اكتشاف علمي قد يفسر لغز ولادة أكبر المجرات في الكون
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
إنجلترا – توصل علماء الفلك إلى اكتشاف جديد قد يساعد على تفسير نشوء أكبر المجرات في الكون، منذ 12 مليار سنة.
ووفقا للدراسة الحديثة، فإن تصادم المجرات منذ 12 مليار سنة قد يكون سببا رئيسيا في تشكيل أكبر المجرات في الكون.
ويأمل علماء الفلك من جامعة ساوثهامبتون، من خلال النتائج التي توصلوا إليها، أن يتمكنوا من حل “لغز مجري” حول كيفية ظهور المجرات الإهليلجية منذ نحو 12 مليار سنة.
وتتمثل مشكلة البحث في معرفة كيفية نشوء هذه المجرات، التي تشبه الكرات المنتفخة مقارنة بالأقراص المسطحة في المجرات الحلزونية مثل مجرة درب التبانة. وقد كانت هذه المسألة محط اهتمام العلماء لعقود.
لكن، بحسب ورقة بحثية نشرت في مجلة Nature، أشارت الدكتورة أناغراتسيا بوغليسي إلى أن الفريق اقترب من إيجاد إجابة لهذه المسألة.
وقالت: “تسبب تصادم مجرتين ذات قرص مسطح معا في تراكم الغاز، الوقود الذي تتشكل منه النجوم، في مركزهما، ما أدى إلى توليد تريليونات النجوم الجديدة. وحدثت هذه الاصطدامات الكونية منذ نحو 8 إلى 12 مليار سنة، حين كانت مراحل تطور الكون أكثر نشاطا. إن نتائجنا تقربنا من حل لغز طويل الأمد في علم الفلك من شأنه أن يعيد تعريف فهمنا لكيفية نشوء المجرات في الكون المبكر”.
وبالتعاون مع مرصد “الجبل الأرجواني” في الصين والأكاديمية الصينية للعلوم، قام الفريق بتحليل أكثر من 100 مجرة مكونة للنجوم في الكون البعيد باستخدام أكبر تلسكوب راديوي في العالم، والمعروف باسم “ألما”، في صحراء أتاكاما في تشيلي.
وقالت الدكتورة تشينغ هوا تان، من مرصد “الجبل الأرجواني”، إن البحث استخدم تقنية جديدة نظرت في توزيع الضوء المنبعث من المجرات البعيدة شديدة السطوع.
موضحة: “هذا هو أول دليل حقيقي على أن الأجرام الكروية تتشكل مباشرة من خلال حلقات مكثفة من تشكل النجوم الموجودة في نوى المجرات البعيدة. وسعى علماء الفيزياء الفلكية إلى فهم هذه العملية لعقود من الزمن. وتتشكل هذه المجرات بسرعة، حيث يتم امتصاص الغاز إلى الداخل لتغذية الثقوب السوداء وتحفيز انفجارات النجوم، والتي يتم إنشاؤها بمعدلات تتراوح بين 10 إلى 100 مرة أسرع من مجرتنا درب التبانة”.
وسيقوم العلماء الآن بدمج نتائجهم مع البيانات المأخوذة من التلسكوبات على متن أقمار جيمس ويب وإقليدس، ومحطة الفضاء الصينية، لرسم خريطة المكونات النجمية للمجرات.
وقالت الدكتورة بوغليسي: “سيعطينا هذا صورة أكثر اكتمالا حول تكوين المجرات المبكرة ويعمق فهمنا لكيفية تطور الكون منذ بدايته”.
المصدر: إندبندنت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: المجرات فی الکون ملیار سنة
إقرأ أيضاً:
عبر أصدقاء التربة.. علماء ينتجون قمحا غنيا بالحديد والزنك
في وقت تتزايد فيه التحديات المرتبطة بسوء التغذية ونقص العناصر الدقيقة في الحبوب التي تشكل الغذاء الأساسي لملايين البشر في العالم، كشفت دراسة حديثة عن إمكانية تحسين القيمة الغذائية للقمح، من دون اللجوء إلى الأسمدة أو التعديلات الجينية، بل بالاستعانة بكائنات دقيقة تقيم شراكة قديمة مع جذور النباتات، وهي فطريات التربة.
