابيع الأخيرة".
وقود مدافعوبيّن مسؤولون أوكرانيون، أنهم يعتقدون أنه يمكن استخدام الكوريين الشماليين "وقوداً للمدافع" من الروس الذين استخدموا تكتيكاً هجومياً وحشياً ولكنه فعال. وقال مسؤول مخابراتي أوكراني آخر للصحيفة: "هل شاركوا في حرب الخنادق من قبل؟ أشك في ذلك".
Ukraine-Russia live: Putin doesn’t deny North Korean boots in war as Kyiv says soldiers are already in Kurskhttps://t.co/FUCUcqVXfC
— The Independent (@Independent) October 25, 2024وأكد سكوت بوسطن، وهو محلل دفاعي كبير في مؤسسة راند، أن مثل هذه التكتيكات ستثني بيونغ يانغ عن إرسال قوات عالية الجودة "أنت لا تستخدم الحديد الجيد لصنع مسمار، لذا لا ترسل أفضل ما لديك إذا كانوا سيغذون آلة الحطاب فحسب".
لكن يانغ أوك، خبير الدفاع في معهد أسان لدراسات السياسة في سيول، شكك في جدوى هذه الاستراتيجية بالنظر إلى التنسيق المطلوب للعمليات الهجومية المشتركة مع الوحدات الروسية.
وقال: "لن يتمكن الكوريون الشماليون من التحدث بالروسية وستكون للجيشين ثقافة استراتيجية مختلفة تماماً، لذا فإن التنسيق معهم أثناء استخدامهم يمكن التخلص منها سيكون محفوفاً بالمخاطر وصعباً للغاية".
وأضاف "إذا كنت قائداً روسياً، كنت سأستخدم الكوريين الشماليين في عمليات دفاعية، الأمر الذي سيتطلب وقتاً أقل بكثير للتحضير".
وقال مسؤول استخباراتي كبير لصحيفة "فايننشال تايمز" الأسبوع الماضي، إن الكوريين الشماليين حصلوا على وثائق مزورة تحدد هويتهم على أنهم بورياتس، وهي مجموعة من السكان الأصليين في سيبيريا، لإخفاء هوياتهم الأصلية.
ولم تعترف روسيا بنشر القوات الكورية الشمالية لكن الكرملين قال، إن مثل هذه الخطوة ستكون مبررة بموجب شراكة استراتيجية وقعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكيم جونغ أون في يونيو (حزيران).
Seven Indian nationals who entered Russia illegally were, after being caught, sent to the front line in Ukraine as punishment. pic.twitter.com/JG9LGyvgwk
— Globe Eye News (@GlobeEyeNews) March 7, 2024وأشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن موسكو ترد على مستشارين عسكريين غربيين يساعدون القوات الأوكرانية في تشغيل صواريخ متطورة بعيدة المدى، مثل صواريخ أتاكمز الأمريكية، أو ستورم شادو البريطانية والفرنسية.
وجندت روسيا أعداداً أقل من المقاتلين الأجانب في صفوفها، بما في ذلك مرتزقة من كوبا، ونيبال، وسوريا، وأجبرت المهاجرين من الدول الإفريقية الذين يحملون تأشيرات عمل على التجنيد. كما خدعت أو ضغطت على الهنود للانضمام إلى الجيش.
وسبق أن زودت بيونغ يانغ موسكو بملايين قذائف المدفعية وغيرها من الأسلحة، بما فيها صواريخ كيه إن-23 الباليستية، التي رافقها ضباط ومهندسون كوريون شماليون أرسلوا للإشراف على استخدامها في ساحة المعركة، حسبما قال مسؤولون أوكرانيون، وكوريون جنوبيون.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أوكرانيا روسيا كوريا الشمالية روسيا أوكرانيا القوات الکوریة الشمالیة الکوریین الشمالیین کوریا الشمالیة
إقرأ أيضاً:
هل روسيا قادرة على التعافي من الضربة الأوكرانية الكبرى؟
شهدت روسيا هجوما واسع النطاق بالطائرات المسيّرة استهدف قاذفاتها الإستراتيجية، في تصعيد نوعي من جانب أوكرانيا، ورغم الخسائر فإن روسيا على ما يبدو قادرة على استعادة قوتها بسرعة.
