انتحل شخصية وزير التعليم الأسبق..صاحب الحساب المزيف يواجه هذه العقوبة
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
انتشرت في الأونة الأخيرة جرائم انتحال الشخصية من خلال حساب مزيف على مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك ، وكان آخر هذه الجرائم انتحال شخصية وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور رضا حجازي.
وكشف الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الأسبق، عن انتحال شخصيته بحساب مزيف على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وكتب وزير التربية والتعليم الأسبق، عبر حسابه الرسمي على فيسبوك: "السادة الزملاء والأصدقاء، أود الإحاطة بأنني لا أمتلك أي حساب آخر على فيسبوك. فقد لاحظت أن شخصًا ما يقوم بطلب أموال باستخدام حساب مزيف باسمي شكرًا جزيلاً، وجمعة طيبة على حضراتكم جميعًا".
ونصت المادة (24) من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات علي أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تجاوز ثلاثين ألف جنيه أو بإحدى العقوبتين كل من اصطنع بريدًا إلكترونيًا أو موقعًا أو حسابًا خاصًا ونسبه زورًا إلى شخص طبيعي أو اعتباري.
فإذا استخدم الجاني البريد أو الموقع أو الحساب الخاص المصطنع في أمر يسئ إلى من نُسب إليه، تكون العقوبة الحبس الذي لا تقل مدته عن سنة والغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائتي ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وإذا وقعت الجريمة على أحد الأشخاص الاعتبارية العامة، تكون العقوبة السجن، والغرامة التي لا تقل عن مائة ألف جنيه، ولا تزيد على ثلاثمائة ألف جنيه.
كما نصت المادة (25) من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات على الحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من اعتدى على أي من المبادئ أو القيم الأسرية في المجتمع المصري، أو انتهك حرمة الحياة الخاصة أو أرسل بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته، أو منح بيانات شخصية إلى نظام أو موقع إلكتروني لترويج السلع أو الخدمات دون موافقته, أو نشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات معلومات أو أخبارًا أو صورًا وما في حكمها، تنتهك خصوصية أي شخص دون رضاه، سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة أو غير صحيحة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزير التربية والتعليم الأسبق حساب مزيف مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك الدكتور رضا حجازي الفیس بوک القبض على لا تقل عن ألف جنیه أو بإحدى على فیس فیس بوک
إقرأ أيضاً:
الوعي المزيف .. الوعي المخترق
ليس من قبيل المجاز أو الاستعارة أن نقول: إن الوعي الإنساني أصبح اليوم عرضة للاختراق، بل إن المجاز نفسه يبدو قاصرا أمام ما يجري من إعادة هندسة كاملة لإدراك الإنسان المعاصر، بعيدا عن أدوات السيطرة القديمة التي كانت تستدعي العنف، أو الخطاب الأيديولوجي المباشر، أو الرقابة الصلبة. نحن أمام نمط جديد من التوجيه الهادئ، الناعم، الذي لا يُرى، لكنه يُنجز مهمته بفعالية كاملة: يُطوِّق إدراكنا من الداخل، ويعيد تشكيل قناعاتنا، ويقودنا إلى خيارات نظنها حرة، بينما هي مسبقة التصميم ومشفرة في خوارزميات لا نعرف كيف تعمل.
لقد ولّى زمن الاحتجاج على الرقابة باعتبارها آلية قمع، وبدأ زمن جديد من الطواعية الاختيارية، حيث تُسلّم الذات بوعيها طواعية لمن يصمم واجهات الاستخدام. يكفي أن نلقي نظرة على كيفية تفاعلنا مع محركات البحث، ومنصات التواصل، وتطبيقات الترفيه، لنكتشف أننا نعيش داخل نظام تغذية راجع دائم، يُراكم عن كل منا قاعدة بيانات شخصية، ثم يُعيد تقديم العالم لنا مصفّى عبر خوارزميات «ذكية» تعرف مسبقا ما نريد، وتقرر بالنيابة عنا ما نقرأ، ومن نتابع، وما الذي يثيرنا، أو يغضبنا، أو يجعلنا نظن أننا أحرار.
بدأ هذا التحول منذ أن أصبحت البيانات هي العملة الأهم في الاقتصاد الجديد، وتحول الإنسان من ذات حرة إلى مورد قابل للقياس، والسلوك إلى منتج رقمي يتم تحليله واستثماره. لقد دخلنا حقبة تُبنى فيها السلطة على معرفة سلوك الإنسان أكثر مما يبنيه الإنسان على معرفة نفسه. والخطر هنا لا يكمن فقط في أننا نخضع للمراقبة واستراق السمع، بل في أن هذه المراقبة وهذا الاستراق لم يعد يُمارس بعين السلطة، بل يُمارس بالاقتراح، وبالإغراء، وبالتحكم في الانتباه، فلم تعد السلطة تُمارس كقوة قمعية كما شرح ميشيل فوكو في «المراقبة والمعاقبة»، بل كغواية رقمية تُعيد تشكيل الذات من الداخل بالإفراط في الانكشاف والشفافية لا بالقمع.
