طاقم تحكيم عماني لإدارة مباراة الإمارات مع قيرغيزستان في تصفيات المونديال
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
عين الاتحاد الدولي لكرة القدم، طاقم حكام من سلطنة عُمان لإدارة مباراة منتخبنا الوطني مع منتخب قيرغيزستان، في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، والمقرر إقامتها يوم الخميس المقبل على استاد محمد بن زايد بنادي الجزيرة في أبوظبي.
ويضم الطاقم كلا من أحمد الكاف (حكم ساحة)، وأبو بكر سالم العامري (مساعد أول)، وراشد حامد الغيثي (مساعد ثان)، وقاسم مطر الحاتمي (حكم رابع)، والكويتيين عبدالله جمالي (حكم فيديو) وعبدالله عرب (مساعد حكم فيديو).
ويواصل منتخبنا الوطني تدريباته اليومية في معسكر السعديات، استعداداً لخوض هذه المباراة، حيث قرر الجهاز الفني بقيادة باولو بينتو استبعاد اللاعب علي صالح من قائمة الفريق، التي تضم حالياً 26 لاعباً، بعد أن أثبتت الفحوصات الطبية إصابته وحاجته للعلاج والراحة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الأفلاج والمدرجات بالجبل الأخضر .. حكاية إبداع وكفاح عماني مع الطبيعة
الناظر إلى تضاريس ولاية الجبل الأخضر الصعبة والجبال الشامخة في علوها وصلابتها، وجماليات المدرجات الزراعية، والأفلاج التي شقت على سفوح الجبال لسقي البساتين والمزروعات، تنعكس أمامه مشاهد كفاح الإنسان العماني، وبراعته وصبره في التعاطي مع الطبيعة وتذليل التحديات من أجل العيش والحياة بكرامة وعرق الجبين، وتوفير قوت يومه مما تجود به الأرض.
في الجبل الأخضر، تصنف الأفلاج بـ (العينية)، أي أن منابعها العيون المائية التي تنبع من الجبال، في تنصيف مغاير لمعظم الأفلاج في سلطنة عمان التي تصنف غالبيتها بالأفلاج (الداوودية والغيلية)، حيث شق لها المزارعون منذ الآف السنين، سواقي الأفلاج لتجري من منابعها لسقي المزروعات والأشجار التي زرعت في المدرجات، بطريقة هندسية غاية في الإبداع والتخطيط.
حكاية كفاح
حكاية شق الأفلاج وصنع المدرجات الزراعية على سفوح وقمم الجبل الأخضر، تروي سنين من العمل، توارثها أبناء ولاية الجبل الأخضر على مر السنين، لتضع أمام الأجيال حكاية الإنسان مع الطبيعة، وكيف أن الإنسان العماني كافح من أجل تطويع الطبيعة لظروف العيش، والاستفادة من طقس الجبل الأخضر المعتدل ليكون لوحة من الجمال على سفوح الجبال.
وقال حامد بن أحمد المياحي من سكان قرية العيينة بالجبل الأخضر: كل الأفلاج في الولاية (عينية)، مصدرها العيون المائية المنتشرة في الجبل، ومد الأجداد قبل آلاف السنين القنوات المائية من هذه العيون، لري المزروعات في المدرجات والمسطحات على الجبال، بطريقة هندسية تقف شاهد عيان إلى اليوم على براعة الإنسان العماني.
وأضاف: أتذكر قبل أكثر من 70 سنة عندما كنت أشارك آبائي وأجدادي في صيانة الأفلاج، وتأهيل المدرجات الزراعية، حيث كانت الطرق بدائية ولا نملك المعدات ولا الأدوات التي نحمل فيها المواد من حجارة أو تربة طينية، فقد كنا ننقل التربة الزراعية للمدرجات الخضراء والطين والحجارة على ظهورنا لصيانة الأفلاج وترميم المدرجات.
وأوضح أن العمل كان في السابق جماعيا، يشارك فيه الرجل والمرأة والأطفال، إذ يتكاتف الأهالي في كل شيء، فقد كنا نحمل الأتربة في (القفير) على ظهورنا، حتى الدواب كان لا يمكلها الجميع، ومن يملك دابة كان يستخدمها لجلب المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية من نزوى وبركة الموز إلى قمم الجبل الأخضر، أما أعمال صيانة الأفلاج والمدرجات، فقد كان الإنسان فقط من يقوم بكل تلك الأعمال.
إرث تاريخي
وأكد المياحي أن ما يراه الناس اليوم من مدرجات زراعية خضراء وجميلة وأفلاج جارية تروي المزروعات، لم تصل إلى هذا الجمال لولا كفاح الأهالي وعملهم على إيجاد هذه الأفلاج والمدرجات والحفاظ عليها منذ آلاف السنين حتى اليوم، عبر الصيانة المستمرة والعمل على بقائها كإرث تاريخي وحضاري توارثته الأجيال جيل بعد جيل.
وأشار إلى أن هناك العديد من الأفلاج في الجبل الأخضر بينها أفلاج وادي بني حبيب وسيق والعين وأبوكبير، والشريجة ولعور، وفلج القنتي، حيث تسقي هذه الافلاج قرى الجبل الأخضر إضافة إلى العيون المائية، والشعاب.
نظام السقي
وقال المياحي: في قديم الزمان كان السقي عبر نظام (الصحلة)، وهو عبارة عن نظام يشبه المكيال تقاس به المدد التي يتم فيها سقي المزارع تقسيما بين القرى والبلدات، وفي الوقت الحالي تغير النظام بالوقت.
وأوضح أن الكثير من العيون جفت وبسبب جفافها توقفت الكثير من الأفلاج عن الجريان، وبين أن قلة الأمطار في السنوات الأخيرة أدت لجفاف العيون التي تعتبر المصدر الرئيسي للأفلاج.
وطالب المياحي الجهات المعنية بإنشاء مزيد من السدود للحفاظ على المياه والتغذية الرجعية للعيون المائية، التي بدورها تسهم في الحفاظ على المزروعات.
مزروعات وفواكه
وتطرق حامد بن أحمد المياحي إلى المدرجات الخضراء والاهتمام بالزراعة في الجبل الأخضر، وقال: حرص الأهالي في الجبل الأخضر عبر التاريخ، على زراعة أنوع من الفاكهة مثل الرمان والعنب والخوخ والمشمش والزيتون والتين، والورد ومحاصيل موسمية متنوعة لسداد احتياجاتهم الغذائية، موضحا أنه عبر السنين قام الأهالي بتطوير المزروعات من خلال جلب شتلات ذات جودة وإنتاجية أكبر.
وأوصى المياحي الشباب بالحفاظ على موروث الأجداد، مؤكداً أن الأفلاج والمدرجات الزراعية في الجبل الأخضر، واحدة من أهم الموروثات العمانية، وهي نتاج عمل الأجداد وبراعتهم الهندسية، وعلى الأجيال أن تواصل الحفاظ على هذا الموروث الأصيل، والعمل على بقائه للأجيال القادمة، مؤكداً أن على الشباب أن يعتاد على العمل والزراعة، والكسب من الأرض، وعدم الاعتماد على الوافد في كل شيء.. موضحا: أن هذا التاريخ الأصيل الضارب في القدم، لن يدوم إلا بأهله، والحفاظ على الأرض والزراعة والأنظمة المعقدة في صيانة المدرجات والأفلاج والعيون مسؤولية الأجيال.