موقع 24:
2025-08-01@11:13:17 GMT

كيف تتحرّك علاقات موسكو وطهران؟

تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT

كيف تتحرّك علاقات موسكو وطهران؟

قال الكاتب والمحلل السياسي جوزيف إبستاين، إن السياسة الخارجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترتكز على البراغماتية وليس الولاء الأيديولوجي أو التحالفات الراسخة، وهذا ما يفسر التحولات الأخيرة في التحالفات الروسية واستعدادها لإعادة تشكيل العلاقات حتى مع شركاء قدامى على شاكلة إيران.

أرجأت روسيا تسليم أسلحة متقدمة إلى إيران

وأوضح إبستاين، زميل معهد يوركتاون في واشنطن ومدير الشؤون التشريعية في مؤسسة الحقيقة في الشرق الأوسط EMET، في مقاله بموقع مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن العقيدة السياسية لبوتين، التي تشكلت من خلال تدريبه على رياضة الجودو، تقدر المرونة، مشيراً إلى أن هذا المبدأ أثر في قدرة روسيا على إعادة تنظيم علاقاتها الدولية بسرعة.


واستشهد الكاتب بالتحالف الذي دام 30 عاماً مع أرمينيا، ورغم ذلك امتنعت روسيا عن مد يد العون إليها عندما استعادت أذربيجان إقليم ناغورنو قره باغ. وبالمثل، تحولت موسكو نحو العداء مع إسرائيل بعد عقود من التعاون. 

Russia Would Sell Out Iran in a Heartbeat | Opinion https://t.co/R1FJ5P1uNx

— Newsweek Opinion (@NewsweekOpinion) November 18, 2024

ورأى الكاتب أن هذه التغييرات تظهر استعداد روسيا لإعطاء الأولوية لمصالحها على التحالفات التاريخية.

التعاون والتباعد 

رغم قيام كل من روسيا وإيران بتعزيز شراكتهما مؤخراً  عبر صفقات تبادل الأسلحة، وربط الأنظمة المصرفية للالتفاف على العقوبات الغربية، والتخطيط لمعاهدة استراتيجية، يلاحظ إبستاين أن تعاونهما يتسم بتوترات كبيرة، خاصة في سوريا. فقد دعمت الدولتان الحكومة السورية خلال الحرب الأهلية، لكن أهدافهما تختلف اختلافاً جوهرياً.
ففي حين تسعى روسيا إلى الاستقرار والسيطرة على سوريا باعتبارها تابعة إقليمياً لها، تستخدم إيران سوريا كقاعدة لمواصلة صراعها مع إسرائيل.

وقبل حرب أوكرانيا في عام 2022، كانت روسيا تتمتع بنفوذ مهيمن في سوريا، حيث كانت أنظمة صواريخ إس-400 تسيطر فعلياً على المجال الجوي. وسمحت هذه الهيمنة لموسكو بموازنة علاقاتها مع كل من إيران وإسرائيل، فتارة تسمح بتهريب أسلحة إيرانية لسوريا وتارة أخرى تغض الطرف عن الضربات الإسرائيلية. ومع ذلك، يقول الكاتب، إن تركيز روسيا على حرب أوكرانيا أضعف وجودها في سوريا، مما مكن إيران من ملء الفراغ مؤقتاً.

التحولات الديناميكية في سوريا

على مدى العام الماضي، أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى إضعاف وكيل إيران، حزب الله، بشكل كبير، وبالتالي تقليص نفوذ إيران في سوريا وتعزيز موقف روسيا بشكل غير مباشر.
وأشار الكاتب إلى أن موسكو اتخذت مؤخراً تدابير لتقليص وكلاء إيران، مثل منع عملياتهم في جنوب سوريا والامتناع عن تفعيل دفاعاتها الجوية أثناء الضربات الإسرائيلية. ويؤكد هذا الصدام في المصالح على الطبيعة الهشة للتحالف الروسي الإيراني.

النهج الإسرائيلي المدروس

وتجنبت إسرائيل، التي تدرك موقف روسيا البراغماتي، الإجراءات التي قد تستفز موسكو، مثل توريد الأسلحة إلى أوكرانيا.