لكن لماذا نطلق على ذلك اسم «اختراق الوعي»؟ لأن ما كان يُعد سابقا مساحة داخلية للحرية، تُبنى عبر التجربة الشخصية، والقراءة، والحوار، والمراكمة النقدية، بات اليوم يُعاد إنتاجه من الخارج. نحن لا نقرأ لأننا اخترنا قراءة كتاب، بل لأن خوارزمية ما اقترحت علينا ذلك الكتاب بعد أن تعقبت سجل قراءتنا السابق. لا نشاهد مقطع فيديو لأنه يُهمنا، بل لأن نمط استهلاكنا يخبر النظام بأن هذا المقطع سيجعلنا نبقى أطول أمام الشاشة. نحن في الحقيقة لا نختار، بل يُختار لنا.
منصة مثل تيك توك، على سبيل المثال، لا تُظهر للمستخدم ما يريده فقط، بل ما تريد هي أن تُرينا إياه. وهذا هو قلب اللعبة: التنبؤ بالسلوك لم يعد كافيا؛ المطلوب الآن هو توجيه السلوك، وإعادة برمجة الحوافز، وتكييف الذوق، وتركيب استجابات نفسية واجتماعية جديدة. إنها ليست منصة ترفيه، بل مختبر سلوكي مفتوح.
ومع تراكم هذه التأثيرات، يتشكل نوع من «الوعي البديل»، أو ما يمكن تسميته بـ«وعي الخوارزمية»، وهو وعي سريع، وانفعالي، ولا يبدو أنه متصل بسياق، ولكنه ينتقل من حدث إلى آخر بلا عمق، ويستبدل التساؤل بالتفاعل، والحوار بالتصفّح، والرأي بالإعجاب أو عدمه. وهذا النمط من الوعي يخلق شعورا وهميا بالمعرفة، ويشكل رأيا عاما هشا، وقابلا للتهييج بسرعة، لكنه، أيضا، ضعيف القدرة على التحليل أو المقاومة.
ولعل الأخطر من ذلك أن هذا النمط من الوعي يعيد صياغة علاقتنا بأنفسنا. فالمستخدم حين يتماهى مع ما يُعرض عليه، يبدأ بتعديل خياراته، وسلوكه، وصورته أمام الآخرين، ليُناسب ما يطلبه النظام الخوارزمي، لا ما يُمليه عليه ضميره أو فهمه أو ذائقته. وهنا يُصبح الوعي مجرد واجهة استخدام، أو ما يشبه «بروفايلا» رقميا يُبنى ويُعاد تحديثه باستمرار، في حين تتراجع الذات الحقيقية إلى الهامش، وتتحول الذات الحقيقية إلى ذات هشة، ومأزومة لا تملك أدوات النقد أو حرية الاختيار، ولا التطور.
ومع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، اتسعت رقعة هذا الاختراق. لم يعد الأمر متعلقا بما نُشاهد أو نُتابع، بل بما نقرأ ونكتب ونفكر. تولد أدوات الذكاء الاصطناعي نصوصا متقنة ولكنها خالية من المشاعر ومن التجربة التراكمية.
بهذا المعنى، فنحن نعيش في عالم ما بعد الإدراك حيث يُعاد تصميم الوعي البشري ليكون أكثر طواعية، وأقل مقاومة، وأشد التصاقا بالمحتوى الذي يثير ويُباع، لا ذلك الذي يُعلّم أو يُغيّر.
كيف يمكن مواجهة هذا الاختراق؟ البداية لا تكون برفض التكنولوجيا، فهذا وهم. بل تبدأ بفهم بنيتها، وآليات عملها، وأهدافها. علينا أن نُعيد طرح السؤال النقدي الأساسي: من يُنتج هذه الخوارزميات؟ ومن يملك بياناتنا؟ ومن يصمم ما نراه ونفكر فيه؟
الوعي لا يُحمى بالصراخ في وجه الشاشة، بل ببناء حصانة معرفية وفكرية تجعلنا نُدرك لحظة التوجيه، ونُقاومها بالمعرفة. القراءة العميقة، والحوار المفتوح، والتعليم النقدي، أدوات أساسية لبناء جيل لا يكون فقط مستهلكا للمحتوى، بل واعيا بأسباب وجوده وشروطه وحدوده. لن نستطيع إغلاق النوافذ الرقمية، لكن يمكننا أن نُحسن اختيار ما يدخل منها.
ولعل أكبر خطر يتهددنا اليوم ليس أن يتم اختراق وعينا، بل أن نعتاد على هذا الاختراق فلا نراه، فنستبدل الحرية بالراحة، والمعرفة بالترند، والعقل بالخوارزميات. وهذا بالضبط ما يجعل الوعي ساحة المعركة الأهم في هذا الزمن.
عاصم الشيدي كاتب ورئيس تحرير جريدة عمان