وقع الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتورة حنان حمدان، ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جمهورية مصر العربية، اليوم الثلاثاء، تجديد مذكرة التفاهم بين مكتبة الإسكندرية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، تحت عنوان إرث مشترك: عقد من التعاون من أجل الإنسانية.

أكد مدير المكتبة، أن قضية اللاجئين تُعتبر واحدة من أبرز القضايا التي تتفاقم في منطقة الشرق الأوسط. فرغم الدعوات المتعددة للسلام والمحبة التي تُسمع على مستوى العالم، إلا أن الحروب والصراعات ما تزال تتزايد، خصوصًا في المنطقة العربية، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلة اللاجئين.

وتابع مدير مكتبة الإسكندرية: نأمل أن تسود روح السلام في جميع المجتمعات، وأن يتم تطبيق المبادئ الأخلاقية التي تضمن أن يحصل كل فرد على أساسيات الحياة الكريمة وحقوق الإنسان. يجب أن يضمن للجميع العيش في بيئة آمنة توفر لهم الخدمات اللازمة، وتمكنهم من ممارسة حقوقهم بشكل شامل، حتى في حالة كونهم لاجئين. ومع ذلك، من الضروري أن نتعامل مع الواقع بواقعية.

وشددد" زايد" على أهمية هذه المبادئ التي تؤمن بها، سعت المكتبة على مدار العشر سنوات الماضية، من خلال التعاون مع المفوضية، إلى تقديم الدعم والمعرفة للاجئين بهدف تحقيق الأهداف المشتركة بين الطرفين. ومن خلال استمرار هذه الاتفاقية، تأمل المكتبة في توسيع الأنشطة المقدمة لهم، في سعي لتحقيق اليوم الذي لا يعود فيه اللاجئون إلى وضعهم السابق.

من جانبها، أعربت الدكتورة حنان حمدان، عن تقديرها لوجودها في مكتبة الإسكندرية، التي تُعد رمزًا للمعرفة والحضارة وملتقى ثقافي هام. وأشارت إلى أنه في هذا العام يُحتفل بمرور 10 سنوات على تأسيس الشراكة مع المكتبة و70 عامًا على بدء عمل المفوضية في مصر مؤكده أن مصر لطالما شهدت تاريخها كملاذ آمن لمن تقطعت بهم السبل، حيث استمرت في فتح أبوابها لهم رغم التحديات الصعبة. وقد بلغ عدد اللاجئين المسجلين في مصر حاليًا 850 ألف لاجئ، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى مليون لاجئ بنهاية العام الحالي، ويتوقع أن يبلغ 1.4 مليون لاجئ بحلول العام المقبل. في الوقت نفسه، وصل عدد النازحين والمهجرين حول العالم إلى 122 مليون شخص.

وأكدت "حمدان" على أن مصر تواصل استضافة اللاجئين بكرامة، مما يتيح لهم فرص العمل والتعليم والاندماج في المجتمع، لتمكينهم من عيش حياة آمنة. ودعت المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للدولة المصرية في هذا السياق، مشيرةً إلى أهمية بناء شراكات قوية مع المؤسسات المصرية، مثل مكتبة الإسكندرية التي وفرت للاجئين بيئة ملائمة للتعلم والإبداع واكتساب المعرفة.

وخلال الحدث تم عرض قصص نجاح لأشخاص غيروا حياتهم خلال تواجدهم في مصر، قال سمير السواح، من سوريا: إنه انتقل إلى مصر عندما كان في الثانية عشر من عمره، حيث تعذر عليه استكمال تعليمه نتيجة ظروفه الاقتصادية. وبعد فترة من الانقطاع، عاد لاستئناف دراسته في كلية التمريض بجامعة الإسكندرية معرباً عن حبه وامتنانه للشعب والدولة المصرية، مشددًا على أهمية أن يسعى اللاجئون ليكونوا منتجين بدلًا من أن يقتصر دورهم على الاستهلاك فقط.

ذكرت هديل الهادي، من السودان، أنها انتقلت إلى مصر عام 2016، حيث كانت تلك الخطوة بمثابة بداية جديدة في حياتها. وقد اكتشفت شغفها للعمل التطوعي الذي شكل نقطة تحول مهمة في مسيرتها. اليوم، تشارك هديل مع فرقة موسيقية، حيث تقدم أداءً غنائيًا ورقصات فلكلورية سودانية.

فيما قالت ندا فضل، من السودان، الحائزة على جائزة نانسن للاجئ المثالي هذا العام، إنها جاءت إلى مصر في عام 2015، وكونها طبيبة، فقد تطوعت للمشاركة في جهود وزارة الصحة المصرية من خلال القوافل الطبية والحملات الصحية.

بعد توقيع تجديد مذكرة التفاهم، تم عرض فيلم تسجيلي يُبرز الفعاليات والأنشطة التي نظمتها المكتبة بالتعاون مع المفوضية خلال العقد الماضي. وتضمن الفيلم مشاهد من ورش تدريبية ومعارض وحفلات موسيقية وعروض فنية تستعرض التراث الشعبي للاجئين.

يُذكر أن هذه الاتفاقية أُطلقت في عام 2014، وتهدف إلى خلق بيئة ملائمة للاجئين وطالبي اللجوء والمواطنين المصريين، من أجل تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي، والمشاركة في الأنشطة المشتركة. وقد حققت مكتبة الإسكندرية، منذ انطلاق هذا التعاون، نجاحًا ملحوظًا في دمج آلاف اللاجئين من مختلف الجنسيات والفئات العمرية ضمن برامجها.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسكندرية مكتبة الإسكندرية شؤون اللاجئين أخبار مكتبة الإسكندرية المفوضية السامية للأمم المتحدة مکتبة الإسکندریة

إقرأ أيضاً:

الواصل يستعرض الأوضاع في غزة خلال الاجتماع الوزاري التنسيقي الخليجي

نيابة عن صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، شارك مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير د. عبدالعزيز الواصل في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون التنسيقي.
يأتي ذلك على هامش المؤتمر الدولي لتنفيذ حل الدولتين الذي ترأسه المملكة بالشراكة مع الجمهورية الفرنسية، والمنعقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
أخبار متعلقة موسم الفواكه الصيفية في العُلا.. أجواء تعكس أصالة الموروث الزراعيتبدأ 12 ظهرًا.. أمطار غزيرة على أجزاء من عسير وجازانوجرى خلال الاجتماع، استعراض مستجدات الأوضاع على الأراضي الفلسطينية، والجهود المشتركة للدفع تجاه تنفيذ حل الدولتين بما يضمن أمن واستقرار المنطقة، ويعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة بما فيها قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
حضر الاجتماع، مدير عام مكتب وكيل الوزارة للشؤون الدولية المتعددة الدكتور محمد بن خالد الشهري.

مقالات مشابهة

  • وزارة الاستثمار تشهد توقيع اتفاقية لتصنيع البنية التحتية للمركبات الكهربائية
  • سيلين شميت لـ سانا: تقوم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا بدعم هذه العائلات من خلال توفير وسائل النقل لهم ولأمتعتهم، ومساعدتهم في تلبية احتياجاتهم لإعادة اندماجهم في مجتمعاتهم
  • سيلين شميت لـ سانا: يبلغ إجمالي عدد اللاجئين السوريين العائدين طوعاً 72 لاجئاً، وتتجه بعض العائلات إلى مناطق في حمص، فيما تعود عائلات أخرى إلى مناطق في ريف دمشق تشمل: قطنا، الزبداني، ببيلا، النشابية، وداريا
  • المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا سيلين شميت لـ سانا: بالتنسيق مع مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان والهيئة العامة للموانئ البرية والبحرية في سوريا، نقوم اليوم بتسيير أول قافلة عودة طوعية من لبنان إلى سوريا، وذلك في إطار برنامج العودة
  • الواصل يستعرض الأوضاع في غزة خلال الاجتماع الوزاري التنسيقي الخليجي
  • الأمم المتحدة: الجميع جوعى في غزة والأطفال الأكثر معاناة
  • بهدف رفع الكفاءة وتوظيف الموارد.. اتفاقية تعاون بين وزارتي التربية والصحة
  • مكتبة الإسكندرية: نعمل على رقمنة التراث المصري وإيصاله لكافة فئات المجتمع
  • خريطة توضح المواقع الثلاث التي تشملها الهدنة التكتيكية في غزة
  • القدس للتأمين توقع اتفاقية تعاون مع مؤسسة الحسين للسرطان لتوفير “تأمين رعاية” لتغطية علاج السرطان