الشعور بصعوبة البلع أثناء تناول الطعام.. أسباب طبية تتطلب التدخل السريع
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
صعوبة البلع أثناء تناول الطعام مشكلة شائعة يواجهها العديد من الأشخاص، وغالبًا ما تحدث نتيجة الأكل بسرعة أو عدم مضغ الطعام جيدا، ما يؤدي إلى الشعور بالألم أثناء البلع، وقد تتفاقم هذه الحالة لتسبب مضاعفات خطيرة، مثل الاختناق.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على أسباب صعوبة البلع أثناء الوجبات وطرق التعامل معها.
تُعد صعوبة البلع حالة طبية تعيق قدرة الشخص على تناول الطعام أو السوائل بسهولة، وترتبط بعدة أسباب طبية، أبرزها اضطرابات المريء، مثل التهاب المريء أو مشكلات في حركته، إضافة إلى تضيق المريء الناتج عن مرض الأكاليزيا «لا ارتخاء»، حيث تعجز عضلة القلب عن الارتخاء.
كما قد تتسبب بعض الأورام في إعاقة مرور الطعام، جاء ذلك وفقًا لتصريحات الدكتورة عبير عوض، أستاذ الباطنة والجهاز الهضمي والكبد بكلية طب قصر العيني، خلال حديثها لـ«الوطن».
أكدت «عوض» أن مشاكل العضلات المسؤولة عن حركة الطعام، مثل ضعفها أو مشاكل في التنسيق العصبي، تلعب دورًا مهمًا في حدوث هذه الحالة، مشيرا إلى أن بعض الحالات العصبية، مثل السكتات الدماغية أو مرض باركنسون، قد تؤثر على قدرة الشخص على بلع الطعام بشكل طبيعي، كما أن الأمراض المعدية، مثل فيروس الهربس أو التسمم الغذائي، قد تؤدي إلى التهاب في الحلق يصعب معه البلع.
نصحت أستاذ الباطنة الجهاز الهضمي والكبد، بضرورة استشارة الطبيب المختص فور ملاحظة أي صعوبة في البلع، مؤكدة على أهمية التشخيص المبكر لعلاج الأسباب المحتملة والتي قد تشمل التوسيع بالبالون أو العلاج باستخدام المنظار وهي أحدث تقنية لعلاج صعوبة البلع تعرف بتقنية «مناظير الفراغ الثالث».
مناظير الفراغ الثالث تلعب دورًا مهما في علاج مرض «الأكاليزيا»، وهو اضطراب في حركة المريء يؤدي إلى صعوبة بلع الطعام، حيث الأكاليزيا يحدث عندما لا يتمكن المريء من التحرك بشكل طبيعي بسبب خلل في الأعصاب المسؤولة عن حركته، مما يؤدي إلى عدم استرخاء العضلة العاصرة السفلية للمريء بشكل مناسب، وبالتالي تراكم الطعام في المريء وصعوبة البلع.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: صعوبة البلع مشاكل العضلات السكتات الدماغية بلع الطعام الطعام المرئ
إقرأ أيضاً:
قمة شرم الشيخ وأهمية دعم السلام المستدام في المنطقة
اتجاهات مستقبلية
في خطوة عدّها كثيرون مهمة نحو إنهاء الحرب في غزة وإحلال السلام في المنطقة، عُقد بعد ظهر يوم الإثنين الموافق 13 أكتوبر 2025 اجتماع دولي بمدينة شرم الشيخ المصرية، باسم “قمة شرم الشيخ للسلام”، برئاسة مشتركة مصرية أمريكية، وبمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة، بهدف إنهاء الحرب في قطاع غزة، التي خلفت أكثر من 67 ألف قتيل فلسطيني، ثلثهم من الأطفال، وأكثر من 1665 قتيلًا إسرائيليًّا وأجنبيًّا، إلى جانب آلاف الجرحى والمهجّرين، وتكلفة إعادة إعمار متوقعة للقطاع تقدر بنحو 52 مليار دولار، وهدفت القمة أيضًا إلى تعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي. وقد شهدت القمة حضورًا عالميًّا، واعتذارًا إيرانيًّا لرفضها التعامل مع من هاجموا الشعب الإيراني، ويواصلون “التهديد بفرض العقوبات” وذلك وفقًا لما جاء بمنشور لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على منصة “إكس”.
ولعل هذه القمة وملابساتها دفعت كثيرين للتعويل عليها لتضمن تحقيق المراحل التالية من اتفاق غزة في سبيل استدامة وقف إطلاق النار، ومن ثم محاولة بناء سلام مستدام، وليس فقط ضمان تحقيق مرحلته الأولى المتصلة بتبادل الأسرى ونفاد المساعدات الإنسانية.
وانطلاقًا من ذلك يُثار التساؤل عن أهمية دعم السلام المستدام في المنطقة، وكُلفته، خاصة في ظل عدم الحسم الجلي لاتفاق غزة، في عدد من القضايا التي تهدد استدامة أي مقترحات للسلام في المنطقة، ما يُصيب مثل تلك الجهود والمقترحات بالهشاشة؛ إذ لم تعالج بعمق أسباب تهديد السلام والأمن في الإقليم.
لقد ظل السلام في الشرق الأوسط حلمًا معلقًا ومكررًا في خطابات القادة ومشروعات التنمية، بيد أنه لم يتحقق بشكل دائم ومستدام حتى تاريخه؛ لأن الجميع يريدون السلام دون أن يدفع ثمنه الحقيقي، فالسلام المستدام ليس إعلانًا سياسيًّا أو اتفاقًا شكليًّا، بل عملية مستمرة تتطلب تنازلات وشجاعة ومسؤولية جماعية، وليست حلولًا منفردة أو عرضية لمسببات التهديد. إذ لا تتوقف كُلفة السلام عند حدوده المادية أو المباشرة فقط، بل تتطلب تحولات فكرية ومؤسسية عميقة، تتجاوز منطق الهيمنة والثأر والإقصاء والإرهاب، كما تتطلب إعادة صياغة السياسات التعليمية والإعلامية والدينية لتأسيس ثقافة قبول الآخر. فكل محاولة لفرض النفوذ عبر الإرهاب أو التخويف، سواء من دولة أو جماعة، أو تنظيم، تُعيد المنطقة برمتها إلى نقطة الصفر، فالتوازن القائم على الخوف لا يصنع سلامًا، بل هدنة مؤقتة بانتظار انفجار جديد أشد وطأة من سابقه.
في النهاية إن السلام الحقيقي يجب أن يتحمل فيه الجميع نصيبه من التكلفة، سواء بالتنازل عن خطاب الكراهية، أو المشاركة في الحوار، أو بدعم التنمية بدل التحريض والتهديد. فاستدامة السلام في الشرق الأوسط إنما هو ثمرة شجاعة جماعية، واستثمار طويل المدى في بناء الثقة والمصالح المشتركة والتفاهم والتعايش الجماعي، فكما أن الحرب لها ثمن، فإن السلام أيضًا له ثمن، بيد أنه الثمن الوحيد الذي يستحق الدفع.