لبنان ٢٤:
2025-06-06@18:12:46 GMT

التمديد لقائد الجيش: هل من مقايضة محتملة ؟

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

شهران يفصلان عن انتهاء الولاية الممددة لقائد الجيش العماد جوزف عون في العاشر من كانون الثاني المقبل، ولا يزال هذا الاستحقاق محل تجاذب على الساحة الداخلية بين من يؤيد هذا الخيار خشية من شغور هذا الموقع في ظروف استثنائية تتطلب وجود قيادة قادرة على التعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية على الحدود كما على الساحة الداخلية، وبين من يعارض تخوفاً من أن يحسن هذا القرار من حظوظ القائد في الوصول إلى قصر بعبدا.



وكتبت سابين عويس في " النهار": خرق هذا التجاذب حزب "القوات اللبنانية" عبر وضع الملف على الطاولة، من خلال تقدم تكتل "الجمهورية القوية" باقتراح قانون يرفع سن تقاعد قائد الجيش إلى ٦٢ عاماً، من دون أن يدفع رئيس المجلس نبيه بري إلى الكشف عن نيّته إدراج هذا الاقتراح على جدول أعمال هيئة عامة أو لا. 

العارفون بحقيقة موقف رئيس المجلس يؤكدون أن الرجل لا يقف في طريق التمديد، ولكنه يرفض الآلية اليتيمة المقترحة من القوات اللبنانية، أولاً لأنه يفضل أن يشمل الاقتراح كافة قادة الأجهزة الأمنية الذين استفادوا من قانون تمديد الولاية الصادر العام الماضي، كما يفضل أن يأتي نتيجة إجماع القوى السياسية لا من فريق واحد. 
من هنا، يجري العمل حالياً على أن تتقدم كتل أخرى باقتراحات.
 وعلم أن "كتلة الاعتدال الوطني" في صدد مناقشة داخلية للتقدم باقتراح مماثل للاقتراح السابق، أي التمديد لكل قادة الأجهزة، فيما يجري التداول باقتراح قد يتقدم به رئيس لجنة الدفاع النيابية، ويُنتظر أن يشمل التمديد أيضاً كل الضباط في الجيش والمؤسسات الأمنية من رتبة عميد وما فوق، بمن فيهم الذين أحيلوا إلى التقاعد في ٢٠٢٣ و٢٠٢٤ ومن سيحالون بعد ٢٠٢٤، وذلك ضمن مبدأ المساواة وشمولية القوانين، كما اقترح النائب جميل السيد.

في المقابل، لمس بري اهتماماً أميركياً بأهمية التمديد لعون ضمن سلة تشمل قادة الأجهزة خشية من الشغور الذي بات يستفحل في غالبية المواقع القيادية. وقد عبّرت عن هذه الخشية السفيرة الأميركية ليزا جونسون، التي تناولت هذا الموضوع مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وعُلم أن هذا الموقف يبلغه ممثلو دول عدة غربية وعربية أبرزها فرنسا والسعودية وبريطانيا.

وفيما تردد في أوساط فريق "حزب الله-أمل" أن ثمة انزعاجاً من طريقة تعامل الجيش مع حادثة إنزال البترون، وقد عبّر عنه صراحة الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، نُقل عن بري أنه أبدى أمام عون انزعاجه، لكن أوساطاً مطلعة نفت أن يكون هذا الموضوع تم التطرق إليه إلا من باب الاستفسار، كما لم يتم التطرق إلى موضوع التمديد. 

وفي رأي مصادر مواكبة، إن بري يتريّث في إبداء أي موقف واضح حيال موضوع التمديد في انتظار بلورة اقتراحات القوانين والتفاهم حولها، وما إن كانت ستقتصر على القادة أو تشمل العمداء والضباط، علماً بأن بعض المعلومات تشير إلى الخيار الأول على غرار التمديد الأول العام الماضي. وتعتقد المصادر أن رئيس المجلس يسعى إلى استغلال هذا الموضوع لمقايضته ربما بمشاريع لا تزال عالقة ويسعى إلى إقرارها.

وكتب الان يركيس في" نداء الوطن": اليوم تتجدّد الحملة "الممانعة" على قائد الجيش الذي نجح منذ تعيينه في ضبط مزاريب الهدر في المؤسسة وإجراء إصلاح جذري في المدرسة الحربية ومنع التدخّلات السياسية في التشكيلات داخل المؤسسة. وتعود هذه الحملة التي وصلت إلى حدّ مهاجمة الأمين العام لـ"حزب اللّه" الشيخ نعيم قاسم مباشرةً الجيش على خلفية حادثة البترون لأسباب عدّة أبرزها سياسية ورئاسية واستدراك لمرحلة ما بعد الحرب.

