موقع النيلين:
2025-06-03@16:05:12 GMT

الحكيم لا يُوصّى

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

لما إختار المجرم حميدتي ورهطه من القحاطة ومجوعة ( *المسهلين* ) المكونة من سفراء ومبعوثين، وعناصر مخابرات، ومافيا أموال، وسياسيين، ومستشارين، لما رجحوا ( *أجمعين* ) خيار الحرب لحسم الفوضى كما أسموها، بأن يستلم النائب الحكم بالقوة، ليمضى الإتفاق الإطاري، ووثيقة المحامين، وبالتالي كامل مشروع التغريب المُعد سلفا للدولة السودانية، وإمضاء الصفقات الإقتصادية بالسيطرة على موارد السودان، وأصوله وأرضه، وسواحله، وتقاسم هذا الرهط بينهم ليبيتن يقين الناس ودالة إيمانهم على مهلكة، ثم يقولون ما شهدنا مهلكهم، وإنما هو تغيير أملته الضرورة، ونقبله بفقه الواقع المتاح، لتمضي المؤامرة وتنفذ بهذا التدبير الماكر، ويقفز حميدتي للسرج

( *كرسي السلطة الأول* ) ظانه ذلول كما إعتاد من سروج الحمير، فزلت أقدامه وهوى إلى قعر بلا قرار، وهو يجر معه كل الرهط الأشقياء، فأين سيئ الذكر ( *فولكر بيرتس* ) وتوم بيرلو، وجود فيري، وسفراء عرب رغبوا في تعلم الحلاقة في رأس اليتيم ، وكل بموساه يوقع الوشم الديموقراطي، بجرأة لا يشوبها حياء.

وأين ثلة المزرعة ( *المزرعة المقصودة هي مزرعة رجل الأعمال عبد الباسط حمزة المغصوبة من لجنة وجدي*، *والمستردة بأمر المحكمة* ) وأين أساطين اليسار، وعصبة الجمهوريين، والأحزاب الإنتهازية، الذين نصّبوا أنفسهم أولياءً لشعب السودان، وأنهم يرون ما لا يراه، ويقدرون على تدبير أمره، ويعبرون به إلى بر السلام والرفاهية، كما يردد ذلك المعتوه.

كل هذا التحدي واجه قيادة القوات المسلحة، ووضعها في تحدٍ غير مسبوق في تاريخ الصراعات المسلحة وإداراتها، فوجدت نفسها والوطن في أزمة وجودية، وأنها محاطة ومطوقة بكل قدارت الدعم العسكرية، وإمكانات رهطه السياسية، فألهمها الله تعالى أن تختار ( *ذات الشوكة* ) وأن تبذل مهج منتسبيها فداءًا، وهكذا بدأت في إمتصاص الصدمات، وتكسير موجات الهجوم، وفل عزيمة العدو، وإثخانه بالضربات النوعية المتخصصة، كما يفعل المحارب الخبير والملاكم المتخصص، وما مضت بضعة أشهر وإلا وتبدلت الأحوال، وتغيّرت المواقف، وتبدّد ذلك الأمل بكسر ظهر الجيش والسيطرة على السودان، بل تواضع ذلك الطموح الزائف إلى درجة الحصول على سانحة لإلتقاط الأنفاس، والبحث عن مخارج وطرق للهروب، ولو تحت أردية النساء وثياب التنكّر، وغابت القيادات التي كانت تعد نفسها وأزياءها لتسنم الوظائف العليا في قيادة الدولة والحكومة والجيش، حيث تخلو الآن ساحة المعركة من أي أثر لقيادة للجنجويد، فلا حميدتي الشبح، ولا المتهور عبد الرحيم ولا واحد ممن إتبعوهم رغبةً أو رهبة، يستطيع الآن الظهور في أي موقع.

وأما عن بقية الرهط فقد إستيقنوا بأن مشروعهم قد فشل، وسعيهم قد خاب وخسر، ولكنهم لم ييأسوا بعد، فلذلك يلتمسون أدوات أخرى لإدارة الصراع، مثل الحيل والخداع كرفع الرايات البيضاء وإبداء الحرص على السلام وتجديد الدعوة للمفاوضات، ووقف إطلاق النار، وغيرها من الأساليب، لكن في المقابل قيادة القوات المسلحة تعلم ( *يقيناً* ) أنهم كاذبون، ومراوغون، وتعلم كذلك رغبة الشعب السوداني المجمعة على سحق هؤلاء الخونة، جزاء ما إرتكبوه من فظائع، وما إقترفوه من جرائم لا يمكن التسامح معها على الاطلاق، ولن يقبل الشعب من قيادته التي تقدمت الصفوف، وقاتلت ببسالة، وأبلت ببطولات وتضحيات جسام، وأنفقت أرواحاً غالية، فضلاً عما دمره هؤلاء المجرمون من الممتلكات العامة والخاصة.

هنالك تداول لمعلومات وأخبار بأن ثمة دعوات لوقف مؤقت لإطلاق النار، والمعاودة لمنبر جدة، هذه أساليب (*جس نبض* ) للرأي العام لمعرفة إتجاهاته والبناء عليها، ومحاولات التمظهر بالدعوة للسلام .

لكن فات الأوان على هذه الحيل والدعاوى الباطلة، وما أكدته قيادة الجيش في منابر متعددة ومناسبات مختلفة أنه ( *لا تفاوض مع الجنجويد البتة* ) لا في منبر جدة، ولا غيره من المنابر في عواصم العالم؛ لأن القضية نفسها لم تعد في حسابات التفاوض، إنما هي تعقب مجرمين مسلحين إرتكبوا الفظائع في حق الشعب والوطن يجب أخذهم بالقوة الباطشة، ولا مجال لأي حديث معهم في شأن وقف لإطلاق النار إلا أن يستسلموا تماماً ويضعوا السلاح أرضاً ويخضعوا للمحاكمة، هذه هي بينة الأمر، وما عداها محض إختلاق؛ فالقيادة لا تحتاج لأحد أن يوصيها في الأمر، لأنها تملك من الأسباب، وتعرف من الحقائق، وتدرك من المخاطر الذهاب في هذا الإتجاه .

فالحكيم لا يوصّى، والثيب لا تُعلّم الخمرة، كما يقول المثل وهو بمعنى أن من سبق لها الزواج لا تحتاج في يوم عرسها الثاني لمن يعلّمها كيف تختمر أي تلبس الخمار،
ليس بعيداً من ( *أسأل مجرب* ).
*لست خُباً ولا الخُبُّ يخدعني* كما قال سيدنا علي بن أبي طالب .

لـواء ركن ( م ) د. يونس محمود محمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

أضغاث أحلام ،، الشيخ الحكيم

أطل الشيخ محمد هاشم الحكيم ،، حياه الله ،، متحدثا بعد صلاة الجمعة ، وقال بأنه رأي الرسول صلى الله عليه وسلم في منامه حيث دخل عليه في صالون كبير وجميل وبحضور رجال يلبسون الجلاليب السودانية ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ( الحرب دي انتهت ،، وعلى الجيش ،، والدعم السريع ،، يقعدوا يتفاوضوا )
ثم تلا شيخ الحكيم الآيات من سورة الحجرات ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ، فإن بغت إحداهما فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ الى أمر الله ،،، )
ابتداءً لا نكذب الرجل في ما قاله ورآه ، فرؤياه صلى الله عليه وسلم حق ، فالشيطان لا يتمثل به ، ولكن قضى القرآن الكريم بكمال الدين وتمام الرسالة ، و قال صلى الله عليه وسلم ( تركتكم على المحجة البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها الا هالك ) .
ولذلك أجمع العلماء أنه لا تشريع بالزيادة والنقصان يستمد من الرؤى والاحلام مما يراه الناس في منامهم ، ولو كان الرائي من الصالحين المشهود لهم ، لأن مؤدى هذا الاتجاه لا ضابط له ، وربما يقود الى انحرافات وخلط يعتري أصل الدين ، لأنه يفتح بابا لا يمكن سده ، حيث ينام الناس ويصحوا على صوت رجل يدعي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له ، قل لأمتي كذا وكذا ، لأن الرؤيا لا يُحكم بها ولا يُعتد ، عدا رؤيا الأنبياء أنفسهم لأنها وحي .
بالعودة الى رؤيا الشيخ الحكيم ، وخروجه على الناس بالدعوة للتفاوض مع الدعم السريع ، باعتبارهم ( طائفة مؤمنة ) بغت على الأخرى ، فقد أصدر علماء ثقات على مستوى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، أصدروا تصنيفا لهؤلاء القتلة بأنهم محاربون لله ورسوله ومفسدون في الأرض ، وبالتالي يجري عليهم حكم أولئك ، بالقتل ، والقطع من خلاف ، والنفي من الأرض ، لماذا ؟
لأنهم حاربوا الله ورسوله في كل الأحكام ، حيث استحلوا كل حُرُمات الله ، وبلاغ رسوله ( ص ) فقتل النفس عمدا ، وانتهاك الأعراض ، واراقة الدماء ، وسرقة الأموال ، والترويع ، والإخراج من الديار ، وهدم البيوت ومصالح الأمة ، وتدمير المشافي ، والمدارس ، ومراكز الخدمات ، والمراعي والمزارع والحقول ، ووسائل السقيا وقنوات ومحابس الري ، والكباري ، وكل منفعة أضروا بها إضرارا بالغا وعن تعمد وقصد ، وأحدثوا سوابق في التعدي على الإنسانية ، ويمكن الإستماع لشهادات الناجين من الأسرى في السجون ، كما يمكن إعادة النظر والتمعن في أجسامهم وما اعتراها من نحول وهزال بالتجويع والقتل البطيئ ، والحرمان من الماء والدواء ، والحمام ، واستهداف الحياة العامة بالقصف العشوائي اليومي بالمدفعيات والطيران المسير الذي مزق أجساد الغافلين في بيوتهم .
كل هذا وزيادة عليه أضعافا مضاعفة ارتكبتها مليشيا الجنجويد ، ولعل الشيخ محمد هاشم الحكيم شاهد هذا أوبعضه ، ووبلغ اليه بادوات التواصل .
فهل يرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته المُحبة في السودان ذلك !!
ولماذا شرع الجهاد إذا ؟؟
خاصة جهاد الدفع مما نحن فيه من حال ، وقد تكالبت علينا الأمم من مجاهيل افريقيا ، ومن مرتزقة العالم ، ومن اليهود ، ومن وكلائهم في الإمارات ، ومن اليساريين العلمانيين الذين يرفضون مجرد ذكر ( إسم الله ) في الوثيقة وفي كل خطاباتهم ومراسلاتهم وأوراق الحكومة الرسمية ، إنكارا لوجود الله في الأصل ، لأنهم مُلحدون ، فهل هذه طائفة مؤمنة تقاتل أخرى يا شيخ الحكيم ؟؟
لماذا قاتل سيدنا أبو بكر الصديق مانعي الزكاة ؟
وحاربهم حتى أخضعهم وردهم لحظيرة المسلمين ، وأنقذهم حتى من أنفسهم التى سولت لهم أُولى خطوات طريق الردة والخروج من الإسلام .
بينما هؤلاء القتلة البغاة ابتدرونا بالقتال ، ومارسوا الغدر ، والتآمر الإقليمي والدولي مستهدفين الإسلام أولا ، في منهجه ، ورموزه ، وحاكميته ، ومستقبله في هذا البلد السودان ، وربما يكون شيخ الحكيم وإخوانه الدعاة أهدافا مشروعة للجنجويد والقحاطة بعدما يستقر بهم المقام في قصر الحكم ، وبحسب أقوالهم المسجلة بأنهم لن يتركوا للإسلام والإسلاميين مساحة في هذا البلد ، الذي سيصبح مثابة للمثليين ، والجندرة ، والفمينست ، والخمر ( العرقي يكون مجان ) والمخدرات ( البنقو ببطاقة التموين ) وتلك هي شعاراتهم يا شيخ ، أما أئمتهم وقادتهم أمثال ( القراي ) الذي مَثّل اللهَ جلّ وعلا في الكتاب المدرسي ، تأسياً بالتصاوير المسيحية المحرفة ، والحضارات البائدة في روما القديمة .
