مثّل قرار أستراليا الاعتراف بالضفة الغربية وقطاع غزة وشرقي القدس كـ"أراض فلسطينية محتلة"، وإعلان جميع المستوطنات "غير شرعية" مفاجأة في تل أبيب، ومع عدم إبلاغ سفير الاحتلال في كانبرا، فقد التزمت حكومة بنيامين نتنياهو الصمت تجاهه.

وأقر ايهود يعاري المستشرق الإسرائيلي للقناة 12، أن "قرار أستراليا الأخير تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة شكل هزيمة دبلوماسية شديدة للاحتلال، حتى عندما ألغت حكومة حزب العمل قبل بضعة أشهر الاعتراف الذي منحته الحكومة السابقة، بالقدس الغربية كعاصمة لدولة الاحتلال".




وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، "أن أستراليا كانت صديقا مخلصا لإسرائيل لأكثر من سبعين عاما، بتشجيع من الحزبين الرئيسيين، وبينما يبذل قادة الجالية اليهودية جهودا لتعزيز العلاقات، فإن حكومة بنيامين نتنياهو الحالية أهملت الحفاظ على هذه العلاقات التاريخية". 

وتابع، بأن "قرار استراليا الجديد مرتبط بأن رئيس الوزراء الجديد أنطوني ألبانيزي ليس من محبي إسرائيل، رغم أنه سريع الذكاء وصريح، لكنه كان ينطق أحيانا بكلمات مطمئنة، وكذلك فعلت وزيرة خارجيته بيني وونغ، لكن لم تكن هناك محاولة إسرائيلية للتفاوض معهم على أعلى مستوى، حتى عندما تمت إزالة المعدات العسكرية الإسرائيلية، دون مبرر، من الجيش الأسترالي بسبب الشكوك في أن أدوات جمع المعلومات الاستخبارية متضمنة فيه".

وكشف يعاري، أن "شركات الأسلحة الإسرائيلية تواجه الآن صعوبة بالحصول على حصة من عقود المشتريات الضخمة، كجزء من خطة العشر سنوات الطموحة لتعزيز الجيش الأسترالي، في حين أن الشركات الأمريكية لا تذرف دمعة بالطبع، ولذا فقد شكل ألبانيز وونغ رأيًا سلبيًا عن الحكومة الإسرائيلية الحالية، من خلال سياساتها وبياناتها اليمينية".

وأردف: "بدلا من صدّ ضغط الجناح اليساري المناهض لإسرائيل في حزب العمل للاعتراف بـ"الدولة الفلسطينية"، فقد سعوا إلى حلّ وسط حتى يتسنى لمؤتمر الحزب في بريسبين أن يهدأ، مع أن الجناح اليساري يمتلك بالفعل أغلبية في المؤتمر، وفاز في الانتخابات الداخلية في كوينزلاند وفيكتوريا". 

وأشار إلى أن "زعيم المعارضة الليبرالية بيتر داتون، وسلفه ألكسندر داونر، أدانا بشدة القرار الأسترالي، وكذلك فعلت المنظمات اليهودية، حتى أن البعض، ردّا على القرار، دعا لإعلان أستراليا "دولة محتلة من السكان الأصليين".

واستدرك يعاري، "أن وسائل الإعلام المحلية تجاهلت القرار، دون مبالاة، مع أن أنصار إسرائيل باتوا يتضاءلون ما يعني فقدانها لدعم دولة غربية مهمة مثل أستراليا، وهذا قد يشجع الآخرين على أن يحذو حذوها في قارتي آسيا وأوروبا". 



وذكر أن "أستراليا أصبحت في السنوات الأخيرة حليفا للولايات المتحدة في مواجهة الصين، وهي الآن تترك خط واشنطن تجاه إسرائيل، ما يعني أننا أمام الانسحاب الأكثر دراماتيكية لصديق قديم ومخلص من الحفاظ على العلاقات الحميمة مع إسرائيل".

وختم بالقول إنه "على طول الطريق تظهر مخاطر جديدة، حيث بدأت الدعوات لمرافقة السياسة الجديدة للإدارة في كانبيرا من خلال فرض عقوبات على إسرائيل، وهذا في بلد شديد الحذر بشأن العقوبات على إيران، وقد تعلم اليسار في حزب العمل أنه قادر على ثني القيادة بشأن قضية إسرائيل، ومن المؤكد أنه سيستمر في ذلك".


ورغم أن هناك مسافات بعيدة تفصل دولة الاحتلال عن أستراليا، لكن الولايات المتحدة، تشعر دائما براحة أكبر حين تكون الحكومات في الدول السكسونية مثل أستراليا وكندا وبريطانيا تتحدّى الحكومة اليمينية في دولة الاحتلال، لاسيما أن وزيرة الخارجية بعيدة عن تبني المواقف الإسرائيلية، ما يعيد للأذهان مراقبتها لنتائج الانتخابات الأسترالية التي أسفرت عن هزيمة عدد من السياسيين الموالين لإسرائيل، بما فيهم رئيس الوزراء المنتهية ولايته سكوت موريسون، ومن الآن فصاعدا، ستتلقى من أستراليا موقفا أكثر برودة، وانتقادا، وتوترا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة أستراليا الأراضي الفلسطينية أستراليا الأراضي الفلسطينية سياسات الاحتلال سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

وزارة الخارجية تعرب عن رفض المملكة القاطع لما أعلنته سلطات الاحتلال الإسرائيلية بشأن التوغل والسيطرة على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية

المناطق_واس

أعربت وزارة الخارجية عن رفض المملكة العربية السعودية القاطع لما أعلنته سلطات الاحتلال الإسرائيلية بشأن التوغل والسيطرة على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، ورفضها القاطع للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

وجددت وزارة الخارجية التأكيد على رفض المملكة لأي محاولات للتوسع في الاستيطان على الأراضي الفلسطينية، وأهمية إلزام السلطات الإسرائيلية بالقرارات الدولية، مؤكدةً على موقف المملكة الداعم للقضية الفلسطينية وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية.

أخبار قد تهمك وزارة الخارجية: المملكة ترحب بالبيان الصادر من سلطنة عُمان بشأن التوصل إلى وقف إطلاق النار في اليمن بهدف حماية الملاحة والتجارة الدولية 7 مايو 2025 - 5:44 مساءً مدير فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة يستقبل القنصل العام لبنغلاديش 6 مايو 2025 - 5:40 مساءً

مقالات مشابهة

  • مسؤول أمريكي: هناك عمل دبلوماسي يتعين لإجبار الحوثيين على وقف مهاجمة إسرائيل ونسعى لتوسيع الاتفاق معهم
  • "التعاون الإسلامي" تدين فتح الإكوادور مكتبا بصفة دبلوماسية في القدس
  • 45 معتقلًا واقتحام للمسجد الأقصى.. تصعيد إسرائيلي جديد في القدس والضفة الغربية
  • كاتب صحفي: العلاقات المصرية اليونانية تشهد نقلة نوعية كبيرة
  • شرطة حرس الحدود الإسرائيلية تقر بانتهاك الأراضي السورية
  • وزارة الخارجية تعرب عن رفض المملكة القاطع لما أعلنته سلطات الاحتلال الإسرائيلية بشأن التوغل والسيطرة على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية
  • كاتب إسرائيلي: هوية الدولة ممزقة بين الليبراليين والمحافظين
  • قلق إسرائيلي من التحول الأمريكي بشأن اليمن.. والحوثيون يتوعدون السفن الإسرائيلية
  • ‏متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية: إسرائيل تدعم الهند ضد الإرهاب
  • رسالة تحذير واعتبار.. سماحة المفتي يعلّق على الحرائق في الأراضي المحتلة