سفير فنزويلا: "نحن لا نطلب شفقة بل معاملة عادلة والمواجهة مستمرة ضد الإمبريالية"
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال ويلمر عمر بارينتوس، سفير فنزويلا في القاهرة، خلال لقاء مفتوح نظمته لجنة الشؤون الخارجية والعربية بنقابة الصحفيين، إن الوضع الاقتصادي في بلاده شهد تدهورًا كبيرًا منذ عام 2013 بعد وفاة الرئيس هوغو شافيز، حيث كان اقتصاد فنزويلا قبل ذلك يبلغ 500 مليار دولار. وأضاف أن الحصار الاقتصادي والإجراءات الأحادية التي فرضت على فنزويلا أدت إلى انخفاض إنتاج النفط بشكل حاد، مما أسهم في انهيار الاقتصاد.
وأوضح السفير أنه في أصعب عامين مرَّا على الاقتصاد العالمي، عانت فنزويلا من نقص حاد في الغذاء والكهرباء والوقود، وتم شن حرب عنيفة على العملة الوطنية، مما أدى إلى خسارتها بنسبة 57%. ومع ذلك، أكد السفير أن فنزويلا بدأت الآن عملية تعافي، حيث بدأ الإنتاج في الزيادة، وتم استعادة جزء كبير من القدرات الاقتصادية التي تأثرت.
وتطرق إلى الانتخابات الأخيرة في فنزويلا، مشيرًا إلى أن البلاد تعرضت لعدد كبير من الهجمات الإلكترونية على نظامها الانتخابي الذي كان مراقبًا من قبل مراقبين مصريين، الذين أشادوا بشفافية العملية. وأوضح أن نتيجة الانتخابات كانت حاسمة ولا رجعة فيها.
وأضاف السفير أن فنزويلا أصبحت اليوم قادرة على إنتاج 99% مما تستهلكه، بعدما توقفت الولايات المتحدة عن توريد المعدات اللازمة لتكرير النفط. وبدلاً من ذلك، بدأت البلاد في تصنيع وصيانة هذه المعدات محليًا، وكذلك تطوير صناعة الأدوية لتحقيق الاكتفاء الذاتي. وأكد أن فنزويلا مهتمة بعقد اتفاقات مع مصر في مجال الصناعات الدوائية، نظرًا لتميزها في هذا المجال وبأسعار معقولة.
وعن سياسة فنزويلا النفطية، أكد السفير أن بلاده لا تطلب شفقة، بل معاملة عادلة، وأنها لن تسمح بالتدخل في شؤونها الداخلية. وأضاف أن فنزويلا مستمرة في كفاحها ضد الإمبريالية، وأنها لن تخضع للضغط الذي يسعى إلى تغيير نظامها السياسي. وتابع قائلاً إن فنزويلا الآن تصدر 80% من نفطها للأسواق الدولية، مقابل 20% فقط من الشراكات العالمية، بعد أن كانت 80% من صادرات النفط تذهب إلى الولايات المتحدة قبل وصول شافيز إلى الحكم.
وأشار إلى أن فنزويلا تمتلك موارد هائلة مثل الألماس، والبحيرات الكبرى، و احتياطي المياه العذبة، ورغم ذلك تُعتبر بلاده مثالًا سلبيًا في أمريكا اللاتينية. وأكد أن الشعب الفنزويلي يثق في حكومته، وأنه مستعد للاستمرار في هذا الكفاح رغم التحديات، متعهدًا بأن فنزويلا ستظل تسعى لتحقيق علاقات متساوية وعادلة مع جميع الدول.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سفير فنزويلا في القاهرة أن فنزویلا السفیر أن
إقرأ أيضاً:
أعداءُ النجاحِ.. رحلةٌ بدأت منذ أربعينَ عامًا
صراحة نيوز- بقلم: عاطف أبو حجر
في حياةِ كلِّ إنسانٍ ناجح، يقفُ في الطريقِ صوتٌ خافتٌ يحاولُ أن يُطفئَ وهجَ الحلمِ.