إنه صراع بقاء ووجود في سنن التدافع بين الحق والباطل يا شيخ الحكيم ، والدعم السريع هو سلاح التنفيذ لإخضاع الشعب ، وكسر عينه ، وترويضه بالخوف ، بل واستبداله بقوم آخرين لعل الشيخ شاهد بعضهم وتأكد له أنهم غُرباء الوجه ، واليد ، واللسان ، وتلك هي القناصة ( حورية الحبشية ) في الضعين تتهيأ لمقاتلة متحرك الصياد ، سافرة الوجه فصيحة اللسان ، لم تخش هي ولا الذين استعانوا بها بأساً من الإستعراض العلني !!
أما في قوله تعالى ( حتى تفيئ ) بمعنى استمرار مقاتلتهم حتى يرجعوا عما هم فيه ، ويخضعوا لارادة ( الحاكم ) ويلتزموا أمره ،
وإرادةُ الحاكم هنا هي كل ماقاله الرئيس البرهان ، وأعضاء مجلس السيادة ، بالاتفاق والتناغم مع رأي الشعب السوداني قاطبة ( عدا القحاطة ) بأن يضع الدعم السريع السلاح ، ويسلم بقية المدن التي يتمركز بها ، ويخضع للقانون في الأخذ بأيدي الذين أجرموا ( وما أكثرهم ) لاستخلاص الحقوق الخاصة بالناس ، الدماء والأموال والأعراض ، والأذي النفسي ، وألا مكانَ لقيادة الدعم السريع في حياة السودانيين السياسية ، والشأن العام ، هم وكل الذين مشوا معهم مشوار البغي هذا .
نعم هذه الإشتراطات الشرعية لوضع حد لهذا العدوان على المستوى الداخلي ، أما على مستوى أركان المؤامرة في الإقليم والعالم فلا بد من رد الصاع ، خاصةً دول الجوار الهشة ، لابد أن نُريهم من أنفسنا قوة ، حتى لا تتكرر التدخلات ، ولابد من اعتبار خاص جداً في الرد على الامارات ، لابد أن تذوق وبال أمرها ، بشكل يكافئ نزعتها الشيطانية في الإعتداء على الآمنين ، وطمعها الذي يُسوِّل لها ( استكفال ) نعجتنا الواحدة الى نعاجها ال(٩٩)
ثم تتآذر مع أمريكا ومحكمة العدل لتعُزنا في الخطاب ، برشوتهم بالترليونات ، وغدائر الغواني في ممر اللاشرف .
ومن بعد ذلك يحق للشهداء أن يتبسموا في عليائهم رضىً بأن دماءهم أينعت قِطافَ السلام العزيز ، وعندها يُواسى الدمع في ( أمياق ) مآقي الأمهات الثكلاوات بأن حصائد ثمرات أفئدتهن قد أنجبن النصر لهذه الأمة ،
وعندها سيودع الوطن أحزانه وشقاءه ، ويستقبل استدارة الزمان بالفأل الحسن ، وعندها سيؤوب الجيش الى مرابط خيله ، ويُنزل السروج ، ويغتسل من غبار المعارك ، ويعيد تراتيبه العسكرية لحراسة الثغور من جديد .
ويمكن أن يُفوض الشيخ محمد هاشم الحكيم وفق ( رؤياه ) أن يُبلغ ذلك للدعم السريع بشروط الحاكم أعلاه ، فإذا ( فاء ) وقَبِل ، والتزم فلا حاجة لنا شعب السودان وقواته المسلحة والمشتركة والمجاهدين ، لا حاجة لنا في قتاله .
وإن أبى ، وهذا غالب الظن ، لأنه لا يملك من أمره شيئاً ، فليس لدينا ( والله ) إلا الرصاص ، ومثلما خرجوا من البيوت والصياصي في أُمهات مدن السودان ، سيخرجون صاغرين أذلاء مما تبقى لهم من مدائن ، ولا طاقة لهم بمواجهة الدولة باكملها ، والزمن يحكم ، ومسرح الحرب يشرح ، والفورة مليون .
وأخيرا يا شيخ الحكيم لا يستوي أن يكون ذلك موافقاً لموقف القحاطة ، وجماعة لا للحرب ، بينما هم الذين أشعلوا أوراها .
الله غالب
وصلى الله وسلم على سيد الثقلين ، وإمام المرسلين ، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

لواء ركن ( م ) د. يونس محمود محمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أضغاث أحلام ،، الشيخ الحكيم
  • وزير خارجية إيران: وقف حرب إسرائيل على غزة يتبعه توقف هجمات البحر الأحمر
  • فتاة تقتل صديقتها وتسلم نفسها للشرطة
  • الجيش الإسرائيلي يشن غارات على مجمع قيادة وسيطرة حماس وسط غزة
  • مجلس سوق الجمعة يناقش مع سفير الاتحاد الأوروبي تثبيت وقف النار في طرابلس
  • تركيا.. مهندسة قتلت صديقتها وسلمت نفسها للشرطة وبيدها السكين
  • إيران تعيد تموضع نفسها لمواجهة صعود إسرائيل وتركيا
  • جريمة طعن تهز إسطنبول… والقاتلة تسلّم نفسها!
  • حين كذّب الكيزان رؤيا الحكيم!
  • امريكا ترفض ردّ “حماس” الذي يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني