دانييلا فايس يمينية إسرائيلية ومن أبرز قادة حركة الاستيطان في إسرائيل منذ حرب 1967، وتعرف بقربها من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش. ترأست بلدية مستوطنة كدوميم، واعتقلت أكثر من مرة بتهمة الاعتداء على ضابط شرطة وعرقلة تحقيق حول تدمير ممتلكات فلسطينية.

عملت مع حركة "غوش إيمونيم" اليمينية المتطرفة قبل حلّها عام 1988، وكانت تهدف لاستيطان أراض في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 1974، ثم عينت في منصب المدير العام لحركة "نحالا" الاستيطانية، وهي من بين المنظمات التي تسعى إلى إعادة بناء المستوطنات في القطاع.

المولد والنشأة

ولدت دانييلا فايس في رامات غان قرب تل أبيب عام 1945، لعائلة يهودية، وترعرعت في مدينة بني براك حيث نشأت على أيديولوجية حركة ليحي (التي تعرف أيضا بحركة شتيرن) السرية.

انتقلت في أوائل السبعينيات من القرن العشرين مع عائلتها للعيش في مستوطنات الضفة الغربية، وهناك التقت بالحاخام موشيه ليفنغر، الذي صار مرشدها بعد حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973، فأصبحت متدينة وبدأت تتبنى آراء متشددة ومتطرفة.

الدراسة والتكوين العلمي

حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي والفلسفة من جامعة بار إيلان في سبعينيات القرن العشرين.

فكر دانييلا فايس

لا تعتبر فايس الأراضي التي استولت عليها إسرائيل بعد حرب 67 أراضي محتلة، بل "محررة"، وتشير إلى المستوطنات عند الحديث عنها بالـ"المجتمعات"، فهي تؤمن أن لليهود ما تسميه "حقا تاريخيا في أراضي فلسطين يعود إلى آلاف السنين"، ولا ترى في الفلسطينيين إلا "تشكيلا حديثا" للمنطقة.

وتؤمن فايس كغيرها من اليهود بأن ما يسمونه "أرض الميعاد" تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات، وتشمل أراضي كبيرة بداية من مصر مرورا بفلسطين والأردن وسوريا وجزءا من العراق.

وتصف شبكة "سي إن إن" الأميركية فايس بأنها "تحمل أفكارا متجذرة بشأن معتقدات الاستثناء اليهودي، التي ترى اليهود متميزين عن باقي الشعوب"، وتعارض مقترح "حل الدولتين".

تسعى فايس إلى ألا تترك تلة واحدة من تلال فلسطين إلا واستوطن عليها يهودي، وتقول إنها لن تتوقف عن إنشاء المستوطنات حتى ترى أرض إسرائيل لليهود فقط، من النيل حتى الفرات.

وعلى حائط بيتها، تعلق فايس خريطة تضم 6 مجموعات من المستوطنات على امتداد قطاع غزة وتقول "لن يبقوا هناك. نحن اليهود سنكون في غزة".

عرابة الاستيطان

كانت نقطة التحول الأساسية في حياة فايس بعد حرب الأيام الستة، إذ انخرطت بعدها في "حركة الاستيطان" بالضفة الغربية، وانتقلت للعيش في مستوطنة عوفرا شمال رام الله.

وعقب زواجها انتقلت مع أسرتها إلى قاعدة عسكرية مهجورة في قدوم (كدوميم) بالضفة الغربية في ديسمبر/كانون الأول 1975.

وعام 1984 شغلت فايس منصب الأمين العام لحركة "غوش إيمونيم" حتى حلّها عام 1988، ثم ترأست بلدية كدوميم من عام 1996 حتى 2007، وأثناء تلك الفترة توسعت المستوطنة لتشمل 13 حيا منفصلا ومنطقة صناعية.

ومنذ عام 2007، شاركت فايس، إلى جانب آخرين بمن فيهم الحاخام ليفنغر، في تأسيس حركة "نحالا" الاستيطانية، التي شغلت فيها منصب المديرة العامة.

وأعلنت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في يونيو/حزيران 2024 فرض كندا عقوبات على 7 أفراد -من بينهم فايس- و5 كيانات كان لها دور في تسهيل أو دعم أو المساهمة في أعمال العنف التي ارتكبها مستوطنون إسرائيليون متطرفون ضد مدنيين فلسطينيين وممتلكاتهم.

التجهيز لاستيطان غزة

وبعد إطلاق كتائب عز الدين القسام -الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة، عقد مئات اليمينيين الإسرائيليين مؤتمرا قرب قطاع غزة في 21 أكتوبر/تشرين الأول، دعوا فيه إلى إعادة النشاط الاستيطاني في "كل شبر" من القطاع، وقالت فيه فايس للصحفيين "جئنا إلى هنا لغرض واضح واحد هو استيطان من الشمال إلى الجنوب".

وأضافت "نحن آلاف الأشخاص، وعلى استعداد للانتقال إلى غزة في أي لحظة.. لقد فقد العرب حقهم في الحياة في غزة، ستشاهدون كيف سيذهب اليهود إلى غزة ويختفي العرب منها".

دانييلا فايس وهي تبحث عام 2022 عن أماكن في الضفة الغربية لتحولها إلى مستوطنات (رويترز)

ودعت فايس في مارس/آذار 2024 إلى إقامة مستوطنات في قطاع غزة، بعد أن دمّر الاحتلال الإسرائيلي جزءا كبيرا من القطاع منذ بداية عدوانه عليه في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 (حرب السيوف الحديدية)، خاصة محافظة شمال غزة، التي فرض عليها الاحتلال حصارا كاملا لتهجير أهلها قسرا تمهيدا لتحويلها إلى منطقة عسكرية.

وتحدثت فايس في جلسة إعلامية من منزلها في مستوطنة قرنيه شمرون بالضفة الغربية، وناقشت مع الحاضرين خطط إعادة إحياء مستوطنة غوش قطيف في غزة، التي أخلاها الجيش الإسرائيلي عام 2005، وقالت إن "العودة إلى غزة أولوية بعد هجوم 7 أكتوبر".

وقالت إن القطاع لن يضم سكانا من العرب بعد نهاية حرب "السيوف الحديدية"، ووجهت دعوة إلى الحاضرين لتسجيل أسمائهم في قائمة الراغبين في الانتقال للاستيطان في غزة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن دخول فايس إلى قطاع غزة بشكل غير قانوني. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجنود الإسرائيليين في غزة تجاوزوا رؤساءهم لمساعدة فايس في دخول القطاع، لإجراء مسح لمواقع المستوطنات اليهودية المحتملة.

وفقا لتقرير من هيئة الإذاعة العامة، فقد تجولت فايس في الجانب الإسرائيلي من السياج الحدودي مع غزة في 13 نوفمبر/تشرين الثاني، قبل أن تعبر الحدود بطرق غير واضحة.

ووصلت فايس ومن معها إلى ممر نتساريم وسط غزة، واتصلت بالجنود الذين كانت تعرفهم سلفا، وأرسلوا لها سيارة لاصطحابها مع عدد من النشطاء في حركة الاستيطان كانوا برفقتها، ومن هناك نقلوا إلى عمق القطاع، وتحديدا إلى الموقع السابق لمستوطنة نتساريم، التي فككتها إسرائيل عام 2005.

ونقل المستوطنون بعد ذلك مرة أخرى إلى حدود غزة، وخرجوا من خلال بوابة غير رسمية لتجنب إيقافهم من القوات الإسرائيلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أکتوبر تشرین الأول قطاع غزة فایس فی إلى غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

بينهم 12 طفلا.. مقتل 36 فلسطينيا بهجمات إسرائيلية على غزة

قُتل 36 فلسطينيا بينهم 15 سيدة و12 طفلا، وأصيب العشرات، في هجمات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب منذ أكثر من 21 شهرا.

 

وفي أحدث الهجمات، أفادت مصادر طبية للأناضول بمقتل 4 فلسطينيين وإصابة 30 آخرين باستهداف إسرائيلي لتجمعات مدنيين أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات أمريكية قرب مركز التوزيع في محيط محور نتساريم وسط القطاع.

 

وفي وقت سابق، قالت المصادر بأن الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرة دامية في قصف عدة منازل بمخيم النصيرات وسط القطاع أسفرت عن مقتل 30 فلسطينيا بينهم 14 سيدة و12 طفلا.

 

وقال شهود عيان للأناضول بأن الجيش الإسرائيلي استهدف منازل "نبهان، وصيام، وأبو عطايا" في منطقة المخيم الجديد شمال مخيم النصيرات.

 

وأفادوا بأنه تم انتشال جثة تعود لجنين كان في بطن والدته وتطاير من أحشائها مع شدة الانفجار.

 

وفي مدينة غزة، قُتل رجل وزوجته وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف شقة في بناية سكنية قرب دوار حيدر غربي المدينة.

 

وواصل الجيش الإسرائيلي خلال ساعات الليل تنفيذ عمليات نسف لمنازل ومبان سكنية شرق غزة وخان يونس (جنوب).

 

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

 

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 205 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.


مقالات مشابهة

  • هذه النتائج المالية التي حققتها الشركة المركزية لإعادة التأمين (CCR)
  • مجزرة إسرائيلية جديدة بحق منتظري المساعدات
  • عاجل. غزة جزء لا يتجزأ من إسرائيل.. دعوة صريحة من سموتريتش لإعادة احتلال القطاع
  • بينهم 19 من طالبي المساعدات.. 62 شهيدًا ومصابون في غارات إسرائيلية على غزة
  • بينهم 12 طفلا.. مقتل 36 فلسطينيا بهجمات إسرائيلية على غزة
  • 51 شهيدًا ومصابون في غارات إسرائيلية على القطاع
  • 39 شهيدًا ومصابون في غارات إسرائيلية على القطاع
  • 34 شهيدًا ومصابون في غارات إسرائيلية على القطاع
  • شهداء ومصابون في غارات إسرائيلية على القطاع
  • وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى: نأمل بكل صدق ألا تُعرقل هذه القوافل من الجهة الخارجة عن القانون التي تسعى لتوظيف معاناة أهلنا لأهدافها الانعزالية