بلها عن زيارة صالح لروما: محاولة لكسر احتكار طرابلس للعلاقات الخارجية
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
ليبيا – عدّ رئيس حزب تكنوقراط ليبيا، أشرف بلها، زيارة رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، إلى روما جزءاً من الجهود الدبلوماسية التي تهدف إلى تعزيز التنسيق والتقارب مع الدول المؤثرة في المشهد الليبي. وأوضح بلها أن هذه الزيارات، بما فيها زيارة روما وغيرها من العواصم التي زارها صالح خلال العام الحالي، ليست موجهة لمنافسة أو تفكيك التحالفات القائمة مع حكومة عبد الحميد الدبيبة، بل تسعى إلى بناء علاقات سياسية ودبلوماسية مشابهة بين الدول الفاعلة والشرق الليبي.
وأشار بلها، في تصريحات خاصة لصحيفة “الشرق الأوسط“، إلى أن هذه السياسة التي ينتهجها صالح تمثل محاولة لكسر احتكار حكومة طرابلس للعلاقات الخارجية لليبيا، على الرغم من أنه من المستبعد أن تحقق نتائج كبيرة في فترة قصيرة. كما لفت إلى أن الجانب الإيطالي يولي أهمية بالغة لاستثماراته في قطاعي النفط والغاز، وخاصة في مجمع مليته الواقع في المنطقة الغربية، والذي يضخ الغاز الليبي إلى إيطاليا عبر خط “غرين ستريم”. وبالتالي، فإن هذه الزيارة قد تشكل ضغطاً وهاجساً على حكومة الدبيبة.
التساؤلات حول مفهوم الحكومة الموحدةوفي ختام تصريحاته، أشار بلها إلى أن البعثة الأممية بدأت بتوظيف مصطلح “حكومة موحدة” دون تقديم تعريف واضح لها. وتساءل عمّا إذا كانت ستكون حكومة جديدة مصغرة تضم وزراء من الشرق والغرب، أم أنها ستشهد دمج الحكومتين الحاليتين، وهما حكومة الدبيبة وحكومة حماد.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
الدبيبة يدعو إلى إجراء انتخابات مباشرة.. رفض تمديد المرحلة الانتقالية
أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، الثلاثاء، أن رؤية حكومته تقوم على إنهاء المراحل الانتقالية عبر التوجه المباشر نحو الانتخابات، رافضًا أي محاولة لخلق فترات انتقالية جديدة.
وأوضح الدبيبة، خلال لقائه في طرابلس عددًا من أعضاء المجلس الأعلى للدولة (نيابي استشاري)، أن "التمديد (لمؤسسات قائمة) من خلال خلق مراحل انتقالية جديدة لا شرعية له ولا يمثل إرادة الليبيين"، مشددًا على أن "استفتاء الشعب الليبي على المسار المطلوب هو أداة مهمة لتجاوز حالة التقاعس من قبل رئاسة مجلس النواب، وما ترتب عليها من تعطيل متعمد لمسار الانتخابات".
ويأمل الليبيون أن تؤدي الانتخابات، التي طال انتظارها، إلى إنهاء الصراعات السياسية والمسلحة المتواصلة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي (1969–2011).
أمنيًا، تطرق اللقاء بين الدبيبة وأعضاء المجلس الأعلى للدولة إلى مستجدات الوضع الأمني ومسار توحيد المؤسسات، حيث شدد رئيس الحكومة على "استمرار جهود الدولة في إنهاء مظاهر التسلح خارج إطارها، وتعزيز دور مؤسسات الجيش والشرطة في حفظ الأمن والاستقرار".
كما أكد أهمية تنسيق الجهود بين المؤسسات السياسية والأمنية لدعم هذا المسار، بما يرسخ سلطة الدولة ويحقق تطلعات المواطنين في الاستقرار والعدالة.
وفي السياق ذاته، عقد مجلس النواب، الثلاثاء، جلسة في مدينة بنغازي (شرق) برئاسة عقيلة صالح، خُصصت للاستماع إلى برامج عدد من المترشحين لرئاسة الحكومة، على أن تُستكمل الجلسة الأربعاء، وفق بيان للمجلس.
وسبق أن أعلن المجلس، في 18 أيار/ مايو الجاري، مباشرة لجنة مكلفة من مجلسي النواب والدولة عملها في فرز ملفات المترشحين لتولي رئاسة حكومة جديدة، ستكون مهمتها الإشراف على إجراء الانتخابات.
لكن حكومة الوحدة تعتبر أن هذه التحركات تهدف إلى فرض فترات انتقالية جديدة، وتمديد سلطتي مجلسي النواب والدولة، مؤكدة أنها لن تسلم السلطة إلا لحكومة تُكلف من برلمان جديد منتخب.
ويأتي ذلك وسط انقسام مستمر بين حكومتين، الأولى معترف بها دوليًا وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة، ومقرها طرابلس وتدير مناطق الغرب، والثانية مكلفة من مجلس النواب منذ مطلع 2022، ويرأسها أسامة حماد، وتتخذ من بنغازي مقرًا وتدير مناطق الشرق ومعظم الجنوب.
وكانت العاصمة طرابلس قد شهدت، قبل أكثر من أسبوع، اشتباكات بين قوات تابعة لحكومة الوحدة وتشكيلات مسلحة، إضافة إلى خروج مظاهرات متباينة بين مؤيدة ومناهضة للحكومة.