"الدقم 1" وخطوة عُمان الأولى إلى الفضاء
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
حمد الناصري
لطالما كانت سلطنة عُمان رائدة في الإنجازات ومنذ الألفية الثالثة قبل الميلاد من عمرها الحضاري، كان لديها ومضات للإبداع قديمًا وحديثًا، والعُمانيون شعب توّاق للمعرفة والابتكار وكانت تراودهم دومًا طموحات من الحجم الكبير وبوزن ثقيل ولكنها كدأبها كانت تعمل بصمت وتجعل عملها يتكلم في كافة إنجازاتها حضارية كانت أو إنسانية وفي كل الأزمان.
وقد ذكرت في مقال سابق، أني لا أستبعد أن تكون سلطنة عُمان من أهم بوابات السماء بسبب موقعها الجغرافي الفريد وتنوع تضاريسها وقدمها كقدم نشوء الأرض نفسها؛ حيث نرى العالم أجمع منشغلًا بها، ويترقب مدد البحث في مساحتها وموقعها الاستراتيجي، ممتدة المساحة، وتقع في أقصى جنوب الجزيرة العربية وهي بوابة مفتوحة على بحار استراتيجية.
وفي إنجاز مذهل ومفرح نجحت سلطنة عُمان بإطلاق الصاروخ العلمي التجريبي "الدقم 1"، نفذته شركة "إطلاق" وهي شركة تابعة للشركة الوطنية لخدمات الفضاء وبإشراف من وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات وفي خطوة جبارة فاجأت العالم والعُمانيين بروعتها ونجاحها.
وقد قامت شركة "ناسكوم" المتخصصة في هذا الجانب، بإنشاء ميناء إطلاق فضائي، وهو أهم عنصر في الدخول في عصر الفضاء من بابه العريض، وبالتشارك مع هيئات محلية تنظيمية واستشارية دولية متخصصة في برامج الفضاء. وجاء تأسيس المشروع الضخم بشراكة تأمينية عُمانية من داخل السلطنة، منذ أن تم الإعلان عن أول ميناء إطلاق فضائي في يناير 2023؛ حيث تقدمت مجموعات عالمية فضائية بعروض مختلفة ومتنوعة، تتعلق بتطوير المشروع أو تشغيله.
والصاروخ العلمي "الدقم-1" الذي يعد الأول من نوعه في عُمان، وقد أطلقت السلطنة منذ عدة أسابيع صواريخ تحمل أقمارًا صناعية تحت مسمى "OL-1" كأول قمر صناعي مسجل باسم السلطنة، ولكن من خارج الأراضي العُمانية، وتحديدًا من دولة الصين.
وفي أكتوبر من هذا العام، أقيم حفل توقيع رسمي، لميناء إطلاق الفضاء وباستشارات هندسية عالية المستوى والتقنية من شركة بريطانية صممت المخطط الرئيسي الرسمي للمشروع، وأعلنت الشركة المحلية في إدارة المشروع أن الصاروخ الذي يبلغ طوله 6.5 متر ويزن 123 كيلوجرامًا مع الوقود، استطاع الوصول إلى ارتفاع 140 كيلومترًا فوق سطح البحر بسرعة 1530 مترًا/ثانية، واستغرقت الرحلة حوالي 15 دقيقة وأن المشروع الفضائي أجرى تحليلًا ميدانيًا دقيقًا أوليًا للبحر الكبير والساحل الجنوبي لولاية الدقم بمحافظة الوسطى.
وقال سعادة عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات، إن نجاح تجربة إطلاق الصاروخ "الدقم-1" يضع سلطنة عُمان على خارطة قطاع الفضاء العالمي، في خطوة مهمة، تجذب أنظار المستثمرين والشركات الدولية إلى الفرص الواعدة للاستثمارات والأنشطة الفضائية في سلطنة عُمان.
كما نشرت جريدة الرؤية خبرًا على لسان الدكتور سعود بن حميد الشعيلي مدير عام السياسات والحوكمة بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ورئيس البرنامج الوطني للفضاء، أن الوزارة تخطط لتنفيذ 3 عمليات إطلاق صواريخ خلال عام 2025 إذا توفرت الظروف المناسبة، وذلك بعد نجاح إطلاق أول صاروخ علمي تجريبي.
