رئيس تحرير جيروزالم بوست: هكذا يمكن ليهود نيويورك إسقاط ممداني كما سقط كوربين
تاريخ النشر: 1st, August 2025 GMT
حث رئيس تحرير صحيفة جيروزالم بوست يهود نيويورك على التوحد لإسقاط المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك زهران ممداني، عبر اتباع الإستراتيجيات التي استخدمها اليهود بلندن لإسقاط زعيم حزب العمال البريطاني السابق جيرمي كوربن.
وفي مقاله، قدم زفيكا كلاين 6 إستراتيجيات لتحقيق ذلك، مشيرا إلى نجاح حملة يهود بريطانيا في 2019 التي أدت لهزيمة كوربين وتسجيل حزب العمال أسوأ نتيجة منذ عام 1935.
وأضاف أن فوز ممداني في الانتخابات التمهيدية ضد عمدة نيويورك السابق أندرو كومو يمثل استفتاء ضد إسرائيل، ودعا يهود نيويورك للتحرك عاجلا قبل فوات الأوان.
1. توحيد الجهودوأكد كلاين أن أولى الإستراتيجيات تتمثل في التوحد، مشيرا إلى أن الطوائف اليهودية في بريطانيا اجتمعت تحت راية واحدة وخرجت في احتجاجات حاشدة، أما في نيويورك، فالجهود مشتتة بين منظمات منفصلة وحملات إعلامية متباينة دون جبهة موحدة.
ودعا إلى تشكيل تحالف يهودي واحد، مدعوم من كل التيارات الدينية، بالإضافة إلى حلفاء من السود واللاتينيين والآسيويين، لإبقاء ملف اليهود في صدارة الأخبار.
2. السيطرة على الأخبار يوميا
والإستراتيجية الثانية، وفق الكاتب، هي السيطرة على الدورة الإخبارية يوميا، إذ كانت الصحافة اليهودية في بريطانيا تضخ معلومات جديدة عن كوربين صباح كل يوم، بما في ذلك تسريبات وشهادات واستطلاعات رأي، لإبقاء تهمة معاداة السامية حية في الإعلام.
وشدد على ضرورة ألا يدع اليهود بنيويورك "الناخبين ينسون كلمة معاداة السامية أبدا"، لربط حملة ممداني بأزمة التعامل مع اليهود.
3. توظيف البياناتأما الإستراتيجية الثالثة، فتكمن في الاستناد إلى بيانات موثوقة، إذ اعتمد يهود بريطانيا على استطلاعات دقيقة أظهرت أن 87% من اليهود يرون كوربين معاديا للسامية، وأن نصف البريطانيين يوافقونهم الرأي.
وانتقد الكاتب عدم وجود استطلاعات مشابهة في نيويورك حتى الآن، وقال إنه ينبغي على مجلس العلاقات المجتمعية اليهودية أو رابطة مكافحة التشهير بالمدينة تمويل استطلاعات رأي حول معاداة السامية وحركة المقاطعة الفلسطينية، ونشر النتائج مرارا وتكرارا.
إعلان 4. إبراز الأصوات الدينية لا الحزبيةوذكر المقال أن الإستراتيجية الرابعة هي إبراز الأصوات الدينية لا السياسية، مشيرا إلى أن انهيار كوربين بدأ بمقال للحاخام الأكبر إفرايم ميرفيس حذّر فيه من أن حياة اليهود ستكون في خطر في ظل حكومة العمال، ودعا التقرير حاخامات نيويورك لاتخاذ موقف مماثل.
5. استجداء العاطفة فهي تغلب السياسةوأشار الكاتب إلى أن الإستراتيجية الخامسة هي استجداء عاطفة الرأي العام عبر تسليط الضوء على بضع قصص إنسانية، مثل قصص الناجين من المحرقة.
ونصح اليهود باستخدام صحف نيويورك لتسليط الضوء على قصص من نيويورك مثل صاحب محل مأكولات في كوينز، رُشّ على محله شعار "اخرجوا أيها الصهاينة" بعد تجمع لممداني.
ورشح المقال أيضا قصة مهاجرة من غرب أفريقيا انضمت لعمال النظافة في المدينة "ردا لجميل" المتطوعين اليهود الذين قدموا لها الطعام خلال جائحة كورونا.
أخيرا، أكد رئيس تحرير الصحيفة أن تأطير النقاش حول العنصرية أهم من تصويره كصراع سياسي، فقد رفض يهود بريطانيا السماح لكوربين أن يصوّر حملتهم كمؤامرة يمينية، بل أصروا على أن القضية أخلاقية.
وتابع الكاتب أن مستشاري ممداني يزعمون أن الانتقادات الموجهة له مجرد حملات تشويه مموّلة من أصحاب المليارات، وبالتالي على الائتلاف اليهودي في نيويورك أن يُبقي الجدل محصورا في قضايا معاداة السامية والتسامح المدني.
وقال إنه شاهد في لندن كيف تمكّنت جالية يهودية لا يتجاوز عددها 300 ألف من التأثير على نتائج انتخابات وطنية، أما يهود نيويورك فيبلغ عددهم 1.5 مليون، ولديهم صحف أكبر وموارد أوسع وتاريخ أعرق في العمل السياسي، ومع ذلك، تفشل حملتهم أمام "جيش ممداني على تيك توك".
وشدد الكاتب على أن الخطة جاهزة والمطلوب فقط تنفيذها، وإذا اتبعها اليهود بنيويورك، قد يتكرر في الانتخابات المقرر إجراؤها بنيويورك في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ما حدث في 2019 مع كوربين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات معاداة السامیة یهود نیویورک
إقرأ أيضاً:
جامعة فرنسية تلغي تسجيل طالبة فلسطينية بسبب منشورات.. ووزراء يتدخلون
أعلنت جامعة العلوم السياسية في مدينة ليل شمال فرنسا، الأربعاء، عن إلغاء تسجيل طالبة من قطاع غزة، على خلفية منشورات قيل إنها "معادية للسامية" نشرتها على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، في قرار أثار تدخلات رسمية من عدة وزارات فرنسية وسط تصاعد الجدل حول الحريات الأكاديمية ومعايير الاستضافة للطلبة الدوليين.
ورغم أن الجامعة لم تكشف عن هوية الطالبة ولا طبيعة المنشورات التي استندت إليها، فقد أكدت في بيان نشرته عبر منصة "إكس" أن "المحتوى الذي نُشر يتعارض بشكل مباشر مع قيم المؤسسة".
وأضافت: "تحارب جامعة العلوم السياسية في ليل جميع أشكال العنصرية ومعاداة السامية والتمييز، وترفض أي دعوات للكراهية ضد أي فئة سكانية".
وبحسب البيان، فقد تم اتخاذ القرار "بعد التشاور مع عدة جهات حكومية، من بينها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي"، التي سارع وزيرها فيليب بابتيست إلى وصف تصريحات الطالبة بـ"المتطرفة"، قائلاً: "لا ينبغي أن تستقبل فرنسا طلاباً دوليين يبررون الإرهاب أو الجرائم ضد الإنسانية أو معاداة السامية، سواء أتوا من غزة أو من أي مكان آخر".
Un reportage diffusé sur RMC le 28 juillet dernier a évoqué l’accueil à Sciences Po Lille, à partir de septembre prochain, d’une étudiante internationale originaire de Gaza. — Sciences Po Lille (@ScPoLille) July 30, 2025
تحقيق داخلي وتدخلات أمنية
وفي تطور لافت، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو أن عملية التدقيق في منشورات الطالبة "لم تعمل كما ينبغي"، وطالب بفتح تحقيق داخلي في الجامعة لضمان عدم تكرار ما وصفه بـ"الخلل".
من جانبه، صعّد وزير الداخلية برونو ريتايو الموقف، بإعلانه أنه وجّه طلباً لإغلاق حساب الطالبة على منصات التواصل، كما أمر محافظ منطقة الشمال بإحالة القضية إلى القضاء. وأكد المحافظ لاحقاً أنه رفع الملف إلى المدعي العام في محكمة ليل، واصفاً تعليقات الطالبة بأنها "لا تُحتمل".
Présente sur notre territoire, en raison d’une procédure d’entrée pour laquelle notre ministère n’est pas compétent, une étudiante palestinienne a tenu des propos inacceptables et inquiétants.
J’ai immédiatement demandé de faire fermer ce compte haineux, et donné instruction au… https://t.co/uONrjoEekl — Bruno Retailleau (@BrunoRetailleau) July 30, 2025
وأوضحت تقارير إعلامية أن الطالبة كانت قد وصلت إلى فرنسا في إطار مسار دبلوماسي، بناءً على توصية من القنصلية الفرنسية العامة في القدس، وتم إيواؤها مؤقتًا في سكن مدير المعهد بانتظار تخصيص مسكن جامعي لها.
يأتي هذا القرار في سياق حملة أوسع تستهدف أصواتًا أكاديمية وثقافية ناقدة للسياسات الإسرائيلية في فرنسا. ففي وقت سابق، تعرضت ندوة طلابية في "المدرسة العليا للأساتذة" إلى حملة تشهير واسعة النطاق على خلفية استضافتها مؤلفي كتابين بعنوان "ضد معاداة السامية واستغلالاتها" و"اللا صهيونية: تاريخ يهودي". وقد دفعت الحملة إدارة المدرسة إلى تأجيل الجلسة التالية لأجل غير مسمى.
كما أُلغي مؤتمر كان من المقرر أن يُلقيه مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، باسكال بونيفاس، في جامعة فيلتانوز بضواحي باريس، بقرار من رئيس الجامعة "لأسباب أمنية"، بعد ضغوط شديدة من جهات مؤيدة للاحتلال الإسرائيلي.
ويُعرف بونيفاس بانتقاداته للصهيونية، وقد واجه مراراً اتهامات بمعاداة السامية رغم تأكيده على التمييز بين اليهودية كدين، والصهيونية كأيديولوجيا سياسية.
يثير هذا الحراك الرسمي والجامعي المتسارع تساؤلات جدية في الأوساط الحقوقية والأكاديمية حول حدود حرية التعبير في فرنسا، لا سيما حين يتعلق الأمر بطلاب أو أكاديميين ينتقدون سياسات الاحتلال الإسرائيلي.
وتشير منظمات حقوقية إلى تزايد استخدام تهمة "معاداة السامية" لتكميم الأفواه، ووصم الأصوات الداعمة لفلسطين، في وقت تتزايد فيه الجرائم الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية، وسط تواطؤ رسمي غربي وصمت دولي.