تدشين كتاب «زايد رجل بنى أمة» في تيرانا
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
نظم معهد التربية والتراث والسياحة «IETT» في تيرانا بجمهورية ألبانيا حفلاً لتدشين كتاب «زايد رجل بنى أمة» الذي صدر بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والأرشيف والمكتبة الوطنية.
حضر حفل التدشين وفد من الجامعة برئاسة الدكتورة كريمة مطر المزروعي، مستشارة مدير الجامعة، والرئيس الألباني الأسبق رجب ميداني، وعدد من المسؤولين الألبان، وجمع غفير من الأكاديميين والباحثين والصحفيين والطلاب.
واستعرض الكتاب مآثر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، والقيم التي أرساها في الجوانب الإنسانية والخيرية والتنموية، إضافة إلى قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.
كما أبرز مؤلف الكتاب جرايم ويلسون مواقف الشيخ زايد من القضايا المصيرية، وأشار إلى أن المغفور له استطاع التغلب على التحديات لبناء الأمة، كما أشار إلى القيم الأساسية التي تحلى بها، والتي من خلالها جعل دولة الإمارات أنموذجاً عالمياً يحتذى به.
وتمت ترجمة الكتاب للغة الألبانية بطلب من معهد التربية والتراث والسياحة لإبراز القدوة والنموذج للشباب الألباني.
وأكدت الدكتورة كريمة المزروعي في كلمتها خلال حفل تدشين الكتاب، أن المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» قائد حكيم وفذ وبنى دولة الإمارات من خلال رؤيته الفريدة، واستطاع مد جسور التواصل والتعاون والصداقة مع كافة الدول والشعوب، ووضع دولة الإمارات في مصاف الدول المحبة للسلام والتعايش والإخاء.
وأعربت عن شكرها لمعهد التربية والتراث والسياحة لتنظيم هذا الحدث، والاحتفاء بسيرة الشيخ زايد من خلال هذا الإصدار الذي جمع بين دفتيه مسيرة حافلة بالعطاء والإنسانية والقيم النبيلة والأصيلة.
أخبار ذات صلةوقالت: إن تعاون الجامعة لإصدار هذا الكتاب يأتي ضمن مبادراتها الوطنية في مجال النشر والتوثيق، ومشاريعها الثقافية والأدبية، ويجسد حرصها على إحياء إرث الشيخ زايد الغني بالقيم والمعاني الفاضلة التي عاش من أجلها ونذر نفسه لإعلاء رايتها، ونشرها على أوسع نطاق باعتبارها صمام أمان لتعزيز قيم الأخوة الإنسانية والعيش المشترك بين الشعوب.
وأشارت إلى أن تعاون جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية ومعهد التربية والتراث والسياحة الألباني في هذا الصدد يؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة العلمية بين الجانبين، والتي ستتبعها مشاريع مشتركة مستقبلية.
من جانبه، أشاد الدكتور رامز زكاي، رئيس مجلس إدارة معهد التربية والتراث والسياحة الألباني، بمسيرة المغفور له الشيخ زايد في تأسيس وتطوير دولة الإمارات، والانتقال بها إلى مصاف الدول المتقدمة بمنجزاتها الحضارية.
وأشار إلى العلاقات الوثيقة بين البلدين، مثنياً على المساعدات التي قدمتها الدولة للشعب الألباني ومبادراتها التنموية.
كما تحدثت خلال الحفل الدكتورة نفيلا نيكا مديرة المعهد، حيث أبرزت أهمية إصدار هذا الكتاب باللغة الألبانية، ونقلت آراء عدد من الشخصيات العالمية التي وصفت الشيخ زايد بالقائد الاستثنائي والدبلوماسي المؤثر.
وزار وفد جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، برئاسة كريمة المزروعي، أكاديمية العلوم في العاصمة تيرانا، والتقى الدكتور إسكندر جينوشي رئيس كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وبحث الجانبان فرص التعاون في المجالات البحثية والأكاديمية، كما قام الوفد بزيارة مماثلة إلى المعهد الكندي للتكنولوجيا في ألبانيا، وتمت مناقشة مجالات التعاون العلمي المستقبلي.
المصدر: وامالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأرشيف والمكتبة الوطنية ألبانيا جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية دولة الإمارات المغفور له الشیخ زاید
إقرأ أيضاً:
بعد انتهاء معرض الكتاب بالرباط.. جدل ثقافي وزخم فكري
في اللحظة التي خرجت فيها وزارة الثقافة والشباب والتواصل للتباهي بعدد زوار معرض الرباط في دورته الـ30 التي عرفت حوالي 403 آلاف زائر، تباينت آراء الكتاب والأدباء في المغرب حول معرض الكتاب هذه السنة.
