قال خبراء إن زيادة التبادل بين المغرب وروسيا بما فيها صادرات الفحم نحو الرباط، يعزز حجم التبادل والعلاقات على كافة المستويات.
وارتفعت صادرات الفحم الروسية إلى الخارج انطلاقا من مقاطعة روستوف الروسية، بأكثر من 50 في المائة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، لتصل إلى أكثر من مليون و160 ألف طن، مدفوعة بنمو الصادرات إلى دول شمال إفريقيا، على رأسها المغرب، ودول أخرى في جنوب شرق آسيا، إضافة إلى تركيا.


ويعد المغرب من أكبر مستوردي ومستهلكي الفحم في العالم، إذ سبق لموقع « إنسايدر مانكي » الأمريكي، المتخصص في التحليلات الاقتصادية والأسواق المالية، أن وضع المغرب في المركز الرابع والعشرين عالميا من حيث استهلاك الفحم، واستورد المغرب قرابة 3 ملايين طن منه في الأشهر الثمانية الأولى من العام 2024.

وأضاف في حديثه مع « سبوتنيك »، أن العلاقات مع روسيا تتطور بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة.
ولفت إلى أن العام 2024، شهد إقبالا كبيرا من السياح الروس، الأمر الذي يوضح مدى تطور العلاقات على كافة المستويات.
وأشار البرلماني المغربي إلى أهمية العلاقات بين البلدين، والتي تتضمن عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، خاصة أن المغرب يحتل المرتبة الثالثة على مستوى أفريقيا بالنسبة لشركاء روسيا.
ويرى أن توطيد العلاقات بين البلدين تأتي في إطار التحولات العالمية نحو تعدد القطبية، التي لا يجب أن تكون متنافرة بل متعاونة من أجل الاستقرار والتنمية.
وشدد على أن تطور العلاقات بين روسيا والمغرب يمكن أن يُستثمر في تهدئة الأوضاع بين الرباط والجزائر، خاصة في ظل تزايد التوترات وحرص موسكو على علاقات قوية مع البلدين.
في الإطار، قال نور الدين حمانو، الاقتصادي المغربي، إن المغرب له علاقات دبلوماسية واقتصادية متميزة مع دولة روسيا.
وأضاف في حديثه مع « سبوتنيك »، أن روسيا تعتبر من الدول العظمى في العالم، ما يعني أن زيادة حجم المبادلات التجارية تمثل ضرورة لموسكو والرباط.
ولفت إلى أن المغرب لا يتوفر على منابع الطاقة الأحفورية، وبالتالي يقتنيها من روسيا التي تبقى من أغنى الدول وخاصة بما يتعلق بالفحم.
وشدد على « أهمية إنتاج الكهرباء، وبالتالي روسيا توفر للمغرب ما يحتاجه، كما أن المغرب يوفر لدولة روسيا المنتجات البحرية والفواكه والأسمدة ».
ونقل المصدر ذاته عن إيغور سوروكين، نائب حاكم المقاطعة، قوله إن « شركات تعدين الفحم في روستوف سجلت نموا كبيرا في الصادرات برسم هذا العام، بفضل التعاون الفعّال بينها وإعادة توجيه مبيعاتها في اتجاه دول الشمال الإفريقي، على رأسها المغرب والجزائر ومصر، وبعض الدول في جنوب شرق القارة الآسيوية، خاصة الهند وتايلاند، بالإضافة إلى زيادة الإمدادات إلى تركيا أيضا ».
وفي تصريحات سابقة، قال الخبير الاقتصادي رشيد ساري، إن « الميزان التجاري يميل لصالح روسيا في الوقت الراهن، إذ يبلغ حجم التبادل نحو 2.5 مليار دولار، إذ تستورد المملكة المغربية المواد الطاقية والحبوب، فيما تنحصر صادرات المغرب على الخضروات والأسماك ».
وفي تصريحات سابقة، توقع خبراء، أن عوامل عدة ترجح السوق الروسية على الفرنسية، خاصة مع انخفاض التكلفة الكلية والجودة العالية التي تتمتع بها الحبوب الروسية، وتراجع الإنتاج الفرنسي نظرا لعدة إشكاليات منها الجفاف.
وفق تقارير صحفية مغربية، تجاوزت روسيا فرنسا في تصدير القمح اللين إلى المملكة، حيث أرسلت 1.92 مليون قنطار مقارنة بـ0.33 مليون قنطار فقط من فرنسا، في غشت الماضي.
في أواخر عام 2022، أعلنت وكالة التصدير الروسية، أنها تسعى إلى زيادة صادراتها إلى المغرب بعشرة أضعاف، خلال عامي 2023 / 2024، في ضوء انعقاد القمة « الروسية – الأفريقية » والمنتدى الاقتصادي « الروسي – الأفريقي » الذي عقد في يوليوز الماضي.

(سبوتنيك)

المصدر: اليوم 24

إقرأ أيضاً:

بوتين والشرع يبحثان مستقبل العلاقات الروسية السورية

عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، في الكرملين، محادثات موسعة مع الرئيس السوري أحمد الشرع، تناولت مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية.

