إسرائيل تروّج لمسوّدة اتفاق بمشاركة إيران وروسيا.. ترامب يريد وقف الحرب قبل تنصيبه؟
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
كتبت" الاخبار": عاد الترويج الإسرائيلي للحديث عن تقدّم نحو تسوية بخصوص الحرب على لبنان، وسطَ مخاوف من خدعة جديدة في مسار الحرب. وما يعزّز هذه المخاوف المعلومات التي أشيعت عن جولة جديدة في المنطقة سيقوم بها المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين للدفع في اتجاه اتفاق هدنة مؤقّت تليه مفاوضات، خصوصاً أنه، استناداً إلى التجربة معه، لم يعُد ممكناً أخذ كلامه بجدية أو إيجابية، إذ إن كل جولاته كانت تنتهي بتصعيد إسرائيلي على المستويين الأمني والعسكري.
وتولّت وسائل الإعلام الإسرائيلية إشاعة أجواء إيجابية ووجود مؤشرات إلى إمكانية قبول رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو باتفاق مؤقّت، إذ أفادت القناة 12 الإسرائيلية، أمس، بأن «إسرائيل تدرس إمكانية فرض وقف إطلاق نار محدد المدة على الحدود الشمالية مع لبنان، في خطوة تهدف إلى تجنب صدور قرار من مجلس الأمن الدولي ضدها»، لافتة إلى أن «هذه التطورات تأتي في وقت حساس، مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل، خصوصاً من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي تدعو إلى إنهاء التصعيد العسكري في لبنان وقطاع غزة».
ونقلت القناة 12 عن مصادر قريبة من نتنياهو أن «المفاوضات حول لبنان تحصل بمشاركة إسرائيل ولبنان وروسيا وأميركا وإيران، والجدول الزمني يتناسب مع استبدال الحكم في البيت الأبيض، وهو ينص على وقف النار 60 يوماً، يتواجد خلالها الجيش الإسرائيلي بأعداد قليلة في مناطق قريبة من الحدود في لبنان إلى أن ينتشر الجيش اللبناني».
من جانبها، تحدّثت «يديعوت أحرونوت» ليل أمس عن «تبادل لمسوّدات اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، بين إسرائيل والولايات المتحدة، وسط تقدّم في مفاوضات التسوية»، مضيفة أن هوكشتين تبادل المسوّدات مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي. ونقلت عن «مصادر مطّلعة» أن «هناك تقدّماً كبيراً في المحادثات، وهناك فرصة جيدة للاقتراب من الاتفاق». وخلصت إلى أن «ترامب يريد إنهاء الحرب في لبنان قبل تنصيبه في 20 كانون الثاني المقبل». غير أن مصادر لبنانية مطّلعة أكّدت لـ «الأخبار» أن أي مسوّدة اتفاق لم تصل إلى أيّ من المسؤولين في لبنان.
في ضوء ذلك، تصاعدت المزايدات الداخلية في كيان الاحتلال، فأشار عضو مجلس الحرب السابق بني غانتس إلى «أن الهدف الرئيسي في الشمال هو إعادة المستوطنين بأمان. ولكي يحدث هذا بسرعة، يجب ألا نوافق على وقف إطلاق النار من جانب واحد، حتى لو كان الضغط الدولي يتزايد. لا بد من زيادة شدة الهجمات في لبنان. وعلينا أن نتوصل إلى اتفاق يحيّد حزب الله، ويضمن لنا حرية العمل في مواجهة أي انتهاك».
ويأتي هذا الترويج عشية زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن، والذي سرّبت وسائل إعلام إسرائيلية بأنه زار روسيا سراً قبل أيام لبحث ملف لبنان، مشيرة إلى أن زيارته إلى واشنطن «هدفها وضع اللمسات الأخيرة على مشروع الاتفاق مع لبنان».
كما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤولين أميركيين أن «فرص التوصل إلى تسوية لوقف إطلاق النار في الشمال تزداد بقيادة هوكشتين، وبتشجيع من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب». وكتبت الصحيفة أن «الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب بعث برسالة إلى إدارة بايدن، يدعو فيها إلى إحراز تقدّم نحو تسوية أعمال العنف في شمال إسرائيل»، مشيرة إلى أن «فرص التّسوية في لبنان تحت قيادة مبعوث بايدن وبتشجيع من ترامب، تتزايد».
كذلك تحدّثت هيئة البث الإسرائيلية، عن «تقدّم حقيقي في الاتصالات بخصوص الجبهة الشمالية». ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن مسؤول سياسي أن «حديثاً يدور حول اتفاق جيد جداً لإسرائيل في الجبهة الشمالية يلبّي مصالحها بشكل أمثل».
