أجابت هند حمّام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول حكم الشبكة إذا كان الخاطب قد تراجع عن خطبته، وقال في البداية إنه لا يريد استرداد شبكته، ثم بعد مرور فترة زمنية طالب بها من جديد.

وأوضحت أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، أن المسألة تتوقف على وجود اتفاق مسبق بين الطرفين وقت العدول عن الخطبة، قائلة: "إذا كان هناك اتفاق صريح على أن الشبكة من حق الفتاة حال فسخ الخطبة، فحينئذٍ تكون ملكًا لها، ولا يحق له المطالبة بها بعد ذلك؛ لأن المسلمين عند شروطهم".

حكم استراداد الشبكة بعد فسخ الخطوبة

وأضافت أمين الفتوى في دار الإفتاء "أما إذا لم يوجد اتفاق واضح، وكان الخاطب قد قال في وقتٍ سابق إنه لا يريد الشبكة ثم سكت لفترة طويلة، دون أن يصرّح بأنه أبرأها من هذا الحق أو تنازل عنه، فإن الشبكة تظل في ذمة الفتاة كأمانة حتى يُطالب بها".

وبيّنت أمين الفتوى في دار الإفتاء أنه في حال مطالبة الخاطب باسترداد الشبكة بعد فترة من الزمن، يتم النظر في حالتها، فإذا كانت الشبكة ما زالت موجودة، تُرد إليه كما هي، أما إذا كانت قد بيعت أو تم التصرف فيها، فتُرد له قيمتها وقت المطالبة، لا بالقيمة القديمة، لأن التعامل هنا يكون على أساس قيمة الذهب في يوم السداد.

وأوضحت أمين الفتوى في دار الإفتاء "العبرة في ذلك باتفاق الطرفين ونية كلٍ منهما، والأصل في المعاملات الوفاء بالشروط ورد الحقوق على الوجه الذي يرضي الله تعالى".

هل الشبكة من حق الخاطب عند فسخ الخطوبة؟

وكانت دار الإفتاء، قالت إن الخطبة وقبض المهر وقبول الشبكة من مقدمات الزواج، ومن قبيل الوعد به ما دام عقد الزواج لم يتم مستوفيًا أركانه وشروطه الشرعية، فإذا عدل أحد الطرفين عن عزمه على إتمام الزواج كان للخاطب أن يسترد ما دفعه من المهر، ولم تستحق المخطوبة منه شيئًا، وكذلك الشبكة؛ لجريان العرف بكونها جزءًا من المهر.

وأوضحت دار الإفتاء، عبر موقعها، أنه حيث يتفق الناس عليها عند إرادة الزواج؛ مما يخرجها عن دائرة الهدايا ويلحقها بالمهر، والعرف معتبر في أحكام الشريعة الإسلامية؛ لقوله تعالى: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ» [الأعراف: ١٩٩]، فكل ما شهدت به العادةُ قُضِيَ به لظاهر هذه الآية كما يقول الإمام القرافي في "الفروق" (3/ 185، ط. عالم الكتب).

حكم قراءة سور محددة.. أمين الإفتاء: الأقرب للهدي النبوي قراءة القرآن كاملاهل تصح الصلاة؟.. الإفتاء: الاغتسال يغني عن الوضوء إذا اشتمل على أمرينهل التدخين ينقض الوضوء؟.. أمين الإفتاء: اتمضمض وصلي قبل الصلاةحكم كتابة القرآن على الأرض من أجل حفظه وتعلمه.. الإفتاء: تجوز بشروطمشروعات مستقبلية بين الإفتاء وأكاديمية البحث العلمي لإعلاء منظومة القيم والأخلاقالإفتاء: الجهاد الرقمي فخ.. ونعمل على مواجهة التطرف عبر الفضاء الإلكتروني

وأكدت أن الشبكة المقدمة من الخاطب لمخطوبته تكون له في حالة أن يعدل الخاطبان أو أحدهما عن الخطبة، وليس للمخطوبة منها شيء، ولا يؤثر في ذلك كون الفسخ من الرجل أو المرأة، إلا أن يتنازل الخاطب عنها أو عن بعضها، فلا بأس حينئذٍ أن تستبقي المخطوبة ما تنازل هو عنه في حيازتها وملكها؛ لأنه تَصرُّفٌ منه فيما يملك وقد تم برضاه وموافقته، فهو تَصَرُّفٌ صحيحٌ نافذٌ.

وتابعت: وقد روى الدارقطني عن حبان بن أبي جَبلة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «كُلُّ أَحَدٍ أَحَقُّ بِمَالِهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»، فهذا الحديث يقرر أصل إطلاق تصرف الإنسان في ماله.

حكم الشبكة عند فسخ الخطوبة

وفي السياق ذاته، قال الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن «المُشرع المصري اعتبر الشبكة جزءًا من المهر، فالمهر مكون من أجزاء هي الشبكة ومقدم الصداق ومؤخر الصداق وقائمة المنقولات (العفش)، والزوجة تستحق الأربعة أجزاء سالفة الذكر كاملة في حالة كتب الكتاب والدخول».

وأضاف في فتوى سابقة له: «في حالة كتب الكتاب دون الدخلة، فيكون للزوجة نصف المستحقات سالفة الذكر، وبناءً على ذلك فإن الشبكة أحد مكونات المهر، تستحق كاملة بالدخول ونصفها بكتب الكتاب».

وتابع: «أما في حالة الخطبة فقط من دون كتب كتاب، الشبكة تكون من حق الخاطب، الشبكة أمانة لدى أهل المخطوبة العروس، فلا نمتلكها ولا تنتقل لذمتها طالما لم يكتب الكتاب أو تحدث الخلوة الشرعية».

