منذ توليه السلطة في عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الأسد، هيمن بشار الأسد على الحياة السياسية في سوريا لمدة 24 عامًا، شهدت خلالها البلاد صعودًا وهبوطًا متسارعًا، من سنوات من الاستقرار النسبي إلى حرب مدمرة أدت إلى تدمير البلاد وإزاحة النظام عن السلطة في 2024.

طوال فترة حكمه، واجه بشار الأسد تحديات محلية وعالمية، بدءًا من بدء الاحتجاجات في عام 2011 ضد حكمه والتي تطورت إلى صراع مسلح شامل، مرورًا بتدخلات خارجية متعددة من القوى الإقليمية والدولية، وصولًا إلى خسارة السيطرة على العديد من المدن الكبرى في سوريا.

الحرب السورية، التي حصدت مئات الآلاف من الأرواح ودمرت البنية التحتية، كانت اختبارًا هائلًا لحكم الأسد، الذي اتسم بتحديات عسكرية وأمنية على جبهات متعددة.

ومع الدعم العسكري من روسيا وإيران، وفرض سلطته من خلال سياسة الحديد والنار، تمكن بشار الأسد من البقاء في السلطة لسنوات، لكن سقوطه المفاجئ في عام 2024 كان بمثابة النهاية المدوية لحكم استمر أكثر من عقدين. في هذا التايم لاين، نستعرض أهم محطات هذه الحقبة، التي بدأت بترتيب داخلي وحروب خارجية وانتهت بخروج الأسد من السلطة، تاركًا وراءه سوريا في حالة من الفوضى والدمار.

2011.. بداية الاحتجاجات وتحولها إلى نزاع مسلحمارس 2011: اندلعت الاحتجاجات ضد حكم الأسد في عدة مدن سورية، لتواجَه بعنف شديد من قوات الأمن، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى. تحول الاحتجاجات إلى انتفاضة مسلحة مع حمل بعض المتظاهرين السلاح وانشقاق عدد من الوحدات العسكرية.أغسطس 2011: تفجير في دمشق نفذته جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة في سوريا) كان بداية لتصاعد العمليات العسكرية.ديسمبر 2011: القوى الدولية، من خلال مؤتمر جنيف، تتفق على ضرورة انتقال سياسي، لكن الانقسامات بين الدول الكبرى تعرقل أي حلول.2013.. التدخلات الإقليمية وتجاوز الخطوط الحمراء2013: حزب الله اللبناني يساند النظام السوري في معركة القصير، مما يوقف زخم المعارضة المسلحة في المنطقة.أغسطس 2013: هجوم بغاز السارين على الغوطة الشرقية، قتل فيه المئات من المدنيين، إلا أن الولايات المتحدة لم ترد عسكريًا على الرغم من تحديد الأسلحة الكيميائية كـ "خط أحمر".2014.. صعود داعش وحروب متعددة الجبهات2014: تنظيم داعش يسيطر على مدينة الرقة، ليؤسس عاصمته في سوريا. في الوقت نفسه، تتراجع المعارضة المسلحة في حمص بعد اتفاقات "إخلاء" في بعض المناطق.2014: تشكيل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة داعش، مع تنفيذ ضربات جوية في سوريا.2015.. التدخل الروسي وتغيير موازين الحربسبتمبر 2015: تدخل روسيا عسكريًا إلى جانب النظام السوري، ما أسهم في تقوية قدرات الأسد العسكرية وتحقيق سلسلة من الانتصارات الهامة في معركة حلب.2016.. استعادة حلب والانقسامات بين الفصائلديسمبر 2016: القوات الحكومية وحلفاؤها يتمكنون من استعادة السيطرة على مدينة حلب من المعارضة، ما يُعتبر أكبر انتصار لقوات النظام.2016: انفصال جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة وتأسيس "هيئة تحرير الشام"، التي حاولت تقديم نفسها كـ "معتدلة".2017.. هزيمة داعش وتزايد الضغوط الدولية2017: طرد داعش من الرقة على يد قوات مدعومة من الولايات المتحدة بقيادة الأكراد، وتنتهي بذلك السيطرة الإقليمية للتنظيم الإرهابي في سوريا.2018.. استعادة النظام لمناطق المعارضة2018: الجيش السوري يواصل استعادة المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة، بما في ذلك الغوطة الشرقية ودرعا، بينما يبقى بعض المناطق الشمالية خارج سيطرة النظام.2019.. نهاية داعش وتواجد أميركي مستمر2019: داعش يفقد آخر معاقله في سوريا، لكن الولايات المتحدة تقرر إبقاء قواتها في البلاد لمساندة الأكراد ومنع أي هجمات على حلفائها.2020.. وقف إطلاق النار ومناطق النفوذ المتعددة2020: هجوم روسي مدعوم من القوات السورية على إدلب، مع وقف لإطلاق النار تم التوصل إليه مع تركيا. يتجمد القتال عند خطوط المواجهة الرئيسية، بينما تنقسم البلاد إلى مناطق نفوذ تسيطر عليها قوى مختلفة: الجيش السوري في الغرب، القوات التركية في الشمال، والقوات الكردية في الشمال الشرقي.2023.. التوترات الإقليمية وتداعياتها على سورياأكتوبر 2023: هجوم حركة حماس على إسرائيل يعيد إشعال التوترات في المنطقة، مما يؤدي إلى تقليص وجود حزب الله في سوريا ويعزز تحركات المعارضة.2024.. الهجوم الأخير وسقوط دمشقأبريل 2024: المعارضة تبدأ هجومًا جديدًا على مدينة حلب، مستغلة انشغال حلفاء الأسد في مناطق أخرى.بعد 8 أيام من سقوط حلب: مع انهيار الخطوط الدفاعية، تواصل المعارضة تقدمها نحو العاصمة دمشق، وفي 8 ديسمبر، تدخل دمشق بعد انسحاب القوات السورية، مما يؤدي إلى انهيار نظام الأسد بشكل مفاجئ.

وتسلسل هذه الأحداث يظهر بوضوح كيف أن نظام الأسد كان يعتمد على التدخلات الخارجية، سواء من روسيا أو إيران، للحفاظ على قبضته على السلطة. ومع استمرار الضغوط العسكرية والسياسية، تدهورت قدرات الجيش السوري، حتى وصلنا إلى اللحظة الحاسمة التي سقط فيها النظام في دمشق، ليعطي نهاية حربٍ استمرت أكثر من عقد من الزمان.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: بشار الأسد سقوط النظام 24 عام ا الاستبداد الحرب السورية المعارضة المسلحة سوريا 2024 انهيار الحكم دمشق القمع الحرب الأهلية الثورة السورية سقوط الأسد الطغيان الفصائل المعارضة الحرب الدموية سوريا بعد الأسد الجيش السورى دمشق 2024 حكم بشار الأسد الفوضى في سوريا تغيير النظام الولایات المتحدة بشار الأسد فی سوریا

إقرأ أيضاً:

بشار المصري يصرح لصحيفة عبرية مهاجما حماس.. لا خيار أمامها سوى ترك السلطة

شدد رجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري، في لقاء له مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، على أنه شارك في جهود الوساطة لإطلاق سراح الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، معربا عن تأييده لإنهاء وجود الحركات الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ولفتت الصحيفة العبرية في تقديمها للمصري، إلى أن الملياردير الفلسطيني "يتمتع باتصالات دولية واسعة، ويشارك في الجهود الدبلوماسية، بما في ذلك قضية إطلاق سراح الرهائن".

وأضافت الصحيفة أن المصري "يقدم نفسه كمرشح محتمل لقيادة السلطة الفلسطينية، ويطرح رؤية تشمل التنمية الاقتصادية، وإقامة ديمقراطية علمانية، واستعادة العلاقات مع إسرائيل، مع التركيز على الإصلاحات التعليمية".


كما لفتت إلى أن المصري الذي حاورته على هامش وجوده في دولة الاحتلال، "يعارض مقاطعة إسرائيل، ويدعو إلى إجراء انتخابات، مؤكدا على ضرورة نزع سلاح حماس وإقامة حكومة مركزية شرعية".

وقال المصري في حديثه للصحيفة العبرية، إنه "من المؤسف أننا لم نُجرِ انتخابات منذ عشرين عامًا. حالما يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار، يجب أن نُجري انتخابات خلال ستة أشهر، أو عام على الأكثر. هناك قرارات صعبة علينا اتخاذها".

وأضاف ردا على سؤال ما إذا كان يعتزم الترشح لقيادة السلطة الفلسطينية، أن "الأمر يعتمد على موعد الانتخابات، فإذا أُجريت بعد عشرين عاما، فسأكون قد تقدمت في السن. بعد كل الأهوال التي مررنا بها، فلسطينيين وإسرائيليين، إذا نادتني بلادي، فلن أتردد في خدمتها".

وفي معرض رده كذلك على سؤال "هل توافق حماس على التنازل عن السلطة في غزة؟"، قال المصري "لا أعتقد أن لديهم خيارا، فقد سبق أن صرحوا بذلك في محادثات خاصة وعلنية. المسألة الآن هي ما إذا كانوا سيظهرون بمظهر جيد أم سيء أمام الرأي العام، لكن هذا ليس مثيرًا للاهتمام، وعلينا المضي قدما".

وأضاف أنه "يجب ألا تكون هناك جماعات مسلحة في الضفة الغربية وغزة، بل قوات الحكومة الشرعية فقط. هذا ليس مطلبًا إسرائيليًا فقط (نزع سلاح حماس)، بل هو مطلب فلسطيني أيضا"، على حد قوله.

وفي حديثه عن السابع من تشرين الثاني /أكتوبر عام 2023، قال المصري "عقول شريرة خططت لـ 7 أكتوبر"، وفق "يديعوت أحرونوت" العبرية.

وتطرق المصري إلى إطلاق سراح الأسير ألكسندر قبل أسابيع قليلة، قائلا "لقد شاركت بشكل كبير في فتح الأبواب التي أدت إلى لقاء بوهلر مع أفراد حماس في الدوحة"، وأضاف "لقد كان لي بالتأكيد دور كبير في هذه المبادرة".

وأوضحت "يديعوت أحرونوت" أن المصري شدد على أن "أعماله في غزة غير مربحة ولم تكن تهدف إلى دعم حماس"، نافيا "أي صلة واعية له بعناصر مسلحة في المنظمة"، ومعربا عن "حزنه العميق لأحداث السابع من أكتوبر وأمله في المصالحة".

والشهر الماضي، رفعت عائلات أمريكية لـ"ضحايا هجمات السابع من أكتوبر" دعوى قضائية على بشار المصري، متهمة إياه بتقديم المساعدة في تشييد البنية التحتية التي سمحت لمسلحي حركة حماس بتنفيذ هجماتهم عبر الحدود.

ويُعتقد أن هذه الدعوى، التي رفعت أمام المحكمة الجزئية الأمريكية في واشنطن العاصمة، هي أول قضية يُتهم فيها مواطن أمريكي بتقديم دعم كبير للهجمات.

ووصف مكتب المصري الدعوى القضائية بأنها "لا أساس لها من الصحة".

وعلق المصري خلال لقائه مع "يديعوت أحرونوت" العبرية، قائلا إنه "من الناحية القانونية لا يُسمح لي بالتعليق، ولكن هذه كلها اتهامات كاذبة"، لكن استدرك "هذا هراء". 


كما قال عقب سؤاله إذا ما تعرض للعنصرية في "إسرائيل"، "ليس تمامًا، لا. لديّ مئات الأصدقاء الإسرائيليين، وقد نمتُ في منازلهم، لكن الأمر لا يتعلق بالأصدقاء، بل بحشد غاضب ومتأثر".

وأضاف "أكبر مخاوفي هو دخول ملجأ واكتشاف الناس أنني فلسطيني. قصف صاروخي يخيفني أقل من احتمال التعرض لهجوم من أشخاص غاضبين".  

وقالت الصحيفة إنه "بينما يقضي (المصري) وقته بين الاحتفالات والإنذارات، تقف طائرة المصري الخاصة، التي كانت في السابق ملكا لعرفات، في مطار بن غوريون".

مقالات مشابهة

  • الشيباني: سوريا والسعودية تدخلان مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي
  • عاجل || إسرائيل تمنع الصفدي من لقاء عباس (تفاصيل)
  • وزير الإعلام: سوريا أنهت مرحلة بناء الثقة وتدخل مرحلة جديدة في استعادة مكانتها السابقة
  • فوق السلطة: لماذا طرد بشار الأسد مرافقه الشخصي في موسكو؟
  • بشار المصري يصرح لصحيفة عبرية مهاجما حماس.. لا خيار أمامها سوى ترك السلطة
  • داعش يتبنى أول هجوم ضد الجيش السوري الجديد منذ سقوط نظام الأسد
  • اكتشاف أثري تحت الركام.. ما مصير القرى الأثرية بعد سقوط نظام الأسد؟
  • هذه الأسباب تؤخر عودة اللاجئين السوريين بعد سقوط نظام بشار الأسد
  • داعش يتبنى أول هجوم ضد القوات السورية الجديدة منذ سقوط الأسد
  • سوريا.. أول هجوم لـ"داعش" منذ سقوط الأسد