إذ عبر مجموعة من المثقفين عن رأيهم فيما عاينوه هذه السنة من تحولات وتغيرات. فهناك من رأى أن معرض الكتاب بات يشكل منصة ثقافية للتعريف بالكتاب العربي؛ وأهمية ذلك في تحقيق نوع من المثاقفة التلقائية التي تتم بين مؤسسات النشر والباحثين والأدباء والفنانين، حيث يتاح لهم إمكانية تبادل معارفهم وتجاربهم في مجال الكتابة وصناعة الكتاب.
بينما رأى الفريق الثاني أن المعرض منذ أن تم نقله إلى الرباط بات يعرف تراجعا كبيرا، لا فقط من ناحية الزوار والبيئة التي كان يخلقها حين كان بمدينة الدار البيضاء، وإنما أيضا من ناحية البرنامج الثقافي.
فقد انتقد مجموعة من الكتاب المغاربة الطريقة التي بات يتم بها تسيير المعرض الدولي للكتاب بالرباط، حيث غلبت عليه هذه السنة التوجهات الفرانكفونية التي تقصي مجموعة من الكتاب الذين يكتبون بالعربية طيلة السنة ولهم مشاركات مشرّفة داخل المغرب وخارجه.
تلعب معارض الكتب دورا بارزا في تشكيل معالم المدن وتوطيد الحوار بين الثقافات والشعوب، ذلك أن قيمتها في السنوات الأخيرة باتت كبيرة، بحكم ما أصبح يطبع مفهوم الثقافة من تحولات إبستمولوجية تدفع بالجهات الوصية على الثقافة إلى تغيير نظرتها إلى الثقافة وفهم التغيرات التي باتت تمر منها.
إعلانفالثقافة، لم تعد مجرد رأسمال رمزي جامد، بقدر ما غدت قاطرة نحو التنمية وأداة لتحقيق نهضة اقتصادية داخل عدد من العواصم الثقافية العربية. إن الثقافة بتعريفها المركب عند إدوارد تايلر عبارة عن مشروع حداثي يخرج المجتمع من براثن التقليد ويزج به في قلب حداثة باتت تفرض نفسها علينا منذ نهاية ستينيات القرن الـ20.
تميز معرض الكتاب هذه السنة بحضور عدد كبير من المؤلفات الفكرية في مجالات الأدب والتاريخ والفلسفة، مما يفسر التحول الذي بات يطبع الثقافة العربية في الآونة الأخيرة، حيث فطن عدد من الناشرين إلى قيمة بحوث العلوم الإنسانية ونظيرتها الاجتماعية في الواقع الذي ننتمي إليه اليوم. كما أن حضور فئة من الشباب داخل المعرض يعطيه هذا الزخم الثقافي المتنوع والذي يجعله يجدد ميكانيزمات اشتغاله وينظر إلى الأشياء بنظرة تغلب عليها الحداثة الفكرية بدل السلفية الثقافية.
عن الدورة الـ30 من معرض الكتاب بالرباط يقول الكاتب عيسى مخلوف لـ "الجزيرة نت" بعد زيارته للمعرض من أجل تقديمه للشاعر عبد اللطيف اللعبي بأن المعرض "علامة فارقة في المشهد الثقافي بالمغرب من خلال برنامجه الثقافي والأدبي والفني وما يتناول الثقافة والنشر ومن خلال تركيزه في هذه الدورة على أدباء المهجر الفرانكفونيين منهم بالأخص.
لذلك يرى صاحب "عين السراب" أن المعرض يأتي هذا العام في ظروف دقيقة بالغة التعقيد على مستوى العالم أجمع ولذلك فإن الإصرار على أهمية الكتاب هو إصرار على تعزيز القواسم الثقافية المشتركة بين الشعوب، وهنا يكمن الدور الذي تقوم به معارض الكتب التي تنفتح على اللغات والثقافات كلها عبر الترجمة والندوات والحوار المتكافئ.
أما اللغة التي تسود في معارض الكتب فهي لغة تقوم على الجمع والائتلاف لا على التفرقة والاختلاف، إنها لغة أخرى تنتصر للمعرفة وتتطلع إلى ما يجمع الشعوب ويوحدها في مسعى يهجس بمصير إنساني مشترك يحمي الجنس البشري ولا يجعله عرضة لتهديد مستمر ومتواصل.
إعلانإن المعرض الدولي للنشر والكتاب يؤكد مرة أخرى على أهمية الكتاب والمعرفة في بناء مجتمعات تراهن على العلم سبيلا للتقدم ولإعطاء معنى للعالم الذي نعيش فيه.
من جهتها، أكدت الشاعرة والناقدة حوريت الخمليشي في حديثها لـ "الجزيرة نت" أن معرض الكتاب بالرباط "تظاهرة ثقافية كبرى، فهو من أكبر الفعاليات التي تحتفي بالثقافة على نطاق واسع، إذ كان هذه السنة إقبالٌ كبير وحضور عدد كبير من دور النشر بمدينة الرباط عاصمة الثقافة والأنوار".
وقالت إن "الشارقة شاركت هذه السنة كضيفة شرف ببرنامج ثقافي حافل من خلال الندوات الثقافية على مستوى الآداب والفنون، هذا بالإضافة إلى طرح أسئلة الكتابة على نطاق واسع. والمعرض جيد من حيث التقديم وهو مناسبة سنوية للتعرف على دور النشر، بحيث يتميز ببرنامج ثقافي متعدد الأنشطة والمغرب متعدد اللغات والثقافات".
واعتبرت الناقدة أنه "كان هناك اهتمام بالثقافات الأمازيغية والحسانية واهتمام بالسياسة اللغوية بالمغرب، كما أن المعرض عرف حضور مغاربة العالم والعديد من الندوات حول الترجمة لما لها (من) دور في الانفتاح على ثقافات أخرى وتجديد سبل الحوار حول الثقافة العربية. فقد قدمت العديد من دور النشر لمجموعة من مؤلفاتها الصادرة حديثا. والملاحظ أن هناك عناية بالكتّاب الشباب والمبدعين من خلال النشر وما قامت به الجهات الثقافية من تنظيمها للعديد من المسابقات كمسابقة الشعراء الشباب ثم الكتابة الإبداعية والجائزة الوطنية للقراءة وغيرها".
أسماء ثقافية مكررةأما الروائي والقاص حميد ركاطة، فإن لديه وجهة نظر مختلفة حول معرض الكتاب بالرباط، حيث يقول "لعل المثير للانتباه في معرض الرباط، هو استماتته في الحفاظ على نفس الوجوه من حيث البرمجة، ثلة من المقربين والأولياء والصالحين، من الذين ينتسبون للقبيلة والعشيرة، يشكلون زمرة من الكتاب ورثوا مواقعهم داخل برامج أغلب الدورات. بل منهم من تكرموا عليه بالمشاركة في أكثر من نشاط داخل أروقة معرض حاول منظموه خلال هذه السنة أن يلتفتوا فيه للضفة الأخرى، ليذكرونا بأننا لا نزال نرزح تحت وطأة ثقافة كولونيالية، ومستلبين بأدب فرانكوفوني، حسب ما برز من خلال العناوين والأسماء المبرمجة من خارج الوطن ومن داخله كذلك، تثمينا للأدب المكتوب باللغة الفرنسية، مع ما رافق ذلك من ترويج إعلامي منقطع النظير".
إعلانولاحظ ركاطة "غياب العديد من الإصدارات الرصينة والجديدة – بطبيعة الحال ليست أسماء مكرسة ليتم استدعاء أصحابها للمعرض، وتم الاقصاء ببرودة أعصاب، وكأن انتقال المعرض من الدار البيضاء نحو مدينة الأنوار الرباط، سيدفع المنظمين للنسيان السريع، لنتساءل ما دور المديريات الجهوية للثقافة، وكيف تم انتقاء الأسماء المبدعة بالجهة، دون سابق إعلان؟ وما هي شروط ومعايير هذا الانتقاء كذلك؟".
من ثم يرى أن "غياب العديد من الكتّاب المغاربة عن أجندة المعرض الدولي لا مبرر له، وقد شاهدنا صرخات الاحتجاج على مواقع التواصل الاجتماعي، إقصاء لا مبرر له، وكأن الكتاب المغاربة طبقات وفئات. ومع ذلك نهمس في أذن صانعي القرار كفى استهتارا بمشاعر المبدعين المغاربة. ثم ما الجدوى من زيارة كتاب الهوامش لمعرض أسعار الكتب فيه ملتهبة، بالمقارنة مع القدرة الشرائية الضعيفة لمدمني القراءة؟".
يضيف ركاطة "لم تلفت انتباهي الإصدارات، بقدر ما لفت انتباهي تزامن توقيت هذا المعرض مع معرض دولي آخر للفلاحة بمكناس، وبعض الأنشطة الثقافية التي تشكل محطات ثقافية بارزة في المغرب بالنسبة لبعض الجمعيات الجادة وطنيا. كما أن برمجة توقيت المعرض كان في منتصف الشهر (من 18 إلى 27) مع ما لذلك من دلالة على القدرة الشرائية للموظف البسيط، وللطلبة، وعموم المواطنين ممن يحسبون على الكائنات الشهرية".
ويعتبر حميد ركاطة "أن المشرفين على البرمجة تفننوا في إيهامنا باهتمامهم بالتعدد الثقافي واللغوي بالمغرب، لكنه ظل تعددا محدود الفعالية، وغير مقنع ما دام التكريم اقتصر على أسماء دون غيرها، وأن البرمجة نخبوية بامتياز، تكرس نفس الوجوه التي تذمر منها المغاربة لسنين عديدة، إلى جانب تكرار برمجة بعضها بشكل سافر، في أكثر من نشاط. وهو أمر يصيب المتتبع بالدهشة من كونه معرضا للمنتخب الوطني لكتاب المغرب، أو يندرج ضمن بطولة مصغرة غير مسموح فيها لباقي الكتاب بالمشاركة".
إعلان