عنف السويداء يبطئ عودة السوريين لبلادهم.

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

السويداء تتعالى على جراحها وتعيش فرحة انتصار الثورة بذكراها الأولى

دمشق- في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، يعيش السوريون الذكرى الأولى لانتصار الثورة السورية، الذي جاء بعد عملية "ردع العدوان" في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، التي أسقطت نظام بشار الأسد وأعادت الأمل في بناء سوريا جديدة عمادها القانون والمواطنة.

لكن في محافظة السويداء، جنوب سوريا، يأتي هذا الاحتفال محاطا بظرف قاس، تتخلله ذكريات الأحداث الدامية في يوليو/تموز الماضي، حيث اندلعت اشتباكات طائفية أدت لمقتل أكثر من 1600 شخص، بين عشائر بدوية وفصائل مسلحة درزية.

ورغم ذلك، يبرز صوت المشاركين في مظاهرات ساحة الكرامة -التي كانت قلب الحراك الثوري في السويداء منذ 2023- إصرارهم على الفصل بين فرحة الانتصار الوطني وأزمات اليوم المحلية، معتبرين أن الثورة كانت انتصارا للكل، لا لفصيل أو طائفة.

الانتصار للجميع

والحراك في السويداء، الذي بدأ كتمرد سلمي ضد سلطة الأسد في 2023، تحول إلى نقطة فاصلة في مسار الثورة السورية، حيث أسهمت مظاهراته بتعزيز الزخم الوطني الذي أدى إلى سقوط النظام.

وتتردد اليوم، مع مرور عام على "ردع العدوان"، أصوات النشطاء في السويداء لتؤكد أن الفرح بالانتصار ليس متناقضا مع الغضب من "أحداث يوليو"، بل هو دليل على الوعي الوطني.

وفي ظل الدعم الدولي المتزايد من أميركا وأوروبا ودول الخليج وتركيا لاستقرار سوريا، يرى الوطنيون في السويداء أن اللحظة الحالية تتطلب إعادة بناء الثقة من خلال العدالة الانتقالية والمحاسبة، لتجنب الوقوع في فخ الطائفية أو الفدرالية الانفصالية.

 

ويقول مدير مديرية الأمن الداخلي في مدينة السويداء، سليمان عبد الباقي، متحدثا عن الذكرى الأولى لانتصار الثورة السورية، إن ذلك يُمثّل نصرا لكل الأحرار والشرفاء، مشيرا إلى دور مجموعته في عمليات التحرير منذ بداية الثورة.

وأكد عبد الباقي في حديث خاص للجزيرة نت، أنهم كانوا يدا بيد مع أهلهم في درعا وإدلب ودمشق وحمص وحماة وجميع المحافظات الثائرة، حيث تولوا الملف الأمني كقادة لتجمع أحرار جبل العرب، الذي انطلقت منه شرارات الانتفاضات داخل محافظة السويداء، سواء على مستوى المظاهرات السلمية أو العمليات الأمنية أو الرد على الهجمات في أي محافظة مثل دمشق أو درعا.

إعلان

وأضاف أنهم شاركوا مع الثوار في عمليات ضد النظام السوري السابق ومليشياته، مشيرا إلى أن أحداث يوليو/تموز كانت خيانة من حاكم المحافظة السابق، الذي تسلط على القرار ودعم العصابات مباشرة وفلول النظام، مما أدى لإعاقة المشهد ونشوب اقتتال داخلي.

عناصر من المسلحين الدروز الموالين للهجري خلال دورية في السويداء (الفرنسية)مساع للحل

وأوضح المسؤول عبد الباقي أن هذا الاقتتال أدى لانتهاكات وإجرام بحق المدنيين من بعض المجموعات غير المنضبطة داخل قوات الأمن الداخلي والجيش، وحتى المجموعات التي هاجمت بشكل عشوائي، ما أثار ردود فعل سلبية لدى أهالي السويداء.

ومع ذلك، أكد أنهم يسعون باستمرار لحل هذه العقبات، مشددا على أنهم كانوا في الصفوف الأولى لمظاهرات ساحة الكرامة، التي لا تزال عالقة في الذاكرة كرمز لدولة العدل والقانون والمؤسسات؛ دولة مدنية ديمقراطية عادلة دون تمييز حزبي أو عنصري أو طائفي أو مناطقي، و"دون احتكار السلطة على أساس ديني".

وقال إن هذا المطالب تتحقق اليوم مع الأحرار والثوار المجاهدين، وعلى رأسهم الرئيس السوري أحمد الشرع والوزراء والمسؤولون الأمنيون في سوريا الجديدة.

الذكرى الأولى لعملية "ردع العدوان" التي أطلقتها فصائل الثورة السورية في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي بهدف توجيه ضربة استباقية لقوات نظام الأسد#سوريا #الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/ijptTq25BE

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 28, 2025

وتطرق عبد الباقي للانتهاكات التي حدثت، قائلا إنها تعز عليهم كمدنيين ونساء وأطفال، مستذكرا أن الرئيس نفسه اعترف بالخطأ الذي حصل، كما تحدث وزير الخارجية عن "الفخ" الذي وقع في السويداء، وأنهم يعالجون الأمر.

