تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشف تقرير حديث صادر عن منظمة "أوكسفام" عن أن الانبعاثات الكربونية التي يولدها أثرياء أوروبا من استخدام الطائرات الخاصة واليخوت الفاخرة خلال أسبوع واحد، تعادل ما يُنتجه فرد من أفقر 1٪ من سكان العالم طوال حياته.

وتحت عنوان "عدم المساواة في الكربون تقتل"، رصد التقرير للمرة الأولى البصمة الكربونية الضخمة الناجمة عن ترف الأثرياء إلى جانب استثماراتهم في الصناعات الملوثة، بالتزامن مع اقتراب مؤتمر المناخ COP29 في باكو وسط قلق متزايد بشأن تفاقم أزمة المناخ.

من ناحيتها، قالت كيارا بوتاتورو، خبيرة الضرائب في أوكسفام بالاتحاد الأوروبي، إن سلوك الأثرياء يظهر وكأنهم يعتبرون الكوكب ملكية شخصية، مضيفةً أن استثماراتهم في القطاعات الملوثة، بجانب اعتمادهم على الطائرات واليخوت، لا تعكس الرفاهية فحسب، بل تغذي التفاوتات الاجتماعية وتؤدي إلى انتشار الفقر وأحيانًا الوفاة.

ويفسر التقرير كيف تؤدي انبعاثات الأثرياء إلى تسريع تدهور المناخ، محدثةً أضرارًا واسعة النطاق على مستوى الحياة والاقتصاد.

وأشار إلى أن المجتمعات الأكثر فقرًا، التي بالكاد تسهم في التسبب بأزمة المناخ، هي الأكثر تعرضًا لعواقبها. 

ووفقًا لتحليل أوكسفام، يقوم أوروبي فاحش الثراء بما معدله 140 رحلة جوية سنويًا، قاضيًا 267 ساعة في الجو، مما يطلق انبعاثات كربونية تفوق ما يولده المواطن الأوروبي العادي في أكثر من 112 عامًا. كما تُظهر البيانات أن يختًا فاخرًا يملكه ثري أوروبي يطلق كمية من الكربون تعادل ما يطلقه المواطن العادي على مدار 585 عامًا.

وفي ظل استمرار الانبعاثات على معدلاتها الحالية، ستنفد ميزانية الكربون العالمية، اللازمة للحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة دون تجاوز 1.5 درجة مئوية، خلال أربع سنوات تقريبًا. لكن لو تساوت انبعاثات الجميع مع انبعاثات أغنى 1٪ من السكان، لن تستمر هذه الميزانية لأكثر من خمسة أشهر، أما إذا كانت بحجم الانبعاثات الصادرة عن الملياردير المتوسط بسبب طائراته ويخوتِه الخاصة، فلن تستمر أكثر من يومين.

علاوةً على ذلك، أشار التقرير إلى أن انبعاثات استثمارات الأغنياء تتجاوز بكثير ما يطلقه الناس العاديون، حيث تساوي الانبعاثات الناتجة عن استثمارات 50 من أثرى مليارديرات العالم حوالي 340 ضعف الانبعاثات الناتجة عن طائراتهم الخاصة ويخوتهم مجتمعة. عبر هذه الاستثمارات، يمتلك الأثرياء تأثيرًا بالغًا على كبرى الشركات العالمية، مما يضع العالم على حافة كارثة مناخية.

وأوضح التقرير أن حوالي 40٪ من استثمارات هؤلاء الأثرياء موجهة نحو صناعات شديدة التلوث مثل النفط والتعدين والشحن والأسمنت، وأن انبعاثات 36 من أثرياء الاتحاد الأوروبي وحدهم تعادل الانبعاثات السنوية لأكثر من 4.5 مليون أوروبي. كما أبرزت أوكسفام تأثيرات واسعة لهذه الانبعاثات على الاقتصاد والأمن الغذائي والأرواح، منذ عام 1990 وحتى اليوم، متسببةً في أزمات تطال الدول الأقل تسببًا في أزمة المناخ.

على صعيد الأمن الغذائي، أشار التقرير إلى أن انبعاثات الأثرياء تسببت في خسائر زراعية تُعادل السعرات الحرارية التي تكفي لإطعام نحو 900 ألف شخص سنويًا منذ عام 1990 وحتى 2023، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 1.7 مليون شخص بحلول عام 2050.
كما تؤدي هذه الانبعاثات إلى وفاة نحو 80 ألف شخص سنويًا بسبب ارتفاع درجات الحرارة بين عامي 2020 و2120.

