كسلا – محمد الحافظ كباشي – دفع تعطل الدراسة في السودان وارتفاع معدلات الفقر وحاجة الأسر للمال بعد توقف الأعمال اليومية، إلى تجنيد الأطفال وانخراطهم في حرب السودان، والمعارك والاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

 

ونتيجة لهذه الأوضاع حدثت انتهاكات جسيمة في حق الأطفال من قبل الأطراف المتحاربة، خصوصاً قوات “الدعم السريع” التي كان له النصيب الأكبر في تجنيد الصغار قسراً باختطافهم والزج بهم في المعارك فضلاً عن استخدامهم في مهام أخرى كطهاة وجواسيس، مما يعرضهم للأذى الجسدي والنفسي.

 

 

في وقت استعان فيه الجيش بيافعين من مدن عديدة، إذ انخرط المئات من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين “12 إلى 14” عاماً في معسكرات ما يعرف بـ “المقاومة الشعبية”، وتوجه آخرون لمناطق القتال.

انتهاك حقوق الإنسان.

 

 

وأعربت الخبيرة الأممية، سيوبان مولالي المقررة الخاصة المعنية بمسألة الاتجار بالأشخاص عن قلقها إزاء تزايد خطر تجنيد الأطفال واستخدامهم من قبل القوات المسلحة والجماعات المسلحة منذ اندلاع الصراع في السودان بين قوات “الدعم السريع” والجيش السوداني.

 

 

وقالت مولالي إن “تدهور الوضع الإنساني وعدم إمكانية الحصول على الغذاء والخدمات الأساسية الأخرى يجعلان الأطفال وخاصة غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم في الشوارع أهدافاً سهلة للتجنيد من قبل الجماعات المسلحة.

 

 

وردا على الادعاءات التي تزعم بأن الأطفال قد ينضمون إلى الجماعات المسلحة كاستراتيجية للبقاء، قالت المقررة الخاصة إن موافقة الطفل أي شخص يقل عمره عن (18) عاماً لا أهمية لها من الناحية القانونية، وإنه ليس من الضروري إثبات استخدام القوة.

 

 

وأشارت مولالي إلى إن “تجنيد الأطفال من قبل الجماعات المسلحة لأي شكل من أشكال الاستغلال بما في ذلك في الأدوار القتالية يعد انتهاكاً صارخا لحقوق الإنسان، وجريمة خطيرة وانتهاكا للقانون الإنساني الدولي.

مساءلة ومحاسبة قانونية

إلى ذلك، تقول المحامية والمستشارة القانونية مها محمد البشير إن “القانون الدولي الإنساني وعدد من المواد والقواعد الواردة في المعاهدات والبروتوكولات الدولية المشابهة تحظر تجنيد واستخدام الأطفال في القتال وتعتبره جريمة حرب تستدعي المحاسبة من جانب المحكمة الجنائية الدولية.

وتضيف : بناءاً على ذلك تضاف أطراف النزاع التي تجند وتستخدم الأطفال بواسطة الأمين العام في قائمة العار التي يصدرها سنوياً.

وتتابع البشير “حتي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لا تكف عن التحذير من استخدام الأطفال كجنود في السودان.

آثار كارثية

وعلى صعيد متصل، إشارات الاخصائية الاجتماعية ميسون محمد زين إلى أن “معظم الأطفال المجندين وقعوا ضحية لحملة إعلامية منظمة تقودها المجموعات الداعمة للحرب تحت دعاوي الكرامة والدفاع عن النفس والأسر.

 

ولفتت إلى أن “المجموعات التي تدير عمليات التجنيد تستغل حماسة الأطفال وبساطتهم وصغر سنهم والفراغ الذي يعيشونه بسبب الابتعاد عن مقاعد الدراسة لأكثر من عام ونصف.

 

وأوضحت الاخصائية الاجتماعية أن “تجنيد الأطفال في هذه السن المبكرة ستكون له تبعات كارثية، إذ يفترض أن يكون مكانهم الطبيعي مقاعد الدراسة وبعيداً عن أجواء العنف التي تؤثر سلباً على نشأتهم.

تجنيد الأطفالحرب السودان

المصدر: تاق برس

كلمات دلالية: تجنيد الأطفال حرب السودان تجنید الأطفال من قبل

إقرأ أيضاً:

الأزمات تحاصر السودانيين وسط مخاطر صحية وأمنية وغذائية كبيرة

 

تفاقمت خلال الأيام الأخيرة الأزمات الصحية والمعيشية والمخاطر الأمنية في السودان، حيث تتزايد حدة الوبائيات في العاصمة الخرطوم، وتتسع رقعة الجوع لتشمل أكثر من 70 في المئة من مناطق البلاد، وسط فوضى أمنية عارمة بسبب القتال المستمر وحملات الاعتقال والنزوح.

