CNN Arabic:
2025-07-28@03:14:24 GMT

رأي.. بشار جرار يكتب: سقط الأسد فماذا بعد؟

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

‍‍‍‍‍‍

هذا المقال بقلم بشار جرار، متحدث ومدرب غير متفرغ مع برنامج الدبلوماسية العامة - الخارجية الأمريكية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

لا بد من التريّث دونما تسويف لما لا بد منه.  لا يمكن استيعاب ما جرى في سوريا في أقل من 10 أيام، ولا استشراف تداعيات زوال نظام مستبد فاسد وصل إلى السلطة بانقلاب عام 1971 وتم منحه قُبلة الحياة "دستوريا" على عجل بتعديل البند الخاص بعمر الرئيس، بالتصويت العلني برفع الأيدي وبالإجماع في "مجلس الشعب"، قبل 24 عاما حتى يصبح مناسبا لعمر بشار حافظ الأسد، لا يمكن فهم ما جرى ومعرفة ما هو قادم، فقط عبر ما تعرضه الفضائيات والمنصات منذ فجر الثامن من ديسمبر الأحد، اليوم الذي لن تنساه سوريا ولا جوارها والمنطقة برمتها، لسنوات وربما لعقود.

 

بصرف النظر عن بنود صفقة "لجوء الأسد وأسرته السياسي إلى موسكو"، فإن ما تم إدارته "بهدوء" وفق ما ورد في حديث الرئيس التركي رجب طيب أروغان للأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش من الواضح أنه كان حصيلة أشهر وربما سنوات. السقوط كان محتوما في نظري بعد الكلمة الأخيرة للأسد في قمة الرياض الثانية من حرب السابع من أكتوبر، حيث بدا منفصلا عن الواقع، مكابرا متشبثا بأوهام دعم حلفاء وصفهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بـ "المشتتين" في إشارة إلى إيران وروسيا، ليعلن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يوم سقوط الأسد بأن الأمر كان من نتائج مراهنته على دعم موسكو التي تم استنزاف قدراتها في أوكرانيا، وهو تصريح لافت غداة لقائه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومضيفه الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش الاحتفال بإعادة ترميم ما احترق من كاثدرائية روتردام التاريخية. 

وبين انطلاق شرارة الأحداث يوم دخول الهدنة بين حزب الله وإسرائيل ويوم سقوط الأسد، لم يكتف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو بتحذير "الأسد من اللعب بالنار" بل قام بضرب المنسحبين من مدينة القصير السورية من تعزيزات ميلشيا حزب الله إلى داخل الأراضي اللبنانية، وكذلك التعامل مع خطر مخزون الأسلحة الكيماوية والصوارخ والأسلحة الاستراتيجية في سوريا إضافة إلى انتشار الجيش الإسرائيلي الذي وصفه نتانياهو بـ "المؤقت" والسيطرة على المنطقة العازلة على الحدود إثر السقوط العملي لقرار فض الاشتباك عام 1974 إثر حرب اكتوبر 1973.

سقوط بشار كرئيس والأسد كنظام لا يمكن قراءته إلا أنه تعبير آخر لسقوط كذبة أو وهم "وحدة الساحات" وانهيار المعبد على رؤوس "محور المقاومة والممانعة" على نحو بات يشي بوجود اتفاق دولي بترتيبات إقليمية قد لا تقف عند إسقاط التنظيمات والنظم بل تتعداها إلى تغيير خرائط "سايكس-بيكو" لشرق أوسط جديد. قد تكون معادلة "سوريا مقابل أوكرانيا" مجرد رأس الجبل الجليدي لتايتانيك النظام الإقليمي "القديم" أو بالأحرى الآيل للسقوط. 

يُحسب لواجهة سوريا ما بعد الأسد، أحمد الشرع، "أبو محمد الجولاني" سابقا، أنه كان من ضمن الترتيبات التي تفادت أخطاء إسقاط نظام صدام وسقوط بغداد عام 2003. تم الإبقاء أو الإيحاء بنية الإبقاء على الدولة السورية ومؤسساتها، خاصة العسكرية (الجيش وربما الاستخبارات سيما الضباط المعروف عنهم المهنية والوطنية بمعنى الولاء لسوريا الوطن والدولة لا النظام ولا حلفائه). 

