حصري: عشائر جنوب قطاع غزة تشرع بتأمين قوافل المساعدات للمنظمات الدولية
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
علمت "عربي21" من مصادر محلية أن عشائر في جنوب قطاع غزة تعمل على تأمين وصول المساعدات الإنسانية، تمهيدا لتوزيعها على النازحين، وذلك في خطوة تهدف إلى قطع الطريق على العصابات التي تقوم بالسطو المسلح على الشاحنات القادمة من المعابر مع الاحتلال جنوب القطاع.
وقالت المصادر، إن منظمات دولية وأممية بينها "الأونروا" توصلت إلى اتفاق مع عشيرة العمور التي تسيطر على مناطق واسعة شمال شرق محافظة رفح، بهدف تأمين المساعدات القادمة عبر معبر كرم أبو سالم، الواقع في أقصى جنوب شرق مدينة رفح.
وبموجب الاتفاق، تسلك الشاحنات المحملة بالمساعدات الطريق المحاذي لمطار غزة الدولي المدمر، قرب الحدود المصرية، ومن ثم تمر إلى مناطق سيطرة العشيرة المذكورة في محيط منطقة صوفا، شمال شرق رفح، ومن ثم إلى شارع صلاح الدين الرئيسي، ومن ثم إلى منطقة "التحلية" غرب خانيونس حيث تقع مخازن المنظمات الدولية والأممية.
وتمكنت العشيرة خلال الأيام الماضية من تأمين عدد من شاحنات المساعدات التي سمحت قوات الاحتلال بدخولها لصالح مؤسسات دولية شريكة لـ"الأونروا"، ودخلت من معبر كرم أبو سالم ووصلت إلى المستودعات بالفعل.
وكشف المصادر أن عشيرة العمور بذلت جهودا كبيرة لتحييد العصابات التي تقوم بعمليات السطو المسلح، بالتعاون مع جهات محلية حكومية وعائلية، بهدف تأمين وصول المساعدات بسلام.
في السياق ذاته، قالت المصادر لـ"عربي21" إن عشير "أبو مغيصيب" اتفقت هي الأخرى على تأمين الشاحنات القادمة مع معبر "كيسوفيم" شرق دير البلح، والذي جرى افتتاحه قبل أسابيع قليلة، بضغوط دولية.
وبموجب الاتفاق، تؤمن العشيرة دخول الشاحنات من المعبر الواقع على الحدود الشرقية جنوب شرق دير البلح، ومن ثم غربا إلى شارع صلاح الدين، ثم إلى المستودعات المخصصة للمنظمات الدولية والأممية.
وقال مصدر عشائري لـ"عربي21" إن الجهود التي بذلتها العشائر لتأمين المساعدات بالتعاون مع الجهات المختصة، جاءت استشعارا منها بالأوضاع الكارثة والجوع الذي ضرب قطاع غزة، على إثر سياسات الاحتلال الرامية إلى خلق أزمة نقص في المواد الأساسية، وتجويع للأهالي المغلوبين لى أمرهم.
وشدد على أن العشائر وبعد مشاورات مستفيضة أخذت على عاتقها تأمين هذه المساعدات، رغم خطورة ذلك، وعدم تلقيها أي ضمانات من قوات الاحتلال بالتوقف عن استهداف أبناء العشائر الذين يضطرون للتحرك في مناطق بالغة الخطوة، بهدف تأمين القوافل وإيصالها إلى مستحقيها.
وجاءت جهود العشائر في تأمين المساعدات القادمة إلى مناطق جنوب قطاع غزة من معابر الاحتلال، في ظل الاستهداف المتواصل الذي تتعرض له القوى الشرطية، ضمن ممنهجة يهدف من ورائها الاحتلال إلى خلق حالة من الفوضى في قطاع غزة، وتعميق أزمة المجاعة التي يعاني منها السكان في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية دون هوادة.
وشجع الاستهداف المتواصل للعناصر والقوى الأمنية عصابات مسلحة على سرقة قوت أهالي غزة، من خلال باعتراض شاحنات المساعدات التي تدخل من معابر الاحتلال جنوب القطاع، والسيطرة عليها، وبيعها في السوق السوداء، الأمر الذي خلق أزمة غذاء طاحنة.
