نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، تحليلاً تناولت فيه الوضع والتغيرات الجديدة في منطقة الشرق الأوسط، واصفة إياها بـ"لحظة إسرائيل الحاسمة في الشرق الأوسط الجديد"، وموضحة أن المنطقة لا تزال في حالة حرب، ولكن الجديد أن ميزان القوى تحول فيها بشكل جديد.

 

 

وقالت "جيروزاليم بوست" إن الشرق الأوسط الآن ليس بالطريقة التي تصورها الرئيس الإسرائيلي السابق، شيمون بيريز، بعد اتفاقيات أوسلو، لأنه تخيل أن الوضع سيكون هادئاً، بعد الدبلوماسية التي ستشمل اتفاقاً بين إسرائيل والفلسطينيين.


وذكرت الصحيفة، أن سوريا كانت تشكل العمود الفقري لاستراتيجية إيران المتمثلة في محاصرة إسرائيل بقوس من الوكلاء العازمين على تدميرها، ومع سقوط الأسد، انكسر هذا القوس، الذي بدأ في إيران وامتد عبر العراق وسوريا وشمال لبنان، وامتد عبر اليمن وغزة، مشيرة إلى أن "محور المقاومة" أصبح الآن مجرد ظل لما كان عليه قبل 3 أشهر فقط، فلم تعد إيران تقف باعتبارها القوة المهيمنة التي تجتاح المنطقة بقوة، حيث سقط ولا يزال من غير الواضح من سيحل محلها، ولكن حقيقة أن النفوذ الإيراني الإجمالي في تراجع حاد، وهذا ما يشكل "شرق أوسط جديداً".
ولكن، قالت الصحيفة إن تقييم ما إذا كان الشرق الأوسط سوف يكون أفضل من سابقه سوف يستغرق شهوراً أو سنوات، ولكن لا شك أن هذا الشرق الأوسط الجديد يحمل "تهديدات جديدة".

 

3 عوامل ساهمت في السقوط السريع لنظام الأسدhttps://t.co/IVk7wOrCCA pic.twitter.com/6dpXtV0HW5

— 24.ae (@20fourMedia) December 9, 2024

 


دور إسرائيل في سقوط الأسد

وذكرت الصحيفة، أن إسرائيل لعبت دوراً كبيراً في تشكيل هذا الواقع، كما كان بيريز يأمل ذات يوم، ولكن ليس بالطريقة التي تصورها، حيث إنه لم يأت من خلال الجرأة الدبلوماسية ولكن الجرأة العسكرية.
وبحسب الصحيفة، تمثلت هذه الجرأة في قيام إسرائيل بتفكيك حركة حماس عسكرياً على مدى الأشهر الأربعة عشر الماضية، وقطع رأس حزب الله ونزع أنيابه، وتوجيه ضربة حاسمة لإيران نفسها، وهي الأمور التي أدت إلى سلسلة أحداث في سوريا على مدى الأيام الثمانية الماضية، والتي بلغت ذروتها في شيء لم يكن أحد يتوقعه "سقوط الأسد".
وأشارت الصحيفة إلى "مفارقة عجيبة" وهي أن زعيم حماس يحيى السنوار هاجم إسرائيل على أمل إثارة سلسلة من ردود الفعل من محور المقاومة، من شأنها أن تؤدي إلى سقوط إسرائيل، ولكن بدلاً من ذلك، تم إضعاف محور المقاومة وسقوط الأسد، مستطردة: "لم يكن هذا هدفاً تسعى إسرائيل إلى تحقيقه، ولكنه بلا شك نتيجة ثانوية لأفعالها".

 

كيف اختفت طائرة #بشار_الأسد قبل وصولها إلى موسكو؟https://t.co/I0tHFaB8wc pic.twitter.com/vNEI5u3HQF

— 24.ae (@20fourMedia) December 9, 2024

 


تطبيق استراتيجية لبنان!

وتساءلت عما يجب فعله الآن، وكيف لإسرائيل أن تبحر في الفوضى التي تعيشها سوريا، حيث تتنافس جماعات متمردة ذات أيديولوجيات وجماعات عرقية مختلفة ستناضل من أجل الهيمنة، مؤكدة أن تلك التطورات تعرض الأمن القومي الإسرائيلي للخطر، ولذلك على إسرائيل تتبنى استراتيجية مماثلة لنهجها في لبنان منذ إعلان وقف إطلاق النار قبل أسبوعين تقريباً، ووضع قواعد أساسية وواضحة.
وقالت إنه على الرغم من أن إسرائيل ليس لديها أي اتفاقات رسمية مع أي من الفصائل السورية التي أطاحت بالنظام السوري، ولكنها سوف تحتاج إلى التصرف في سوريا كما فعلت في لبنان، وعليها أن تتخذ تدابير استباقية ضد التهديدات الناشئة.

واستطردت: "إسرائيل لابد وأن تضع قواعد أساسية في وقت مبكر في سوريا الجديدة التي يديرها المتمردون، تماماً كما فعلت في لبنان بعد سريان وقف إطلاق النار، ويشمل هذا منع أي قوات متمردة من دخول المنطقة العازلة التي فرضتها الأمم المتحدة والتي تم احترامها لمدة خمسين عاماً، وهو ما أوضحته إسرائيل  يوم الأحد، من خلال تحريك الدبابات والقوات إلى المنطقة".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد إسرائيل إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الشرق الأوسط سقوط الأسد

إقرأ أيضاً:

الغارديان: كيف تعيد إسرائيل تشكيل الشرق الأوسط وتواجه عزلة متزايدة؟

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالا، للصحفية نسرين مالك، قالت فيه إنّ: "هناك طريقتان للنظر للأحداث في الشرق الأوسط، خلال العام ونصف العام الماضيين. الأولى هي أن ما بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 كان بمثابة قطيعة مع الماضي. 

وأوضح المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّه: "استحال حصر عدوان الاحتلال الإسرائيلي ضمن الحدود التي حددتها القوانين الدولية أو احتواؤه جغرافيا: الإبادة الجماعية في غزة، وغزو جنوب لبنان، واحتلال المنطقة العازلة في جنوب غرب سوريا، والغارات الجوية في أنحاء ذلك البلد، والآن هجماتها على إيران".

وتابع: "هناك تفسير آخر مفاده أن هذه الأحداث جزء من سلسلة تاريخية متواصلة. كان السلام الإقليمي نتيجة وضع متقلّب، كان دائما عرضة للاضطراب. بدا هذا السلام قابلا للاستمرار فقط لأنه اعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل التي عند تضافرها، بدت وكأنها تسوية".

وأردف: "قد زعزع هذا التوازن الدقيق حكومة إسرائيلية مهووسة الآن بتحقيق أجندتها الخاصة، تعيد صياغة مستقبل المنطقة بمفردها بطرق تعجز عن تفسيرها ولا ترغب في السيطرة عليها".

"كان أحد عناصر هذا السلام الهش وجود قوى الخليج كوسطاء. لم يكن تقارب الخليج مع إيران مدفوعا بالتجارة أو مشاعر الأخوة، بل بالحاجة العملية إلى الاستقرار. كما تجاوزت بعض دول الخليج خطا أحمر تاريخيا، فاعترفت بإسرائيل إما بتوقيع اتفاقيات أبراهام أو بدأت عملية تطبيع. والآن تجد هذه الدول نفسها عالقة بين طرفين متناحرين" وفقا للمقال نفسه.

وأردف: "عندما بدأ الهجوم على غزة، دفع إيران ووكلائها، حزب الله والحوثيين في اليمن، إلى لعب دور المدافعين عن الحقوق الفلسطينية. بمجرد أن دخلت إيران في الإطار، وشعرت إسرائيل بالقدرة على التصرف دون تردد أو لوم، لم يعد هناك مجال للتراجع".

ومضى بالقول: "ثمّة شيء آخر انكسر، فقد تجاوزت مبررات أفعال إسرائيل المعقول. مع اعتبار سلامة الشعب اليهودي مبررا للدعم الجامح، وأهمية إسرائيل كشريك وثيق في منطقة استراتيجية، منحت الولايات المتحدة وحلفاؤها الآخرون، إسرائيل، حرّية مطلقة للدفاع عن نفسها. لكن هذا يعتمد على رد إسرائيل على أي تهديدات بطريقة متناسبة، حتى لا تتسبّب في مزيد من عدم الاستقرار". 


وأبرز: "لم تكتفِ إسرائيل بالرد بشكل غير لائق على التهديدات، بل حوّلتها إلى سلاح لدرجة أنها أصبحت عاملا رئيسيا في انعدام أمنها، وانعدام أمن بقية دول المنطقة".

إلى ذلك، تابع: "يعتمد دعم الحلفاء أيضا على الشفافية بين الأطراف. يوفّر الغطاء العسكري والاقتصادي والسياسي الهائل على أساس أنّ من يتولى زمام الأمور في الحكومة الإسرائيلية لا يملك أي دوافع أخرى للانخراط في صراع سوى ضمان سلامة مواطنيه. زعزع رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، الثقة، مستغلا الحرب لتعزيز الدعم الشعبي لمسيرته السياسية. إنه لا يقلّل من أمن الإسرائيليين فحسب، بل يعمّق استغلال هذا الشعور بانعدام الأمن من خلال لعبه دور الحامي".