لا يمكن لأي مراقب منصف إلا وأن يفرح للإفراج عن آلاف المعتقلين والمعذبين بطرق وحشية، سيما القابعين عقودا في سراديب الموت بصيدنايا وتدمر وغيرها. الجيران ومن بينهم الأردن ودول الخليج، في حال ترقب لبشائر توقف تصنيع وتهريب المخدرات، وكذلك الحال بالنسبة للبنان الذي تجرّع الكثير الكثير من تجبّر نظام الأسد، لكن صانع الصفقات ترامب الخبير في الهدم والبناء كمقاول، يعرف تماما كيف يتخلص من الكرة الفولاذية "رِكِنْغْ بوول" بعد إنجاز المهمة. فهل يلحق الجولاني بالبغدادي (زعيم خلافة داعش المزعومة) أم بسليماني (جنرال إيران في أربع ساحات عربية)؟ أم أن "السيد الشرع" كما يشار إليه في بعض التصريحات "الدبلوماسية" قد تم إعداده وتوظيبه من سنين خلت لمهمة كهذه؟ 

حتى الآن ثمة "ارتياح" عربي ودولي لغياب الثأرية، فهل يسمح لسوريا باستثناء كسر سجال القمع والفساد مقابل الإرهاب والفوضى؟ البداية ستكون بالعلَم واسم الدولة وجيشها. وأمام الشرع نماذج للاختيار، المشير عبدالرحمن سوار الذهب في السودان الذي سلم الحكم بعد سقوط النظام، أو أمراء الحرب في أفغانستان. أمام من دعموا "فتح" الجولاني "للشام" فرصة لتخويف أو تشجيع الشعوب التواقة للحرية في الشرق الأوسط بعيدا عن البلقنة والأفغنة..

بشار جرارباحث متخصص في قضايا محاربة الإرهاب وتعزيز حوار الأديانسورياالمعارضة السوريةالنظام السوريبشار الأسدنشر الاثنين، 09 ديسمبر / كانون الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: المعارضة السورية النظام السوري بشار الأسد لا یمکن

إقرأ أيضاً:

من رحم الحرب إلى غياهب النسيان.. ما مصير أبناء المقاتلين الأجانب في سوريا؟

في مخيمات إدلب السورية، يعيش مئات الأطفال حياة بلا هوية أو اعتراف رسمي، بعد أن ولدوا من زيجات بين أمهات سوريات ومقاتلين أجانب، اختفوا أو قُتلوا خلال الحرب. هؤلاء الصغار محرومون من أبسط الحقوق: التعليم، الرعاية الصحية، وحتّى من وجودهم القانوني، ما يدفعهم إلى هامش المجتمع بوصمةٍ تلاحقهم منذ الولادة.

وفي غياب أرقام رسمية، كانت عدد من المصادر الإعلامية، قد أبرزت تزايد عددهم، في سنوات الحرب التي شنّها نظام الأسد المخلوع، ضد الشعب السوري، حيث بلغ عددهم في بداية الثورة، وفقا لعدد من التقارير الإعلامية، المتفرّقة، ما يناهز 40 ألفا. وانضم قسم كبير منهم إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، فيما انضم الآخرين إلى تنظيمات ثانية، وجزء منهم متواجد حاليا شمال غربي سوريا.

أيضا، على الرغم من غياب بيانات دقيقة أو إحصاءات رسمية ترصد عددهم، إلاّ أنه ببحث بسيط على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ستجد بشكل متكرر عدد متسارع من القصص المؤلمة، لأطفال يُعثر عليهم أمام المساجد، أو السجون، أو حتّى في الأماكن العامّة. وفي المقابل هناك الكثير من الأمهات أو الآباء الباحثين بشكل موجع عن أطفالهم، عقب سقوط نظام بشار الأسد.

أطفال بلا أثر.. وثائق سرية تكشفها صحيفة وول ستريت جورنال تفضح جرائم النظام البائد في إخفاء آلاف الأطفال السوريين منذ 2011#الإخبارية_السورية pic.twitter.com/8J5qfo9xh5 — الإخبارية السورية (@AlekhbariahSY) June 8, 2025
عملية بحث مستمر..
حالات كثيرة، لأطفال أتوا نتيجة زواج أمّهاتهم مع مقاتلين أجانب، أصبحن مع مرور الوقت غير قادرات على تسجيلهم في المدارس، ولا حتّى استخراج أي وثيقة رسمية تثبث هويّتهم، أو تمكّنهم من الاستفادة من أي كفالة أو دعم إنساني.

وتقول عدد من الأمّهات السوريات، من قلب المخيّمات، إنّ أطفالهم يواجهون كافة أنواع الرفض والشّك المجتمعي، مبرزات وجعهنّ وهنّ يشاهدون أطفالهم يكبرون بداخل وطنهم دون أدنى شعور بالانتماء؛ إذ أنّهم يدفعون، قسرا، ثمن حرب لم يخوضوها ويعيشون على هامش الحياة.

ويعرّف القانون السوري مجهول النسب بأنه "كل مولود لم يثبت نسبه أو لم يُعرف والده، إضافة إلى الأطفال الذين لا يوجد معيل لهم، ولم يثبت نسبهم ولا يملكون القدرة على السؤال عن ذويهم لصغر سنهم؛ والمولود من علاقة غير شرعية، حتى لو كانت والدته معروفة".

أما "من كان والده أو والداه مسجلين في القيود المدنية السورية، أو ينتمي بأصله للجمهورية العربية السورية، ولم يُسجل ضمن المدة المحددة للتسجيل في قيود السجل المدني، أي خلال 30 يومًا من حدوث واقعة الولادة، فيُعرفه قانون الأحوال المدنية الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 26 لعام 2007، بأنه: مكتوم القيد".

