ما يقال عند شعور الإنسان بالفزع والخوف
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إنه ورد في السُّنَّة النبوية المطهَّرة مجموعة من الأدعية المستحبة التي تقال وتردد عند حدوث الكوارث والمصائب وشعور المسلم بالفزع والخوف وعدم الطمأنينة.
وأوضحت الإفتاء أن الإنسان إذا حصل له ما يُرَوّعُهُ أن يقول: هو الله، الله ربي لا شريك له؛ لما جاء عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا راعَه شيء قال: «هُوَ اللهُ، اللهُ رَبِّي لا شَرِيكَ لَهُ» رواه النسائي في "السنن الكبرى".
وقالت دار الإفتاء: فهذا الحديث يدلُّ على استحباب الدعاء عند حصول ما يُرَوّع الإنسان أو يُفزعه من الكوارث والأهوال أو غيرها بالدعاء المذكور، وكذلك استحب العلماءُ الصلاة عند حدوث شيء من هذا القبيل.
قال العلامة الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (1/ 282، ط. دار الكتب العلمية): [تُستحبُّ الصَّلاة في كلِّ فزعٍ: كالرِّيح الشَّديدة، والزلزلة، والظلمة، والمطر الدائم؛ لكونها من الأفزاع والأهوال، وقد رُوِي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه صلَّى لزلزلة بالبصرة] اهـ.
وقال الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج" (1/ 602، ط. دار الكتب العلمية): [يُسنُّ لكلِّ أحد أن يتضرَّع بالدعاء ونحوه عند الزلازل ونحوها؛ كالصَّواعق والرِّيح الشديدة والخسف، وأن يُصلِّي في بيته منفردًا، كما قاله ابن المقري لئلَّا يكون غافلًا؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا عصفت الريح قال: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ»] اهـ.
دعاء الخوف والفزعروى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَافَ قَوْمًا، قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ».
وروى ابن حبان -وقال الألباني: صحيح- عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ أَهْلَ بَيْتِهِ، فَقَالَ: «إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ غَمٌّ أَوْ كَرْبٌ، فَلْيَقُلِ: اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي، لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا».
وفي رواية أبي داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولِينَهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ -أَوْ فِي الْكَرْبِ-؟ أَللَّهُ أَللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا».
روى أحمد والبزار -وقال الألباني: صحيح- عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قُلْنَا يَوْمَ الْخَنْدَقِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ هَلْ مِنْ شَيْءٍ نَقُولُهُ، فَقَدْ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِنَا، وَآمِنْ رَوْعَاتِنَا». قَالَ: «فَضَرَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وُجُوهَ أَعْدَائِهِ بِالرِّيحِ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالرِّيحِ».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دعاء الخوف دعاء الإفتاء صلى الله علیه رضی الله
إقرأ أيضاً:
هل يجوز صوم القضاء في عشر ذي الحجة؟
مع دخول العشر الأوائل من ذي الحجة، يسأل الكثيرون ممن يحبون اغتنام هذه المناسبة، هل يجوز صوم القضاء في هذه الأيام المباركة؟
وأكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أنه يجوز صوم الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة بنية القضاء، بل صومها بنية القضاء أفضل من صومها بنية التطوع - بالنسبة لمن عليه قضاء من رمضان-؛ لأن المسارعة إلى إبراء الذمة من الفرائض أولى من التطوع؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ:... وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ»، وكان عمرُ رضي الله عنه «يَسْتَحِبُّ أَنْ يُقْضَى رَمَضَانُ فِي الْعَشْرِ».
استحباب الصيام في عشر ذي الحجةورد في الحديث ما يدل على استحباب الصيام في عشر ذي الحجة فعن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، ...»، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأيَّامِ» يعني أيام العشر'، والصيام من أفضل الأعمال الصالحة.
اجتماع أمهات العبادةوأكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أن أيام عشر ذي الحجة هي أفضل أيام السنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ»، وأفضل أيام العشر يوم عرفة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَة»، ولذلك كان العمل الصالح في هذه الأيام أحبَّ إلى الله تعالى منه في غيرها؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من أيامٍ العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام» يعني أيام العشر، ومن أسباب فضل أيام العشر اجتماع أمهات العبادة فيها، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج.
ينبغي استثمار وقت أيام العشر في العبادة من ذكر وصيام وغيرهما من الأعمال الصالحة.
ما هي الأعمال التي يستحب القيام بها في عشر ذي الحجة؟قراءة القرآن
الأعمال التي يستحبّ القيام بها والإكثار منها في عشر ذي الحجة هي العبادات بمختلف أنواعها، مثل صلاة النوافل، والصيام، والذكر، وقراءة القرآن، والصدقة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الخلق، وحسن الجوار، وغير ذلك من أعمال البر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأيَّامِ» يعني أيام العشر.