في الدراسة التي نشرت يوم 23 يوليو/تموز في مجلة "بلانتس، بيبول، بلانيت"، سلط باحثون الضوء على قدرة فطريات تعرف علميا باسم الفطريات الجذرية التكافلية -اتحاد تكافلي بين فطر ونبات- على زيادة تركيز الزنك والفوسفور في بذور قمح الخبز، وهو النوع الأكثر استهلاكا عالميا.
رغم أن القمح مصدر رئيسي للغذاء في كثير من الدول، فإن قيمته الغذائية تراجعت تدريجيا بفعل الزراعة المكثفة واستنزاف التربة، ووفقا للمؤلفة المشاركة في الدراسة ستيفان واتس-فاوكس الباحثة في علم النبات بجامعة أديلايد في أستراليا: "هنا تبرز أهمية هذه الدراسة التي توفر، للمرة الأولى، دليلا عمليا على إمكانية تحسين القمح بطريقة طبيعية وآمنة غذائيا".
وتوضح واتس-فاوكس في تصريحات للجزيرة نت "اكتشفنا أن الاستفادة من العلاقة التبادلية بين جذور القمح وهذه الفطريات يمكن أن تعزز امتصاص العناصر الدقيقة من دون زيادة في المركبات المثبطة مثل الفيتات، وهي أحماض مضادة للتغذية، وتعيق امتصاص الزنك والفوسفور في الجسم".
أجرى الفريق تجارب على صنف تجاري من القمح في ظروف خاضعة للرقابة، حيث تم تلقيح التربة بنوعين من الفطريات الجذرية التكافلية. وبعد نمو المحصول، قارن الباحثون محتوى الحبوب من العناصر المعدنية ومركبات الفيتات مع حبوب من نباتات لم تتعرض للتلقيح الفطري.
إعلانكانت النتائج لافتة، بحسب الدراسة، إذ ارتفعت نسبة الزنك والفوسفور بشكل واضح، في حين لم يطرأ أي ارتفاع على مستويات الفيتات التي تعيق امتصاص المعادن، وذلك يعني تحسنا في توافر الزنك والحديد للجسم.
يعني أن المغذيات أصبحت أكثر قابلية للامتصاص في الجسم، وهي نقطة حاسمة عند الحديث عن الأمن الغذائي وجودة التغذية.
وتوضح الباحثة أن "ليس كل ارتفاع في المغذيات يعني استفادة غذائية. فالأهم أن تكون هذه العناصر متاحة حيويا. لقد تحقق ذلك فعلا في هذا النموذج".
تكمن قوة هذه التقنية الجديدة في أنها لا تعتمد على الأسمدة الاصطناعية، ولا تتطلب تعديلات جينية أو تقنيات زراعة عالية التكلفة، بل تقوم على تفعيل علاقة طبيعية بين النبات والتربة، لطالما تطورت عبر آلاف السنين، لكنها لم تستثمر بما يكفي في الزراعة الحديثة.
تقول واتس-فاوكس إن هذه الشراكة الحيوية المهملة قد تكون مفتاحا لإنتاج محاصيل أكثر تغذية واستدامة في آن واحد، خصوصا في المناطق التي يصعب فيها توفير الأسمدة أو تعاني من تدهور التربة.
وتشير الباحثة إلى وجود تحديات عملية، فحتى الآن تم اختبار التقنية في بيئات محدودة وتحت ظروف مخبرية. ويجري الفريق حاليا تصميم تجارب ميدانية على نطاق أوسع، تشمل أنواعا مختلفة من التربة والمناخات الزراعية.
ويخطط الفريق البحثي لاختبار التلقيح الفطري في حقول حقيقية داخل أستراليا، ثم التوسع إلى مناطق أخرى في آسيا وأفريقيا، حيث تتفاقم أزمات التغذية ويكثر الاعتماد على القمح كغذاء أساسي. وتؤكد الباحثة أن الأمر لا يتعلق فقط بإنتاج قمح غني بالمغذيات، بل أيضا بفهم المنظومة البيئية ككل، من التربة إلى المحصول إلى المستهلك.