وأضاف المسؤولون الأميركيون بحسب الصحيفة أن «هناك تقدّماً في المحادثات بين الأطراف المعنية وأن التسوية في الشمال ممكنة». فيما نقل موقع «واي نت» عن مصادر أميركية إشارتها إلى «تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل ولا سيما من قبل إدارة بايدن التي تطالب بوقف العمليات العسكرية في غزة ولبنان». كما نقل الموقع عن مصادر إسرائيلية أن «تل أبيب تأمل في التوصل إلى تسوية تتيح لها وقف القتال في الشمال لتخفيف الضغوط العسكرية والدبلوماسية».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وقف إطلاق فی الشمال فی لبنان إلى أن
إقرأ أيضاً:
عراقجي يكشف كواليس الحرب مع إسرائيل و"محاولة اغتياله"
كشف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، كواليس جديدة بشأن الحرب التي وقعت الشهر الماضي بين إيران وإسرائيل، وكيفية التوصل لوقف إطلاق النار، فضلا عن محاولة اغتياله.
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن عراقجي قوله إنه "أثناء الحرب، تم زرع قنبلة مقابل منزلي، واستُهدف المنزل المقابل، وقد تم القبض على المنفذين".
وتابع: "عدة مرات، حلقت طائرات مسيرة فوقنا خلال رحلاتنا إلى تركيا".
وبشأن وقف إطلاق النار مع إسرائيل، أوضح عراقجي: "في اليوم الثامن أو التاسع من الحرب، اتخذ المجلس الأعلى للأمن القومي قرارا استراتيجيا ينص على قبول وقف إطلاق النار غير المشروط في حال تقدم العدو بطلب رسمي بذلك. هذا القرار جاء من موقع قوة".
وتابع: "في الساعة الواحدة فجرا، تلقينا اتصالات تفيد بأن إسرائيل مستعدة لوقف إطلاق النار، وبعد تلقي هذا الطلب من عدة دول، أجريت بصفتي وزير الخارجية مشاورات مع سائر المؤسسات المعنية للتأكد من توافق الوضع مع القرار المذكور".
وأوضح: "بعد التأكد النهائي، تم الإعلان أن إيران مستعدة لوقف الحرب بشرط أن يوقف الطرف الآخر هجماته".
وقف إطلاق النار وسوء الفهم
وتطرق عراقجي إلى حادثة سوء الفهم بشأن توقيت وقف إطلاق النار، قائلا: "حدث لبس بيني وبين القوات المسلحة، إذ اعتقد الأصدقاء أن التوقيت المحدد هو الساعة الرابعة بتوقيت غرينتش، لذا استمر الهجوم حتى الساعة 7:30 بتوقيت طهران. وبعد الظهر، تم حل هذا اللبس عبر اتصال هاتفي".
وأضاف: "في مساء اليوم الأول من وقف إطلاق النار، زعمت إسرائيل أن إيران أطلقت صواريخ، وخرقت الاتفاق، فأرسلوا طائراتهم لشن غارات، على الفور، أرسلت رسالة إلى ويتكوف (المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف) مفادها أن إسرائيل تختلق الذرائع وتتهم إيران زيفا، ولم يحصل أي خرق، وإذا أقدمت على أي عمل، فسوف نرد فورا وبشدة أكبر من السابق".
وأوضح عراقجي: "بعدها رأيتم أن ترامب (الرئيس الأميركي دونالد ترامب) غرد وطلب من الطيارين العودة، وأوقف الهجوم الإسرائيلي، ما أظهر أن كل الأمور منذ البداية كانت منسقة مع الأميركيين".
وأضاف: "ظنت إسرائيل أن إيران ستنهار خلال أسبوع، لكن هذا لم يحدث. وفي غضون ساعات تم تعيين قادة ميدانيين".
اغتيال هنية
وبشأن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، قال عراقجي: "اغتيل هنية في وقت كان الرئيس مسعود بزشكيان قد أدى قسمه للتو، ولم تكن التشكيلة الوزارية قد اكتملت وعقد اجتماع ضم أعضاء المجلس الأعلى للأمن القومي والرئيس".
وتابع: "اتفق الجميع على ضرورة الرد، لكن كان هناك خلاف بين السياسيين والعسكريين بشأن توقيت وطريقة الهجوم. وتقرر في الاجتماع أن يتم الاستعداد للدفاع جيدا قبل تنفيذ أي عملية هجومية".
وأشار إلى أنه: "بعد اغتيال هنية، وعملية الوعد الصادق2، وسقوط نظام الحكم في سوريا، وانتخاب ترامب، اقتربنا 3 مرات من حافة الحرب لكن نجحت الدبلوماسية في منع اندلاع حرب شاملة".
وحول خداع إيران من خلال المفاوضات مع أميركا قبل الحرب مع إسرائيل، قال وزير الخارجية الإيراني: "لم نخسر شيئا من المفاوضات، بل ربحنا كثيرا، أهمها إثبات أحقيتنا أمام الشعب والمجتمع الدولي. من يقول إنه لولا التفاوض لما كانت هناك حرب؟ ربما الحرب كانت لتندلع أسرع".