مجدد الدراما العربية.. هكذا قدم مهرجان البحر الأحمر المخرج محمد سامي
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
يُعرف محمد سامي في الأوساط الفنية والنقدية بنجاحه اللافت في الوصول للمشاهدين من أقصر الطرق وأكثرها إثارة وجدلا، ويعد تخصيص مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي جلسة حوارية خاصة له ضمن فعاليات الدورة الرابعة هو تأكيد على نجاح سامي في فرض أسلوبه على الساحة العربية، رغم أن نجاحاته في الدراما التلفزيونية أقوى بمراحل من تجاربه السينمائية.
رغم توجيه محمد سامي التحية لأسماء لامعة في عالم الإخراج أمثال شريف عرفة، طارق العريان، ومروان حامد، وهي ليست المرة الأولى بالمناسبة، ولكنه انتقد اسلوب صناعة المسلسلات قديما، و"تكنيك" تقديمها على الشاشة، وفي المقابل استفاض في الحديث عن اسلوبه "الجديد" الذي حاول فرصه على صناعة الدراما التلفزيونية منذ بداية عمله على حد وصفه.
صحيح أن محمد سامي من المخرجين الذين قدموا أنفسهم بشكل سينمائي في التلفزيون، مستفيدا من ذوبان الفوارق بين الوسيطين، ولكنه لم يكن الأوحد الذي استخدم كاميرات السينما أو اسلوب التصوير السينمائي في صنع المسلسلات، رغم أنه كان من المميزين المجيدين فيه، ربما هذا ما دعى مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي أن يقدمه بوصفه مجددا الدراما العربية.
وكشف محمد سامي رأيه في الفرق بين السينما والتلفزيون؛ مؤكداً أن الأخير يكون هناك فيه متّسع من الوقت، أن الشخصية تحصل على حقها من التطوُّر، وتمُر بمراحل يتفاعل معها المشاهد، أما السينما فتحتاج تعاوناً بين الممثل والمخرج؛ كي يتم إظهار كلّ ما في الشخصية خلال وقت محدد وعدد مشاهد أقل. ولا بد أن يتم إظهار كلّ جوانب الشخصية في وقت قصير جداً، وهذا ما يحدث في دراما المنصّات.
“أفضّل الطريقة الكلاسيكية التي تراعي الميلودراما، رغم أن البعض يُحقّر من هذا الأسلوب خاصة من النقاد”.. هكذا وصف محمد سامي طريقة عمله على ما يمكن اعتباره منهجه لاستدراج مشاعر المشاهدين خلف الشاشات ومنح الفرصة لأبطاله في الحصول على مساحات من التمثيل أو الشحن العاطفي، وتابع سامي: "أتذكّر أن هناك نقداً وصفني بأني أضع موسيقى تصويرية كثيرة في أعمالي، وهذا لا أعتبره سيئاً بالنسبة لي؛ لأنني أراه شكلاً من أشكال الدراما قائماً على المبالغة في المشاعر والأحاسيس. والموسيقى للتأثير المباشر على المتلقي، وهذا النوع يفضّله التلفزيون".
وتطرّق محمد سامي لتجربة دراما المنصات، والتي يراها أسهل بعض الشيء؛ موضحاً: "تجارب المنصات مسلسلات قصيرة، ويستطيع المؤلف والمخرج تقديم الموضوعات المختلفة عن السائد في الدراما التلفزيونية؛ فهي أقرب للشكل السينمائي، لن يكون فيها وقت طويل أن يحكي المؤلف والمخرج عن الشخصيات وتاريخها وكلّ شيء مرتبط بها، وفى نفس الوقت سيكون الإيقاع أسرع".
سامي تحدث خلال حديثه الممتد لأكثر من ساعة عن تعاون لم يكتمل مع الكاتب الراحل وحيد حامد، وعن علاقته بالنجوم المفضلين لديه، ومراجعة نفسه خلال الفترة المقبلة في الإعتماد على أسماء بعينها، ومحاولة تجريب العمل مع أخرين لديهم من المقومات والموهبة ما يؤلهم للنجاح سويا، وبالرغم من حديثه عن النجاح مع تامر حسني أو محمد رمضان، تجاهل الإشارة لعمله مع غادة عبد الرازق في بدايته، ربما نتيجة بعض الخلافات المعروفة بينهما.