إن هذه الخطوة الكبيرة ستفتح آفاقًا عديدة لكي تصبح عُمان مصدرًا مهمًا للمعلومات البيئية والمناخية ومحورًا للاتصالات العالمية وأن يكون لها مصدرها المعلوماتي المستقل دون الحاجة إلى الاستعانة بدول أخرى في الحصول على تلك المعلومات.
خلاصة القول.. يعد نجاح الصاروخ الفضائي "الدقم-1"، خطوة أساسية ومذهلة في اختراق عُماني لناصية العلم والتطور، جذبت أنظار العالم، وقد وضعت السلطنة بجدارة على خارطة قطاع الفضاء، ومن التوجهات المستقبلية في رؤية "عُمان 2040" وهي برامج استثمارية في عالم قطاع الفضاء الواسع في سلطنة عُمان.
وسلطنة عُمان بواجهتها البحرية الشرقية على البحر الكبير وموقعها الاستراتيجي، تعد إحدى بوابات الإنطلاق إلى عالم الفضاء، وكل قلوب العُمانيين تلهج بالدعاء لنجاح تلك الخطوة ورفع اسم عُمان عاليًا في الفضاء كما في الأرض.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«بوتين»: الطائرات الروسية المسيرة هي الأكثر تطورا في العالم
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم، الجمعة، أن الأنظمة الروسية للطائرات من دون طيار في بعض القطاعات تعد الأكثر تقدما في العالم، مشيرا إلى أنه غالبا ما يقوم الأجانب بتقليدها.
وقال بوتين - في اجتماع مجلس التنمية الاستراتيجية والمشاريع الوطنية، وفقا لوكالة "سبوتنيك" الروسية -: "في السنوات الأخيرة، حقق مهندسونا ومصممونا تقدماً ملحوظاً، في النماذج الأولية المحلية والنماذج المتسلسلة للطائرات المسيرة، والتي تم عرضها أخيرا في معرض في موسكو، وتعرف عليها القادة الأجانب الذين زاروا روسيا خلال الاحتفال بالذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى".
وأشار إلى أن روسيا فخورة بإنجازاتها الفريدة في مجال الفضاء وأنها ستضع خططًا جريئة طويلة الأمد في هذا المجال.
وقال بوتين: "نحن فخورون بالإنجازات الفريدة للعلماء ورواد الفضاء السوفييت والروس، وبجميع اختصاصي الصناعات الفضائية. حتماً سنضع خططًا جريئة طويلة المدى، ونمهد الطريق لتطوير شامل للعمل الجاد والواثق لبناة الصواريخ ومطوري المركبات الفضائية وزملائهم في القطاعات ذات الصلة".
وتابع: "نحن بحاجة إلى تحديد المجالات التي نحتاج فيها إلى ضمان الريادة التكنولوجية العالمية الحقيقية للشركات ومراكز الأبحاث والمؤسسات".
ومن المتوقع أن يحظى المشروع الوطني الروسي في مجال الفضاء بحيز كبير من النقاش، وهو المشروع الذي سبق أن أعلنت الحكومة دعمها له، في 20 مايو الماضي، وفق ما أكده رئيس وكالة الفضاء الروسية (روس كوسموس) دميتري باكانوف.
وأشار باكانوف، خلال مشاركته في مؤتمر "الصناعة الرقمية للصناعة الروسية" بمدينة نيجني نوفجورود، إلى أن "المشروع الوطني للفضاء يتضمن إطلاق 886 قمرًا صناعيًا ضمن منظومة الإنترنت عريض النطاق "راسفيت"، بالإضافة إلى 114 قمرًا مخصصًا للاستشعار عن بُعد"، كما أوضح أن وزارة المالية الروسية وافقت على تمويل المشروع بمبلغ 4.5 تريليون روبل.
وبدأ العمل على إعداد هذا المشروع، في أكتوبر 2023، بعدما كلّف الرئيس بوتين، الحكومة الروسية خلال اجتماع خاص بتطوير القطاع الفضائي، بإعداد مشروع وطني يهدف إلى دعم صناعة الخدمات والتقنيات والمنتجات الفضائية المحلية.
وأكد بوتين - حينها - أن من أولويات المشروع الوطني تعزيز البحوث الأساسية في مجال الفضاء العميق، حيث تمتلك روسيا مقومات وخبرات واعدة في هذا المجال.