سودانايل:
2025-08-01@09:23:50 GMT

تجارب تاريخية حول تحالف القضية الواحدة (6 – 15)

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

هذه المقالات تستهدف تنوير الرأي العام ببعض مواقف الحزب الشيوعي في العمل الجبهوي. قصدت ان اختار التحالفات أو الاتفاقات التي تمت لتنسيق العمل وسط أجواء الاختلاف. ولن أعرض التحالفات التي تتم في جو خلى من الخصومة. الهدف من ذلك ان نعيد التفكير في ضرورة العمل المشترك، رغم الاختلاف في الوقت الحاضر، الذي تواجه فيه بلادنا ازمة مصيرية.


تعرضت المقالات السابقة للعداء الذي شب بين الحركة السودانية للتحرر الوطني وحزب الأمة، ولكن، في النهاية، شاركت الحركة في الجبهة الاستقلالية التي يقودها حزب الأمة. وكذلك تجربة الهجوم القوي والحملة العنيفة التي شنها الحزب الشيوعي (الجبهة المعادية للاستعمار آنذاك) ضد اتفاقية الحكم الذاتي، ومطالبته الجماهير برفضها ومقاومتها كمؤامرة استعمارية. ثم المشاركة في الانتخابات التي أجريت بموجبها. وتعرضنا لفترة الحكم الوطني الأول والصراعات الحادة التي تمت خلالها، وعداء الحكومة الوطنية الحاد للحزب الشيوعي واتحاد العمال. ثم عرضنا مقتطفات من بيانات صادرة عن الجبهة المعادية للاستعمار والحزب الشيوعي تدعو لوحدة الصف الوطني، وقيام حكومة قومية وفق برنامج وطني تنموي. وناقش المقال الأخير تجربة مهمة تمت خلال الحكم العسكري الأول، حيث تراجع النظام واعلن عن قيام المجلس المركزي. اختلفت المعارضة حول الموقف منه. قرر الحزب الشيوعي خوض الانتخابات، بينما قررت الأحزاب الأخرى مقاطعة الانتخابات. أصدر الحزب الشيوعي بيانا تاريخيا عدد فيه أسباب دخوله الانتخابات، ولم يخون الأحزاب الأخرى، بل دعاها للتنسيق للقيام بعمل مشترك ضد النظام العسكري. وكانت قيمة تلك التجربة في تأكيدها ان الاختلاف في التكتيك لا يمنع التنسيق لعمل مشترك، لإنجاز الهدف الذي يجمعنا معا.
أدت تجربة الفترة الانتقالية التي أعقبت ثورة ديسمبر لخلافات كثيرة. انقسم الصف الثوري، وصارت اطرافه تعادي بعضها البعض في حملات للتخوين، والاتهام بتخريب الانتقال، والتآمر مع العسكر. وزاد الشرخ بمرور الأيام، وتطور الاحداث. وتشعبت الطرق بالجماهير ومنظماتها.
الآن تواجه بلادنا قضية أساسية هي إيقاف الحرب، بكل ما تحمله من مآسي وتدمير وخطاب كراهية. الواقع المرير يفرض على كل القوى المدنية تنسيق جهودها لإيقاف هذا الدمار الجنوني. نؤمن انه مهما كانت الاختلافات ومرارات الماضي وحملات التخوين ندعو لتخطي ذلك. وان تعمل كل القوى الرافضة للحرب، إذا كانت تصر على عدم التحالف المدني الواسع، ولها رؤى مختلفة حول العملية السياسية، ان تعمل معا وتنسق جهودها فقط لإيقاف الحرب. وبعد ذلك المجال مفتوح لكل جهة ان تبشر ببرامجها وتصورها لمستقبل السودان.
حدثت في بلادنا تجارب عديدة فيما يسمي بتحالف البند الواحد، وكان الحزب الشيوعي طرف في كل تلك التحالفات. ومن الأمثلة:
• دعوة الأحزاب الوطنية للتنسيق لإسقاط حكومة عبد الله خليل في جلسة البرلمان التي من المقرر ان تنعقد في 17 نوفمبر 1958.
• الحملة القوية التي تمت، خلال فترة الديمقراطية الأولي، داخل البرلمان وخارجه، لرفض المعونة الامريكية.
• تنسيق الحزب الشيوعي مع حزب الشعب الديمقراطي لرفض ومقاومة اجراء الانتخابات الجزئية في 1965 بعد ثورة أكتوبر والجنوب لا يزال مشتعلا بنيران الحرب الأهلية.
• جبهة الدفاع عن الديمقراطية خلال الديمقراطية الثانية التي ضمت قوي سياسية ونقابية منظمات المثقفين لرفض التعدي على الديمقراطية بحل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من الجمعية التأسيسية..
• مؤتمر الدفاع عن الوطن العربي.
• التحرك المدني والسياسي الساعي لمقاومة محاولة فرض الدستور الإسلامي في عام 1968.
• المشاركة في حملة نقابة المحامين لمواجهة قانون الترابي 1988
• توقيع الأحزاب على ميثاق الدفاع عن الديمقراطية خلال الفترة الديمقراطية الثالثة.
• قبول دعوة الحزب الاتحادي الديمقراطي للتحرك لدعم اتفاقية السلام بين قرنق والميرغني
• الحملة الجماهيرية لإيقاف اعدام الأستاذ محمود محمد طه.
هذه الأمثلة توضح بجلاء ان لنا في تاريخنا المعاصر تجارب التحالف من اجل قضية واحدة. الآن لا توجد قضية أكبر وأهم من قضية إيقاف الحرب. وهي قضية أجمعت كل القوى السياسية والمدنية عليها، ما الفلول الذين أشعلوا الحرب ويحلمون بالعودة للسلطة.

