فى ذكرى رحيل موسوعة الفكر ( 3 )
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
ما زلنا مع تباريح الحديث عن العالم الكبير والمفكر والأديب الدكتور"مصطفى محمود"، الذى حلت الذكرى الخامسة عشرة لرحيله عن دنيانا فى 31 أكتوبر 2009. نستدعى مع الذكرى سيرته العطرة كإنسان معطاء قدم الخير للجميع. لم يتوان عن إبداء رأيه فى كل القضايا الإنسانية والاجتماعية. حتى القضية الفلسطينية طالما عرض لها بالحديث عنها، وعن طابع السلام المزيف الذى ارتبط بها وتم خداع العالم من خلالها.
غيبه الموت فى نهاية أكتوبر عام 2009، وكأنما أراد القدر أن يحرر روحه الشفافة النقية من ربقة الحياة وأعاصيرها المفاجئة. عرفته منذ الثمانينيات، وأجريت معه العديد من اللقاءات. فطرته حررته من سطوة العالم، وقادته إلى محاولة سبر الحقيقة عبر معرفة الله، وكشف عن ذلك في مؤلفاته التى تجاوزت سبعة وثمانين كتابا. فى أحد لقاءاتى معه تطرقت إلى قضية الإشباع فى حياته، وفيما إذا كان يشعر بأن الإشباع قد وصل إليه كاملا تاما مثالا نموذجيا بالصورة التي يريدها، فأجابني قائلا: " إطلاقا.. الإشباع الحقيقي الذي بحثت عنه لم أجده. ولكن إذا اعتبرت أن الإشباع إشباع بطن أو غرائز، فهذا ليس سوى الغلاف الخارجي للإنسان، ولا أسميه إشباعا. هناك أمور كلما أعطيتها ازدادت جوعا. مثل الجنس أو البطن أو الرغبة فى المال أو السلطة أو الحكم. ولهذا فإن أكثر الأمور شبعا هو الاتصال بالمدركات العالية، وعودة الإنسان إلى وطنه أو حنينه إلى وطنه وإحساسه به".
وهنا أسأله: ألا يمكن أن يكون الاتصال بالمدركات العليا هذه نوعا من هروب المرء من الحياة الروتينية العادية، وعليه فهو يلجأ إلى المدركات العليا كملاذ يشعره بالتفوق على من حوله، و بالتفرد بمواصفات معينة قد تشبع فيه حاسة الغرور؟ فيقول في معرض رده: " لا، غير صحيح.. قد يطلب المرء المال.. الحكم.. السلطة.. المجد لإشباع غروره. ولكن هذا يختلف مع المدركات العليا. بل إن أول شرط لها أن تخلعى الغرور وتعتصمى بالزهد " اخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى". خلع النعلين هنا خلع للروح والجسد وكل المشتهيات. ولهذا لا يمكن لأحد أن يدخل رحاب الله إلا ويخلع كل شىء. أي التجرد.يتساوى فى ذلك الباشا والسلطان والمهراجا. وعليه فذكر كلمة الغرور فى هذا المجال خطأ كبير. الغرور يرتبط بمتاع الحياة " وما متاع الدنيا إلا متاع الغرور". وهذا يختلف فى المدركات العليا. معرفة الله تتطلب التجرد من كل الألقاب.. تتجردين من النفس وموضوعاتها. بمعنى أن تتجردي من الدنيا. والتجرد هنا يجب أن يكون عن اقتناع وليس مجرد مظهر".
وعندما سألته:هل الالتجاء إلى المدركات العليا يضفي الشعور بالتفوق والتفرد؟ قال: " بالعكس.. هو هنا لا يريد أن ينفرد أو يتفرد.هو إحساس بالباطل وإحساس بالحق. فى اللحظة التى تشعرين فيها أن كل غرورك هذا باطل، وأن المسائل الدنيوية ليست سوى خداع للنفس وخداع للآخرين. هنا تخلعين الباطل وترتدين الحق، وهو ما أسميه بالمدركات العالية باعتبارها الحقيقة التى لا حقيقة سواها. شريطة ألا يقدم عليها لغرض، لأنه إذا وجد الغرض انتفت.. تبدأ فى اللحظة التى يشعر الإنسان فيها بأنه ناقص، وبأن الحياة كلها زيف. المسألة تبدأ بإدراك تام من قبل الشخص بالخطأ ".
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
مجلس قطاع الدراسات العليا بجامعة عين شمس يناقش تعزيز البحث العلمي والبرامج الدولية
عقد مجلس قطاع الدراسات العليا والبحوث برئاسة الدكتورة أماني أسامة كامل، نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون الدراسات العليا والبحوث، اجتماعا لمناقشة تعزيز البحث العلمي والبرامج الدولية، بحضور وكلاء الكليات لشئون الدراسات العليا والبحوث، محمد الخطيب الامين المساعد لشئون الدراسات العليا ، وأعضاء المجلس وممثلي الإدارات المعنية.
ناقش الاجتماع عددًا من الملفات الحيوية لدعم مسيرة البحث العلمي والدراسات العليا. كما استعرض المجلس أنشطة القطاع، بما في ذلك خطط البحث العلمي وتوجهاتها بكل كلية وعرض ملخص لوضع الدراسات العليا بها وأهم الممارسات في الكليات وعدد الابحاث العلمية المنشورة والاختراعات والانشطة الخاصة بالقطاع، والتنسيق بين الكليات ومتابعة تنفيذ خطة الدراسات العليا والبحوث في الجامعة.
كما تطرق الاجتماع إلى إنجازات المنظومة البحثية للجامعة وفق تقرير موقع "كلاريفيت"Clarivate " والذى تضمن أعداد الأبحاث المنشورة والخطط البحثية المستقبلية.
وفي سياق تطوير برامج الدراسات العليا ، ناقش المجلس تعزيز نظام "الدراسة عن بُعد" (Online) بما يتوافق مع الإطار القانوني، مع التأكيد على فوائده للطلاب في برامج دراسية محددة.
وعلى صعيد الشراكات، وافق المجلس على مذكرة تفاهم بين كلية الزراعة بالجامعة ومعهد كيوشو للتكنولوجيا باليابان، تمهيدًا لعرضها على مجلس الجامعة، إلى جانب مناقشة بروتوكول تعاون مع النيابة العامة المصرية، وآخر بين كلية الزراعة ومركز بحوث الصحراء.
كما ناقش المجلس مقترحًا تقدم به الدكتور مدير مركز تطوير استراتيجيات وبحوث التعليم، يهدف إلى إدراج بحث واحد على الأقل ضمن بحوث ترقيات أعضاء هيئة التدريس، يركز على تطوير منظومة التعليم الجامعي، مع استعراض ردود الكليات المتنوعة حول الآلية المقترحة.
وتم خلال المجلس عرض عدة تقارير متابعة أداء شهرية منها تقرير عن مركز الشبكات وتكنولوجيا المعلومات ، عرض التقرير الدورى لموقف التحول الرقمي وميكنة القطاع UMS و موقع الجامعة، ومناقشة تقرير مركز ضمان الجودة .
كما استعرض الحضور تقريرا عن اداء الوحدة المركزية لتطوير برامج الدراسات العليا ، وعرض موقف ادارة الطلاب الوافدين والأساتذة الزائرين.