طباعة شارك هند حمّام أمين الفتوى في دار الإفتاء دار الإفتاء الإفتاء حكم الشبكة الشبكة حكم استراداد الشبكة حكم استراداد الشبكة بعد فسخ الخطوبة الخطوبة فسخ الخطوبة هل الشبكة من حق الخاطب

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أمين الفتوى في دار الإفتاء دار الإفتاء الإفتاء حكم الشبكة الشبكة الخطوبة فسخ الخطوبة أمین الفتوى فی دار الإفتاء فسخ الخطوبة الشبکة من فی حالة

إقرأ أيضاً:

حكم الوضوء بماء المطر.. يجوز بشرط واحد

وضحت دار الإفتاء المصرية حكم الوضوء بماء المطر، وما إذا كان لهذا الماء فضل خاص، خاصة في ظل حرص البعض على الاغتسال أو الوضوء منه عند نزوله.

 وبينت الدار أن ماء المطر من الماء المطلق الطاهر المطهِّر، وأن له مكانة خاصة في القرآن والسنة، كما نقلت أقوال كبار الأئمة في بيان فضله وأحكامه.

 

حكم شرعي واضح لا خلاف فيه

أكدت دار الإفتاء أن الطهارة لا تكون إلا بالماء الطهور، وهو الماء الباقي على أصل خلقته دون اختلاط يغير طعمه أو لونه أو رائحته تغييرًا يخرجه عن مسمى “الماء المطلق”. ويندرج ماء المطر ضمن هذه الفئة من المياه، تمامًا كماء البحار والأنهار والعيون والآبار.

واستشهدت الدار بقول الله تعالى:﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ﴾ [الأنفال: 11]، وبرواية أخرى: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ [الفرقان: 48].

كما نقلت أقوال كبار أئمة المذاهب:الخطيب الشربيني الشافعي: “ماء المطر من الماء المطلق ويجوز التطهر به” [مغني المحتاج 1/116].القرطبي: “المياه المنزلة من السماء طاهرة مطهرة على اختلاف صفاتها” [الجامع لأحكام القرآن 13/41].البغوي: “الطهور هو الطاهر في نفسه المطهِّر لغيره” [تفسير البغوي 3/448].الكاساني الحنفي: “لا خلاف أن الطهارة تحصل بالماء المطلق، وقد سمّاه الله طهورًا” [بدائع الصنائع 1/83].ابن رشد الجد: “الأصل في المياه كلها الطهارة والتطهير” [المقدمات الممهدات 1/85].الرملي الشافعي، الزركشي الحنبلي وغيرهما من أئمة التراث الشرعي.

 

فضل ماء المطر كما ورد في القرآن والسنة

أوضحت دار الإفتاء أن فضل ماء المطر يتجلى في وصفه القرآني المتكرر بأنه:

مبارك: ﴿وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا﴾ [ق: 9]طهور: ﴿مَاءً طَهُورًا﴾ [الفرقان: 48]رحمة: ﴿وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ﴾ [الشورى: 28]كما ورد في السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعرض للمطر عند نزوله رجاء بركته.
فعن أنس رضي الله عنه:“حسر النبي صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه المطر وقال: لأنه حديث عهد بربه” رواه مسلم.

وذكر الإمام النووي أن هذا الحديث دليل على استحباب أن يكشف الإنسان شيئًا من بدنه ليتعرض لأوائل المطر تبركًا به [شرح مسلم 6/195].

 

تعرض الصحابة للمطر طلبًا لبركته

اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، كان الصحابة يتعرضون للمطر، ومنهم سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي كان يخلع ثيابه عند المطر ويقول:“حديث عهد بالعرش” رواه ابن أبي شيبة.

وهذا كله يدل على أن ماء المطر يحمل فيضًا من البركة والرحمة، وهو ما يشجع على استقباله بقلوب ممتلئة بالإيمان واليقين بفضل الله.

 

حكم الوضوء والاغتسال من ماء المطر

خلصت دار الإفتاء إلى:

يجوز الوضوء بماء المطر بلا خلاف

يجوز الغُسل به أيضًا

الشرط الوحيد: ألا يختلط المطر بشيء يغيره تغييرًا كبيرًا كالروائح أو المواد المضافة

التعرض للمطر عند نزوله سنة مستحبة لما فيه من البركة

وأعادت دار الإفتاء التأكيد على أن ماء المطر ماء طهور، طاهر في ذاته مطهر لغيره، وأنه منحة ربانية تتجدد مع كل فصل شتاء.

مقالات مشابهة

  • حكم الوضوء بماء المطر.. يجوز بشرط واحد
  • حكم شراء سلعة لشخص ثم بيعها له بسعر أعلى.. أمين الإفتاء: لا يجوز شرعا في حالة واحدة
  • ما مقدار الزكاة على شهادة البنك بقيمة 300 ألف جنيه؟.. أمين الإفتاء يجيب
  • حكم مشاركة المرأة الحائض في الغسل ودفن والدتها.. الإفتاء تجيب
  • هل يستجاب الدعاء وقت نزول الأمطار؟.. الإفتاء تجيب
  • متى يجوز المسح على الشراب؟.. أمين الفتوى يجيب
  • حكم إسناد سبب نزول المطر إلى كثرة البحار والأنواء.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز عمل مساج للسيدات ؟.. الإفتاء تحذر وتكشف الضوابط الشرعية
  • هل يجوز للوالد كتابة كل ممتلكاته لبناته فقط دون إخوتهم؟.. أمين الفتوى يجيب
  • هل الدعاء بـربنا يكفينا شرك يعتبر ذنبًا؟.. أمين الفتوى يجيب