ويقول المحلل العسكري الأميركي براندون وايكيرت -في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنترست الأميركية- إنه بينما تتفاخر وسائل الإعلام الغربية وتحتفل بـ"هدف الانتصار" في أعقاب الهجوم المفاجئ واللافت الذي شنته أوكرانيا على أسطول القاذفات الإستراتيجية الروسية القادرة على حمل رؤوس نووية بعيدة المدى فإن من المهم الحصول على تقييم أكثر دقة لحجم الأضرار.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لبنان وسلاح المخيمات الفلسطينية.. احتواء أم مواجهة؟list 2 of 2هل يُحدث حل حزب العمال الكردستاني تحولا في سياسات تركيا؟end of listوحتى الآن، ركزت معظم التقارير -التي غالبا ما تستند إلى مصادر أوكرانية- على إبراز تراجع القدرة التشغيلية الفعلية لأسطول القاذفات بعيدة المدى لدى روسيا.
ويرى وايكيرت أنه لا شك في أن الضربة ستخلف أضرارا حقيقية ودائمة، ولكن قل من أشار إلى أن ما تبقى لدى روسيا من قدرات في مجال القاذفات الإستراتيجية لا يزال يشكل خطرا بالغا، فضلا عن امتلاك الكرملين قدرات ضاربة بعيدة المدى من البر والبحر تساهم في استكمال عناصر "ثالوثه النووي".
وفيما يتعلق بالهجوم نفسه، تقدّر أوكرانيا أنها ألحقت أضرارا بما يصل إلى 30% من أسطول القاذفات الإستراتيجية النشطة لدى روسيا والقادرة على حمل رؤوس نووية، أما التأثيرات طويلة المدى لتلك الضربة فلا تزال غير واضحة.
إعلان مخزون كبيرومع ذلك، يشار إلى أن روسيا لا تزال تحتفظ بعدد كبير من الأنظمة المماثلة في المخازن الباردة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.
وبالتأكيد، تعد هذه الهياكل الجوية عتيقة وفقا للمعايير الحديثة، لكن، كما هو الحال مع دبابات القتال الرئيسية "تي 72″ و"تي 90" فقد أثبتت موسكو بالفعل قدرتها العالية على تحديث الأنظمة القديمة وتحويلها إلى أدوات فعالة في ميادين المعارك الحديثة، فلماذا يفترض أن الوضع سيكون مختلفا بالنسبة لقاذفاتها الإستراتيجية الموجودة في المخازن وغير المستخدمة حاليا؟
يشار أيضا إلى أن القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية تعمل حاليا بمستويات من الكفاءة لم يشهدها أحد منذ أوج الاتحاد السوفياتي في حقبة الحرب الباردة، وإذا أرادت روسيا إعادة القاذفات المخزنة إلى الخدمة فإنها على الأرجح ستكون قادرة على فعل ذلك خلال فترة قصيرة.
ويقول وايكيرت إنه يجب على حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن يدرك الواقع الذي يواجهه فيما يخص القدرات الروسية، وإذا تبنى الحلف دون تمحيص كل ما يقوله النظام الأوكراني خلال زمن الحرب فإنه سيكون عرضة لارتكاب أخطاء إستراتيجية جسيمة.
واستهدفت الهجمات المفاجئة بالطائرات المسيّرة الأوكرانية قواعد عسكرية إستراتيجية روسية رئيسية تقع في عمق سيبيريا مركزة على قاذفات "تي يو 95″ و"تي يو 22 إم" بالأساس، وبوضوح تظهر الأدلة المصورة للهجمات وما تلاها وجود عدد من القاذفات وهي مشتعلة على مدارج القاعدتين.
ومقارنة بذروة قوة القوات الجوية السوفياتية خلال الحرب الباردة يعتبر أسطول القاذفات العملياتي الروسي اليوم صغيرا نسبيا، ولذلك فقد ألحقت الهجمات الأوكرانية أضرارا، على الأقل على المدى القريب.
وقبل الهجوم الأوكراني على روسيا كان يعتقد أن لدى الروس ما بين 50 إلى 60 طائرة من طراز "تي يو 95" في الخدمة الفعلية، مع وجود هياكل جوية إضافية في الاحتياط أو المخازن، وخضع أسطول "تي يو 95" لعمليات تحديث على مر السنوات، مثل النسخة "تي يو 95 إم إس إم".
إعلانأما الطرازات الأقدم مثل "تي يو 95 كيه" و"تي يو 95 إم" فمن المرجح أنها محفوظة في المخازن كاحتياطي إستراتيجي.
وتشير بعض التقديرات إلى أن روسيا قد تمتلك ما بين 20 إلى 30 طائرة إضافية من طراز "تي يو 95" في المخازن على الرغم من أن صلاحيتها للطيران تختلف من طائرة إلى أخرى.
