الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، أما بعد :

بعث الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والناسُ يَعيشون في جاهليةٍ عمياء، يعبدون الأصنام من دون الله، ويُئدِون البنات_

كان الواحد منهم يدفن إبنته في التراب وهي حية خشية العار كما أخبر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، ويسفكون الدماء، ويُقيمون العداوات لفترات طوال من أجل نيل ثأثر، ويأكلُ القويُ منهم الضَعيف، والتمييز عندهم بالقَبِيلة والعَشيرة لأجلها تكون مكانتك، و لأجلها تأخذُ حقك، و لأجلها تُرفع أو تُخفض، فبعث الله فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجهم من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، وجعلهم إخوة متحابين يجمعهم الدين وحب الوطن، وجعل التفاضل بين الناس بالإيمان والتقوى فأنزل الله عليه قوله( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات13.


وقوله:(وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) هي التي جمعت بين صُهيب الرومي وبلال الحبشي، وسلمان الفارسي ، وأبي بكر العربي، تحت راية واحدة وهي راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.
وفي مسند الإمام أحمد قال صلى الله عليه وسلم وهو يودع أمته(يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ»؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
فحذر النبيُ الكريم صلى الله عليه وسلم من القَبيلة والعُنصرية الجهوية وتَبرئ ممن دَعا إليها وقاتل من أجلها، وجعلها من أبغض الأمور عند الله تعالى بعد الشرك بالله، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق ، لأنها تُفرق الشمل، وتُورث البغضاء والشحناء والأحقاد بين الأحبة.
في سنن أبي داود قال صلى الله عليه وسلم( ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية).
والدعوة إلى العصبية: هي حَثُ الناس على التعصب للقبيلة وإن كانت على باطلٍ.
وقَاتَل عليها: أي قاتل مع قومه،ليس لأنَّهم على صوابٍ وحقٍ، وإنَّما لأنهم أهله وقومه وعشيرته.
ويَرسمُ النبي صلى الله عليه وسلم صورة معبرة لِمَا سيجري للقاتل بين يدي الله، أي أن كل قاتل وكل مقتول سيقفان هذا الموقف، وسيُسْأَل كلُّ قاتل هذا السؤال، ففي سنن النسائي وغيره قال صلى الله عليه وسلم(يَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذًا بِيَدِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ هَذَا قَتَلَنِي. فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: لِمَ قَتَلْتَهُ؟ فَيَقُولُ: قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لَكَ. فَيَقُولُ: فَإِنَّهَا لِي، وَيَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذًا بِيَدِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ: إِنَّ هَذَا قَتَلَنِي. فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: لِمَ قَتَلْتَهُ؟ فَيَقُولُ: لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِفُلَانٍ فَيَقُولُ: إِنَّهَا لَيْسَتْ لِفُلَانٍ فَيَبُوءُ بِإِثْمِهِ)وفي رواية ( فَيَهْوِي في النار سبعين خريفاً)، إنها صورة من صور الحساب والحكم في الدماء الذي يتم في محكمةِ القضاءِ الإلهي يوم القيامة، حيث يأتي الظالِمُ الذي قتلَ نفسًا بغيرِ حقٍّ، لتكون العِزةُ أو المُلكُ لفلانٍ أو فلانٍ أو في سبيل الشيطان، إنه مشهدٌ مهيب مُؤثِّرٌ من مشاهد يوم القيامة يقصُّه علينا النبيُّ صلى الله عليه وسلم في تعبير واضح، وأسلوب سهلٍ يفهمه الكبير والصغير، العامي والعالم.
كيف نعالج التعصب القبلي؟
1. التذكير بأصل الإنسان، وأنّ الجميع متساوون عند الله تعالى، وميزان التفاضل بينهم هو التقوى (كلكم لآدم وآدم من تراب) .
2. إذا عرف الإنسان أن ميزان التفاضل هو التقوى كان حريّاً به أن يترك التعصب بكل أشكاله وألوانه ، وأن يعلم أن من بطَّأ به عمله لم يُسرع به نسبه.
3-الاستمرار بشكلٍ دائمٍ في ذم العصبية والتحذير منها وبيان عَواقبها ونتائجها الكارثية على الأمم والشعوب.
4-التحاكم إلى شرع الله في حياتنا وشؤوننا، ورفض كل أشكال الأعراف والتقاليد التي تخالف الشريعة الغرّاء حتى نسدّ الباب على كل دعاوى العصبية والتعصب.
أسأل الله تعالى أن يهدينا جميعاً وأن يؤلف بين قلوبنا

منبر دينيون من أجل السلام والتماسك الإجتماعي

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: أجل السلام دينيون من والتماسك صلى الله علیه وسلم ف ی ق ول

إقرأ أيضاً:

موعد صيام تاسوعاء وعاشوراء وقصتهما وهل يجب صوم يوم قبله أو بعده؟

متى موعد صيام تاسوعاء وعاشوراء 2025 و فضل صيام يوم تاسوعاء؟ صيام يوم تاسوعاء مستحب شرعا وحث النبي -صلى الله عليه وسلم- على صيام تاسوعاء قبل عاشوراء، وثبت في فضل صيام تاسوعاء أن صيام يوم تاسوعاء قبل يوم عاشوراء سنة فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما صام يوم عاشوراء قيل له: إن اليهود والنصارى تعظمه، فقال: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع»، ويحل علينا موعد صيام يوم عاشوراء  السبت 5 يوليو، ومن السُنة النبوية صيام يوم قبله أو يوم بعده، كما قال النبي ﷺ: «صوموا يومًا قبله أو يوماً بعده»، وعلى ذلك يُستحب صيام يوم تاسوعاء المُوافق الجمعة 4 يوليو أو الأحد 6 يوليو بجانب يوم عاشوراء.

وفضل صيام يوم عاشوراء قال النبي ﷺ: «أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله». ويجوز صيام عاشوراء منفردا ، ولكن الأفضل أن نصوم تاسوعاء وعاشوراء.

 ما هو سبب صيام يوم تاسوعاء ؟


قال النووي رحمه الله: ذكر العلماء من أصحابنا وغيرهم في حكمة استحباب صوم تاسوعاء أوجها:

أحدها: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر، وهو مروي عن ابن عباس.

الثاني: أن المراد به وصل يوم عاشوراء بصوم، كما نهى أن يصام يوم الجمعة وحده..

الثالث: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال، ووقوع غلط فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.


حديث صيام تاسوعاء قبل عاشوراء


صيام تاسوعاء قبل عاشوراء سنة نبوية لما روى عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه صام يوم عاشوراء وقال: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ» أخرجه مسلم.

وصيام يوم تاسوعاء قبله سُنة أيضًا، فعن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم لَمَّا صام يوم عاشوراء قيل له: إن اليهود والنصارى تعظمه، فقال: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ»، قَالَ ابن عباس: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ.

لماذا نصوم يوم عاشوراء


يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من محرم، وهو اليوم الذي نجّى الله فيه موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده، فصامه موسى شكراً لله تعالى، وصامه نبينا صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: (مَا هَذَا؟)، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: (فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ)، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ" رواه البخاري.

وفي هذا الحديث دلالة على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين هم أولى الناس وأحقهم بموسى عليه السلام وبسائر الأنبياء والمرسلين؛ لأنهم آمنوا بجميع الرسل والأنبياء، ولا يفرقون بين أحد منهم، ويحبونهم ويعظمونهم ويحترمونهم، وينصرون دينهم الذي هو الإسلام لله رب العالمين.

وصيام يوم عاشوراء سَنَّهُ نبينا صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة وقد رغّب فيه، فعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا اليَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ، يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ» رواه البخاري ومسلم، ولقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: (صَوْمُ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ سَنَةٍ قَبْلَهُ وَسَنَةٍ بَعْدَهُ، وَصَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ) رواه النسائي في [السنن الكبرى].

