ترامب يفرض رسوماً جمركية واسعة تشمل كندا وسويسرا
تاريخ النشر: 1st, August 2025 GMT
وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الخميس أمراً تنفيذياً بفرض رسوم جمركية جديدة تطال منتجات عشرات الدول، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الاقتصادية العالمية، مع توقع أن تكون تداعياتها الأشد على كندا وسويسرا.
وأوضح مسؤول في البيت الأبيض أن دخول الرسوم حيّز التنفيذ تقرر في السابع من أغسطس، بعد منح الجمارك بضعة أيام لتنظيم آلية التطبيق، بدلاً من الأول من الشهر كما كان متوقعاً.
واعتبرت ويندي كاتلر، نائبة رئيس معهد «إيجيا سوسايتي بوليسي»، أن هذه القرارات والاتفاقيات المرتبطة بها "تبتعد عن القواعد التي حكمت التجارة الدولية منذ الحرب العالمية الثانية".
ويرى خبراء أن الرسوم الجديدة قد تؤدي إلى تقييد المبادلات التجارية وزيادة تكاليف الإنتاج وارتفاع الأسعار، مما قد ينعكس على وتيرة نمو الاقتصاد العالمي، رغم أن صندوق النقد الدولي بدا أقل تشاؤماً مقارنة بتوقعاته السابقة.
الأسواق المالية تفاعلت سريعاً مع القرارات، إذ افتتحت البورصات الأوروبية على تراجع الجمعة، فيما أغلقت الأسواق الآسيوية على انخفاض طفيف.
وبالنسبة لبعض الشركاء الذين تفاوضوا مع واشنطن، تم تثبيت الرسوم عند مستويات أقل، مثل 15% على منتجات الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية، و10% على منتجات المملكة المتحدة، مع إعفاءات لقطاعات أساسية. في المقابل، أبقت الإدارة الأميركية على رسوم مشددة في مجالات مثل المشروبات الكحولية، ما أثار قلق المصدرين الفرنسيين.
أما سويسرا، فقد فوجئت بفرض رسوم إضافية بنسبة 39%، وهي أعلى من النسبة التي كانت واشنطن قد ألمحت إليها سابقاً (31%)، وهو ما دفع حكومتها إلى التعبير عن أسفها مع التأكيد على السعي لإيجاد حل تفاوضي، خاصة أن السوق الأميركية تعد وجهة رئيسية لصادراتها من الأدوية والساعات والأجبان والشوكولاته.
وفي كندا، ارتفعت الرسوم الجمركية على بعض المنتجات من 25% إلى 35%، ما أثار خيبة أمل رئيس الوزراء مارك كارني الذي دعا في المقابل إلى تعزيز استهلاك المنتجات المحلية وتنويع أسواق التصدير.
كما فُرضت أعلى الرسوم على سوريا بنسبة 41%، تليها لاوس بنسبة 40%. بينما جاءت الرسوم أخف على دول آسيوية أخرى مثل تايلاند (19% بدلاً من 36%) وكمبوديا (19% بدلاً من 49%)، وهو ما لاقى ترحيباً من حكوماتها.
في المقابل، اعتبرت الصين أن هذه الإجراءات "حمائية" وتضر بجميع الأطراف، فيما تواصل مفاوضاتها مع واشنطن لتمديد الهدنة التجارية الجارية حتى 12 أغسطس. أما المكسيك، فقد حصلت على مهلة 90 يوماً قبل أي رفع محتمل للرسوم.
وبشأن البرازيل، فرضت واشنطن رسوماً إضافية بنسبة 50% على منتجاتها، مع بعض الاستثناءات، وذلك على خلفية الملاحقات القضائية بحق الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو.
ترامب برر قراراته بأنها تهدف إلى حماية الاقتصاد الأميركي وتعزيز التوازن التجاري، في خطوة يرى خبراء أنها ستزيد حدة التوترات في النظام التجاري العالمي. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الرئيس الأميركي ترامب دونالد ترامب الولايات المتحدة أميركا الرسوم الجمركية كندا سويسرا التجارة التجارة العالمية الحرب التجارية
إقرأ أيضاً:
بيتكوين يواصل خسائره بعد تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على الصين
تواصلت الضغوط على سوق العملات الرقمية خلال تعاملات اليوم، حيث سجلت بيتكوين انخفاضا إضافيا في ختام تعاملات أمس الجمعة لتصل إلى 104 آلاف و782 دولارا متراجعة بنسبة 3.2% عن مستوياتها السابقة، بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 100% على الصين وقيود على الصادرات الأميركية اعتبارا من مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في خطوة أثارت موجة من التقلبات الحادة في الأسواق المالية.