وقبل الهجوم الأوكراني في الأول من يونيو/حزيران كان لدى الروس نحو 60 إلى 70 طائرة من طراز "تي يو 22 إم" في الخدمة الفعلية، ويعتقد أن روسيا تمتلك ما بين 50 إلى 100 هيكل طائرة إضافي من هذا الطراز في المخازن.
"مقابر الطائرات"وتشير تقارير غير مؤكدة إلى أن جزءا كبيرا من هذه الطائرات المخزنة غير صالحة للطيران في حالتها الراهنة.
ومع ذلك، ونظرا لكفاءة القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية -كما اعترف بذلك قادة الناتو على مضض- فإن موسكو ستكون قادرة على الأرجح على إعادة عدد كبير من هذه الطائرات إلى حالة قتالية خلال فترة زمنية مضغوطة نسبيا إذا اقتضت الحاجة.
وعلى غرار الولايات المتحدة حافظت القوات المسلحة الروسية على ما تعرف بـ"مقابر الطائرات"، في إشارة إلى ساحات لتخزين الطائرات غير المستخدمة، خصوصا في قواعدها الجوية الداخلية مثل تشيبينكي وإنغلز.
وتضم هذه "المقابر" النماذج التي جرى الحديث عنها من القاذفات، وهي ليست في الخدمة الفعلية، لكن يحتفظ بها في القواعد الجوية باعتبارها احتياطيا إستراتيجيا كإجراء وقائي، تحسبا لتصعيد مفاجئ من النوع الذي تواجهه موسكو حاليا.
ورغم النجاح الذي حققته روسيا في تجهيز قاعدتها الصناعية الدفاعية للصراع بين القوى العظمى في العصر الحديث فإنها تعاني من "عنق زجاجة" في مجال أنظمة الإلكترونيات مزدوجة الاستخدام.
وببساطة، فإن روسيا ليست جيدة في تصنيع الإلكترونيات، خاصة تلك المطلوبة لأنظمة الدفاع قصيرة المدى التي كان من الممكن أن تحمي قواعدها الجوية من هجمات المسيّرات الأوكرانية.
إعلانوعلاوة على ذلك، فإن هذه الأنظمة الإلكترونية مزدوجة الاستخدام تعد ضرورية أيضا لتطوير مكونات الطائرات المقاتلة والقاذفات المطورة.
تأخر إلكترونيومن اللافت أن هذه المعضلة المتعلقة بالإلكترونيات مزدوجة الاستخدام -والتي لا تزال تعقد القدرة الإنتاجية الكثيفة والموثوقة للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية- ليست مشكلة جديدة على الكرملين، بل تعود إلى الحقبة السوفياتية عندما خسر الاتحاد السوفياتي الحرب الباردة إلى حد كبير بسبب عجزه عن مجاراة الولايات المتحدة في هذا المجال الحاسم.
وفي حين أن الصين بصفتها مركزا عالميا للتصنيع المتقدم تمكنت من تعلم كيفية إنتاج مثل هذه الأنظمة الحيوية لا تزال روسيا متأخرة بشكل كبير عن كل من الولايات المتحدة والصين رغم امتلاكها قاعدة هندسية وعلمية ذات كفاءة.
ومع ذلك، فإن القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية مهيأة بشكل جيد لخوض حرب استنزاف طويلة الأمد من النوع الذي تخوضه حاليا ضد أوكرانيا.
ويقول وايكيرت إنه لا شك أن أزمة الإلكترونيات مزدوجة الاستخدام ستشكل عامل تعقيد في جهود روسيا لإعادة تأهيل أسطول قاذفاتها.
ومع ذلك، فإن قواتها العسكرية لم تتعرض لضرر بالغ كما يزعم بعض المعلقين المؤيدين لأوكرانيا، بل إن احتمالية تعافيها من هذا الهجوم خلال فترة قصيرة تعد مرتفعة.
ولا تزال الحقائق الأساسية لهذا الصراع تميل ضد أوكرانيا وحلف الناتو، فروسيا أكبر بكثير وتمتلك قاعدة صناعية دفاعية أكثر تطورا، وأي مشكلات واجهها جيشها في الأسابيع الأولى من الصراع تم تجاوزها إلى حد بعيد.
أما الضربة التي استهدفت أسطول قاذفاتها -رغم جرأتها- فهي لا تغير من هذه الحقائق الجوهرية كثيرا.
وخلص المحلل العسكري الأميركي إلى أن الحل التفاوضي يبقى هو المسار الأفضل لإنهاء هذه الحرب، فإن لم يحدث ذلك فإنه من المؤكد تقريبا أن روسيا ستفوز إن عاجلا أو آجلا.
إعلان