مؤشرات وول ستريت تتراجع وسط اضطرابات مصرفية تعيد المخاوف من هشاشة السوق
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية بنهاية جلسات الخميس، لتواصل "وول ستريت" أسبوعاً متقلباً من التداولات، بعد أن أعادت أزمة قروض مشبوهة في مصرفين إقليميين المخاوف بشأن جودة الائتمان واحتمالات تكرار سيناريو انهيار بنك "وادي السيليكون".
. حمزة نمرة يوجه رسالة خاصة لأحمد سعد على الهواء
وجاء الهبوط رغم بداية قوية مدفوعة بتوقعات إيجابية حول الطلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي، قبل أن تتحول المؤشرات إلى المنطقة الحمراء إثر إعلان مصرفين إقليميين عن قروض متعثرة مرتبطة بادعاءات احتيال، ما زاد الشكوك حول متانة النظام المصرفي.
تراجع سهم "زيونس بانكورب" بنحو 13% بعد الكشف عن شطب قرض احتيالي بقيمة 50 مليون دولار من خلال فرعه في سان دييغو، بينما هبط سهم "ويسترن ألاينس بانكورب" بنسبة 11% بعد أن تبيّن تورطه في قروض مشابهة.
وقال ستيف سوسنيك من شركة إنتراكتيف بروكرز إن “المشكلة تبدو حالياً محدودة في هذين المصرفين، رغم تشابههما في الحجم مع بنك وادي السيليكون”، مؤكداً أنه “لا توجد مؤشرات بعد على أزمة مصرفية شاملة”.
في الوقت نفسه، تكبّد "جيه بي مورغان تشيس" خسائر قدرها 170 مليون دولار نتيجة انهيار مقرض السيارات منخفض التصنيف تريكولور هولدينغز، مما رفع تكلفة الائتمان وأثار تحذيرات من رئيسه التنفيذي جيمي ديمون بشأن المخاطر المقبلة.
تزامنت هذه التطورات مع استمرار القلق من تداعيات الحرب التجارية وتجدد إغلاق الحكومة الأميركية، ما تسبب في نقص البيانات الاقتصادية المتاحة للمستثمرين.
وانخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.6%، بينما تراجع صندوق المؤشرات الخاص بالمصارف الإقليمية بأكثر من 6%. في المقابل، قفز سهم "أوراكل كورب." مدعوماً بتوقعات قوية لأرباح قطاع الذكاء الاصطناعي.
على صعيد آخر، هبط العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى ما دون 4%، بينما تراجعت عوائد السندات القصيرة إلى أدنى مستوياتها منذ 2022، ما دفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، ليرتفع الذهب إلى ذروة جديدة.
راقبت الأسواق أيضاً إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين عن لقاء مرتقب في بودابست، بالتزامن مع تصريحات من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي تشير إلى إمكانية خفض تدريجي لأسعار الفائدة لدعم سوق العمل الضعيفة.
وقال بريت كينويل من منصة إيتورو إن “البيانات الاقتصادية المحدودة ستجبر المستثمرين على الاعتماد على نتائج الشركات لتحديد اتجاه السوق قصير المدى”.
حذر محللو "سيتي غروب" من أن السوق الصاعدة البالغة قيمتها 28 تريليون دولار قد تدخل مرحلة أكثر تقلباً، وسط تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين وقيود الصين الجديدة على صادرات المعادن النادرة.
وأشار دانيال سكيلي من مورغان ستانلي لإدارة الثروات إلى أن “التركيز يجب أن يظل على الشركات الكبرى ذات الأساس المالي القوي”، محذراً من أن تباطؤ النمو قد يؤثر سلباً على الشركات الصغيرة.
وأظهر استطلاع رابطة المستثمرين الأفراد الأميركية تراجع التفاؤل إلى 33.7% مقابل 45.9% في الأسبوع السابق، في إشارة إلى تزايد الحذر بين المتعاملين.
ورغم الاضطرابات، يواصل الإنفاق على مشاريع الذكاء الاصطناعي دعم بعض الأسهم. وأظهرت نتائج تايوان سيميكونداكتور وأوراكل كورب. ارتفاع الطلب على البنية التحتية التقنية، ما يعزز الاتجاه الصعودي في القطاع.
وقال رايان غرابينسكي من ستراتيغاس: “رغم المخاطر، لا تزال قصة الذكاء الاصطناعي محركاً رئيسياً للأسواق الأميركية”.
ورغم موجة التقلبات، يتمسك المستثمرون الأفراد بإستراتيجيتهم المعهودة هذا العام، وهي شراء الأسهم عند كل انخفاض، على عكس المؤسسات المالية التي تميل حالياً للتحوط والمراهنة على التراجع.
