الثورة نت:
2025-10-15@05:23:14 GMT

وماذا عنها؟

تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT

 

وماذا عنها؟ وهل يستطيع بشر على هذه البسيطة أن يعبر عن المأساة والفاجعة بالكلام وإن طال؟ أربعون ألفا وما يزيد نحروا من الوريد إلى الويد، ما حدث لا يستوعبه عقل حتى في أصعب التخيلات وأجرأها، إلا أنه كان واقعا شارك في صنعه جميع خونة الإنسانية ومن يجسد وجهها القبيح، أشهروا الموت في وجه طفل غزة، طاردوه بأسلحتهم، وإن لم تكن أطنان الصواريخ والقنابل التي يرمونها بلا هوادة من جعب طائراتهم اللاهثة الجائعة كافية لتمزقه أشلاء وتحرقه حتى الرماد أو تطمره تحت الأنقاض، واستطاع أن ينضم إلى جحيم النزوح والمعاناة، أو كان ممن بترت أعضاؤهم وأصبح مقعدا لبقية حياته، فلا يمكن لمثل هذا أو أسوأ أن يعفي طائراتهم من أن تلاحقه وتستهدفه في المستشفى الذي أجرى له الأطباء على أرضيته عملية البتر دون تخدير، أو تحت سقف مخيم قماشي لم يحمه من حر أو برد، هل سيخطر على قلب بشر كم هو كمد تلك المرأة التي انفلق فؤادها عندما لم تجد إلا بقايا أبنائها، أو تلك التي انفطرت روحها وهي تشاهد أبناءها يتلظون جوعا؟، هل تستطيع الكلمات أن تترجم إحساس ألم أب يحمل الأكفان ثم يهيل التراب ويدفن أفراد عائلته بيديه؟، مهما كانت مقاطع الفيديو المتداولة صعبة تقرح الأكباد وتلهب الحشا وتمزق الأرواح، فهي قطرة من بحر الوجع اللا منتهي، ومنها المشهد الأقسى الذي لا يمكن أن تنساه ذاكرة التاريخ أو يمحى من الأذهان عندما حاصرت ألسنة اللهب الناس في المخيمات والتهمتهم وهم أحياء، هم يقاتلون اليوم نيابة عن أمة خذلتهم، وكل شيء في الدنيا مهما كان قاسيا هو أهون من ألم الخذلان.


فهل سيهتم لكل ذلك من ينام متخما ويعيش البذخ من حكام أو عرب فقدوا المشاعر الفطرية؟ هل سيعني لمثل هؤلاء أن يُدك كل شيء في غزة ويسوى بالأرض؟ هل ستعنيهم المجازر؟ وهل سيلتفتون إلى آلاف الضحايا الذين تزهق أرواحهم وتسفك دماؤهم كل يوم، أم إلى من يكابدون الجوع والتشريد والمرض والحصار؟! هل سيأخذون في حسبانهم أن ما يتم محوه هم بشر مثلهم؟
ولمن كان يتألم قبلا ويعتصر قلبه الأسى عند رؤية الفظائع والجرائم، لماذا أصبح الأمر عاديا بالنسبة إليك الآن؟ فمذابح هنا وإحراق وتدمير شامل في كل منطقة هناك لم يعد يستحق منك حتى النظر، وأنت الذي كنت تتعذب وتسكب الدمع لتلك المشاهد الدامية، لماذا أصبحت أحداث غزة آخر اهتماماتك اليوم، وباتت أرقام الموت والنزوح والجراح التي تتصاعد بلا توقف مجرد أشكال لأرقام لا معنى لها لديك؟ والسؤال الأهم لمثل هؤلاء الكثرة: هل تتوقعون أنكم بغضكم طرفكم وتغاضيكم عما يحصل لأهل غزة ستكونون بمنأى ومعزل عن سؤال الله لكم يوم القيامة: ماذا فعلتم لهم وهل نصرتموهم؟؟؟ ألم تتوقعوا أنكم ستلبسون لباس الخزي والعار في حياتكم وفوق ذلك سيسلط عليكم الغضب والعقاب الإلهي؟، وهل يعقل لمن لا يزال يمتلك ولو ذرة من كرامة وشهامة وإنسانية، من يحمل في جوفه قلبا وفي كيانه ضميرا أن يلجم فاه ويغمض عينيه وأن لا يكون له أدنى موقف؟! يا هؤلاء لا تتأخروا أكثر، فالمتخاذلون إلى بوار وخسران، ولا عذر لأحد، ولتلتحقوا بركب النصر في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس الذي يخطه أهل غزة مع محور المقاومة بعظيم التضحيات وروائع آيات الفداء والشجاعة والاستبسال…

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

السيرة الذاتية للحجة ذكية ساكنة حميثرا رضي الله عنها

ولدت الحاجة زكية في محافظة الدقهلية في أسرة أحد الأعيان وتزوجت وأنجبت مثل بقية بنات الريف المصري وانضمت إلي الطريقة الشاذلية.
وعندما نضجت تجربتها الروحية تركت أهلها في الريف في بدايات القرن العشرين، وأقامت في درب الطبلاوي وتحملت مسئولية خدمة الناس بمالها الذي ورثته عن أبيها علي مدار 24 ساعة.
وتقول ابنتها نفيسة: أصبحت الحاجة زكية ذات مسئولية اجتماعية في الإنصات إلي الفقراء وأصحاب الأزمات في كل وقت رغم غلظة البعض.
ووفد إلي هذا المكان "بيتها". الكثير من المشاهير الذين تحولت حياتهم بكلمات وعظات بسيطة من الحاجة زكية تحولا كبيرا.

العمل الخيري


وركزت الحاجة زكية نشاطها الرئيسي علي العمل الخيري من جهة والذكر وتهيئة المكان للمريدين من أصحاب الحضرة.
فقد كانت زاهدة عابدة معتزلة للدنيا، وبالرغم من أنها لم تكن عالمة مثل الشيخ الشعراوي أو إسماعيل صادق العدوي خطيب الجامع الأزهر ولم تحمل فلسفة أو إنتاجا أدبيا مثل الصوفيات الشهيرات، بل إن مريديها لم يأتوا لزيارتها لطلب العلم بل لطلب البر والخير والسكينة التي تبثها الطاقة الروحية التي تمتلكها جدتي.
وهذا نموذج للمرأة الزاهدة التي ذاع صيتها بين الناس لكرمها وكراماتها، فهي لم تخلف كٌتبا بقدر ما تركت أخلاقهاوروحها بين مريديها من الفقراء والمعوزين.إن نموذج المرأة الزاهدة الذي كانت تمثله ا لحاجة زكية، قد يعيق ظهوره اليوم العديد من الأسباب علي رأسها غياب الدعم الأسري والقبول الاجتماعي.

لاشين في خطبة ربيع الأول: الإسلام دين الرحمة والتيسير بلا حرج


فقد تلقت الحاجة زكية دعماً من أسرتها التي لم تقف ضدها وتصفها بالجنون لأنها أنفقت مالها علي الآخرين، بل كان زهدها وعملها مع العامة والخاصة بدعم من زوجها وابن خالها الشيخ محمد المهدي فهما ينتسبان إلي طريقة صوفية واحدة وكلاهما من آل البيت.
وكان الزوج غير مخير في ذلك لأنه يسير علي نور من الرؤي التي تراها زوجته ورغبات زاهدة علي أنها يقين وحقيقة.
كما قام زوجها بالاعتزال وعمل في الدعوة قرب قريته بأمر من شيخه في الطريقة.
وتؤكد ابنتها "كان من الممكن ألا نراها لمدة عام ونصف العام، لكننا كنا متفهمين ذلك لأننا أبناء طريقة وعلمنا أنها من أهل الكرامات".

هل مؤخر الصداق دين واجب في ذمة الزوج بعد وفاته؟


وما من شك في أن قصة الشيخة زكية التي انتهت بوفاتها عام 1983 حيث جاءتها رؤية أنها ستدفن بجوار مدفن سيدي الشيخ أبي الحسن الشاذلي في قلب الصحراء من أغرب القصص، فقد اشترت أرضا بجوار الضريح وأنشأت بيتا صغيرا هناك عاشت فيه أيامها الأخيرة وطلبت من خادمها إذا ماتت أن يدفنها في قبر بجوار ضريح سيدي أبي الحسن وبالفعل نفّذ لها رغبتها بعد أن ابلغت ابنتها أنها سوف تموت بعد 6 أشهر وما هي إلا 6 أشهر بالتمام والكمال.

مقالات مشابهة

  • كلما أتوب أعود للذنب مرة أخرى.. فهل يقبل الله توبتي وماذا أفعل؟
  • خالد الغندور يكشف رد الزمالك على زيزو: ملوش فلوس عندنا عشان يتنازل عنها
  • بسمة وهبة: مصر كانت تعمل بصمت.. واليوم أثبتت للعالم من هي
  • إيمان عز الدين عن تغطيتها المباشرة لـ"قمة شرم الشيخ": لحظة هحكي لأحفادي عنها
  • جامعة كفر الشيخ توقع بروتوكول تعاون مع «مصر الخير» لدعم هؤلاء الطلاب
  • "موكب جمال" مولد السيد البدوي يشعل صفحات التواصل الاجتماعي
  • هل يجوز استرداد شبكة الخطوبة بعد التنازل عنها؟.. الإفتاء تجيب
  • تحذير.. هؤلاء الأشخاص ممنوعون من تناول ماء الليمون.. هل أنت منهم؟
  • رضى الله عنها
  • السيرة الذاتية للحجة ذكية ساكنة حميثرا رضي الله عنها