هل السحر يخرب البيوت ويؤذي؟.. احذر الخوف منه لـ3 أسباب
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
لاشك أن ما يطرح السؤال عن هل السحر يخرب البيوت ويؤذي ؟ هو خوف وقلق الكثيرين ووجود ضعاف النفوس والإيمان الذين يلجأون إلى أعمال السحر ، وحيث إن حفظ استقرار الأسر له أهمية كبيرة على المجتمع بل والأمة بأسرها، من هنا ينبغي الوقوف على حقيقة هل السحر يخرب البيوت ويؤذي ؟.
. اعرف الحقيقةهل السحر يخرب البيوت
قال الشيخ رمضان عبدالمعز، الداعية الإسلامي، إن عبادة التسليم والتفويض لله عز وجل هي من أعظم أنواع العبادة التي يجب على المسلم أن يتحلى بها، حيث أمرنا الله في القرآن الكريم في سورة الأنعام، الآية 71، أن نُسلم أمورنا لله ونستسلم له في كل ما يقدره لنا.
وأوضح “ عبد المعز ” في إجابته عن سؤال: هل السحر يخرب البيوت ويؤذي ؟، أن التسليم الكامل لله هو جوهر الإيمان، وأن المؤمن لا يكون مؤمناً حتى يقبل حكم الله تعالى في كل شيء.
واستشهد بما ورد في سورة النساء في قوله تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الآية 65.
وأكد أن هذا التسليم يجب أن يكون مطلقًا، حيث نؤمن بأن كل ما يقدره الله لنا سواء كان خيرًا أو شرًا هو في مصلحتنا، وأنه لا يوجد ما هو أفضل لنا من إرادة الله.
وأضاف: حتى ما يمنعنا الله من الحصول عليه يجب أن نؤمن بأنه خير لنا، فالله تبارك وتعالى رحيم ورؤوف، كما قال في كتابه الكريم: ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) الآية 155 من سورة الأعراف.
ونبه إلى أنه بالتالي لا يجب أن نيأس من رحمة الله، فالذين ييأسون من رحمة الله هم القوم الكافرون، منوهًا بأن أعظم الناس وأغناهم هو من يملك الإيمان بالله عز وجل وبالقضاء والقدر، ويعتمد على تسليم قلبه لله في كل أمر من أمور الحياة.
وأشار إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا هذا حين قال: 'واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك".
ولفت إلى أن بعض الناس قد يشعرون بالقلق من تأثير السحر، وهو ما تحدثت عنه سورة البقرة، حيث قال الله تعالى: ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّه) الآية 102 من سورة البقرة.
وأردف: معتبراً أن السحر يمكن أن يؤدي إلى تدمير العلاقات والأسر، ولكن يجب أن يعلم الجميع أن ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله، موضحًا أن لا أحد يستطيع أن يضرنا أو ينفعنا إلا بما كتبه الله لنا.
وأفاد في النهاية، بأنه لا يجب على المؤمن أن يخاف مما يقدر الله له، لأن أقصى ما يمكن أن يفعله الناس هو تنفيذ إرادة الله فينا، والله تعالى هو المولى والقادر على كل شيء".
حقيقة السحرتعدّدت آراء العلماء عن حقيقة السحر والأصح في ذلك أنّ السحر حقيقة، قال الإمام المازري: "مذهب أهل السنة وجمهور علماء الأمة على إثبات السحر، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة خلافًا لمن أنكر ذلك"، والأدلة على ذلك كثيرة منها: قوله -تعالى-: ﴿فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ﴾، و قال -تعالى- عن سحرة فرعون: ﴿وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ﴾، وأمر الله -تعالى- بالاستعاذة من السحرة فقال: ﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾.
علاج السحروأفاد الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- سحره لبيد بن الأعصم من يهود زريق، وكان أثر السحر إنه يشعر بالإرهاق، وكان يشعر إنه صلى وهو لم يصل، فالله سبحانه وتعالى أنزل على سيدنا النبي محمد، الفاتحة والمعوذتين، وسورة الإخلاص، وآية الكرسي".
ولفت إلى أن سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول إن الشيطان يجرى في البنى آدم مجرى الدم، فضيقوا عليه مجاريه بالجوع، يعنى لما تصوم لا يستطيع يجرى في الدم، والأقوى قراءة المعوذتين والفاتحة وسورة الإخلاص، وآية الكرسي، وهذا الحل وليس الذهاب للدجالين، يبقى عليها بالصلاة والدعاء وأذكار الصباح والمساء، حتى يذهب عنها كل هذا".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علاج السحر حقيقة السحر هل السحر المزيد المزيد إلى أن یجب أن
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: اصبر على طلب الحق وتمسك به ولو كنت وحدك
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك إن (طلب الحق غربة) يعني أكثر الناس يطلبون الباطل، فإذا طلب واحد من الناس الحق كان كأنه غريب وسط الناس، ولكن النبي - ﷺ - يقول: (فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ).