ولفت الكاتب النظر إلى أن هذا الضبط سمح لإسرائيل بالحفاظ على درجة معينة من التعاون مع روسيا، وخاصة فيما يتعلق بسوريا. 

'It’s getting harder and harder ... within six months you basically won’t be able to do anything. The logical endpoint of this is turning Russia into Iran,' said a senior Russian investor, referring to strict financial sanctions against Tehran https://t.co/ivZdAnIlL6 pic.twitter.com/qBBTLGjG57

— Financial Times (@FT) May 6, 2024

على سبيل المثال، أرجأت روسيا تسليم أسلحة متقدمة إلى إيران، مثل مقاتلات سو-35 وأنظمة صواريخ إس-400؛ وهي المعدات التي قد تعزز القدرة العسكرية الإيرانية وتعطل التوازن الإقليمي.
وأوضح الكاتب أن تردد روسيا يأتي في إطار قرار استراتيجي لمنع إيران من اكتساب نفوذ مفرط، وهو ما قد يقوض قدرة موسكو على السيطرة على مناطق رئيسة. علاوة على ذلك، فإن نشر مثل هذه الأنظمة ضد إسرائيل قد يكشف عن نقاط ضعفها، مما قد يعرض التكنولوجيا العسكرية الروسية للخطر إذا تم تقاسم هذه النقاط الضعيفة مع الولايات المتحدة.

جنوب القوقاز والشراكة الهشة

وسلط إبستاين الضوء على منطقة أخرى من التوتر بين روسيا وإيران، وهي جنوب القوقاز. وأثار اهتمام روسيا بإنشاء ممر عبر أرمينيا لربط أذربيجان بإقليم نخجوان انتقادات حادة من إيران، التي تنظر إلى هذا باعتباره تهديداً لمكانتها الجيوسياسية.
وتعكس مثل هذه النزاعات الهشاشة الأوسع للشراكة الروسية الإيرانية، حيث تجد الدولتان نفسيهما في كثير من الأحيان على خلاف في مناطق ذات مصلحة مشتركة.

الانتهازية الاستراتيجية الروسية

وأوضح الكاتب أن تصرفات روسيا، بدءاً من مناوراتها في سوريا إلى جنوب القوقاز، تهدف إلى  التوسع والرغبة في تعظيم النفوذ العالمي.

وعلى النقيض من الاتحاد السوفييتي، الذي كان مقيداً بالتزامات أيديولوجية، تعمل روسيا ببراغماتية جامحة. وتسمح هذه الانتهازية لموسكو بإعادة تموضعها بسرعة استجابة للظروف المتغيرة.
وبرهن إبستاين على ذلك مشيراً إلى الاستخدام المحتمل لروسيا لنفوذها في سوريا لتأمين تنازلات في مفاوضات السلام بشأن الحرب الأوكرانية؛ فقد تضع روسيا نفسها كوسيط، من خلال الحد من شحنات الأسلحة الإيرانية عبر سوريا، وبالتالي تكتسب تأييد القوى الغربية أو تعزز قوتها التفاوضية.

التداعيات على إيران

تدرك إيران  الطبيعة التبادلية لعلاقتها مع روسيا. وكما أشار السفير الإيراني مهدي سبحاني مؤخراً، "نحن لسنا حلفاء. لدينا بعض الاختلافات، ولدينا بعض المصالح المتبادلة".
ورأى إبستاين أن هذا الاعتراف يعكس فهم إيران بأن روسيا لن تتردد في التخلي عن الشراكة إذا كانت تخدم طموحات موسكو الأوسع.
من هنا يؤكد الكاتب أن علاقة روسيا بإيران علاقة مصلحة وليست تحالفاً، مشيراً إلى أن النهج الانتهازي لروسيا يظل سمة مميزة لسياستها الخارجية في عهد بوتين سواء في سوريا أو القوقاز أو ديناميكيات الشرق الأوسط الأوسع، وأن المسؤولين في إيران يدركون حقيقة تلك الشراكة المحفوفة بالمخاطر، وهو ما يجعلها شراكة قابلة للانفصام عندما تحين الفرصة لأحد الطرفين.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبوتين روسيا إيران سوريا إسرائيل حرب أوكرانيا حزب الله الحرب الأوكرانية أوكرانيا روسيا بوتين إيران سوريا إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الکاتب أن فی سوریا إلى أن

إقرأ أيضاً:

الشيباني: سوريا تريد علاقة سليمة مع روسيا قائمة على التعاون

أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الخميس، أن بلاده تريد فتح علاقة صحيحة وسليمة مع روسيا قائمة على التعاون والاحترام بين البلدين.