التغيير ــ وكالات

تشهد معدلات الوفيات ارتفاعًا ملحوظًا، سيما في أم درمان وجنوب الخرطوم، مع انتشار الأمراض في ظل شُبهات بتسرّب كيميائي في بعض المناطق، وانقطاع إمدادات المياه في معظم أنحاء البلاد، ما اضطر الأسر إلى جمع المياه من مصادر غير آمنة وملوثة.
وتتزايد معدلات الجوع بوتيرة متسارعة لتطال أكثر من 26 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة، في ظل ارتفاع أسعار السلع الغذائية وتدهور الأوضاع الأمنية، خصوصًا في إقليم كردفان الذي يشهد قتالًا عنيفًا.

تحذيرات متصاعدة

حذّرت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية من أوضاع خطيرة تفاقمت بعد ظهور أمراض غريبة في العاصمة الخرطوم أدت إلى وفاة الآلاف في أقل من أسبوع، دون تدخلات ملموسة من السلطات الصحية المحلية.

يأتي ذلك في ظل خروج أكثر من 70 في المئة من مستشفيات البلاد عن الخدمة، ونقص حاد في المستلزمات الطبية، بحسب نقابة أطباء السودان.
ووفقًا للأمم المتحدة، فقد أجبر اندلاع الصراع في أبريل 2023 نحو 13 مليون شخص على الفرار من منازلهم، وتشرّدوا داخليًا وفي أنحاء المنطقة، بينما عبر أكثر من 3 ملايين شخص الحدود إلى خارج البلاد.

ورغم عودة الآلاف إلى بعض مناطق ولاية الخرطوم مؤخرًا، إلا أن كثيرين وجدوا منازلهم مدمرة تفتقر إلى خدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي، إلى جانب استمرار أعمال النهب والقصف العشوائي في مناطق عدة.

كما يعاني سكان الولايات الشمالية والغربية والشرقية من نقص حاد في الغذاء، وصعوبات كبيرة في الوصول إلى الرعاية الصحية.

ويواجه سكان مدينة أم درمان، غرب العاصمة، أزمة حادة في مياه الشرب، مع ارتفاع كبير في أسعارها، إذ تقول منظمات صحية إن سعر حمولة المياه الواحدة تجاوز ثلاثة أضعاف راتب العامل الشهري.

وقال مرتضى عبد القادر، أحد المشرفين على منظمة طوعية تعمل في عدد من مناطق البلاد، إن “المياه حتى وإن توفرت، فإنها غالبًا ما تكون غير آمنة من الناحية الصحية”.

كارثة صحية تلوح في الأفق

وتوقعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تفاقمًا أكبر في أزمة الصحة العامة في السودان، مع استمرار الصراع والنزوح الجماعي، وانتشار الأمراض.

وفي تقرير صدر يوم الأربعاء، سلّطت اليونيسف الضوء على الخطر المتزايد لوباء الكوليرا في بلد مزّقته الحرب، حيث تم تسجيل أكثر من 7700 إصابة و185 حالة وفاة مرتبطة بها في ولاية الخرطوم. ويثير القلق تسجيل أكثر من 1000 إصابة بين أطفال دون سن الخامسة.

وقال شيلدون يت، ممثل اليونيسف في السودان: “يتعرض المزيد من الأطفال يوميًا لهذا التهديد المزدوج المتمثل في الكوليرا وسوء التغذية، لكن كلاهما يمكن الوقاية منهما وعلاجهما، إذا تمكّنا من الوصول إلى الأطفال في الوقت المناسب”.

الوسومالأزمات الأطفال الكوليرا اليونسيف كارثة صحية منظمة طوعية

مقالات مشابهة

  • التعليم تعلن سن التقدم لرياض الأطفال للعام الدراسي 2025-2026.. من 4 حتى 6 سنوات عدا يوم
  • إعلان تجنيد صادر عن القوات المسلحة الأردنية
  • المركز المثالي للتأهيل يحتفل بالأطفال ذوي الإعاقة
  • ملف المخدرات في السودان يُعد من أخطر الملفات التي واجهت البلاد
  • عضوا مجلس السيادة د.سلمى عبدالجبار ود.نوارة أبو محمد محمد طاهر تؤديان القسم أمام رئيس مجلس السيادة
  • اعتبارا من تموز المقبل ..فرنسا تحظر التدخين في كل الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال
  • فرنسا تحظر التدخين في كل الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال بدءًا من يوليو
  • الأزمات تحاصر السودانيين وسط مخاطر صحية وأمنية وغذائية كبيرة
  • السودان.. ميليشيا الدعم السريع تقصف أحياء سكنية في مدينة الأبيض
  • حماية الطفل في القانون| دعم متكامل من التعليم إلى السلامة في الأزمات