ويطلق الاحتلال الإسرائيلي أيدي عصابات ومجموعات مسلحة خارجة عن القانون في قطاع غزة، لاعتراض قوافل المساعدات والبضائع القادمة من المعابر التي يسيطر عليها، في جريمة ممنهجة، تهدف إلى تعميق أزمة الجوع في القطاع، وخلق حالة من الفوضى والأزمات الاقتصادية والأمنية.
ووفق تحليل لخطوط سير قوافل المساعدات، كان واضحا أن المنطقة التي تحدث فيها أغلب عمليات النهب تخضع بالكامل لسيطرة جيش الاحتلال، بل وتتمركز فيها قوات راجلة ومؤللة، وعلى بعد مئات الأمتار فقط من حواجز العصابات، ما يؤكد تورط قوات الاحتلال في ما يجري.
تستغل هذه العصابات المناطق المفتوحة التي لا تستطيع القوى الشرطية الوصول إليها أو التمركز فيها، بسبب تعمد الاحتلال استهداف قوى الأمن وعناصر تأمين المساعدات.
وترفض قوات الاحتلال تمركز أي قوة شرطة في غزة، سواء فلسطينية أو دولية، لإيصال المساعدات إلى السكان، الأمر الذي فاقم أزمة الجوع.
وتتميز المنطقة التي يتم فيها نهب المساعدات الإنسانية بأنها شديدة الخطورة، ومصنفة منطقة قتال خطرة، وتقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، وهذا يعني أنه يمنع فيها وجود الفلسطينيين الذين يحملون أسلحة.
ويعاني الفلسطينيون في غزة من سياسة تجويع ممنهجة جراء شح في المواد الغذائية بسبب عرقلة الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بحسب تأكيدات مؤسسات أممية ودولية عديدة.
ويطالب المجتمع الدولي دولة الاحتلال بتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة لمنع حدوث مجاعة، لكن دون جدوى.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية عشائر غزة المساعدات الاحتلال فلسطينية فلسطين غزة الاحتلال عشائر المساعدات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المساعدات الإنسانیة تأمین المساعدات قوات الاحتلال قطاع غزة ومن ثم
إقرأ أيضاً:
"المركز الفلسطيني": "إسرائيل" تحوّل المساعدات إلى فخاخ موت وتواصل الإبادة
غزة - صفا
حذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، بأن الوضع الإنساني في قطاع غزة يتدهور إلى مستويات كارثية غير مسبوقة، في ظل مواصلة الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ سياسات الإبادة الجماعية، وعلى رأسها استخدام التجويع كسلاح ممنهج.
وقال المركز في بيان له، الثلاثاء، إن سلطات الاحتلال تمنع تدفق الغذاء والدواء والوقود، وتفرض قيودًا مشددة على إدخال المساعدات، ثم تحوّل نقاط توزيعها المحدودة إلى ساحات قنص وقصف وقتل جماعي.
وأكد أنه بالتوازي، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي هجمات عسكرية دامية على خيام النازحين، وعلى ما تبقى من منازلهم وأسواقهم وتجمعاتهم، ما يؤدي إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين يوميًا.
وشدد على أن هذا التصعيد الدموي يمثل مرحلة متقدمة من جريمة الإبادة الجماعية التي تُنفَّذ بصورة علنية وممنهجة، في ظل عجز دولي فاضح عن وقفها، ويأتي في ظل حملة دعائية وتضليلية إسرائيلية تحاول حرف الأنظار عما يجري من محوٍّ منظم وممنهج للإنسان والبنيان ومعالم الحياة في القطاع.
وأشار البيان إلى أن قوات الاحتلال الليلة الماضية، نفذت هجومًا بريًّا مصحوبًا بقصف جوي عنيف على شكل أحزمة نارية، على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 30 مواطنًا، بينهم 12 طفلًا و14 امرأة، وإصابة وفقدان العشرات.
وحسب البيان، عند حوالي الساعة 22:30 من مساء أمس الاثنين، نفذت آليات الاحتلال الإسرائيلي هجومًا بريًّا من محور نتساريم ومنطقة المغراقة باتجاه جسر وادي غزة، وصولًا إلى شمال وشمال غرب “المخيم الجديد” الواقع شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وجاء هذا التوغل تحت غطاء كثيف من تحليق الطائرات المسيّرة التي فتحت نيرانها على كل جسم متحرك، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف أطلقته المدفعية المتمركزة على الحدود الشرقية للمحافظة، مستهدفة محيط المنطقة بشكل مباشر.