ويشكّل الملف الرئاسي العنصر الأول الذي تستهدف به "الممانعة" قائد الجيش. ويحتل القائد صدارة المرشحين حسب اعتراف سفراء الدول الخمسة، ويتمتع بغطاء مسيحي من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وأطراف وازنة. وتحاول "الممانعة" إبعاد عون عن السباق الرئاسي بحجة أنه رئيس قوي ولا تستطيع التحكّم به ويتمتّع بعلاقات عربية ودولية هي الأقوى.

وتبيّن الحملة على جوزيف عون أيضاً خوف "حزب اللّه" من المرحلة المقبلة، وتحاول الحملة توجيه رسائل إلى عون كي يسير وفق إرادة من تبقى من "الحزب"، وبالتالي، الحملة على القائد لا تستهدف فقط عون المرشح إلى الرئاسة بل صورة الدولة التي قد تسترجع قوتها وحضورها، وبالتالي هذا الواقع الجديد لا يعجب "الممانعة" التي تريد إبقاء سيطرتها على البلاد ولن تقبل بأي رئيس أو قائد جيش يعيد للدولة هيبتها.

عمل الجيش اللبناني بقيادة عون للحفاظ على ثروة لبنان البحرية، ودعا الدولة للتفاوض على الخطّ 29، لكن مصلحة السلطة جعلتها تقدّم التنازلات وتتخلّى عن قسم من حقّ لبنان وعادت إلى الخطّ 21 وذلك لإرضاء واشنطن وخوفاً من العقوبات، ولأن مصلحة الراعي الإقليمي لبعض القوى التي تخوّن جوزيف عون كانت تقتضي ذلك.


ومهما بلغت حملات التخوين، فالجيش يسير وفق خطة واضحة هدفها حماية السلم الأهلي ومنع التدخّلات السياسية فيها والحفاظ على وحدة المؤسسة التي يحاول البعض التهويل بفرطها ما يشكّل ملاقاةً للعدوان الإسرائيلي، والتحضير لخريطة طريق ما بعد انتهاء الحرب. القرار اتخذ وجوزيف عون الجنرال المتمرّد للحقّ ولمشروع الدولة لن يخضع للتهديد ولا يخاف من التهويل. فهو لم يختر الانخراط في حرب دمّرت البلاد، ولا ينفّذ أجندات أجنبية. المساعدات التي تتدفّق على الجيش وخصوصاً من الولايات المتحدة الأميركية تحصل بغطاء من السلطة السياسية، ولا أحد من هذه السلطة يتجرأ على الطلب من القيادة العسكرية وقف تلقّي المساعدات، وأيضاً يحاول معظم الذين ينتقدون عون إما تحسين علاقاتهم بالأميركيين، أو أنهم يفاوضونهم بشكل مباشر أو غير مباشر سواء في الداخل أو عبر وكلائهم

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: قائد الجیش

إقرأ أيضاً:

اقتصاد هش ووضع قاتم.. البنك الدولي يضع ثلاثة مسارات اقتصادية محتملة لليمن

يواجه الاقتصاد اليمني ضغوط كبيرة جراء استمرار الصراع والتجزؤ المؤسسي وتراجع الدعم الخارجي، وهو ما أسهم بشكل كبير في تفاقم الأزمة التي طال أمدها في البلاد.

Read also :فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيين

وكشف تقرير صادر عن البنك الدولي بعنوان "الهشاشة المستمرة وسط تزايد المخاطر" أن نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي الحقيقي انخفض بنسبة 58% منذ عام 2015. في الوقت نفسه، تجاوز التضخم في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دولياً نسبة 30% في عام 2024. موضحًا أن الريال اليمني شهد انخفاضًا ملحوظًا في قيمته مقابل الدولار الأمريكي، حيث تراجع من 1,540 ريال إلى 2,065 ريال على مدار العام. هذا الانخفاض أدى إلى مزيد من تآكل القوة الشرائية للأسر في اليمن.

وأوضح التقرير أن الحصار المستمر الذي تفرضه قوات الحوثيين على صادرات النفط، أدى إلى انخفاض إيرادات الحكومة المعترف بها دوليًا (مع استبعاد المنح) إلى 2.5% من إجمالي الناتج المحلي في عام 2024.  كما أن زيادة دعم الموازنة وخفض الإنفاق أدى أيضًا إلى تراجع عجز المالية العامة إلى 2.5%، انخفاضاً من 7.2% في عام 2023. ومع ذلك، لا تزال البيئة الاقتصادية هشة. 