 

جاء ذلك في كلمة للشيباني خلال اجتماعه في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، نقلتها وسائل إعلام.

 

وقال الشيباني: "نحن هنا اليوم لنمثل سوريا الجديدة، ونريد أيضا أن نفتح علاقة صحيحة وسليمة بين البلدين قائمة على التعاون والاحترام المتبادل".

 

وأضاف: "عملنا منذ 8 ديسمبر (كانون الأول 2024 تاريخ سقوط النظام السابق) وحتى اليوم على ملء الفراغ السياسي والمدني والخدمي في سوريا".

 

وأردف: "استطعنا الحفاظ على المؤسسات الحكومية والمدنية واستطعنا مواجهة كافة التحديات التي تعرضنا لها لبث الفوضى في المنطقة، ونعمل اليوم على لم شمل السوريين في الداخل والخارج".

 

وتابع: "نحن في مرحلة مليئة بالتحديات وهناك أيضا فرص كبيرة جدا لسوريا قوية وموحدة ونطمح أن تكون روسيا إلى جانبنا في هذا المجال".

 

وفي وقت سابق الخميس، وصل الشيباني والوفد المرافق له إلى موسكو في أول زيارة رسمية لمسؤول في الحكومة السورية منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، وذلك بدعوة من لافروف.

 

وتعاني سوريا مشكلات كبيرة في الواقع الأمني، إثر محاولات متواصلة لزعزعة الاستقرار في البلاد من جانب فلول النظام المخلوع، فضلا عن تنفيذ قوى الأمن والجيش عمليات بعدة مناطق في البلاد بهدف فرض السيطرة ومنع الفوضى.

 

وفي 8 ديسمبر 2024، أكملت فصائل سورية بسط سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم نظام البعث، بينها 53 سنة من حكم أسرة الأسد.

 

وأعلنت الإدارة السورية الجديدة، في 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، اختيار أحمد الشرع رئيسا للبلاد خلال مرحلة انتقالية من المقرر أن تستمر 5 سنوات.


مقالات مشابهة

  • كلمة الوزير الشيباني خلال مأدبة عشاء حضرها سفراء الدول العربية لدى روسيا في العاصمة موسكو
  • من الحليف إلى الشريك..روسيا تبحث عن سوريا ما بعد الأسد
  • عون: لبنان حريص على بناء علاقات ممتازة مع سوريا
  • الشيباني: سوريا تريد علاقة سليمة مع روسيا قائمة على التعاون
  • الشيباني خلال لقائه لافروف بموسكو: سوريا تتطلع إلى إقامة علاقات سليمة مع روسيا.. لافروف: نعول على مشاركة الرئيس الشرع في القمة الروسية العربية بموسكو
  • الوزير الشيباني: سوريا تتطلع إلى إقامة علاقات صحيحة وسليمة مع روسيا قائمة على التعاون والاحترام
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القيادة الأذربيجانية تولي أهمية خاصة للعلاقات مع سوريا الجديدة، وقد لقي ذلك ترحيباً وتجاوباً من الجانب السوري، الأمر الذي أدى إلى إقامة علاقات الصداقة والتعاون المتبادل بما يتماشى مع مصالح البلدين والشعب
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق ألنور شاه حسينوف لـ سانا: تدفق الغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى سوريا عبر تركيا، المزمع في الثاني من آب 2025، يمثل حدثاً تاريخياً ينتظره الشعبان الصديقان ويجسد عمق علاقات التعاون المشترك بين البلدين
  • ترامب يُمهل بوتين 12 يومًا لإنهاء الحرب .. فهل ترد روسيا العظمى بقصف واشنطن؟ مدفيديف: لسنا (إسرائيل أو إيران)
  • بوتين يؤكد لنتنياهو ضرورة احترام سيادة سوريا ويعرض الوساطة في محادثات إيران النووية