والأكمل للمسلم لينال عظيم الأجر والثواب من الله تعالى أن يصوم ثلاثة أيام، وهي التاسع والعاشر والحادي عشر من محرم، كما ذكر جمع من العلماء، كالشافعي وغيره، فإن لم يتيسر له ذلك صام مع يوم عاشوراء اليوم الذي قبله، أو الذي بعده، فإن اقتصر على عاشوراء فقط جاز ذلك، وكل ذلك خير، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: "يوم (عاشوراء) وهو عاشر المحرم، ويستحب أن يصوم معه (تاسوعاء) وهو التاسع" انتهى من [روضة الطالبين].. وعلى هذا؛ فصيام عاشوراء على ثلاث مراتب: أدناها أن يصام وحده، وفوقه أن يصام التاسع معه، وفوقه أن يصام التاسع والحادي عشر معه.

يوم عاشوراء.. اعرف فضله وموعده لهذا العام.. وماذا تفعل فيه؟حكم من أكل أو شرب ناسيا في صيام يوم عاشوراء .. اعرف الموقف الشرعيهل يجب تبييت النية في صيام تاسوعاء و عاشوراء؟ .. دار الإفتاء تجيبهل يأثم من ترك صيام يوم عاشوراء؟.. أمين الإفتاء يجيبدعاء يوم عاشوراء للرزق وقضاء الدين ..احرص عليه من غروب شمس تاسوعاءهل ورد ذكر يوم عاشوراء في القرآن الكريم؟.. تعرف الآيات التي أشارت لهموعد يوم عاشوراء لعام 2025 وما فضل صيامه؟ما الحكمة من صيام يوم عاشوراء .. وهل صامه النبي؟أفضل الأعمال يوم عاشوراء.. 3 عبادات عظيمة أوصى بها النبيهل يجوز صيام يوم عاشوراء منفردًا؟.. دار الإفتاء تجيبسبب صيام يوم عاشوراء

سبب صيام يوم عاشوراء في الجاهلية قريش كانت تصوميوم عاشوراءفي الجاهلية، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ» رواه البخاري.


وكانت قريش يحتفلون في يوم عاشوراء ويعيدون ويكسون الكعبة، وعللواسبب صيام عاشوراءفي الجاهلية بأن قريشًا أذنبت ذنبًا في الجاهلية، فعظم في صدورهم، وأرادوا التكفير عن ذنبهم، فقرّروا صيام يوم عاشوراء، فصاموه شكرًا لله على رفعه الذنب عنهم.


ولما قدِم النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة جَدَهُمْ –اليهود- يَصُومُونَ يَوْمًا يَعْنِييوم عَاشُورَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ؛ وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ. فَقَالَ: «أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ». وكان هذاسبب صيام يوم عاشوراءفي الإسلام، وقد شدّد في الحث على ذلك لدرجة أنه أرسل غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: "من أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائمًا فليصم".

حكم صيام يوم عاشوراء

حكم صيام يوم عاشوراء كان واجبًا في أول الأمر بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، على الصحيح من قولي أهل العلم، لثبوت الأمر بصومه، كما في حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: «أمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا من أسلم أن أذن في الناس: أن من كان أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم، فإن اليوم يوم عاشوراء» (متفق عليه).


ولما فُرض رمضان في السنة الثانية من الهجرة نُسخ وجوبُ صومه، وبقي على الاستحباب، ولم يقع الأمر بــصيام عاشوراء إلا في سنة واحدة، وهي السنة الثانية من الهجرة حيث فرضعاشوراءفي أولها، ثم فرض رمضان بعد منتصفها، ثم عزم النبي في آخر عمره في السنة العاشرة على ألا يصومه مفردًا بل يصوم قبله اليوم التاسع.


وخلاصة حكم صيام يوم عاشوراء أنه مستحب فكَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ كَانَ رَمَضَانُ الْفَرِيضَةَ، وَتُرِكَ عَاشُورَاءُ،- فَكَانَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَصُمْهُ-».

فضل صيام يوم عاشوراء


صيام يوم عاشوراء له فضل عظيم وحرمة قديمة وصومه لفضله كان معروفًا بين الأنبياء عليهم السلام، وقد صام نوح وموسى عليهما السلام يوم عاشوراء، فقد جاء عن أبى هريرة - رضى الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء، فصوموه أنتم»، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء» أخرجه مسلم في "صحيحه".


وروى أبو قتادة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه مسلم في "صحيحه".

من صيام تاسوعاء

له حِكَمٌ ذكرها العلماء؛ منها: أولًا: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر، ثانيًا: أن المراد وصل يوم عاشوراء بصوم، ثالثًا: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.
 

وروى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: «حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ». رواه مسلم 1916
 

رأى الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون: يستحب صوم التاسع والعاشر جميعا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر، ونوى صيام التاسع،وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب أدناها أن يصام وحده وفوقه أن يصام التاسع معه وكلّما كثر الصّيام في محرّم كان أفضل وأطيب.
 

قال النووي رحمه الله: ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرِهِمْ فِي حِكْمَةِ اسْتِحْبَابِ صَوْمِ تَاسُوعَاءَ أَوْجُهًا: الأول: أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي اقْتِصَارِهِمْ عَلَى الْعَاشِرِ، وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ،والثاني: أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ وَصْلُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ بِصَوْمٍ، كَمَا نَهَى أَنْ يُصَامَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ،والثَّالِثَ: الاحْتِيَاطُ فِي صَوْمِ الْعَاشِرِ خَشْيَةَ نَقْصِ الْهِلالِ، وَوُقُوعِ غَلَطٍ فَيَكُونُ التَّاسِعُ فِي الْعَدَدِ هُوَ الْعَاشِرُ فِي نَفْسِ الأَمْرِ.
 

صيام يوم عاشوراء منفردا

أكدت دار الإفتاء المصرية، أنه يجوز صيام يوم عاشوراء منفردا دون صيام يوم قبله أو بعده، منوهة بأن صيام تاسوعاء مستحب وكذلك يوم عاشوراء وليس فرضًا، منبهًا على أنه لا مانع شرعا من صيام يوم عاشوراء منفردا
 

صيام يوم تاسوعاء

واستشهدت عن صيام يوم تاسوعاء وعاشوراء بما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه البخاري في "صحيحه".

طباعة شارك صيام يوم عاشوراء صيام يوم تاسوعاء صيام عاشوراء صيام تاسوعاء صيام عاشوراء تاسوعاء صيام تاسوعاء وعاشوراء موعد صيام تاسوعاء موعد صيام عاشوراء يوم عاشوراء يوم تاسوعاء متى موعد عاشوراء حكم صيام يوم عاشوراء دعاء يوم عاشوراء فضل صيام يوم عاشوراء سبب صيام يوم عاشوراء سبب صيام يوم تاسوعاء قصة صيام يوم عاشوراء لماذا نصوم يوم عاشوراء عاشوراء 2025 تاسوعاء 2025 موعد صيام تاسوعاء وعاشوراء صيام عاشوراء وتاسوعاء متى صيام يوم عاشوراء متى صيام يوم عاشوراء 2025 ما هو سبب صيام يوم تاسوعاء

مقالات مشابهة

  • ما سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الاسم؟.. معلومة لا يعرفها كثيرون
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: ما أحوج الشعوب للأمن والسلام والرشاد.. ومن واظب على ذكر الله تعالى أشرقت عليه أنواره وتوافدت عليه خيراته
  • فعل نهى عنه النبي يوم الجمعة.. احذره
  • "تأسٍ بالأنبياء".. "السديس" يوضح فضل يوم عاشوراء وأحكام صيامه
  • هل يستحق البائع العربون إذا لم يتم البيع؟.. الإفتاء تجيب
  • قاتل زوجته هل يحق له أن يرثها ؟.. عالم بالأزهر يجيب
  • موعد صيام تاسوعاء وعاشوراء وقصتهما وهل يجب صوم يوم قبله أو بعده؟
  • حكم الصلاة على النبي في الميكرفون آخر الأذان
  • فعالية ثقافية في الصافية بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام 
  • قطاع خفر السواحل بالبحر الأحمر يُحيي ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام