ورد عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في وتره: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» (رواه مسلم).

هذا الحديث النبوي الشريف من الأدعية الجامعة التي تُظهر عمق علاقة العبد بربه، وقد تناولت المؤسسات الدينية، مثل دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية، تفسير هذا الحديث وتوجيه المسلمين للاستفادة منه في حياتهم اليومية.

1. تفسير الحديث وأهم معانيه

أوضحت دار الإفتاء أن هذا الحديث يعبر عن كمال التوحيد وتمام الخضوع لله، فهو يحتوي على ثلاث استعاذات:

الاستعاذة برضا الله من سخطه: تشير إلى طلب العبد أن يظل دائمًا في دائرة رضا الله، وألا يقربه شيء من أفعال تؤدي إلى غضب الله.الاستعاذة بمعافاة الله من عقوبته: المعافاة هي النعمة التي يحمي الله بها عبده من الابتلاء والعقاب، ويطلب العبد استمرارها.الاستعاذة بالله من الله: تعبير عن الخوف والرجاء، بأن الله هو الملجأ الوحيد من أي عقوبة قد تصدر منه سبحانه.

وأضاف الأزهر الشريف أن ختام الدعاء بـ*«لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ»* يعبر عن عجز العبد عن إدراك كمال الله سبحانه وتعالى أو الإحاطة بصفاته، وفيه إقرار بأن الله وحده يعلم قدر نفسه ويثني عليها بالكمال المطلق.

2. أهمية الدعاء في الوتر

أشار مجمع البحوث الإسلامية إلى أن الدعاء في صلاة الوتر يعد من السنن المؤكدة، فهو الوقت الذي يناجي فيه العبد ربه بخشوع وإخلاص، ويسأل الله من فضله. وفي هذا الدعاء إظهار التذلل والانكسار لله عز وجل، وهو أعظم ما يكون في الصلاة.

3. توجيهات للاستفادة من الحديث في الحياة اليومية

أوصت المؤسسات الدينية المسلمين بضرورة التأمل في معاني الحديث واستحضارها في عباداتهم ودعائهم، ومنها:

تحقيق التوازن بين الخوف والرجاء: حيث يطلب العبد رضا الله ويخشاه في الوقت نفسه، ما يدفعه للإقبال على الطاعات وترك المعاصي.التواضع في الثناء على الله: يُذكِّر الحديث بأن العبد مهما حاول الثناء على الله، فإنه لن يحيط بقدره سبحانه، مما يعزز شعور العبد بالصغر أمام عظمة الله.الحرص على الدعاء في كل الأوقات: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب على هذا الدعاء، ما يدل على أهميته كجزء من العلاقة الروحية بين العبد وربه. 

أكدت دار الإفتاء أن الأذكار والأدعية النبوية هي غذاء الروح ودواء القلوب، حيث تقوي الصلة بين العبد وربه وتعين المسلم على مواجهة تحديات الحياة، وأوصى الأزهر الشريف بالتأمل في معاني هذه الأذكار والعمل بها، سواء في أوقات الصلاة أو خارجها، كوسيلة لتعميق الإيمان والتقرب إلى الله.

 

الدعاء هو عبادة عظيمة تظهر فيها حاجة العبد إلى ربه، والحديث الشريف عن دعاء الوتر يُبرز جوانب من الرحمة الإلهية وعظمة الله. وينبغي للمسلم أن يستشعر هذه المعاني في صلاته ودعائه، وأن يتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء، ليتحقق له القرب من الله والسكينة في الدنيا والآخرة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاستعاذة الله الحديث النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذة بالله الله من

إقرأ أيضاً:

دعاء المساء.. طمأنينة للقلب وراحة للروح

يُعدّ دعاء المساء من أعظم الأذكار التي يواظب عليها المسلم؛ لما يحمله من معانٍ عميقة في التقرب إلى الله، وتجديد العهد معه، وشكر نعمه، والاحتماء بجلاله مع دخول الليل وما يحمله من سكون وطمأنينة. وهو من السنن النبوية التي حثّ عليها رسول الله ﷺ لتكون للمؤمن حصنًا من كل سوء، وسندًا روحيًا يبث في القلب نورًا، وفي النفس سلامًا.

فضل دعاء المساء

يحمل دعاء المساء أفضالًا كثيرة، منها:

حفظ الله ورعايته لعبدِه طوال ليله.

طمأنينة القلب وزيادة السكينة والراحة النفسية.

تكفير الذنوب ورفعة الدرجة عند الله.

الاعتماد على الله والتوكل عليه في كل أمر.

حماية المسلم من الشرور والوساوس والأذى.

فالأذكار عمومًا باب من أبواب الطاعة، ودعاء المساء خاصةً يفتح للمؤمن بابًا من صفاء القلب والنور الإيماني.

أجمل أدعية المساء من السنة النبوية1— “أمسينا وأمسى الملك لله”

كان رسول الله ﷺ إذا أمسى قال:
«أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير…»
ويكمل الذكر المعروف، وهو من أعظم أدعية التحصين في المساء.

2— سيد الاستغفار

قال النبي ﷺ:
«اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك…»
وهو دعاء جامع يُقال صباحًا ومساءً لمن أراد المغفرة والرحمة.

3— الدعاء بالحفظ

من أهم أدعية الحفظ في المساء:
«باسمِ اللهِ الذي لا يضرُّ مع اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وهو السميع العليم»
ويقال ثلاث مرات، وقد ثبت في الحديث أنه من قاله لم يضرّه شيء.

4— “رضيت بالله ربًا”

قال ﷺ:
«رضيتُ بالله ربًا، وبالإسلامِ دينًا، وبمحمدٍ ﷺ نبيًا»
فمن قاله حقق الله له الرضا التام، وكان في ذمة الله حتى يمسي.

5— الصلاة على النبي ﷺ

من أفضل ما يختم به المسلم مساءه:
«اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد»
فهي نور للقلب وكفاية للهموم.

أدعية مسائية لراحة القلب

يمكن للمسلم أن يدعو بما يشاء من الدعاء الطيب، مثل:

“اللهم إني أسألك خير هذه الليلة، فتحها ونصرها وبركتها وهداها، وأعوذ بك من شر ما فيها وشر ما بعدها.”

“اللهم إني وكلتك أمري فأصلحه، اللهم ارزقني من حيث لا أحتسب، وبارك لي في أهلي ومالي وعمري.”

“اللهم إني فوضت أمري إليك، فدبّر لي فإني لا أحسن التدبير.”

يبقى ذكر الله هو راحة الأرواح ودواء القلوب، ودعاء المساء على وجه الخصوص بابٌ واسع لطلب الحفظ والطمأنينة والسكينة. فمن حافظ عليه وجد أثره في حياته، وشعر بقرب الله في كل خطوة يخطوها.
فالليل ليس فقط وقتًا للراحة الجسدية، بل فرصة ذهبية لراحة الروح عبر الأذكار والدعاء.

مقالات مشابهة

  • ما هي صيغة دعاء سجود السهو؟.. كلمات ثابتة عن النبي لا تغفل عنها
  • أدعية جامعة للشفاء ورفع الابتلاء.. كلمات لرحمة وسكينة للمريض
  • دعاء المساء.. طمأنينة للقلب وراحة للروح
  • بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من رحاب الجامع الأزهر الشريف
  • هل يستجاب الدعاء وقت نزول الأمطار؟.. الإفتاء تجيب
  • دعاء للميت يوم الجمعة .. ردد أفضل 310 أدعية تنير القبر وتجعله من رياض الجنة
  • الإفتاء توضح ساعة استجابة الدعاء يوم الجمعة
  • دعاء الصباح بالرزق.. رسالة طمأنينة تبدا بها يومك
  • هل الدعاء بـربنا يكفينا شرك يعتبر ذنبًا؟.. أمين الفتوى يجيب
  • دعاء المطر.. أفضل الأدعية المستحبة والمستجابة من القرآن والسنة