واضاف: إذًا فلابد من الصبر على الحق، ولو كنت وحدك.. ويقول ﷺ : (عُرِضت عليَّ الأممُ، فجعل يَمرُّ النبيُّ - يعني نبي من الأنبياء- معه الرجُلُ، والنبيُّ معه الرَّجلان، والنبي معهُ الرَّهطُ، والنبي ليسَ معهُ أحد) ، وإنما يعرف الحق بالحق، ولا يعرف الحق بالرجال، إنما تعرف الرجال بالحق.
وأشار إلى أن النبي - ﷺ - أمرك بأن تتمسك بالحق حتى ولو كنت وحدك، وأن تتمسك بالعمل، قال الحسن رضي الله عنه: (وإن أناسا قد غرهم بالله الغرور وقالوا إنما نحسن الظن بالله وكذبوا؛ لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل).
المقياس في معرفة الحق والباطل
أوضح العلماء بالأزهر الشريف، إن هناك نوعا آخر من الخلط واللبس يكون في المجتمع، وينتج من تداخل أهل الحق وأهل الباطل فيختلط هؤلاء بأولئك فيصعب تميزهم.
تداخل أهل الحق وأهل الباطل
وتابع علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: يحتاج المؤمن في هذا النوع من الاختلاط بين أهل الحق وأهل الباطل لنوع آخر من التمييز، ولذا أمر الله الناس أن يطلبوا منه هداية طريق أهل الحق، والبعد عن طريق أهل الباطل، قال تعالى : ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ [الفاتحة :7].
وأكمل: إلا أن المقياس في معرفة الحق والباطل يعود إلى الأفكار والآراء لا إلى الأشخاص، فالرجال تعرف بالحق ولا يعرف الحق بالرجال، والحق المطلق هو الله سبحانه وتعالى، ونعرفه بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فهما مقياس معرفة الحق والباطل، فلا توجد عصمة لأحد غير الأنبياء لأنهم مبلغين عن ربهم، أما غير الأنبياء فأقوالهم وآراءهم واجتهادهم يخضع للتقييم بمعايير النص الشرعي.
وأردف: فالفرقان هو البينة من الله للتفريق بين الحق والباطل، وبين أهل الحق والباطل، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم به يعرف الحق من الباطل أمره ربه سبحانه وتعالى أن يخبرنا بأنه على بينة منه سبحانه وتعالى، فقال تعالى : ﴿قُلْ إِنِّى عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّى وَكَذَّبْتُم بِهِ﴾ [الأنعام :57]. كما أن كتاب ربنا هو مقياس لمعرفة الحق كذلك سماه ربنا بينة كذلك، فقال تعالى : ﴿فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ﴾ [الأنعام :157].
وشدد: قد يضل الناس ويرون الباطل حقا، وتأبى عقولهم الاستجابة لأمر الله، في هذه الحالة يأمر الله الأنبياء بأن يعلموا الناس أنهم على بينة ويتركوا لهم حرية الرأي والعقيدة، كما أخبر سبحانه عن نوح عليه السلام حيث قال تعالى : ﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّى وَآتَانِى رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ﴾ [هود :28].
واوضح قد ذكر ربنا عن قوم هود ذلك فقال تعالى : ﴿قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِى آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [هود :53] إلى أن قال لهم هود عليه السلام ما حكاه القرآن، في قوله تعالى : ﴿فَإِن تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّى قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّى عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ﴾ [هود :57].
وبين أنه من خصائص الفتنة أنها في بداية أمرها يشتد اختلاطها وفي نهاية أمرها تعرف وينتبه الإنسان لها، والمؤمن مأمور في الفتنة بالبعد عنها وعدم تزكيتها وعدم الدخول فيها، فالنجاة في الفرار من الفتن، وهذا مسلك الغرباء الذين أحب الناس إلى الله تعالى كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : «أحب شيء إلى الله تعالى الغرباء. قيل : ومن الغرباء ؟ قال : الفرارون بدينهم يبعثهم الله يوم القيامة مع عيسى بن مريم عليهما السلام» [رواه أبو نعيم في حلية الأولياء].
ويقول الإمام علي ناصحا الناس في الفتن : «كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب، ولا ضرع فيحلب» [نهج البلاغة].
وشدد أنه ليس معنى ذلك أن يعتزل المسلم المجتمع، وإنما معنى ذلك أن لا يعطي نفسه شيئا للفتنة ولا ينجر إليها ويستدرج فيها.