انتقدت منظمة العفو الدولية استمرار الإفلات من العقاب ونقص التعويضات الكافية عن الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها جماعة "الكانيات" المسلحة في ترهونة جنوب شرق العاصمة الليبية طرابلس.

ووصفت المنظمة حكم الجماعة، التي كانت تعمل تحت إمرة "القوات المسلحة العربية الليبية" التي يقودها الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، بـ"الإرهاب وانعدام الرحمة"، وبأنه "شمل ارتكاب قتل جماعي غير مشروع، وتعذيب، واختفاء قسري".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الأمم المتحدة: إسرائيل تعرقل إيصال المساعدات للمحاصرين بشمال غزةlist 2 of 2مقررو الأمم المتحدة يدعون إلى امتثال كامل لمذكرة اعتقال نتنياهوend of list

وأشارت المنظمة إلى أن جماعة الكانيات كانت "تختطف وتقتل جميع الرجال في الأسرة بشكل غير مشروع. ثم، تحت تهديد السلاح، تأمر بقية أفراد أسرهم الممتدة بمغادرة ترهونة، في ممارسة مسيئة ترقى إلى مستوى التهجير القسري. وبعد ذلك تستولي الجماعة على جميع ممتلكاتهم وأصولهم".

وقالت إنه بعد أكثر من 4 سنوات على طرد جماعة الكانيات من مدينة ترهونة، تاركة خلفها مقابر جماعية، "لا تزال العدالة والتعويضات الكافية بعيدة المنال" بالنسبة إلى الناجين وأقارب الضحايا.

وخلص التقرير، الذي صدر تحت عنوان "نموت كل يوم ألف مرة: الإفلات من العقاب على الجرائم ضد الإنسانية في ترهونة، ليبيا"، إلى وجود أسباب معقولة للاعتقاد بأن جماعة الكانيات ارتكبت جرائم ضد الإنسانية تتمثل في القتل والتعذيب والاختفاء القسري والاحتجاز غير القانوني.

وجاءت هذه الجرائم، وفق المنظمة، ضمن هجومها المخطط والممنهج وواسع النطاق ضد السكان المدنيين في ترهونة بين عامي 2015 و2020، بهدف إحكام سيطرتها على المنطقة.

وذكّرت المنظمة بأن المحكمة الجنائية الدولية -"في خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة"- أعلنت، في أكتوبر/تشرين الأول 2024، إصدار مذكرات توقيف بحق 6 أشخاص بتهم تتعلق بمسؤوليتهم المزعومة عن ارتكاب جرائم حرب في ترهونة، "ومع ذلك، لا يزال هؤلاء الأفراد طلقاء أو لم يتم تسليمهم إلى المحكمة حتى الآن".

وقالت ديانا الطحاوي، المسؤولة البارزة في المنظمة، إن الناس ما زالوا "يعانون آثار حملة الإرهاب التي شنتها" جماعة الكانيات المسلحة، وإن الناجين يدركون أن مثل هذه الجرائم لم تكن لتُرتَكَب لولا تواطؤ الحكومات المتعاقبة، وسلطات الأمر الواقع، والمليشيات النافذة، والجماعات المسلحة في ليبيا.

وحثت الحكومة الليبية في طرابلس وقوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر على تقديم اعتذار علني للناجين وأقارب الضحايا، وضمان حصولهم جميعًا على تعويضات كاملة، بما في ذلك التعويض المالي، من دون تمييز.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حريات ضد الإنسانیة فی ترهونة

إقرأ أيضاً:

تحقيق دولي يزيح الستار عن إمبراطورية “مارساليك” السرية في قطاعي النفط والإسمنت بليبيا

كشف تحقيق استقصائي مشترك لصحيفة “فاينانشال تايمز” وشبكة البث البافاري، عن تفاصيل دقيقة حول كيفية تحويل يان مارساليك، المدير التنفيذي السابق لشركة “وايركارد” والمطلوب الأول أوروبيا بتهم الاحتيال والتجسس لصالح روسيا، لليبيا إلى ساحة خلفية لغسيل الأموال وبناء نفوذ جيوسياسي لصالح موسكو.

وأوضح التحقيق أن مارساليك نجح في ضخ ملايين الدولارات من الأموال المنهوبة من “وايركارد” في قطاعات حيوية داخل ليبيا، أبرزها الاستحواذ على حصص في “الشركة الليبية للإسمنت” التي تمتلك ثلاثة مصانع إستراتيجية في شرق البلاد، بالإضافة إلى شركة “لوراسكو” للخدمات النفطية التي تدير منصات حفر، مستغلا شبكة معقدة من الشركات الوهمية المسجلة في الملاذات الضريبية والوسطاء الدوليين لإخفاء هويته كمستفيد نهائي.

وبحسب الوثائق والرسائل الإلكترونية المسربة، لم تكتف أنشطة مارساليك بالجانب المالي، بل تجاوزتها إلى محاولات التلاعب بالمشهد السياسي والعسكري في ليبيا؛ حيث وثق التحقيق عقد مارساليك لاجتماعات في بنغازي شملت شخصيات بارزة مثل ونيس بوخمادة، ومحاولاته التقرب من الدوائر المحيطة بخليفة حفتر، فضلا عن تورطه في جلب مرتزقة روس بحجة “تطهير الألغام” في المصانع.

وأشار التقرير إلى أن “مجموعة ليبيا القابضة” التي تتخذ من لندن مقرا لها، ورئيسها أحمد بن حليم، كانت الواجهة التي تداخلت مع استثمارات مارساليك، ورغم نفي المجموعة علمها بارتباط مارساليك المباشر، إلا أن الوثائق تظهر تدفقات مالية ومراسلات تكشف دورا محوريا له في تمويل صفقات الاستحواذ وتدخلات لتمويل “ميليشيات” لحماية الأصول.

وفي تطور لافت، كشف التحقيق عن بيع مصانع الإسمنت العام الماضي لشركة مقرها دبي يملكها رجل أعمال ليبي يشاع قربه من عائلة حفتر، في صفقة سرية معقدة.

وتدور حاليا في محاكم لندن “حرب خفية” بين شركاء مارساليك السابقين للسيطرة على ما تبقى من هذه الأصول التي تقدر بعشرات الملايين، وسط اتهامات متبادلة بالاحتيال ومحاولات إخفاء أثر “الأموال القذرة” التي ابتلعتها رمال الصحراء الليبية.

المصدر: فاينانشال تايمز + البث البافاري (BR)

رئيسيغسيل الأموالفاينانشال تايمزمارساليكموسكووايركارد Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • كاتب سعودي يطالب بإحالة جرائم الإنتقالي بحضرموت إلى الجنائية الدولية
  • تحقيق دولي يزيح الستار عن إمبراطورية “مارساليك” السرية في قطاعي النفط والإسمنت بليبيا
  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها
  • منظمة دولية: حماس ارتكبت جرائم ضد الإنسانية في غزة
  • العفو الدولية تتهم حماس بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية"
  • أولمرت: المستوطنون يرتكبون “جرائم حرب” يومية في الضفة الغربية
  • أولمرت يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في الضفة
  • تصعيد أممي ضد فنزويلا.. واتهامات للحرس الوطني بارتكاب جرائم ضد الإنسانية
  • مركز عين الإنسانية يكشف عن إحصائية جرائم العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي على اليمن خلال 3900 يوم
  • “رابطة ضحايا ترهونة” تطالب بإنهاء الإفلات من العقاب والكشف عن مصير 66 مفقودا