العدو الصهيوني يُسارع الخُطى لضم الضفة الغربية
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
يمانيون../
سعياً منه لضم الضفة الغربية المُحتلة لكيانه الغاصب ووأد حلم الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.. يُسارع العدو الصهيوني خُطاه نحو تحقيق هدفه الخبيث بخطوات كان آخرها المطالبة بإغلاق “الإدارة المدنية” الصهيونية المسؤولة عن شؤون المستوطنات في الضفة.
وفي السياق كشف ما يسمى بوزير المالية والإدارة المدنية بوزارة الدفاع الصهيونية، بتسلئيل سموتريتش، سلسلة إجراءات بدأ في دفعها إلى الأمام بغرض ضم 60 في المائة من الضفة الغربية إلى الكيان المُحتل، تبدأ بفرض السيادة الصهيونية على المستوطنات اليهودية، وتكتمل بالسيادة على بقية أنحاء المنطقة.
وقال سموتريتش: “إن “إسرائيل” ستُغلق وحدة الإدارة المدنية للاحتلال في الضفة الغربية، بهدف ضم الضفة لإسرائيل، وإنه بحث هذا المخطط مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لتنفيذه خلال ولاية الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، وفقًا لما نقله الإعلام الصهيوني أمس.
واعتبر إعلام العدو أن إغلاق وحدة “الإدارة المدنية” التابعة لجيش الاحتلال خطوة لتنفيذ مخطط الضم، بادعاء أنها “تقدم خدمات مدنية” لحوالي ٢٥٠ ألف فلسطيني في المناطق “C”التd تشكل مساحتها ٦٠ في المائة من مساحة الضفة الغربية، وتخضع لسيطرة مدنية وأمنية صهيونية بحسب اتفاقيات أوسلو.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في بيان لها الليلة الماضية: “إن ما أعلنه وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، عن مصادرة نحو ٢٤ ألف دونم جديد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية لصالح الضم والتوسع الاستيطاني، يؤكد مضيّه في تنفيذ سياسة خطة حكومته الفاشية لبسط السيطرة على كامل الضفة الغربية ومنع إقامة الدولة الفلسطينية، ويؤكد بشكلٍ قاطع نوايا الاحتلال الاستعمارية، وإنكاره حقوق الشعب الفلسطيني”.
وأوضحت الحركة أن هذه القرارات الخطيرة والسياسة الاستيطانية المتصاعدة، والتي يرافقها تزايد جرائم واعتداءات المستوطنين على قرى ومدن الضفة، ستقابل بمزيد من الصمود وتصعيد المقاومة للخلاص من المحتل وتطهير الأرض والمقدسات، فثبات الشعب الفلسطيني سيفشل مخطط الضم والتهجير، مهما كلف ذلك من تضحيات.
بدوره طالب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحى فتوح، المجتمع الدولي بالتصدي للخطة الاستعمارية الخطيرة التي أعلنت عنها حكومة اليمين الصهيوني ووزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، والمتمثلة في الاستيلاء على ٢٤ ألف دونم من أراضي الضفة الغربية بهدف توسيع المستعمرات الاستعمارية العنصرية وغير القانونية.
من جهتها اعتبرت حركة المجاهدين الفلسطينية، في بيان لها صباح اليوم، أن إعلان سموتيرش عن المخططات لإغلاق الإدارة المدنية في الضفة الغربية هو أحد الخطوات الخطيرة تجاه ضم الضفة وفرض السيطرة عليها.
وأضافت: إن “تصريحات المجرم سموتيرش المتوالية بشأن ضم الضفة يكشف حجم الخطر الداهم الذي يستهدف الضفة الغربية بشكل خاص والقضية الفلسطينية بشكل عام”.. مؤكدة أن هذه الخطوات الإجرامية التي تستهدف القضية الفلسطينية العادلة برمتها تستلزم موقفاً فلسطينيا وحدويا يقوم على المقاومة لمواجهة تلك المخططات وإفشالها.
ودعت حركة المجاهدين جماهير الشعب الفلسطيني والمقاومين لتصعيد المواجهة مع قوات العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه المجرمين وإفشال تلك المخططات الإجرامية بإرادة شعبية ووطنية.
ويُشار إلى أن هناك نحو 600 ألف يهودي يعيشون في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، و250 ألف فلسطيني يعيشون في البلدات والقرى المُحاطة بالمستوطنات ويخضعون لسيطرة الجيش والإدارة المدنية الصهيونية.
والخطوة التي يبادر إليها سموتريتش الآن هي إلغاء جهاز الإدارة المدنية ونقل جميع مسؤوليات الحكم في الضفة الغربية إلى الحكومة الصهيونية ووزاراتها ودوائرها الحكومية؛ ما يعني بشكل عملي ضمها إلى السيادة الصهيونية.
ولم تمض ساعات قليلة على إعلان سموتريتش مصادرة أكثر من 24 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية، حتى أصدر إعلاناً آخر بإغلاق ما تسمى “الإدارة المدنية” التابعة لجيش الاحتلال بهدف ضم الضفة الغربية، وهو ما يحقق هدفه بالقضاء ووأد حلم الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة.
ويقول خبراء ومتابعون للشأن الصهيوني: “إن هذه الخطوة من قبل سموتريتش تُشكل نقلة نوعية في جهود كيان الاحتلال، التي تهيمن على مفاصل الحكم فيها الصهيونية الدينية المتطرفة؛ التي تسعى من وراء ذلك إلى تحقيق جملة من الأهداف السياسية والاستراتيجية، يقف على رأسها القضاء على حلم الفلسطينيين بإقامة دولة لهم على أراضيهم المحتلة”.
ويهدف كيان العدو وفق الخبراء والمختصين، إلى تحقيق أهدافه من خلال تكثيف الاستيطان وتوسيع انتشاره، بما يفضي إلى إقامة ما يسمى بالقدس الكبرى، التي تساوي مساحتها ما نسبته عشرة في المائة من مساحة الضفة الغربية.
ويأتي قرار المصادرة الصهيوني الجديد لأراضي الفلسطينيين، ليضُاف إلى مصادرة عشرات آلاف الدونمات منذ السابع من أكتوبر 2023 ولغاية اليوم.
ويركز العدو الصهيوني على ثلاث مناطق استيطانية أساسية وهي: “غوش عتصيون”، و”معاليه أدوميم”، و”أرئيل” باعتبارها ثلاثة أصابع استيطانية ممتدة في داخل حدود 1967 ككتل وليست مجرد مستوطنات صغيرة.
وقال رؤساء المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة عدة مرات: إن “الإدارة المدنية” ليست الجهة التي يجب أن تقدّم الخدمات لنصف مليون مستوطن يعيشون في الضفة.. فيما حاول اليمين الصهيوني المتطرف عدة مرات العمل على إغلاقها، لكن في كل مرة لم تكن هناك إمكانية حقيقية لذلك لأسباب مختلفة ومعقدة.
وكان سموتريتش، قد تعهد في وقت سابق بأن يكون “2025 عام السيادة الصهيونية” على الضفة الغربية المحتلة، وفق الإعلام الصهيوني.
وبموازاة الإبادة بغزة منذ السابع من أكتوبر 2023، صعّد جيش العدو الصهيوني والمستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، ما أسفر عن استشهاد 805 فلسطينيين وإصابة نحو ستة آلاف و450، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية.
فيما خلّفت الإبادة الصهيونية بغزة بدعم أمريكي أكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
سبأ – مرزاح العسل
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی الضفة الغربیة الإدارة المدنیة العدو الصهیونی ضم الضفة
إقرأ أيضاً:
هل غابت الضفة الغربية عن حوارات واشنطن؟
تنحصر الأنباء والمعلومات المتدفقة من واشنطن بالحديث عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسيناريوهات التعامل مع إيران، فضلا عن الملفات الإقليمية الساخنة في لبنان وسوريا واليمن، إلى جانب ملف التطبيع والعمل على تنشيطه وتوسعته بالتوازي مع مجازر الإبادة والتجويع في قطاع غزة، وهي متناقضات لا يُعلم إن كان ترامب قادرا على الجمع بينها في جملة واحدة مفيدة قابلة للإعراب والصرف السياسي.
فالجملة المفيدة يصعب أن تكتمل دون ذكر الضفة الغربية في سياقها، إذ لم تُذكر في الحوارات التي أدارها نتنياهو وترامب على مدار يومين لا من قريب أو بعيد، كما لم يشر ترامب إلى سلطة رام الله التي أجهدت نفسها بإصلاحات وتغيرات من أعلى الهرم القيادي إلى أدناه دون جدوى أو فائدة ترجى، فالاستيطان يتوسع وهجمات المستوطنين تتحول إلى عمليات مميتة تذكر بهجمات عصابات الهاجناة وبالماخ وشتيرن الصهيونية في أربعينيات القرن الماضي.
