دور وزارة الزراعة في تحقيق الأمن الغذائي بمصر
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
تعتبر وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في مصر من المؤسسات الحيوية التي تسهم بشكل رئيسي في تحقيق الأمن الغذائي للبلاد، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية العالمية والمحلية مثل تقلبات أسعار السلع الغذائية، نقص المياه، وتزايد النمو السكاني.
وعلى الرغم من أن الأمن الغذائي يعد تحديًا معقدًا يتطلب تنسيق جهود متعددة من مختلف الجهات الحكومية، فإن وزارة الزراعة تمثل أحد الأعمدة الأساسية لضمان توفير الغذاء الكافي والآمن للمواطنين.
تتبنى وزارة الزراعة العديد من السياسات والاستراتيجيات التي تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي في مصر، ولعل أبرزها تحسين الإنتاج الزراعي، تعزيز الاستدامة في الموارد الطبيعية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل الأساسية.
زيادة الإنتاج الزراعي
من أهم أولويات وزارة الزراعة العمل على زيادة الإنتاج الزراعي المحلي من خلال تحسين أساليب الزراعة، وتطوير البذور، واستخدام التقنيات الحديثة في الري، وتطبيق أساليب الزراعة المستدامة. كما تركز الوزارة على رفع الإنتاجية من المحاصيل الأساسية مثل القمح، والأرز، والذرة، والفول، وهو ما يسهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد، ويعزز قدرة الدولة على توفير الغذاء للمواطنين بأسعار مناسبة.
التوسع في الأراضي المستصلحة
من خلال مشروعات استصلاح الأراضي الصحراوية وتحسين الأراضي الزراعية القديمة، تسعى وزارة الزراعة إلى زيادة المساحة المزروعة، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على الإنتاج الزراعي المحلي. كما تعمل الوزارة على تطوير مشروعات جديدة في مناطق الصحراء الغربية والدلتا، وهو ما يعزز من قدرة مصر على مواجهة أي أزمة غذائية مستقبلية.
تحقيق الاستدامة في الموارد المائية
في ظل التحديات التي تفرضها محدودية الموارد المائية في مصر، تعمل وزارة الزراعة على تنفيذ مشروعات ري حديثة تهدف إلى تقليل هدر المياه وزيادة كفاءة استخدامها في الزراعة. وتعمل الوزارة أيضًا على تطبيق تقنيات الري بالتنقيط والري بالرش، وهو ما يسهم في تقليل استهلاك المياه وزيادة الإنتاجية.
دعم الفلاحين والمزارعين
تسعى وزارة الزراعة إلى تحسين دخل الفلاحين من خلال تقديم الدعم الفني والاقتصادي لهم، سواء عبر الإرشاد الزراعي أو توفير الأسمدة والمبيدات بأسعار مدعومة، وتقديم التسهيلات الائتمانية. كما تعمل الوزارة على تنفيذ برامج تدريبية لتحسين مهارات المزارعين وتزويدهم بالمعلومات حول تقنيات الزراعة الحديثة، مما يزيد من قدرة الفلاحين على تحسين إنتاجهم الزراعي.
على الرغم من أن الزراعة التقليدية تشكل جزءًا كبيرًا من الاقتصاد الزراعي في مصر، فإن الوزارة تواصل دعم الزراعة الحديثة في إطار مشروعات ضخمة تهدف إلى تحسين الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي. من أبرز تلك المشروعات:
مشروع المليون ونصف فدان
يعتبر مشروع المليون ونصف فدان أحد المشاريع الطموحة التي أطلقتها الدولة لزيادة الرقعة الزراعية في مصر. ويستهدف المشروع استصلاح مساحات شاسعة من الأراضي الصحراوية وزراعتها بمحاصيل استراتيجية مثل القمح والذرة، بهدف تقليل الاعتماد على الواردات وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
مشروع الدلتا الجديدة
يعد مشروع الدلتا الجديدة من المشروعات الزراعية الرائدة التي تشرف عليها وزارة الزراعة، ويهدف إلى استصلاح أراضٍ جديدة في منطقة غنية بالمياه الجوفية. ومن خلال هذه المشروعات، تسعى الوزارة إلى زيادة المساحات المزروعة بالخضروات والفاكهة وتوفير فرص عمل جديدة، مما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي.
لا تقتصر جهود وزارة الزراعة على زيادة الإنتاج الزراعي، بل تشمل أيضًا مواجهة تحديات التغيرات المناخية التي تهدد الأمن الغذائي. فارتفاع درجات الحرارة، وتقلبات الأمطار، وقلة الموارد المائية، كلها عوامل تؤثر سلبًا على الزراعة والإنتاج الزراعي في مصر. في هذا السياق، تتعاون الوزارة مع العديد من الهيئات الدولية والمحلية للحد من تأثيرات التغيرات المناخية على الزراعة من خلال:
البحث العلمي والتطوير: من خلال دعم البحوث الزراعية التي تهدف إلى تطوير أصناف محاصيل مقاومة للظروف المناخية القاسية مثل ارتفاع درجات الحرارة وقلة المياه.التوسع في الزراعة المائية: وهي تقنية حديثة تتيح زيادة الإنتاج الزراعي باستخدام كميات أقل من المياه، وهو ما يتناسب مع التحديات المائية في مصر.التعاون مع القطاع الخاص والهيئات الدوليةتحقيق الأمن الغذائي في مصر لا يتم فقط من خلال جهود وزارة الزراعة، بل يتطلب أيضًا تعاونًا مع القطاع الخاص والهيئات الدولية. حيث تسعى الوزارة إلى بناء شراكات استراتيجية مع شركات الإنتاج الزراعي المحلية والدولية لتحفيز الاستثمار في القطاع الزراعي، سواء في مجالات التكنولوجيا الزراعية أو في مشروعات التوسع في الأراضي المستصلحة.
كما تعمل الوزارة مع المنظمات الدولية مثل الفاو (منظمة الأغذية والزراعة) والبنك الدولي، لدعم برامج الأمن الغذائي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة في ما يتعلق بمكافحة الفقر والجوع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزارة الزراعة المؤسسات الحيوية التحديات الاقتصادية العالمية السلع الغذائية النمو السكاني الأمن الغذائي زیادة الإنتاج الزراعی تحقیق الأمن الغذائی وزارة الزراعة تعمل الوزارة تهدف إلى من خلال فی مصر وهو ما
إقرأ أيضاً:
الافتتاح مجانا للجمهور في هذا الموعد | 10 معلومات مهمة لا تعرفها عن المتحف الزراعي بالدقى
فى خطوة هامة نحو إحياء التراث الزراعى ىالمصري واستغلال الأصول بدأت وزارة الزراعة فى تطوير المتحف الزراعي بالدقى لتحقيق أقصى استفادة وعائد اقتصادى منه .
ومن جانبه ، أعلن علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، عن بدء التشغيل التجريبي للمتحف الزراعي المصري اعتبارًا من يوم السبت 16 أغسطس 2025. يأتي هذا الافتتاح ضمن خطة الوزارة الشاملة لتطوير منشآتها الثقافية، ويمهّد الطريق للافتتاح الرسمي للمتحف حيث تم استكمال أعمال التجديد والتطوير للمتحف الزراعي والذي يعتبر ثاني اقدم متحف زراعي في العالم ، بجهد كبير وبتعاون مع مختلف الجهات المعنية و المنظمات الدولية ومنها منظمة اليونسكو.
شدد الوزير على الأهمية التاريخية للمتحف، واصفًا إياه بأنه شاهد حي على عراقة الزراعة المصرية عبر العصور. و يندرج هذا الافتتاح ضمن استراتيجية الدولة الهادفة إلى الاهتمام بالتراث الحضاري للقطاع الزراعي.
من جانبه، صرح اللواء أمجد سعدة، مساعد وزير الزراعة والمشرف العام على المتحف، أن الافتتاح التجريبي للمتحف سيبدأ في 16 أغسطس 2025ولمدة أسبوعين ، وسيتم استقبال الجمهور يوميا من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الثالثة عصرًا. وأوضح أن الدخول سيكون مجانيًا لجميع الزوار خلال هذه الفترة، والتي سيتم تخصيصها لاختبار الخدمات وتلقي ملاحظات الجمهور.
وأضاف سعدة أن المتحف يضم كنوزًا تاريخية نادرة، مثل أدوات الزراعة القديمة، ووثائق تاريخية، ونماذج أثرية للنباتات، بالإضافة إلى قاعات عرض متخصصة توضح تطور الزراعة المصرية على مر العصور، ويضم المتحف عدد ٨ متاحف ومنها متاحف اليوناني والروماني و الصداقة الصينية و متحف المقتنيات العلمية و الملكية و كذلك السينما الملكية و المكتبة التراثية.
ويرصد موقع “صدى البلد” أبرز المعلومات عن المتحف الزراعى المصري :
- أقيم المتحف في سراي الأميرة فاطمة إسماعيل ابنة الخديوي إسماعيل في حي الدقي
-يعد ثاني أقدم متحف زراعي في العالم
- بدأ العمل به في عام 1930 عندما صدر قرار مجلس الوزراء المصري في 21 نوفمبر من عام 1927
- أطلق عليه في البداية اسم متحف فؤاد الأول الزراعي
-تم افتتاح المتحف عام 1938
- تزيد مساحة هذا المتحف علي ثلاثين فداناً منها 125 ألف متر مربع"، تشغل منها مباني المتاحف حوالي 20 ألف متر مربع، وباقي مساحة المتحف حديقة
- يضم أكثر من 300 شجرة ونخلة، بينها أصناف نادرة
- يضم المتحف 8 متاحف كبيرة.
- الهدف من إنشاء المتحف الزراعي تسجيل وعرض تطور الزراعة المصرية
-يضم المتحف مجرشا "آله لطحن الحبوب" يرجع تاريخها إلى آلاف السنين، ومئات من الصور الفوتوغرافية، وعددا كبيرا من اللوحات الفنية والماكيتات