الجزيرة أبا والشيوعيون: حين وقف حمار نميري في العقبة
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
عبد الله علي إبراهيم
تقديم: عبد الخالق السر
(القاهرة: المصورات 2024)
قال الزعيم الإسلامي أحمد عبد الرحمن عن دورهم في معارضتهم المسلحة في أبا: "الله يبرئنا من دماء الأنصار ويغفر ليهم".
لا أعرف حادثة مثل ضربة أبا حتّت تاريخها عن بكرة أبيه كالشجرة في الصقيع لتستبقي منه شيطاناً رجيماً واحداً هو الشيوعيون في حالنا.
فنجا من سعر اللوثة رئيس النظام المخلوع جعفر نميري وأركان حربه من كان بوسعهم وحدهم الأمر بالحرب واقتحام الجزيرة براً وجواً وبحراً. ومع ذلك أسبل عليهم الأنصار أنفسهم عفو الدنيا بعد ست سنوات من الواقعة. فغفروا لنميري ما تقدم من ذنبه فيهم في مصالحة 1977م. فتذرّع السيد الصادق المهدي لعقدها مع نظام مايو في رسالة للأنصار في 1979م مايو بانقشاع "الفئة التي تؤذي"، أي الشيوعيين. ومما يُستغرَب له انعقاد تلك المصالحة بعد ثمان سنوات طوالٍ من تخلُّص النظام من تلك الفئة المؤذية في 1971م. ومن ضمن ما تذرَّع به السيد الصادق لعقد تلك المصالحة وعد النظام بتأسيس" قانون السودان على الشريعة الإسلامية الغراء"، والاعتراف بمساهمة الإمام الهادي القتيل في خدمة الدين والوطن.
وما أعرف من نشط في تذنيب الشيوعيين بدم أبا مثل كُتّاب الحركة الإسلامية على أيامنا هذه يتوسَّلون بردمنا إلى مأرب معارض سفليٍّ للثورة. فحتى الأنصار غفروا في حين كفر الجيران. وتستغرب لمن لم يهدأ له مكر، قاصراً دور "الشرير" في أبا على الشيوعيين، في حين أكرمت دولتهم المبادة "سفاح" أبا المشير الركن جعفر نميري بجنازة دولة، حتى بعد أن خلعه الشعب لجرائمه بحقه بما في ذلك مقتلة أبا. بل ورسَّمت الإنقاذ أبو القاسم محمد إبراهيم، جنرال عموم حملة أبا، مشيراً ركناً من منازله تهفو إليه مجالسُها النيابية الباطلة بعد خمول.
بل لا أعرف وجهاً لكثيرين من الصفوة وسائر الشعب لا يفتأ يُحمِّلنا ضربة أبا وحدنا دون غيرنا، بينما يلهج بكرامات نميري الذي حكم فعدل فنام، ومات في بيت العائلة في ود نوباوي. يا للورع! ولا يتورع نفر من المستقلين، أو من يزعمون الاستقلالية كنوع من الورع السياسي، بمختلف المسميات، يتنادون إلى كورس إدانتنا متى تهيأ لهم. وهم الأصل في مايو. وكانوا الطاقم الذي تشبَّث بها حتى أخذتهم ثورة إبريل 1985م أخذاً وبيلاً. بل قال زين العابدين محمد أحمد، رئيس هيئة الأركان بالإنابة، الذي بعث، بأمر من نميري، أول دفعة طائرات مساء 27 مارس 1970م لضرب أبا كما سيرد، إن أول من طرح فتح أبا بالقوة في اجتماع مشترك لمجلس الثورة والوزراء كان موسى المبارك الحسن الذي بدأ السياسة مستقلاً، ثم وطنياً اتحادياً، ثم وزيراً في مايو حتى انتقل مُعجَلاً إلى رحمة الله.
ibrahima@missouri.edu
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
أسعار المعيشة في ليبيا تسجل قفزة جديدة خلال مايو بفعل تقلب الأسواق
برنامج الأغذية العالمي: قفزة في أسعار الإنفاق بالمنطقة الغربية وارتفاع حاد في سلة المعيشة
ليبيا – أصدر “برنامج الأغذية العالمي” تقريره الشهري حول أسعار السوق الليبية لشهر مايو الماضي، كاشفًا عن ارتفاع ملحوظ في “سلة الإنفاق الوطنية الدنيا الكاملة”، وسط استمرار تقلب الأسعار والضغوط التضخمية في مختلف المناطق.
أعلى زيادة شهرية منذ بداية 2025
أشار التقرير، الذي تابعته وترجمته صحيفة “المرصد”، إلى تسجيل زيادة شهرية بنسبة 8.2% في “سلة الإنفاق الوطنية الدنيا الكاملة”، لترتفع قيمتها إلى ما يزيد قليلاً عن 983 دينارًا، وهو أعلى معدل شهري منذ بداية عام 2025.
ارتفاعات قياسية في المنطقة الغربية
أوضح التقرير أن المنطقة الغربية سجلت أعلى زيادة شهرية بنسبة 24.2% لتصل قيمة السلة إلى أكثر من 1,065 دينارًا، مرجعًا ذلك إلى قفزات سعرية حادة ناجمة عن استمرار تقلب أسعار السلع الأساسية، لا سيما المواد الغذائية.
وذكر التقرير أن مدن نالوت، الزاوية، وطرابلس تصدّرت الارتفاعات، حيث بلغت السلة في نالوت 1,147 دينارًا بنسبة زيادة 35.7%، وفي الزاوية 1,137 دينارًا بزيادة 33.8%، بينما وصلت في طرابلس إلى 1,083 دينارًا بزيادة 24.4%، نتيجة تعطل النشاط التجاري وطرق الإمداد بفعل الاشتباكات المسلحة.
استقرار في الجنوب وتراجع محدود في الشرق
سجّل التقرير انخفاضًا طفيفًا في تكاليف السلة في المنطقة الشرقية بنسبة 1.7% لتبلغ حوالي 909 دنانير، بينما واصلت مدينة الكفرة تسجيل أعلى تكلفة في الشرق عند 1,081 دينارًا، بسبب الضغط المستمر على الخدمات المحلية نتيجة تدفق اللاجئين السودانيين.
أما المنطقة الجنوبية، فقد حافظت على استقرار نسبي خلال شهر مايو، حيث سجلت السلة 954 دينارًا بزيادة طفيفة لا تتجاوز 0.01%. وتُعد مدينتا مرزق والقطرون من بين الأعلى من حيث التكاليف بواقع 1,132 و1,106 دنانير على التوالي.
ضغوط تضخمية وارتفاع مؤشرات الأسعار
أظهر التقرير أن مؤشر أسعار المواد الغذائية الوطنية ارتفع بنسبة 8.9% ليصل إلى 864 دينارًا، فيما ارتفع مؤشر السلع غير الغذائية بنسبة 3.5% ليبلغ 119 دينارًا، في ظل استمرار الضغوط التضخمية المرتبطة بضعف العملة المحلية وقيود العرض.
ترجمة المرصد – خاص