ما سر التكتم على ملف الضفة الغربية؟ وما الذي يحاك لها في كواليس البيت الأبيض؟ وهل غابت سلطة رام الله ورموزها عن حوارات واشنطن؟ ومن ملأ الفراغ مكانها؛ هل هو السفير الأمريكي مايك هاكابي والزعيم الاستيطاني يسرائيل غانتس، أم أمراء ومشايخ ومخاتير الظل في الضفة الغربية ومن يدعمهم؟
المقلق أن الضفة الغربية وإن لم تظهر على طاولة البحث بين ترامب ونتنياهو، ولم ترشح التسريبات في أي إشارة لمستقبلها على نحو مريب ومتعمد، إلا أنها الفيل الذي في الغرفة ويلقي بظلاله بقوة إلى ما وراء نهر الأردن شرقا على نحو مقلق ومريب، فما سر التكتم على ملف الضفة الغربية؟ وما الذي يحاك لها في كواليس البيت الأبيض؟ وهل غابت سلطة رام الله ورموزها عن حوارات واشنطن؟ ومن ملأ الفراغ مكانها؛ هل هو السفير الأمريكي مايك هاكابي والزعيم الاستيطاني يسرائيل غانتس، أم أمراء ومشايخ ومخاتير الظل في الضفة الغربية ومن يدعمهم؟
الضفة الغربية لم تغب عن لقاءات ترامب ونتنياهو، وما مرافقة السفير الأمريكي المتطرف مايك هاكابي لنتنياهو في رحلته للعاصمة الأمريكية واشنطن إلا تعبير عن ذلك، كونه أحد أشد المتحمسين لضم الضفة الغربية للكيان الإسرائيلي، ما يجعل الملف الضفة الغربية الأكثر حضورا في أروقة الكونغرس ومجلس الشيوخ بل والدولة العميقة بطبقاتها المدنية والعسكرية والصناعية.
فالضفة الغربية تبدو حدثا يوميا هامشيا وعابرا إذا ما قيست بجرائم الإبادة التي ترتكب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وإذا ما قيست بالحروب والمواجهات الإقليمية، إلا أنها في الحقيقة ورشة عمل لليمين المتطرف يتحرك فيها بكل أريحية وتحت عناوين تطبيعيه إبراهيمية أيضا في كثير من الأحيان، فالتحركات على الأرض تشير إلى تسارع وتيرة الضم والتدمير للبنى الاقتصادية والاجتماعية للفلسطينيين تحت مسميات عدة؛ منها أقاليم أو إمارات ومشيخات، استعدادا لمرحلة جديدة تتحول فيها المستوطنات إلى مدن شرعية والمدن والقرى الفلسطينية إلى تجمعات سكانية غير شرعية عرضة للإزالة والتدمير؛ أسوة بمسافر يطا جنوب الخليل وعرب المليحات شمال أريحا في غور الأردن.
الجائزة الكبرى التي يتوقع الاحتلال أن تحول النزيف العسكري والسياسي والاقتصادي والديموغرافي إلى نجاح يعيد الأمل للمشروع الصهيوني الاستعماري على أرض فلسطين
ملف الضفة الغربية يصعب التوقف عنده مطولا في ظل تزاحم الأحداث وقلة الموارد التي تسمح بمعالجته إقليميا وتطبيعا، وهي قيمة تفضيلية مضافة للاحتلال لم تتوفر له في قطاع غزة؛ لغياب المقاومة وضعفها في الضفة الغربية، وحضور التطبيع ووفرته، وذوبان سلطة رام الله وأجهزتها ومشروعها في مشروع التنسيق الأمني، فبدل أن تذوب وتتلاشى سلطة أوسلو ومنظمة التحرير في جسم الدولة الفلسطينية الموعودة ومشروعها العربي الكبير؛ ذابت في مشروع التنسيق الأمني والتطبيعي الإقليمي.
ختاما.. الضفة الغربية المحاصرة بالاستيطان وبالخوف تحولت ضحية للتطبيع الإبراهيمي والتنسيق الأمني، فهي لم تغب عن أجندة ترامب ونتنياهو؛ كونها الجائزة الكبرى التي يتوقع الاحتلال أن تحول النزيف العسكري والسياسي والاقتصادي والديموغرافي إلى نجاح يعيد الأمل للمشروع الصهيوني الاستعماري على أرض فلسطين، فالاحتلال لا زال يعول على الجمع بين التطبيع والاستيطان والضم وحروب الإبادة والتجويع والتصعيد الإقليمي في جملة واحدة مفيدة قابلة للصرف والإعراب السياسي والأمني والاقتصادي والإقليمي.
x.com/hma36