بسبب اتهام نتانياهو.. إسرائيل تقسم التحالف الغربي
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
تحصل إسرائيل على دعم كامل من الحزبين في الولايات المتحدة، في الوقت الذي تحاول فيه محاربة اتهامات المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس وزرائها ووزير الدفاع السابق، ومن المرجح أن تحترم معظم الحكومات في الاتحاد الأوروبي، وكذلك بريطانيا وأستراليا وكندا، لائحة الاتهام "على مضض"، حيث سيتعين عليهم اعتقال نتانياهو إذا وضع قدمه على أراضيهم.
خطط ترامب وعد ترامب بفرض رسوم جمركية تتراوح بين 10 و20%، الأمر الذي سيضرب المصدرين الأوروبيين والآسيويين، كما أن التزامه بحلف الناتو موضع شك، وخطته للتوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا يمكن أن تعرض أمن أوروبا للخطر.
المواجهة المريرة الأخرى عبر الأطلسي وهذه المرة حول إسرائيل، هي آخر شيء يحتاجه التحالف الغربي، كما يرى الكاتب جدعون رحمان في مقال بصحيفة "فايننشال تايمز".
Israel will split the western alliance - Gideon Rachman https://t.co/yXY6grq8k7
— FT Opinion (@ftopinion) November 25, 2024 ويتوقع بعض الوزراء الإسرائيليين بالفعل أن تسمح إدارة ترامب لإسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية وغزة رسمياً، وهو أمر سيُعتبر خطيراً وغير قانوني من قبل الاتحاد الأوروبي.ويقول الكاتب إنه من شبه المؤكد أن إدارة ترامب ستدفع من خلال العقوبات ضد المدعي العام وموظفي المحكمة الجنائية الدولية، وربما يكون ذلك من خلال التهديد بفرض عقوبات على الدول التي تمولها، اليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا هي أكبر أربع جهات مانحة للمحكمة الجنائية الدولية.
ويبدو أن إسرائيل الولايات المتحدة لا تحرصان على الانخراط بالتفصيل في التهم الفعلية الواردة في لائحة الاتهام، والتي تشمل اتهامات بأن إسرائيل قتلت مدنيين واستخدمت "التجويع كوسيلة للحرب". بدلاً من ذلك، يتبنى ترامب ادعاء نتانياهو بأن المحكمة الجنائية الدولية مدفوعة بمعاداة السامية.
وبحسب الكاتب، فحقيقة أن المحكمة قد وجهت أيضاً اتهامات إلى فلاديمير بوتين، وحماس والعديد من القادة الأفارقة سيتم تجاهلها، حيث يتم تصنيف المحكمة وداعميها الأوروبيين على أنهم "كارهون لليهود". أوروبا وقواعد الحرب ويرى رحمان بأن معظم الحكومات الأوروبية فعلت الكثير لدعم إسرائيل منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الثاني) 2023، حيث شاركت بريطانيا وفرنسا مؤخراً في عمل عسكري لحماية تل أبيب من الصواريخ الإيرانية.
بعض دول الاتحاد الأوروبي، مثل ألمانيا، ملتزمة تجاه إسرائيل لدرجة أنها قد تنفصل عن المحكمة الجنائية الدولية على الرغم من قبولها شرعية المحكمة. لكن غريزة معظم الدول الأوروبية ستكون الجمع بين دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها مع دعم نظام قانوني دولي يفرض قواعد الحرب.
Intel leak shows how Israel is shutting US out of military operations as tension grows between allies https://t.co/9QDZuNGyD8 pic.twitter.com/8Nar9LaWWA
— New York Post (@nypost) October 22, 2024 وتتجاوز المسائل المطروحة المسألة المباشرة المتعلقة باحتمال ارتكاب جرائم حرب في غزة، إذ تدرك معظم الديمقراطيات المتوسطة الحجم في أوروبا وآسيا مخاطر العودة إلى عالم تتصرف فيه القوى العظمى وعملائها من دون عقاب.يقول الكاتب إن "بعض انتهاكات القانون الدولي، مثل تحدي حكم صادر عن منظمة التجارة العالمية، لا تبدو مرعبة، لكن روسيا أثبتت بالفعل أن تحدي القانون الدولي يمكن أن يعني أيضاً الاستيلاء على الأراضي واختطاف الأطفال وقتل المدنيين".
تستند شرعية الحملة الدولية لردع الهجوم الروسي إلى القانون الدولي، مع اعتبار قضية المحكمة الجنائية الدولية ضد بوتين حجر الزاوية، وإذا تحولت أمريكا، التي أشادت باتهام بوتين، الآن إلى المحكمة الجنائية الدولية والنظام القانوني الدولي الذي تمثله، فإن فرص إقناع عالم متشكك بفرض عقوبات على روسيا أو إيران أو كوريا الشمالية تتضاءل بشدة. مستقبل النظام العالمي ويقول الكاتب إن الصدام الناشئ بين الولايات المتحدة وحلفائها حول إسرائيل، هو جزء من حجة أوسع بكثير حول مستقبل النظام العالمي.
إذ يجادل جون إيكنبيري من جامعة برينستون بأن ترامب يحول الولايات المتحدة إلى دولة تنقيحية تتحدى كل عنصر من عناصر النظام الدولي الليبرالي الذي بنته ذات يوم: "التجارة الحرة، والانفتاح على الهجرة، والتعددية، والتحالفات الأمنية، والتضامن بين الدول الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان".
Ex-Trump aides warn Israeli ministers not to assume he’ll back annexation in 2nd term https://t.co/itQRPmnCrA
— The Times of Israel (@TimesofIsrael) November 11, 2024 ويشير كاتب المقال إلى أن المحكمة الجنائية الدولية هي إضافة حديثة نسبياً إلى النظام القانوني الدولي، إذ بدأ العمل بها فقط في عام 2002. والولايات المتحدة وروسيا والصين والهند وإسرائيل ليست من بين 124 دولة قبلت اختصاص المحكمة. لكن تدميرها عمداً سيرسل رسالة خطيرة في وقت تتصاعد فيه الحروب وانتهاكات حقوق الإنسان.وباعتبارها أقوى دولة في العالم، قد تشعر أمريكا بأن مناشدة القانون الدولي والمؤسسات الدولية أمر لا يحتاج إلى القيام به سوى الأوروبيين.. لكن حتى الولايات المتحدة القوية تحتاج إلى حلفاء وقواعد عالمية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الولايات المتحدة دونالد ترامب روسيا إسرائيل غزة الاتحاد الأوروبي أمريكا ترامب غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية إسرائيل الاتحاد الأوروبي المحکمة الجنائیة الدولیة الولایات المتحدة القانون الدولی
إقرأ أيضاً:
لتخفيف التوترات بشأن الرسوم التجارية.. استئناف اليوم الثاني من المحادثات بين الولايات المتحدة والصين
بدأ مسؤولون أمريكيون وصينيون الثلاثاء يومًا ثانيًا من المحادثات في العاصمة السويدية ستوكهولم لحل النزاعات الاقتصادية القائمة منذ فترة طويلة، وتهدئة الحرب التجارية المتصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم، مع تزايد التوتر بشأن الرسوم الجمركية التي يهدد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. اعلان
قد لا تُسفر الاجتماعات عن اختراقات كبيرة فورية، لكن الجانبين قد يتفقان على تمديد آخر لمدة 90 يومًا لهدنة الرسوم الجمركية التي تم التوصل إليها في منتصف مايو/ أيار، بحسب وكالة "رويترز". وقد يُمهد ذلك الطريق أيضًا لاجتماع محتمل بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق من العام، على الرغم من أن ترامب نفى يوم الثلاثاء بذل أي جهد من جانبه للسعي إلى عقد مثل هذا الاجتماع.
اجتماعات ستوكلهم
اجتمع الوفدان لأكثر من خمس ساعات يوم الاثنين في روزنباد، مكتب رئيس الوزراء السويدي في وسط ستوكهولم. ولم يُدلِ أي من الجانبين بتصريحات بعد اليوم الأول من المحادثات.
شوهد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت وهو يصل إلى روزنباد صباح الثلاثاء بعد اجتماع منفصل مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون. كما وصل نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ إلى مكان الاجتماع.
تواجه الصين مهلة نهائية في 12 أغسطس/ آب للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن التعريفات الجمركية مع إدارة ترامب، بعد التوصل إلى اتفاقيات أولية في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران لإنهاء أسابيع من تصاعد التعريفات الجمركية المتبادلة وقطع إمدادات المعادن الأرضية النادرة.
بدون اتفاق، قد تواجه سلاسل التوريد العالمية اضطرابات متجددة نتيجة عودة الرسوم الجمركية الأمريكية، وهو ما قد يرقى إلى حظر تجاري ثنائي.
اتفاقات ترامب الجمركية
تأتي محادثات ستوكهولم في أعقاب أكبر صفقة تجارية لترامب حتى الآن مع الاتحاد الأوروبي يوم الأحد، والتي تضمنت فرض تعريفات جمركية بنسبة 15% على معظم صادرات سلع الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، واتفاقًا مع اليابان.
أثار هذا الاتفاق بعض الارتياح لدى الاتحاد الأوروبي، ولكنه أثار أيضًا شعورًا بالإحباط والغضب، حيث نددت فرنسا بالاتفاق ووصفته بأنه "خضوع"، وحذرت ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، من أضرار "كبيرة".
Related ترامب يعلن عن التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي وصفه بالأكبر على الإطلاق وعن فرض رسوم بقيمة 15% تمهيدًا للقاء محتمل بين ترامب وشي..أميركا والصين تستأنفان محادثاتهما التجارية في ستوكهولمترامب يُكذّب الأنباء عن قمة مع الرئيس الصيني ويشترط دعوة رسمية لزيارة بكينترامب ولقاء شي
ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية الاثنين أن الولايات المتحدة علّقت القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا إلى الصين لتجنب تعطيل محادثات التجارة مع بكين ودعم جهود ترامب لعقد اجتماع مع شي هذا العام.
نفى ترامب التلميحات بأنه يسعى لعقد اجتماع مع شي. وقال: "هذا غير صحيح، أنا لا أسعى لأي شيء! قد أذهب إلى الصين، ولكن ذلك سيكون فقط بناءً على دعوة من الرئيس شي، والتي تم تقديمها. وإلا، فلا فائدة!" كتب على موقع "تروث سوشيال" يوم الثلاثاء.
محادثات لخفض الرسوم
ركزت المحادثات التجارية السابقة بين الولايات المتحدة والصين في جنيف ولندن خلال شهري مايو/ أيار ويونيو/ حزيران على خفض الرسوم الجمركية الانتقامية بين الولايات المتحدة والصين من مستوياتها، واستعادة تدفق المعادن الأرضية النادرة التي أوقفتها الصين، بالإضافة إلى رقائق الذكاء الاصطناعي من إنتاج شركة إنفيديا (NVDA.O)، وغيرها من السلع التي أوقفتها الولايات المتحدة.
من بين القضايا الاقتصادية الأوسع نطاقًا، تشكو واشنطن من أن نموذج الصين الذي تقوده الدولة ويعتمد على التصدير يُغرق الأسواق العالمية بسلع رخيصة، بينما تقول بكين إن ضوابط تصدير الأمن القومي الأمريكية للسلع التقنية تسعى إلى إعاقة النمو الصيني.
وقد أشار وزير الخزانة الأمريكي بالفعل إلى تمديد الموعد النهائي، وقال إنه يريد من الصين إعادة التوازن لاقتصادها بعيدًا عن الصادرات إلى مزيد من الاستهلاك المحلي - وهو هدفٌ لصانعي السياسات الأمريكيين منذ عقود.
وقال الناطق باسم الخارجية الصينية غوه جياكون: "نأمل من الولايات المتحدة، بالتعاون مع الصين، أن تعزز التوافق من خلال الحوار والتواصل، وتحد من سوء التفاهم وترسخ التعاون وتشجع تطوير العلاقات الصينية الأميركية بصورة مستقرة وسليمة ومستدامة".
وتهدف المحادثات في ستوكهولم إلى تمديد الهدنة الممتدة على 90 يوما والتي تم التوصل إليها في جنيف في مايو/ أيار، ما وضع حدا لإجراءات الرد المتبادلة في مجال الرسوم الجمركية.
وأفسحت هذه الهدنة المجال في خفض الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية والصينية من 125% و145% على التوالي إلى مستويات أقل بكثير بلغت 10% و30%. وتُضاف هذه الرسوم الجديدة إلى تلك التي كانت مفروضة على عدد من المنتجات قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في أواخر يناير/ كانون الثاني.
وتأتي المحادثات في السويد في مطلع أسبوع حاسم لسياسة الرئيس دونالد ترامب التجارية، إذ من المقرر أن تشهد الرسوم الجمركية على معظم الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة ارتفاعا كبيرا في الأول من أغسطس/ آب.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة