عربي21:
2025-12-11@16:21:55 GMT

مع ترامب مرّة أخرى

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

كيف يُقرأ الوضع في المنطقة العربية الإسلامية، منذ عملية طوفان الأقصى، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حتى اليوم؟ وكيف يُقرأ الوضع الراهن، لا سيما مع مجيء دونالد ترامب، ليقود هو وفريقه الولايات المتحدة الأمريكية واستراتيجيتها، وسياساتها في المنطقة العربية الإسلامية (البلاد العربية وإيران وتركيا والقضية الفلسطينية) للمرحلة القادمة؟

اندلعت حرب في قطاع غزة، قادها نتنياهو وبايدن، على مدى ثلاثة عشر شهرا، ولم تزل مستمرة، ضد المقاومة والشعب في قطاع غزة، ثم اندلعت حرب ثانية ضد حزب الله في لبنان، ولنقل من أيلول/ سبتمبر 2024، وانخرطت مباشرة، وغير مباشر في الحربين، كل من إيران واليمن والمقاومة في العراق.



وانشدّت أغلب دول العالم الأخرى، لتحدّد مواقف متفاوتة من الحربين، إلى جانب رأي عام نشط وواسع عالمي، خصوصا فيما يجري وجرى من حرب إبادة وجرائم، ومن قتل جماعي للمدنيين، ومن تدمير شبه شامل للمعمار والبنى التحتية، وذلك من قِبَل كل من نتنياهو وبايدن وشركائهما.

سيتولى دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية، ليرث ويواصل الدور الأمريكي القيادي، في ما شنه الكيان الصهيوني من حربين عدوانيتين على قطاع غزة ولبنان، فضلا عن حربيّ الإبادة البشرية في غزة ولبنان، خصوصا في قطاع غزة، ممتدة إلى الضفة الغربية، بإشارات لا تخطئ في نوعها الإجرامي
والحربان ما زالتا مستمرتين، في توازن شبه استراتيجي من حيث عدم الحسم من جهة، وبتفوّق عسكري تكتيكي ميداني من جهة أخرى، في مصلحة كل من المقاومتين في غزة ولبنان، فضلا عن التفوّق السياسي والأخلاقي بصورة حاسمة في مصلحة المقاومتين، وذلك في مقابل انغماس جبهة الكيان الصهيوني وأمريكا والغرب في حرب إبادة؛ خارجة عن كل القوانين الدولية والقِيَم الإنسانية والأخلاقية، وما ستجره عليهما من سلبيات مدمّرة.

ضمن هذه المعادلة في الصراع، وفي الحربين، سيتولى دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية، ليرث ويواصل الدور الأمريكي القيادي، في ما شنه الكيان الصهيوني من حربين عدوانيتين على قطاع غزة ولبنان، فضلا عن حربيّ الإبادة البشرية في غزة ولبنان، خصوصا في قطاع غزة، ممتدة إلى الضفة الغربية، بإشارات لا تخطئ في نوعها الإجرامي.

هنا تبرز وجهتا نظر عبّر عنهما عدد من المحللين: الأولى ترى أن الغلبة كانت في مصلحة نتنياهو وبايدن، وسيأتي ترامب ليكرسّ ذلك، ويعيد تشكيل الوضع في "الشرق الأوسط"، كما يريد نتنياهو وفريقه الذي يتسّم بأعلى درجات التطرف الصهيوني.

أما وجهة النظر الأخرى، فترى أن الغلبة كانت للمقاومتين في غزة ولبنان، وأن دونالد ترامب وفريقه ورثا ضعفا محددا في الكيان الصهيوني، ميدانيا وعسكريا وسياسيا، كما الإرباك في داخل أمريكا. وسيواجهان مشاكل ومعضلات أكبر من قدرتهما، مما يرشح ترامب لانتكاسات وفشل، بل لا بد من إفشاله من جانب المقاومة، ومناهضي الكيان الصهيوني وأمريكا، كما من جانب الدول التي سيحاول ترامب إذلالها، خصوصا عربيا وإسلاميا، فضلا عما سينشأ من صراع أمريكي حاد، مع كل من الصين وروسيا، وربما أوروبا، ودول أخرى في العالم.

هذه النظرة الثانية، ترفض ما راح يُهوّل من توقعات تعتبر أمريكا والكيان الصهيوني سيكتسحان الوضع ويعيدان رسم خريطة "الشرق الأوسط". وذلك دون أي إشارة إلى توفر موازين قوى تسمح بذلك، أو وجود قوى يمكنها أن تقف في وجههما ناهيك عن إفشالهما. فلا ترامب، ولا أمريكا، ولا أي طرف سياسي أو عسكري يستطيع أن يعيد رسم خرائط منطقتنا، أو أية منطقة في العالم، ما لم يملك القوّة والتفوّق في موازين القوى، وبمستوى يسمح بإلغاء ما يمكن أن ينشأ من معارضة ومقاومة.

لا ترامب، ولا أمريكا ولا أي طرف سياسي أو عسكري يستطيع أن يعيد رسم خرائط منطقتنا، أو أية منطقة في العالم، ما لم يملك القوّة والتفوّق في موازين القوى، وبمستوى يسمح بإلغاء ما يمكن أن ينشأ من معارضة ومقاومة
هذه النظرة لا تأخذ بعين الاعتبار أن جيش الكيان الصهيوني، ومن ورائه الدعم الدولي الأمريكي، لم يستطيعا طوال أكثر من ثلاثة عشر شهرا أن يهزما المقاومة في غزة، ولم يستطيعا أن يهزما المقاومة في لبنان.

ثم لم تلحظ هذه النظرة ما أورثه بايدن لترامب من أزمة داخلية، تواصلا مع صراعه في عهده السابق ضد الدولة العميقة، وما سيواجهه من صراع معها في المرحلة القادمة، رئيسا لأمريكا.

كما لم تلحظ ما سيواجهه من تناقض مع الصين، التي أصبحت على مشارف احتلال موقع الدولة الكبرى رقم 1 محل أمريكا، مما يشكل كارثة للغرب كله، وسيطرته على العالم، الأمر الذي سيربك إعطاء الأولوية لدعم الكيان الصهيوني، على حساب الخطر الأكبر الذي يتهدد أمريكا.

إن تدقيقا بالعوامل المضادة لترامب، كما أشير إليها أعلاه، تؤكد بأن ترامب غير قادر على تحقيق ما هو متوقع من أهدافه في سنواته الأربع القادمة، رئيسا لأمريكا.

أما تهديد ترامب بما لا تحمد عقباه، ما لم يطلق الأسرى في غزة، فيدلّ على جهلٍ بمن يهدّدهم (مجربون 14 شهرا) ويدلّ على تفريط بحياة الأسرى، بالضرورة، مع الذي "لا تحمد عقباه".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب غزة المقاومة إسرائيل امريكا غزة المقاومة ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونی فی غزة ولبنان دونالد ترامب فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

“الإعلامي الحكومي” بغزة : العدو الصهيوني يواصل خروقاته لوقف إطلاق النار

الثورة نت/وكالات أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن العدو “الإسرائيلي”، منذ دخول قرار وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي وحتى مساء أمس الاثنين (لمدة 60 يوماً)واصل ارتكاب خروقات جسيمة ومنهجية للاتفاق، بما يمثل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي الإنساني، وتقويضاً متعمداً لجوهر وقف إطلاق النار ولبنود البروتوكول الإنساني الملحق به. وقال المكتب في بيان،اليوم الثلاثاء :”خلال هذه الفترة، رصدت الجهات الحكومية المختصة 738 خرقاً للاتفاق، جاءت تفاصيلها على النحو التالي:205 جريمة إطلاق نار مباشرة ضد المدنيين،37 جريمة توغّل للآليات العسكرية داخل المناطق السكنية،358 جريمة قصف واستهداف لمواطنين عُزّل ومنازلهم،138 جريمة نسف وتدمير لمنازل ومؤسسات وبنايات مدنية”. وأضاف أن هذه الانتهاكات الممنهجة أسفرت عن استشهاد 386 مواطناً، وإصابة 980 آخرين، إلى جانب 43 حالة اعتقال غير قانوني نفّذتها قوات العدو “الإسرائيلي”. وفي الجانب الإنساني، أكد المكتب أن العدو واصل تنصّله من التزاماته الواردة في الاتفاق وفي البروتوكول الإنساني، إذ لم يلتزم بالحدّ الأدنى من كميات المساعدات المتفق عليها، حيث لم يدخل إلى قطاع غزة خلال 60 يوماً سوى 13,511 شاحنة من أصل 36,000 شاحنة يفترض إدخالها، بمتوسط يومي 226 شاحنة فقط من أصل 600 شاحنة مقررة يومياً، أي بنسبة التزام لا تتجاوز 38%. وقد أدى هذا الإخلال الجسيم إلى استمرار نقص الغذاء والدواء والماء والوقود، وتعميق مستوى الأزمة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة. وأشار المكتب إلى أن شحنات الوقود الواردة إلى قطاع غزة بلغت خلال الفترة ذاتها 315 شاحنة فقط من أصل 3,000 شاحنة وقود يفترض دخولها، بمتوسط 5 شاحنات يومياً من أصل 50 شاحنة مخصصة وفق الاتفاق، ما يعني أن العدو قد التزم بنسبة 10% فقط من الكميات المتفق عليها بخصوص الوقود، وهو ما يُبقي المستشفيات والمخابز ومحطات المياه والصرف الصحي في وضع شبه متوقف، ويفاقم المعاناة اليومية للسكان المدنيين. كما أكد أن استمرار هذه الخروقات والانتهاكات يُعدّ التفافاً خطيراً على وقف إطلاق النار، ومحاولة لفرض معادلة إنسانية تقوم على الإخضاع والتجويع والابتزاز، محملا العدو المسؤولية الكاملة عن التدهور المستمر في الوضع الإنساني، وعن الأرواح التي أُزهقت والممتلكات التي دُمّرت خلال فترة يفترض فيها أن يسود وقف كامل ومستدام لإطلاق النار. ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والرئيس ترامب والجهات الراعية للاتفاق الوسطاء والضامنون؛ إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، وإلزام العدو “الإسرائيلي” بتنفيذ التزاماته كاملة دون انتقاص، وضمان حماية المدنيين، وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية والوقود وفق ما نصّ عليه الاتفاق، وبما يمكّن من معالجة الكارثة المستمرة في قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • “حماس” تدين بشدة قرار حكومة بوليفيا استعادة علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني
  • الخارجية الأمريكية: روبيو بحث مع نظيره الإسرائيلي الوضع في سوريا ولبنان
  • عُمان صديقة العالم أجمع
  • جيسون بيتمان يُدلي بتعليق نادر حول شقيقته جاستين بيتمان
  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة
  • هل يتسبب ترامب في جعل أفريقيا عظيمة مرة أخرى دون أن يدري؟
  • مصطفى بكري يهاجم ساويرس بعد زيارته الكيان الصهيوني: لقاء القتلة الملوثة أيديهم بالدم «عار وفضيحة»
  • “الإعلامي الحكومي” بغزة : العدو الصهيوني يواصل خروقاته لوقف إطلاق النار
  • ترامب يوافق على شحن رقائق “إنفيديا” إلى الصين بشروط
  • من السيطرة المطلقة إلى القلق.. تحولات في تعامل الكيان الصهيوني مع الأمن السيبراني