صديق الزيلعي

[email protected]

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحزب الشیوعی

إقرأ أيضاً:

باحث علاقات دولية: خطاب الرئيس السيسي أكد محورية الدور المصري في القضية الفلسطينية | خاص

أكد الدكتور محمد ربيع الديهي، الباحث المتخصص في العلاقات الدولية، أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي جاء في توقيت حساس تشهده القضية الفلسطينية والحرب على قطاع غزة، خاصة في ظل محاولات دولة الاحتلال الإسرائيلي تشويه الصورة حول الدور المصري وترويج أكاذيب حول واقع وحقائق هذا الدور.

وأضاف الديهي، في تصريحات خاصة لـ«الأسبوع»، أن الخطاب عبّر عن حقائق ومحورية الدور المصري في القضية الفلسطينية، وعكس موقف مصر التاريخي منها، كما حمّل الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية مسؤوليتها التاريخية والإنسانية تجاه ما يحدث في قطاع غزة، مناشدًا المجتمع الدولي بضرورة إدخال المساعدات إلى القطاع لإنقاذ أرواح المدنيين الذين يعانون من حالة إنسانية مأساوية.

وشدد الباحث في الشؤون الدولية، على أن خطاب الرئيس السيسي حمل العديد من الرسائل الواضحة إلى الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي ودولة الاحتلال، أهمها أن الاستقرار الإقليمي لن يتحقق إلا بإرساء السلام في المنطقة، مضيفًا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمكنه أن يصنع السلام الحقيقي في الشرق الأوسط، من خلال ممارسة الضغوط على دولة الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانها والاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، صرّح خلال كلمته: «أتحدث إلى الشعب المصري ولكل من يسمعني في العالم العربي والدولي»، مشيرًا إلى أن مصر حرصت منذ 7 أكتوبر على المشاركة الإيجابية مع الشركاء في قطر والولايات المتحدة لتحقيق ثلاثة أهداف: وقف الحرب، إدخال المساعدات، والإفراج عن الرهائن.

وأكد الرئيس أهمية توضيح موقف مصر من الحرب في غزة، قائلاً: «أكرر المواقف الإيجابية التي تدعو لوقف الحرب، وحل الدولتين، وإيجاد حل سلمي شامل للقضية الفلسطينية».

اقرأ أيضاًمؤتمر حل الدولتين يرفض أي تغييرات ديموغرافية في الأراضي الفلسطينية.. ويطالب بتسوية دائمة للصراع

الرئاسة الفلسطينية: بريطانيا ستعترف بـ فلسطين سبتمبر المقبل إذا لم تنهِ إسرائيل كارثة غزة

ترامب: لا نوافق على اعتراف بريطانيا بـ الدولة الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • التلاعب بالانتخابات…التحدي المزمن أمام الديمقراطية.
  • الدكتور محمد عبد اللاه: الهجمات الإعلامية التي تتعرض لها مصر بسبب موقفها من القضية الفلسطينية مؤامرة
  • واشنطن بوست: التراجع عن دعم الديمقراطية يقوّض مكانة أميركا
  • تحالف “صمود” ينزع الشرعية عن الجميع
  • حزب الاستقلال: فتح باب المشاورات حول الانتخابات حرص ملكي على توطيد المسار الديمقراطي
  • “الديمقراطية” تدين المجزرة الصهيونية البشعة في منطقة السودانية
  • خطوات تنظيم أمريكية للتعامل مع قضية الحرب في السودان
  • في الحمرا.. الحزب الشيوعي يتقبل التعازي بزياد الرحباني غداً
  • باحث علاقات دولية: خطاب الرئيس السيسي أكد محورية الدور المصري في القضية الفلسطينية | خاص
  • قيادي بمستقبل وطن: كلمة الرئيس تعكس التضحيات التي تقدمها مصر من أجل القضية الفلسطينية