قدم المهرجان هذا العام عددا من الندوات والجلسات الحوارية لكبار الأسماء حول العالم، وتنطلق المهمّة الرئيسية للمهرجان من هدف الارتقاء بالسينما العربية إلى مصافّ السينما الدولية، من خلال احتضان القصص الفريدة والأصوات الجديدة والرؤى الجريئة المبتكرة واستضافة سوق قوي للأفلام وتمكين المرأة مع تعزيز التبادل الثقافي بين صانعي الأفلام ونجومها وزوّار وحضور المهرجان. كما تستضيف شاشات المهرجان أحدث الأفلام من العالم العربي وباقي أنحاء العالم على مرأى سكّان جدّة وزائريها وضيوفها من جميع أنحاء العالم.
ومن خلال شعار محدد يتجدد كل سنة، ينطلق المهرجان للاحتفاء بفن السينما في جو ثقافي وترفيهي، ما يجعله محطة فريدة للسينما العربية والعالمية منذ دورته الأولى، ببرامجه الحيوية والمتنوعة المصممة لتناسب الجمهور وترتقي لتطلعاتهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جدة مهرجان البحر الأحمر محمد سامي مهرجان البحر الاحمر السينمائي الدولي المزيد المزيد محمد سامی
إقرأ أيضاً:
الأجهزة الأمنية في مهرجان جرش… وجه مشرق للأردن
صراحة نيوز- بقلم: د. خلدون نصير
في كل دورة من دورات مهرجان جرش للثقافة والفنون، يثبت الأردن أنّه بلد الأمن والاستقرار، ليس فقط من خلال التنظيم المبدع والفعاليات الثقافية المتنوعة، بل أيضًا عبر الحضور النوعي والاحترافي للأجهزة الأمنية.
فمنذ اللحظة الأولى لدخول الزائر إلى المدينة الأثرية، يشعر بحفاوة الاستقبال وطمأنينة التواجد الأمني الذي يُدار بأعلى درجات المهنية. الانتشار المدروس لعناصر الأمن والدرك، والتعاون السلس مع الجهات التنظيمية، يعكس صورة مشرّفة عن الأردن أمام ضيوف المهرجان من الداخل والخارج.
ولم يكن هذا الحضور الأمني يومًا سببًا في تقييد الحركة أو التضييق على الجمهور، بل على العكس؛ فقد حرصت الأجهزة الأمنية على أن تكون جزءًا من مشهد الفرح، تعمل بصمت وانضباط لضمان سلامة الجميع، ما جعل تجربة حضور المهرجان أكثر أمانًا ومتعة.
ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نرفع أسمى عبارات الشكر والتقدير لقيادات وضباط وضباط الصف والأفراد المتواجدين في الميدان، الذين واصلوا الليل بالنهار لأداء واجبهم الوطني، رغم كل الظروف الجوية التي واجهوها. كما لا يمكن إغفال الدور الكبير لاستخدامهم أقصى الإمكانيات المتاحة وأحدث وسائل التكنولوجيا للحفاظ على أمن وسلامة الزوار وممتلكاتهم، وهو ما عزز ثقة الجمهور وأضفى المزيد من الطمأنينة في أجواء المهرجان.
هذه الجهود لا تأتي من فراغ، بل تعكس عقيدة راسخة بأن نجاح أي فعالية وطنية هو نجاح للأردن كله. إنّ الانضباط الذي يميز رجال الأمن، وحسن تعاملهم مع المواطنين والزوار، يُسهم بشكل مباشر في تعزيز سمعة الأردن كوجهة آمنة ومرحّبة.
وبينما يستمر مهرجان جرش في رسم البهجة على وجوه الحاضرين، تبقى الأجهزة الأمنية هي خط الدفاع الأول عن هذه الصورة المشرقة، بعملها الدؤوب والتزامها اللامحدود.