و دعت "كيارا بوتاتورو" إلى تحميل الأثرياء تكلفة بصمتهم الكربونية، مقترحةً فرض ضرائب إضافية على هذه الفئة لتخفيف آثار ممارساتهم البيئية على بقية العالم، ولإرساء قدر أكبر من العدالة البيئية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أوروبا القارة العجوز أزمة المناخ انبعاثات الكربون الاتحاد الأوروبي COP29 بأذربيجان أوكسفام

إقرأ أيضاً:

وكالة أميركية تعتزم إلغاء القيود على الغازات المسببة للاحتباس الحراري

الاقتصاد نيوز - متابعة

أكدت وكالة حماية البيئة الأميركية اليوم السبت أنها تعمل على صياغة خطة لإلغاء جميع القيود على الغازات المسببة للاحتباس الحراري من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم والغاز في الولايات المتحدة على أن تنشرها بعد مراجعتها.

وقال متحدث باسم الوكالة "عبر كثيرون عن مخاوفهم من أن تغيير الإدارة السابقة لتلك القاعدة يعد تجاوزًا ويمثل محاولة لإيقاف توليد الكهرباء بأسعار معقولة وطرق موثوقة في الولايات المتحدة، مما يزيد الأسعار على الأسر الأميركية ويزيد اعتماد البلاد على مصادر الطاقة الأجنبية".

وأضاف: "في إطار تلك المراجعة، تعمل وكالة حماية البيئة على إعداد قاعدة مقترحة".

 

كانت صحيفة نيويورك تايمز أول من أورد تقريرًا عن مسودة الخطة وذكرت أن الوكالة في خطتها المقترحة قالت إن ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى الناتجة عن محطات الكهرباء التي تحرق الوقود الأحفوري "لا تسهم بشكل كبير في التلوث الخطير" أو في تغير المناخ لأنها تمثل حصة صغيرة ومتناقصة من الانبعاثات عالميًا.

وأضاف التقرير أن الوكالة رأت أن الحد من هذه الانبعاثات لن يكون له تأثير كبير على الصحة العامة والرفاه الاجتماعي.

وتقول الأمم المتحدة إن الوقود الأحفوري هو أكبر المساهمين في الاحتباس الحراري إذ يتسبب في أكثر من 75% من انبعاثات الغازات المسببة لهذه الظاهرة عالميًا ونحو 90% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وضمن جهودها لدعم عمليات النفط والغاز والتعدين، تسعى الحكومة الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترامب للإسراع في إلغاء جميع أوجه الإنفاق الاتحادي المتعلق بجهود مكافحة تغير المناخ ورفع أي قيود تهدف إلى معالجة مسألة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

ووافق مجلس النواب يوم الخميس على مشروع قانون الضرائب والإنفاق الشامل الذي اقترحه ترامب، ومن شأنه إنهاء وسائل كثيرة لدعم الطاقة الخضراء التي دعمت قطاع الطاقة المتجددة.

ووعد ترامب في ولايته الأولى بإلغاء القواعد التي تركز على الحد من تلوث الكربون المنبعث من محطات الطاقة.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • العراق يعلن استخدام التكنولوجيا والطائرات المسيرة في إدارة الواردات المائية
  • وكالة أميركية تعتزم إلغاء القيود على الغازات المسببة للاحتباس الحراري
  • موعد التقديم في مرحلة رياض الأطفال.. التقرير الأسبوعي لوزارة التربية والتعليم
  • الرياض والدمام بالمقدمة.. تفاصيل التقرير الشهري عن أداء المطارات
  • علماء يحذرون: ارتفاع منسوب البحار سيستمر لقرون حتى مع وقف الانبعاثات
  • العراق يستقبل عروضا محلية وأجنبية لتحسين البيئة وتخفيض انبعاثات الكربون
  • عروض محلية وأجنبية لتحسين البيئة العراقية وتخفيض انبعاثات الكربون
  • تصعيد بريطاني ضد الاحتلال الإسرائيلي على وقع تفاقم المأساة في غزة
  • التقرير الطبى للدكتورة نوال الدجوى يكشف: قادرة على إدارة أموالها بكفاءة
  • شركات الغاز تطرح منتجها الوحيد كحل لإنقاذ البيئة من الانبعاثات الكربونية