وأكد بوتين في مستهل اللقاء أن روسيا وسوريا تربطهما علاقة خاصة تمتد لعقود طويلة، مشددًا على أن موسكو استرشدت دائمًا بمصالح الشعب السوري في تعاملها مع دمشق، وليس بمصالحها السياسية الخاصة.

وقال: “لم تكن لدينا في روسيا أي علاقات مع سوريا مرتبطة بظروفنا السياسية أو مصالحنا الخاصة. على مدى هذه العقود، كان هدفنا دائمًا هو مصلحة الشعب السوري”.

وأشاد بوتين بالانتخابات البرلمانية التي جرت في سوريا في الخامس من أكتوبر الجاري، واصفًا إياها بأنها “نجاح كبير يسهم في تعزيز الروابط بين القوى السياسية السورية رغم الظروف الصعبة”.

 كما كشف أن أكثر من 4000 طالب سوري يدرسون حاليًا في الجامعات الروسية، معربًا عن أمله بأن “يساهموا في بناء الدولة السورية في المستقبل”.

وأشار بوتين إلى أن العلاقات بين البلدين “اتسمت دومًا بالطابع الودي والاستثنائي”، مؤكدًا استعداد موسكو لاستئناف عمل اللجنة المشتركة وتنفيذ مشاريع جديدة، مع إجراء مشاورات منتظمة عبر وزارتي الخارجية.

من جانبه، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن “دمشق تحترم جميع الاتفاقيات السابقة الموقعة مع روسيا”، مشيرًا إلى أن سوريا الجديدة “تحاول إعادة تعريف طبيعة العلاقات مع موسكو على أساس احترام السيادة ووحدة الأراضي السورية والاستقرار الإقليمي”.

وقال الشرع: “جزء من الغذاء السوري يعتمد على الإنتاج الروسي، وكثير من محطات الطاقة تعتمد على خبرات موسكو”، مضيفًا أن بلاده “تعيد ربط العلاقات السياسية والاستراتيجية مع كافة الدول، وعلى رأسها روسيا الاتحادية”.

وأوضح الشرع أن “العلاقات التاريخية العميقة بين البلدين تقوم على مصالح مشتركة وتعاون طويل الأمد”، مؤكداً أن سوريا تسعى إلى “إعادة ضبط علاقاتها الاستراتيجية مع روسيا بما يخدم الاستقرار في البلاد والمنطقة”.

وفي تصريحات للمتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أكد أن الرئيسين بوتين والشرع “سيتطرقان إلى موضوع القواعد الروسية في سوريا”، مشيرًا إلى أن المسألة ستُناقش “بشكل طبيعي ضمن جدول المحادثات”.

وكشفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن موسكو ودمشق تجريان “اتصالات مغلقة” بشأن إعادة هيكلة المنشآت العسكرية الروسية في سوريا، فيما أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف أن روسيا “لن تبقى في سوريا ضد إرادة قيادتها، لكن من الواضح أن القيادة السورية ودولاً في المنطقة مهتمة باستمرار الوجود الروسي”.

ونقلت “سكاي نيوز عربية” عن مصادر مطلعة أن المحادثات الروسية السورية شملت ملفات حساسة تتعلق بتجديد اتفاق القاعدتين الروسية في حميميم وطرطوس، واللتين من المقرر أن تلعبا دوراً في توزيع المساعدات الروسية إلى إفريقيا. كما أشارت المصادر إلى أن موسكو ودمشق بصدد توقيع عقود جديدة لتسليح الجيش السوري، خصوصاً في مجال الدفاع الجوي، إضافة إلى إشراك الشركات الروسية في مشاريع إعادة إعمار البنية التحتية.

وفي الجانب السياسي، أكدت المصادر أن روسيا ستواصل دعم الحكومة السورية في مساعيها لبسط سيطرتها على كامل الأراضي السورية، ودعم تحركها الدبلوماسي لرفع العقوبات المفروضة عليها، خاصة على مستوى مجلس الأمن الدولي.

وتُعد هذه الزيارة الأولى للرئيس أحمد الشرع إلى موسكو منذ توليه السلطة بعد الإطاحة ببشار الأسد أواخر العام الماضي، في وقت تؤكد فيه موسكو استعدادها لتعزيز علاقاتها مع “سوريا الجديدة” وتوسيع حضورها في الشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • مباحثات لتعزيز التعاون بين المغرب وروسيا
  • المغرب وروسيا: شراكتنا الاستراتيجية المعمقة بلغت أوجها
  • دمشق: علاقاتنا مع موسكو تتطور.. وروسيا أمام فرص كبرى للمشاركة في إعادة الإعمار
  • الشرع في الكرملين: زيارة تاريخية تعيد رسم خريطة العلاقات السورية الروسية
  • السودان يعزز شراكاته الإستراتيجية.. دعم مصري وتعاون نفطي مع روسيا
  • لافروف: إمداد أوكرانيا بصواريخ توماهوك سيضر بتطبيع العلاقات الروسية الأمريكية
  • بوتين والشرع يبحثان مستقبل العلاقات الروسية السورية
  • اليوم ..الشرع في موسكو لبحث العلاقات بين روسيا وسوريا
  • الكرملين يعلن عن محادثات بين بوتين والشرع حول تطوير العلاقات الروسية السورية
  • السعودية وروسيا تقودان زيادة إنتاج "أوبك+" في سبتمبر