البعضُ لا يتحمّلُ أن يرى غيرَه يلمع، لا لأنَّ النورَ يؤذيه، بل لأنه لا يملكُ من الشغفِ ما يجعله يشع.
أنا بالعادة لا أقرأُ التعليقاتِ، لا تعاليًا، ولا تجاهلًا، بل لأنني أعرفُ كيف يمكنُ لحرفٍ أن يسحبكَ إلى متاهةِ الردودِ والندمِ وسين وجيم، وأحيانًا قد تصل الامور بك لتقدم شكوى للجرائم الألكترونية…
منذ أربعينَ عامًا، نشرتُ أول مقالٍ لي في جريدةِ الرأي الأردنيةِ.
كان المقالُ بعنوان: “أعداءُ النجاح”.
كتبتُ عن أناسٍ لا يبتسمون إلا إذا تعثّرت خطواتُ غيرهم، وعن قلوبٍ تفرحُ بالفشل كما يفرحُ العاشقُ بلقاءٍ مفاجئ.
واليوم، بعد أربعة عقود، ما زال المقالُ حيًا… ليس على الورقِ، بل في الواقعِ.
لأن أعداء النجاحِ لا يموتون، هم فقط يتبدّلون، يتطوّرون، ويجدون طرقًا أكثر حداثة للغضبِ من فرحكَ، والشكِّ في نجاحك، والتقليلِ من كلِّ ما تفعلُ.
أنا وكما أَشَرْتُ لا أقرأُ التعليقاتِ، لا لأنني أتعالى، بل لأنني أدركُ أن الانشغالَ بالكلماتِ الجارحةِ يجعلنا نفقدُ التركيزَ على ما هو أهمّ: الاستمرارُ.
لكن أحيانًا، يمرُّ تعليقٌ كريشةٍ ناعمةٍ على جدارِ الروحِ، لا تؤذي، بل تلامس، وتضحك، وتذكّرُ أن بعضَ الأرواحِ ما زالت بيضاءَ.
أحدهم كتبَ لي تعليقًا فيه من البراءةِ ما يُربكُ القلبَ:
“من متى عاطف أبو حجر بيكتب مقالات؟”
سؤالٌ بسيطٌ، لكنه بعمقِ صفاء نيةٍ مغطّسةٍ “بقطرميز” دبس بندورة بعل، ومحبةٌ تفوق محبتي لمفركة البطاطا بالبيض البلدي.
أحببتُ هذا السؤالَ لأنه لم يُطرح استخفافًا، بل من قلبٍ يتساءلُ فعلاً، ويتابعُ فعلاً، وربما يحبُّ فعلاً.
الجواب بسيطٌ جدًّا: أنا أكتبُ من أيامٍ ما كنتَ أنتَ مشروع طفل”، وأنت بقراءتك الآن تكتبُ صفحةً من عمري أيضًا، فشكرًا لك.
أعداءُ النجاحِ كُثرٌ، لكن الجميلَ في الطريقِ أنّه لا ينتظرُ أحدًا.
إما أن تمشي وتصل، أو تقف وتراقب الواصلين.
وأنا اخترتُ منذ البداية أن أمشي، حتى لو سارَ بجانبي الشكّ، وركض خلفي الحسد، وجلست في طريقي الشائعات.
لكنني أؤمنُ أن من يعرف وجهته، لا تهمّه وجوهُ الواقفين على الأرصفةِ.
وبالختام، ورغم أنني لا أحبذ الحديثَ عن نفسي، إلا أنني مضطر أن أهديكم هذه الصورة المعبرة لمكتبتي الصغيرة، التي أعتزّ بها كثيرًا.
تضم هذه الزاوية المتواضعة مجلدات تحتوي على مئات المقالات التي نشرتها في الصحف الأردنية خلال السنوات الماضية، إلى جانب مجموعة من شهادات التكريم والدروع، مَخْلُوطَةٌ بِنَشْوَةِ النَّجاحِ وَنَكْهَةِ الفَرَحِ، التي رافقت كل سطرٍ وكل تجربة.
إنها ليست مجرد مكتبة، بل مرآة لمسيرة طويلة من الشغف بالكلمة والإيمان بقوة الحرف.