وما بين الساعة 23:20 23:50 من مساء اليوم ذاته، شن الطيران الحربي الإسرائيلي عدة غارات جوية استهدفت منازل مأهولة بالسكان في المنطقة، وفق البيان.
وخلال الهجوم، وردت مناشدات استغاثة عاجلة من مواطنين محاصرين داخل منازلهم، لا سيما في محيط مسجد "ذو النورين" غرب المخيم الجديد، إلا أن فرق الإسعاف والدفاع المدني لم تتمكن من الوصول إلى المنطقة نتيجة كثافة النيران وخطورة الوضع الميداني.
ومع ساعات الصباح الأولى من اليوم الثلاثاء، وبعد إعادة انتشار قوات الاحتلال خارج المنطقة، تمكن المواطنون وطواقم الإنقاذ من الوصول إلى المنطقة، وتبيّن أن الطيران الحربي قصف منازل عدة فوق رؤوس ساكنيها، تعود لعائلات أبو عطايا
صيام، وأبو نبهان. وتم انتشال 30 شهيدًا بينهم 12 طفلا و14 امرأة، معظمهم كانوا أشلاء ممزقة، من بينهم جنين وُلد شهيدا بعد استشهاد والدته.
وقال المركز: إن هذه الجريمة، تأتي في وقت تتعمق فيه المأساة الناجمة عن التجويع الإسرائيلي، وباتت تسجل يوميا حالات وفاة جراء سوء التغذية، حيث أعلنت وزارة الصحة، أمس تسجيل 14 حالة وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليصبح العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية 147 حالة وفاة، من بينهم 88 طفلًا.
وأشار المركز إلى أنه في حين تنخرط قوات الاحتلال في حملة دعائية عن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، تظهر متابعة طاقم المركز، أنه لم يحدث أي تغيير جدين حيث دخلت عشرات الشاحنات فقط، مع غياب أي إجراء تأمين، واقتصر وصولها على مناطق تقع في نطاق سيطرة قوات الاحتلال، وهو ما يدفع آلاف المواطنين إلى المخاطرة بحياتهم والوصول إلى هذه المناطق شمال غربي مدينة غزة، وبين خانيونس ورفح، ليجدوا أنفسهم عرضة للنيران الإسرائيلية.
وأكد أن ذلك إلى استشهاد وإصابة العشرات خلال اليومين الماضيين، فيما كان على من نجا أن يخوضوا صراعا وتزاحما شديدا مع بعضهم ليحصلوا على حفنة طحين، بعد أن تنتزع آدميتهم وتمتهن كرامتهن، وهو ما يتنافى مع مبادئ الوصول الآمن للمساعدات، ويجعل من هذه الآلية أداة قتل وهندسة تجويع وليس إنقاذ.
وشدد على أن تعمد الاحتلال تجاهل الحل الجذري، المتمثل في فتح الممرات البرية والسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود بكميات كافية ومستقرة، هو جريمة إنسانية قائمة بذاتها. لا يجوز اختزال الاستجابة الإنسانية في مشاهد استعراضية سواء عبر الإنزالات من الجو أو إدخال الشاحنات دون تأمين وتفريغها في مناطق خطيرة، تهدر كرامة الناس وتعمّق مأساتهم.
وحمل المركز المجتمع الدولي بجميع هيئاته مسؤولية فورية ومباشرة، وطالب بتحرك عاجل وفعّال لوقف سياسة الإبادة عبر التجويع والقصف، وإلزام دولة الاحتلال بفتح المعابر والسماح بدخول الإمدادات فورا دون قيود، وتوفير ممرات إنسانية آمنة، ومحاسبة كل من تورط في هذه الجرائم التي تهدد بمحو حياة جيل كامل.
كما طالب الأمم المتحدة وهيئاتها، وخاصة المقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء، بالتحرك العاجل لإجراء تقييم ميداني شامل للوضع في قطاع غزة، وعدم الانتظار لإعلان قطاع غزة رسميًا منطقة مجاعة من الدرجة الخامسة.
وشدد على أن إنهاء التجويع إنما يتم عبر السماح بلا قيود للمساعدات والبضائع من الوصول إلى قطاع غزة، وتمكين الوكالات الدولية التابعة للأمم المتحدة للقيام بدورها، وكل ذلك يتطلب فتح المعابر ورفع الحصار، وضمان حركة آمنة ووقف القصف الإسرائيلي.