وأكد سكوت روبنر من سيتادل سيكيوريتيز أن “إيمان المستثمرين الأفراد بصعود السوق ما زال استثنائياً”، مشيراً إلى أنهم قد يرون في أي تراجع جديد فرصة جديدة للشراء، ما دامت عوامل الدعم الأساسية، كالنمو والأرباح وخفض الفائدة، باقية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مؤشرات وول ستريت مؤشرات الأسهم الأميركية الأسهم الأميركية الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
دونالد ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لمنع الولايات الأميركية من تطبيق لوائحها الخاصة بالذكاء الاصطناعي
طالب أعضاء في الكونغرس من الحزبين، ومعهم منظمات الحريات المدنية وحقوق المستهلك، بمزيد من تنظيم الذكاء الاصطناعي، مؤكدين أن الرقابة على هذه التكنولوجيا غير كافية.
وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يستهدف منع الولايات من صياغة لوائحها الخاصة بالذكاء الاصطناعي (AI)، قائلا إن هذه الصناعة المتنامية مهددة بأن يخنقها خليط من القواعد المرهِقة، بينما تخوض معركة على الصدارة مع منافسين صينيين.
ضغط أعضاء الكونغرس من الحزبين، إلى جانب جماعات الحريات المدنية وحقوق المستهلك، من أجل مزيد من التنظيم للذكاء الاصطناعي، قائلين إنه لا توجد رقابة كافية على هذه التقنية القوية.
لكن ترامب قال للصحفيين في المكتب البيضاوي يوم الخميس إن "سيكون هناك فائز واحد فقط" بينما تتسابق الدول للهيمنة على الذكاء الاصطناعي، وإن الحكومة المركزية في الصين توفر لشركاتها مكانا واحدا للحصول على الموافقات الحكومية.
قال ترامب: "لدينا استثمارات ضخمة في الطريق، لكن إذا كان عليهم الحصول على 50 موافقة مختلفة من 50 ولاية مختلفة، فانْسَ الأمر لأنه يستحيل فعل ذلك".
يوجه الأمر التنفيذي النائب العام إلى إنشاء فريق عمل جديد للطعن في قوانين الولايات، ويوجه وزارة التجارة لإعداد قائمة بالقواعد الإشكالية.
ويهدد أيضا بتقييد التمويل من برنامج نشر النطاق العريض وبرامج منح أخرى للولايات التي تعتمد قوانين للذكاء الاصطناعي.
قال ديفيد ساكس، وهو رأسمالي مخاطر لديه استثمارات واسعة في مجال الذكاء الاصطناعي ويتولى قيادة سياسات ترامب بشأن العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي، إن إدارة ترامب ستقاوم فقط "أمثلة التنظيم الأكثر إرهاقا على مستوى الولايات" لكنها لن تعارض "إجراءات سلامة الأطفال".
ما الذي اقترحته الولايات؟أربع ولايات هي كولورادو وكاليفورنيا ويوتا وتكساس، أقرّت قوانين تضع بعض القواعد للذكاء الاصطناعي عبر القطاع الخاص، بحسب الرابطة الدولية لمتخصصي الخصوصية.
تشمل تلك القوانين تقييد جمع بعض المعلومات الشخصية وفرض مزيد من الشفافية على الشركات.
تأتي هذه القوانين استجابةً لذكاء اصطناعي بات يتغلغل في الحياة اليومية بالفعل. فهذه التقنية تساعد في اتخاذ قرارات مؤثرة بالنسبة للأمريكيين، مثل من يحصل على مقابلة عمل، أو عقد إيجار شقة، أو قرض منزل، وحتى بعض أنواع الرعاية الطبية. لكن الأبحاث أظهرت أنها قد تخطئ في تلك القرارات، بما في ذلك عبر تفضيل جنس أو عرق بعينه.
وتلزم المقترحات الأكثر طموحا لتنظيم الذكاء الاصطناعي الشركات الخاصة بتوفير قدر من الشفافية وتقييم مخاطر التمييز المحتملة الناجمة عن برامجها القائمة على الذكاء الاصطناعي.
وعلاوة على تلك القواعد الأوسع، نظّمت ولايات كثيرة في البلاد جوانب محددة من الذكاء الاصطناعي؛ فمثلا حظرت استخدام التزييف العميق في الانتخابات وفي إنتاج الإباحية دون موافقة، كما وضعت ضوابط لاستخدام الحكومة نفسها للذكاء الاصطناعي.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة