"الديمقراطية" تهنئ لبنان ومقاومته بالصمود وإفشال أهداف الاحتلال
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
بيروت - صفا
هنأت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، لبنان الشقيق ومقاومته بالصمود البطولي الذي أبداه خلال الأسابيع الماضية، في مواجهة الفاشية الإسرائيلية وترسانتها العسكرية، وإفشال أهدافها السوداء وإرغامها على وقف إطلاق النار دون أن تحقق أيّاً من أهدافها المزعومة.
وقالت الجبهة في بيان وصل وكالة "صفا"، يوم الأربعاء، إن "الشعب اللبناني قدّم بالتحامه بمقاومته الباسلة، صورة مشرفة تؤكد حرصه على كرامته الوطنية وسيادته على أرضه ورفضه كل أشكال الابتزاز السياسي أو الضغوط الخارجية".
وأضافت "كما قدم الشعب اللبناني ومقاومته صورة مشرفة، هي الأخرى في دعم وإسناد شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، في مواجهة الاحتلال الهمجي ومشاريعه الاستعمارية".
وقدمت الديمقراطية تعازيها لعوائل الشهداء الذين وقعوا ضحية للأعمال الوحشية للعدوان الإسرائيلي الذي فشل في معركته ضد المقاومة، فلجأ إلى الانتقام من المدنيين، في الضاحية الجنوبية والقطاع، والعاصمة اللبنانية وغيرها.
وأكدت وقوفها ووقوف شعبنا الفلسطيني إلى جانب لبنان ومقاومته، ووقوفه الثابت إلى جانب شعبنا، بكل الأشكال الممكنة والمتاحة.
وشددت على أن التاريخ يسجل مرة أخرى الانسحاب الذليل لجيش الاحتلال من جنوب لبنان، يحمل قتلاه وجرحاه، ويخلف وراءه آلياته ودباباته التي دمرها أبطال المقاومة في جنوب لبنان، ووصمة العار تلاحق رئيس حكومته بنيامين نتنياهو، المطلوب إلى العدالة الدولية بارتكابه جريمة حرب، ومجرماً ضد الإنسانية في قيادته لحرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الديمقراطية لبنان مقاومة احتلال وقف اطلاق نار
إقرأ أيضاً:
حزب الله.. الرقم الإسلامي الصعب
في 25 مايو 2000، تحقق أحد أهم الانتصارات في تاريخ الصراع العربي-الصهيوني، حيث انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان تحت ضربات المقاومة الإسلامية بقيادة حزب الله، منهية بذلك 18 عامًا من الاحتلال. كان هذا الانتصار بمثابة أول هزيمة عسكرية لإسرائيل في تاريخها، حيث أجبرت على الانسحاب دون شروط سياسية، مما أعطى المقاومة شرعية شعبية وعسكرية غير مسبوقة.
لقد أثبت حزب الله أنه “الرقم الإسلامي الصعب” في المعادلة الإقليمية، حيث اعتمد على استراتيجية عسكرية تعتمد على حرب العصابات والاستخبارات الدقيقة، بالإضافة إلى بناء شبكة اجتماعية وسياسية داخل لبنان عززت من قوته كحركة مقاومة وكمكون رئيسي في المشهد السياسي اللبناني.
لكن بعد عام 2000، واجه حزب الله تحديا جديدا يتمثل في الحفاظ على مكتسبات المقاومة وتطوير أدواتها في ظل بيئة إقليمية وداخلية متغيرة. ومع اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005، والضغوط الدولية التي أعقبت الخروج السوري من لبنان، تعرض الحزب لاستهداف سياسي وإعلامي مكثف، حيث حاولت القوى الموالية للغرب إضعاف نفوذه.
لكن حزب الله، بقيادة شهيد الأمة الأمين العام السابق السيد حسن نصر الله استطاع أن يحول التحديات إلى فرص، حيث عزز تحالفه مع إيران وسوريا، وطور قدراته العسكرية بشكل كبير، مما مكنه من تحقيق انتصار جديد في حرب تموز 2006، حيث صمد أمام آلة الحرب الإسرائيلية وأثبت أن المقاومة قادرة على مواجهة الجيش الإسرائيلي الأقوى في المنطقة. بل وتطور دور حزب الله في جبهات المقاومة الإقليمية حيث لم يقتصر دور الحزب على لبنان، بل امتد إلى جبهات أخرى ضمن جبهات المقاومة، حيث لعب دورا محوريا في فلسطين وسوريا والعراق واليمن.
ومع كل تلك الانتصارات والنجاحات وعلى مدى السنوات، فقد تعرض حزب الله لاستشهاد عدد من قادته البارزين، أبرزهم القائد العسكري الكبير عماد مغنية، وكذلك عدد من القادة الميدانيين في سوريا. لكن هذه الخسائر لم تضعف من عزيمة الحزب، بل زادته إصرارا على الاستمرار في مسيرته الجهادية.
ولكن في عام 2024، تعرض حزب الله لضربة موجعة باستشهاد شهيد الأمة الأمين العام السابق السيد حسن نصر الله، الذي كان يعتبر أحد أبرز القادة الاستراتيجيين في تاريخ المقاومة. ومع ذلك، أثبت الحزب مرة أخرى أنه مؤسسة قائمة على التخطيط المدروس، حيث عمل على إعادة تموضعه سياسيا وعسكريا، مستمرا في إرباك العدو الصهيوني وعملائه في الداخل اللبناني.
ورغم كل التحديات، يبقى حزب الله أحد أهم الفاعلين في المعادلة الإقليمية، حيث يحافظ على توازن الرعب مع إسرائيل، ويمثل ركيزة أساسية في محور المقاومة. وان القيادة الجديدة للحزب، وإن كانت تفتقد لبعض الرموز التاريخية، إلا أنها تسير على نفس النهج الذي رسمه مؤسسو الحزب، معتمدة على خطط مدروسة تعيد تشكيل المشهد السياسي والعسكري في لبنان والمنطقة.
ذكرى التحرير ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي تأكيد على أن المقاومة هي الخيار الوحيد لتحرير الأرض ومواجهة المشروع الصهيوني، وأن حزب الله، برغم كل الضغوط، ما زال الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه.