ما يحدث حول مدني يشبه ما كان يحدث حول سنجة قبل تحريرها. تقدم الجيش متواصل معروف وعلني والمليشيا لم يكن أمامها سوى الهروب أمام آلة الجيش أو الموت تحت أقدامها.
ليس هناك أي سر ولا خديعة؛ إمتحان مكشوف للمليشيا وستهزم فيه. تحرير سنار، ثم تحرير الجزيرة ثم الخرطوم وبعد ذلك (أو بالتزامن مع ذلك مثلما رأينا مع متحرك الصياد نحو أم روابة) الزحف غربا، كردفان ودارفور حتى حدود ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى.

في بداية الحرب وحتى وقت قريب ظهر وكأن المليشيا تتقدم على الجيش وتتفوق عليه، وأنها تملك خيارات وتكتيكات لا حصر لها، وأنها يمكن أن تفاجئ الناس في أي لحظة. ولكن الجيش استطاع في النهاية حصر المليشيا وحصر خياراتها؛ تبدو المليشيا الآن مكشوفة عديمة الحيلة لا تملك أي مفاجآت. خياراتها في التعامل مع زحف الجيش محدودة للغاية.

فقد أصبحت الحرب مكشوفة؛ سيتقدم الجيش ويحرر المدن والقرى الواحدة تلو الأخرى، ولا تملك المليشيا سوى تلقي الهزائم وتبريرها بالتدخل الخارجي أو بالانسحابات التكتيكية المضحكة.

بالنسبة للمليشيا فقدان المبادرة يعني الهزيمة وخسارة الحرب وما نراه الآن هو فقدان كامل للمبادرة من جهة المليشيا وسيطرة شبه كاملة من قبل الجيش على مجريات الحرب.
إذ يملك الجيش عدد كبير من محاور الهجوم بقوات مجهزة مستعدة للتقدم وضرب المليشيا في اللحظة المناسبة مثلما رأينا اليوم الفاو وفي سنار والجزيرة وحجر العسل وفي شمال كردفان وفي بحري. هذه ميزة لم تتوفر للمليشيا حتى حينما كانت في أوج قوتها لأنها كانت تعتمد على الفزع وتحشيد القوات والتسلل والمباغتة ولا تعتمد على محاور قتال صلبة ثابتة. الجيش عنده معسكرات ثابتة ومتحركات في محاور ثابتة ومنتشرة جغرافيا وفقا لخطة عسكرية ومستعدة منذ وقت طويل للتحرك في الزمن المناسب. المليشيا كانت عندما تريد أن تهجم أو تدافع تستخدم الشرطة العسكرية لجمع قواتها المنتشرة داخل البيوت!

نحن هنا أمام جيش كامل بكامل هيكله ووحداته وعتاده وعدته وتسليحه في مقابل مليشيا مفككة من اللصوص والمرتزقة والفزع القبلي وبلا قيادة.

كل الذي كانت تتطلبه هزيمة هذه المليشيا هو استعداد الجيش وشن هجوم أرضي واسع. ولقد انتظر الناس طويلا ولكن انتظارهم لم يكن بلا جدوى. فقد استعد الجيش طوال هذه الفترة بصبر ونفس طويل ونحن الآن نحصد النتائج.
وما النصر إلا من عند الله في النهاية.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: یحدث حول

إقرأ أيضاً:

هاكابي يشبه اعتذار إسرائيل لقطر بعملية اغتيال بن لادن.. تصريحات تزيد الجدل

أثار السفير الأمريكي لدى الاحتلال الإسرائيلي، مايك هاكابي، جدلا جديدا بعد ربطه بين المطالب الدولية الموجهة للاحتلال بالاعتذار عن هجومه على الدوحة مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، وبين العملية العسكرية الأمريكية التي أدت إلى اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2011. 

وقال هاكابي، في مكالمة فيديو استضافها متحف "أصدقاء صهيون"، إن "من يطالب إسرائيل بالاعتذار عن الهجوم على قطر، عليه أن يطالب الولايات المتحدة بالاعتذار عن تصفية بن لادن".

وأضاف هاكابي أن الناشط اليميني الأمريكي تشارلي كيرك، الذي قتل في الصيف الماضي، كان البعض يروج لروايات "معادية للسامية" تزعم أن إسرائيل اغتالته بعدما نأى بنفسه عنها، ولكنه كان "محبا لإسرائيل" ويسعى ليصبح سفيرا لبلاده فيها، قبل أن يلقى مصرعه في ظروف أثارت جدلا واسعا.

تفاصيل مكالمة الاعتذار الثلاثية
وكان البيت الأبيض قد كشف في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي٬ أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قدم اعتذارا رسميا لقطر على الهجوم الذي استهدف الدوحة مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي٬ وذلك خلال مكالمة هاتفية جمعت نتنياهو والرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

ووفق البيان الأمريكي، فإن نتنياهو أعرب عن "أسفه العميق" لأن الضربة الصاروخية الإسرائيلية التي استهدفت "أهدافا لحركة حماس في قطر" أدت إلى مقتل جندي قطري "عن غير قصد"، مؤكدا أن الهجوم كان "انتهاكا للسيادة القطرية".

وشدد نتنياهو، بحسب البيان نفسه، على أن تل أبيب "لن تشن هجوما مشابها في المستقبل"، متعهدا بأن حادثة 9 أيلول/ سبتمبر "لن تتكرر".

وجاء الاعتذار في أعقاب الهجوم الذي أسفر عن مقتل مواطن قطري، بينما أعلنت حركة "حماس" نجاة وفدها المفاوض، بقيادة رئيسها في غزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال التي أدت إلى مقتل مدير مكتبه جهاد لبد ونجله همام، وثلاثة من مرافقيه.


قطر ترحب بالاعتذار
وقال البيان القطري، الصادر عقب المكالمة الثلاثية، إن نتنياهو "قدم اعتذاره عن الهجوم وانتهاك السيادة القطرية"، مرحبا بالضمانات التي قدمتها واشنطن وتل أبيب بشأن "عدم تكرار الاعتداءات".

وأكد رئيس الوزراء القطري، خلال الاتصال ذاته، "رفض الدوحة التام والقاطع للمساس بسيادتها تحت أي ظرف"، مشددًا في الوقت ذاته على استعداد بلاده لمواصلة الجهود الدبلوماسية لدعم الأمن والاستقرار الإقليمي، والمساهمة في التوصل إلى نهاية للحرب في قطاع غزة ضمن مبادرة ترامب المطروحة.

وكانت قطر قد أعلنت وقف وساطتها في مفاوضات وقف إطلاق النار بعد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، مؤكدة احتفاظها "بحق الرد" على العدوان الذي أدى إلى مقتل عنصر أمن قطري. وأثار الهجوم إدانات عربية ودولية واسعة، مع تحذيرات من خطورة انتهاك السيادة القطرية وتداعيات ذلك على الأعراف والقانون الدولي.

إشارة هاكابي إلى عملية اغتيال بن لادن
تصريحات السفير الأمريكي بشأن "الاعتذار" أعادت إلى الواجهة تفاصيل عملية اغتيال أسامة بن لادن، التي وقعت فجر الثاني من أيار/مايو 2011 في مدينة أبوت آباد قرب إسلام أباد، بعد عملية نفذتها قوات "السيلز" الأمريكية واستغرقت نحو 40 دقيقة.

وكانت القوات الأمريكية، بإشراف مباشر من وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، قد اقتحمت المجمع السكني الذي كان بن لادن يقيم فيه مع أفراد عائلته، في عملية انتهت بقتله برصاصة في الرأس، بعد اشتباك بين عناصر القاعدة والقوة المهاجمة، التي فقدت إحدى مروحياتها خلال المداهمة.

مقالات مشابهة

  • ترامب يشبه الغزو الروسي لأوكرانيا بـمعجزة هوكي 1980
  • البنتاغون: مقتل جنديين من الجيش الأمريكي ومترجم مدني في سوريا
  • تعرضت مستشفي الشرطة سنجة للتدمير الممنهج بجميع بنياتها التحتية وحرق وإتلاف ونهب الأجهزة والمعدات الطبية
  • وزير الحرب الأمريكي: نعيد هيكلة الجيش لضمان الاستعداد لأي صراع
  • ما هي صيغة دعاء سجود السهو؟.. كلمات ثابتة عن النبي لا تغفل عنها
  • ترامب: غزو أوكرانيا يشبه فوز أمريكا في مباراة الهوكي معجزة على الجليد
  • شاهد بالفيديو.. آخر ظهور لفنان “الدعامة” إبراهيم إدريس يظهر وهو يحتفل وسط جنود المليشيا قبل أيام قليلة من إغتياله
  • هاكابي يشبه اعتذار إسرائيل لقطر بعملية اغتيال بن لادن.. تصريحات تزيد الجدل
  • القوات الروسية ترفع العلم في مدينة سيفيرسك بعد تحريرها
  • الجيش الإيراني يزيح الستار عن منظومة الحرب الإلكترونية “صياد 4”