وأشار إلى أن وجود انقسام عميق في اليمن إلى منطقتين اقتصاديتين، مع مؤسسات وسلطات نقدية وأسعار صرف منفصلة، زاد من التفاوتات وقوض الجهود الرامية إلى تحقيق التنسيق والاتساق على مستوى السياسات العامة للدولة.

وحول ما يجري في البحر الأحمر أوضح البنك الدولي هناك، بما في ذلك وقوع أكثر من 450 حادثاً واعتداءً بحرياً في عام 2024، أدى إلى تعطيل شديد لطرق التجارة عبر مضيق باب المندب، مما أسفر عن زيادة في تكاليف الشحن. في الوقت نفسه، تدهورت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية. فأكثر من ثلثي اليمنيين يعانون من نقص حاد في الغذاء. وهذا أدى إلى تزايد حدة استراتيجيات التكيف السلبية والمدمرة مع نفاد الموارد المتاحة للأسر.

من جانبها قالت دينا أبو غيدة، مديرة مكتب مجموعة البنك الدولي في اليمن: "إن الاقتصاد اليمني يعاني من التجزؤ والهشاشة، ومع ذلك، فإن إمكانية التعافي لا تزال حقيقية." وأضافت أبو غيدة: "مع الضرورة البالغة للسلام من أجل تحقيق التعافي على المدى الطويل، فمن الممكن اتخاذ خطوات فورية مثل دعم المؤسسات المحلية وحماية الخدمات الأساسية لتخفيف الضغوط الاقتصادية على اليمنيين في الوقت الحالي."

استشرافاً للمستقبل أكد البنك الدولي في تقريره إلى أن آفاق 2025 الاقتصادية في اليمن لا تزال قاتمة. متوقعًا مزيدًا من الانكماش في إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بنسبة 1.5%، مع تراجع نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي الاسمي بنسبة 19%. كما أن استمرار الضغوط على المالية العامة، وانخفاض قيمة العملة، ونقص السيولة، واضطرابات الوقود، يؤدي إلى تفاقم الآثار السلبية الاقتصادية. 

وأوضح التقرير: " في ظل الضغوط التضخمية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دولياً، يؤدي الانكماش والقيود على السيولة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون إلى زيادة الاعتماد على المعاملات غير الرسمية القائمة على المقايضة. في الوقت نفسه، من المتوقع أن يؤدي انخفاض التمويل المقدم من المانحين ومخاطر الامتثال للعقوبات، إلى تقييد النشاط الاقتصادي بسبب نقص السيولة، وخفض دخل الأسر، وضعف الطلب، لا سيما في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون".

البنك الدولي في ختام تقريره حدد ثلاثة مسارات اقتصادية محتملة لليمن: استمرار الوضع الراهن، أو تصعيد الصراع، أو الطريق إلى سلام دائم. في ظل سيناريو السلام، يُتوقع أن ينمو الاقتصاد اليمني بمعدل 5% سنويًا على مدى السنوات الخمس عشرة المقبلة. هذا النمو سيكون مدعوماً باستثمارات متجددة، ومؤسسات أقوى، بالإضافة إلى جهود الإعمار الموجهة توجيهاً سليماً.

مقالات مشابهة

  • برشلونة يواجه عقوبات جديدة محتملة من يويفا
  • ⛈️ سحب رعدية وأمطار محتملة على مناطق متفرقة غرب البلاد
  • رئيس الحكومة اللبنانية: الجيش فكك 500 موقع عسكري ومخزن سلاح في جنوب الليطاني
  • بيان مرتقب لقائد الثورة بمناسبة عيد الأضحى
  • حلف الناتو يخطط لتعزيز ترسانته العسكرية: تمهيد لمواجهة محتملة أم استعراض قوة؟
  • نص الدرس السادس لقائد الثورة من سلسلة دروس القصص القرآني
  • واشنطن تحذر رعاياها بأوكرانيا من "هجمات روسية كبيرة محتملة"
  • اقتصاد هش ووضع قاتم.. البنك الدولي يضع ثلاثة مسارات اقتصادية محتملة لليمن
  • شلل إداري وغليان بوزارة النقل وسط إستمرار التمديد لمسؤولين مثيرين للجدل
  • كشف حقيقة إحالة رئيس أركان الجيش العراقي الفريق يارالله إلى التقاعد