وأكد أن كل من ارتكب انتهاكات بحق المدنيين، موثقة بالأدلة والصور، يخضع للمحاكمة ويتم تسليمه إلى اللجنة المكلفة بمتابعة التحقيقات في ملف السويداء، مبينا أن هدفهم بسط العدل والقانون، حيث يكون القانون فوق الجميع، مع العمل الحقيقي على الأرض، وأن الأحرار والشرفاء على تواصل دائم معهم.

وأشار عبد الباقي، إلى دوره كقائد لتجمع أحرار جبل العرب، حيث كان المسؤول الأمني عن الجنوب بتنسيق مع هيئة تحرير الشام، وكان ملفهم مع العميد شاهر عمران الذي سلّم الملف، وعلى تنسيق معه بشأن العميد.

محاولات للتعكير

وفي السياق، ومع اقتراب ذكرى الثورة، شهدت منصات التواصل السورية، خلال اليومين الماضيين، انتشار مقطع فيديو يُظهر رجل الدين الدرزي الشيخ رائد حكمت المتني وهو يتعرض لحلق لحيته وشاربه على يد عناصر قيل إنهم يتبعون مليشيا "الحرس الوطني" الموالية لحكمت الهجري، ومن ثم تم رمي جثته أمام المشفى الوطني في المدينة بعد تعرضه للتعذيب.

ويقول أحد النشطاء السياسيين داخل محافظة السويداء -رفض الكشف عن اسمه- "في السويداء شاركت برفع العلم السوري الحالي خلال مظاهرات 2024، وبالنسبة للذكرى الأولى فهي "درة الثورة السورية"، مشيرا إلى كيف كانت السويداء رمزا للوحدة قبل أن تُخترق بالفصائل.

ويضيف للجزيرة نت "صبيحة 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 كانت السويداء درّة الثورة، والسوريون كانوا يرفعون نشطاء السويداء على الأكتاف، حتى بدأ الهجري مهاجمة المحررين واعتبارهم من تنظيم الدولة الإسلامية، وأسقط العلم السوري ورفع علم كيان الاحتلال وحرّض المناطق التي يقطنها الدروز لتوريط أبناء الطائفة الدرزية ضد إخوانهم السوريين".

إعلان

ويتابع أن "السنوات من 2011 إلى 2024 زادت الشرخ بين السوريين، لكن الانتصار جاء نتيجة تراكم نضال وطني، لا انهيار سلطة الأمر الواقع. واليوم، مع فشل المشروع الانفصالي، يجب على السلطة الجديدة تقديم ضمانات دستورية لمنع تكرار أحداث يوليو، مثل تسليم المجرمين للعدالة وتجريم الخطاب الطائفي".

ورغم ألم الأحداث التي شهدها شهر يوليو/تموز الماضي في المحافظة الجنوبية، يرى الوطنيون في السويداء أن الدعم الدولي والإقليمي لسوريا الموحدة يفتح الباب لمرحلة جديدة، شريطة المحاسبة والعدالة.

أهالي السويداء لم يتخلوا عن فرحتهم بانتصار ثورتهم رغم المنغصات التي عصفت بمحافظتهم (الجزيرة)إسقاط للطائفية

ويقول الناشط قتيبة عز الدين، من السويداء، وساهم في تنظيم فعاليات ساحة الكرامة، إن في الذكرى فرصة لإعادة رأب الصدع.

ويضيف للجزيرة نت "أهل السويداء أثبتوا أنهم حراس مبادئ الثورة، بلا مبالغة ولا متاجرة وذلك بعد تحديهم النظام الأمني السابق في عقر داره، ومن موقع قوة لا ضعف. لم يساوموا على قيمهم، ولم ينزلقوا إلى الهاوية الطائفية التي ابتلعت الثورة".

ويؤكد أن "الوعي أن الدولة ككيان مكتمل هي محصلة نضال الشعوب، يذيب العائلية والطائفية في عقد اجتماعي ينبثق عنه دستور يحفظ الحقوق".

ويردف "بعد سقوط وهم الفدرالية في السويداء، والفوضى التي زادت الفساد والخوف، يبحث الناس تلقائيا عن طرق العبور نحو الدولة، خاصة مع تحول السلطة الجديدة إلى مركز جاذب".

وأكد أن "الثورة ليست مجرد انتصار عسكري، بل وعي جماعي بأن الدولة هي الخلاص الوحيد من الشرخ الذي أحدثته سنوات السلطة والفصائل".

مقالات مشابهة

  • السويداء تتعالى على جراحها وتعيش فرحة انتصار الثورة بذكراها الأولى
  • قبل ذكرى التحرير.. «صندوق السعودية» بالجامع الأموي يثير فضول السوريين!
  • الأمن العام ينفذ المرحلة الثانية عشر من العودة المنظمة للنازحين السوريين
  • أوروبا تعدّل إرشادات لجوء السوريين في دول الاتحاد
  • سجن صيدنايا المسلخ البشري الذي ابتلع أبناء أم كارم الـ6 وآلاف السوريين
  • غداً.. الأمن العام يعلن تنظيم المرحلة الـ 12من عودة النازحين السوريين
  • مقتل الشيخ ماهر فلحوط بعد اعتقاله في السويداء
  • السويداء: وفاة الشيخ رائد المتني بعد اعتقاله بتهم التواصل مع دمشق
  • الموت المختبئ تحت التراب.. الألغام تمزق أجساد وقلوب السوريين
  • أنباء عن مقتل شيخ درزي في السويداء بعد اعتقاله لدى فصائل موالية للهجري