ضغط على الأصول عالية المخاطروذكرت إنفستنغ دوت كوم أن المستثمرين اتجهوا إلى التخلص من الأصول عالية المخاطر، بما في ذلك العملات المشفّرة، عقب تهديدات ترامب التي وصف فيها الممارسات التجارية الصينية بأنها "عدائية وغير مسبوقة في التاريخ التجاري الدولي".
وأدت تلك التصريحات إلى تراجع بيتكوين لليوم الثاني على التوالي، وسط مخاوف من أن تؤدي الحرب التجارية المتجددة إلى تباطؤ أوسع في الاقتصاد العالمي، مما قد يقلل شهية المستثمرين للمضاربة الرقمية.
وبحسب التقرير، فإن هبوط بيتكوين ترافق مع انخفاض حاد في مؤشرات الأسهم الأميركية، واستمرار تراجع النفط، مقابل ارتفاع أسعار الذهب فوق مستوى 4 آلاف دولار للأوقية، في إشارة إلى انتقال رؤوس الأموال نحو الأصول الآمنة.
وفي ظل هذه التراجعات، أعلنت منصة التداول العالمية إتش.تي.إكس (HTX) المعروفة سابقا باسم "هوبي" عن مبادرة إستراتيجية لدعم النظام المالي الرقمي وتعزيز أرباح المستخدمين من خلال إطلاق موسّع للعملة المستقرة "يو.إس.دي.دي (USDD)" عبر أنظمة الضمانات المتعددة للأصول والعائد الذكي، بحسب ما نقلته إنفستنغ دوت كوم.
وتتضمن الحملة، التي تمتد من 11 إلى 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، 3 حوافز رئيسية:
عوائد سنوية تصل إلى 10% على عملة "يو.إس.دي.دي" عبر خدمة "العائد الذكي". خصم بنسبة 2% على التحويلات إلى حسابات العقود الآجلة. جوائز إجمالية بقيمة 30 ألفا من عملة "يو.إس.دي.دي" للمتداولين الأكثر نشاطا. إعلانووفقا للبيان الصادر عن المنصة، فإن هذه المبادرة "تهدف إلى تعزيز كفاءة إدارة الأصول وتوسيع فرص المستثمرين في إدارة الثروات الرقمية بطريقة أكثر مرونة وأمانا".
تحولات تقنية وتنظيميةوأشار تقرير إنفستنغ دوت كوم إلى أن العملة المستقرة "يو.إس.دي.دي"، التي تعمل على شبكتي ترون وإيثريوم، تكتسب أهمية متزايدة بعد تحديثها إلى النسخة 2.0، إذ تم دمجها بسلاسة في منظومة التمويل اللامركزي (DeFi)، مع تعزيز أدوات الاستقرار وإدارة المخاطر.
كما يتيح نظام "العائد الذكي" للمستخدمين احتساب المكافآت تلقائيا بناء على الأصول المحتفظ بها، في حين تسمح خاصية "الضمانات المتعددة للأصول" باستخدام مجموعة أوسع من العملات الرقمية كضمان للعقود الآجلة، مما "يحسّن كفاءة رأس المال ويوفر مرونة غير مسبوقة"، بحسب بيان الشركة.
ويرى محللون أن بيتكوين تتأثر اليوم بعاملين متداخلين:
التصعيد التجاري بين واشنطن وبكين والضبابية التنظيمية التي تدفع بعض المستثمرين إلى التراجع.وأوضح تقرير إنفستنغ دوت كوم أن "تهديدات ترامب الأخيرة أعادت إلى الأذهان مرحلة الانكماش الحاد في 2018 عندما تسببت الرسوم المتبادلة بين الطرفين في موجات بيع عنيفة عبر الأسواق كافة".
وخلص إنفستنغ دوت كوم إلى أن البيئة الاقتصادية المشحونة والسياسات الحمائية الجديدة قد تدفع العملات الرقمية إلى فترة من التقلبات المرتفعة، في وقت تسعى فيه الشركات المالية إلى تطوير أدوات أكثر أمانا لاستيعاب تلك المخاطر وتحقيق استقرار نسبي في أسواق الكريبتو.