إلى ذلك، تعلو أصوات الأهالي وأيضا مختلف الحقوقيين، بغية المطالبة بآلية وطنية وأخرى دولية لضمان: تسجيل الأطفال بأثر رجعي، من أجل تفادي مزيد من الانهيار في البنية الاجتماعية السورية. كما تحذّر عدد من المنظمات الحقوقية من أنّ هذا الجيل من الأطفال، قد يمثّل قنبلة اجتماعية موقوتة، إذا لم تتّخذ بخصوصه أي خطوات عاجلة لمعالجة أوضاعهم القانونية.


وجع مفتوح
المرصد السوري لحقوق الإنسان، يقول في عدد من تقاريره: "منذ سقوط نظام الحكم في سوريا، سلّمت دور الأيتام العشرات من أبناء المعتقلين السياسيين إلى ذويهم؛ ولكن هذا العدد يظل ضئيلا جدا مقارنة بآلاف الأطفال المفقودين، والذين تقول الشبكة السورية إن عددا كبيرا منهم كان قيد الاعتقال".

أيضا، أوردت عدد من شهادات شهود العيان، بحسب المرصد نفسه، أنّه: "حتّى داخل السجون لم يكن يُشار أبدا إلى الأطفال المعتقلين بأسمائهم الحقيقية، وهو ما يجعل عملية التعرّف عليهم من خلال روايات الآخرين غاية في الصعوبة".

وأوضحت أنّه في ظل التغيّرات التي شهدتها سوريا خلال الأشهر الأخيرة، فإنّ عدد من العائلات، باتت في عملية بحث مستمرّة عن مفقوديها من الأطفال. بينهم: عائلة رانيا العباسي، الملقبة بأشهر معتقلة في سجون النظام السابق، التي بدأت البحث عن أي معلومة تقود إلى معرفة مصيرها هي وأطفالها الستة، وبينهم رضيعة كان عمرها أقل من سنتين.

هنا قبل 12 سنة دخل عناصر الأسد واعتقلوا 6 أطفال مع أمهم وأبيهم بتهمة إعطاء صدقة لعائلة نازحة من حمص، إنها عائلة الدكتورة رانيا العباسي، ومنذ ذلك الحين اختفت هذه العائلة في غياهب سجون الأسد، بعد التحرير فتحت كل السجون ولم يجدوا أي فرد من العائلة التي أصغرها بعمر السنة، رصد أخوال… pic.twitter.com/JlmAeq8WpC — قتيبة ياسين (@k7ybnd99) March 3, 2025
واعتقلت العباسي، وهي طبيبة أسنان وبطلة شطرنج سابقة، في آذار/ مارس عام 2013 من قلب منزلها، رفقة أبنائها الستة ومساعدتها الشخصية، وبعد يومين من إلقاء القبض على زوجها عبد الرحمن ياسين. وهي فقط حالة واحدة من بين المئات؛ وملف الأطفال المفقودين هو حاليا بين يدي وزارة الشؤون الاجتماعية في سوريا. 

إلى ذلك، تبقى قضية المفقودين والمختفين قسريا، جرحا مفتوحا في جسد المجتمع السوري، فلا يُغلق ملف أي منهم إلا بإحدى نتيجتين: إما العثور عليه حياً، أو استرداد جثمانه ليكتمل حداد أهله. لكن في ظل غياب أي يقين، يظل الأهل عالقين في دوامة من الانتظار الأليم، بين شمعة أمل تخفت مع السنين، وحزن لا يجد سبيلا للراحة، ويظل معهم في الطرف الآخر، أطفال بلا هوية في انتظار الحسم في مصيرهم.  فهل سيظلون ضحايا حرب لم يختاروها إلى الأبد؟

مقالات مشابهة

  • من رحم الحرب إلى غياهب النسيان.. ما مصير أبناء المقاتلين الأجانب في سوريا؟
  • موقع إسرائيلي: ما الذي يمكن أن يدفع المجتمع الدولي إلى التدخل ووقف الإبادة بغزة؟
  • سوريا في عهد ” الثوار”
  • القضاء الفرنسي يلغي مذكرة توقيف بشار الأسد
  • أعلى محكمة فرنسية تبطل مذكرة توقيف بحق بشار الأسد
  • محكمة فرنسية تقضي ببطلان مذكرة اعتقال بشار الأسد
  • فرنسا تلغي مذكرة لتوقيف بشار الأسد
  • بيان مشترك فرنسي أمريكي يدعم وحدة سوريا.. إلغاء مذكرة التوقيف بحقّ «بشار الأسد»!
  • “قرار فرنسي مفاجئ… هل طُوي ملف بشار الأسد؟”
  • عاجل. محكمة التمييز الفرنسية تلغي مذكرة التوقيف بحق بشار الأسد