واسترسل: "وضعت العلاقات مع الحلفاء الرئيسيين على المحك بشأن غزة، مع تزايد الضغط الشعبي من داخل الدول الغربية، الذي يتابع صور الأطفال الجائعين والمستشفيات المتفحمة وصفوف تلو صفوف من أكياس الجثث. بفتح جبهة جديدة والاشتباك مع عدو آخر، تتاح للحكومة الإسرائيلية فرصة استعادة بنود اتفاقها مع رعاتها، والرواية التاريخية بأنها الضحية". 

وأورد: "اختفت قصص الموت جوعا في غزة، أو قتل الجياع في طوابير الطعام، من عناوين الأخبار. وتراجع الهجوم المتواصل على الضفة الغربية وتوسع المستوطنات غير الشرعية عن الأنظار. واستبدل الضغط الذي بدأ يتزايد على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات والالتزام بوقف إطلاق النار بنفس الحجج الواهية التي رأيناها في الأيام الأولى لحرب غزة، بالإضافة إلى نفس الهراء الداعي إلى "ضبط النفس". لقد أعيد ضبط الساعة".

وأردف: "فيما يتعلق بالضربات على إيران، يبدو أن إسرائيل استفادت من دروس حرب العراق، مدّعية أنها تصرفت دفاعا عن النفس بناء على معلومات استخباراتية يجب على العالم أن يثق بها"، مستفسرا: "ما مدى قرب التهديد؟ من له الحق في تحديد متى تكون "الضربة الاستباقية" مبررة؟ ومن له الحق في الرد على هجوم أحادي غير قانوني؟".

وأوضح: "كان من الممكن تلطيف هذه الفروقات في الماضي بسهولة أكبر، لأن إسرائيل والولايات المتحدة كانتا "الطرفين الصالحين"، وإيران كانت جزءا من "محور الشر". لكن تآكل مصداقية إسرائيل والولايات المتحدة كمحاورين صادقين، حكيمين في اعتباراتهما الأمنية وملتزمين بالقانون الدولي، جعل هذه الحملات أصعب تسويقا".

واختتم المقال بالقول إنّ: "هذه هي الحرب الحقيقية التي تخوضها إسرائيل. لا تزال إيران تحتفظ بقدر من الإرادة السياسية والقدرة العسكرية التي لا تطمئن إسرائيل إليها. وهكذا، ومع انغلاق نافذة مصداقية إسرائيل، يصبح من الضروري لها تقليص مصداقية إيران السياسية وقدراتها العسكرية".


واستدرك: "ولكن ما هي النهاية؟ هل تتصور إسرائيل حملة محدودة المدة، تنسحب بعدها راضية عن النتائج؟ أم أن هذا ليس سيناريو معقولا، بالنظر إلى الضربات المضادة التي أثارتها. يبدو الأمر أشبه بغزة: تصعيد بلا نهاية، أو تغيير نظام بلا خطة".

وأردف: "تشترك حملتا إسرائيل -الدعائية والميدانية- في أمر واحد: اعتبارهما الشرق الأوسط مسرحا للسياسة الداخلية، وإدارة السمعة، والتجريب في تحقيق "الأمن" وفق شروط لم تحدّد بعد. لكن المنطقة ليست مجرد فناء خلفي لإسرائيل، بل هي موطنٌ لشعوب أخرى، لها سياساتها وتاريخها وسكانها واحتياجاتها الأمنية الخاصة، التي تخضع بشكل متزايد لسيطرة دولة قررت أن أجندتها الخاصة هي الأهم".

مقالات مشابهة

  • صمت سوريا عن التصعيد بين إيران وإسرائيل يثير التساؤلات
  • الغارديان: كيف تعيد إسرائيل تشكيل الشرق الأوسط وتواجه عزلة متزايدة؟
  • أوريان 21: كما فعل بوش الابن.. إسرائيل تغرق الشرق الأوسط بالفوضى
  • بالفيديو.. صاروخ إيراني يضرب بتاح تكفا.. قتلى ودمار واسع في قلب إسرائيل
  • لماذا لم تتفاعل تونس مع التغيير السياسي في سوريا؟
  • أمن الشرق الأوسط تهدده «إسرائيل»
  • الحوثي كذراع إيران النووية.. شراكة المصير وسط تصعيد يهز الشرق الأوسط-تقرير خاص
  • ترامب: إسرائيل وإيران ستنعمان بالسلام “قريبا”
  • لأول مرة منذ سقوط الأسد.. قافلة الأمل تحمل سكان مخيم الهول الى حلب
  • وزير خارجية السعودية ومبعوث واشنطن إلى دمشق يبحثان دعم سوريا