فيدان يكشف دور تركيا في منع تدخل روسيا وإيران عسكريا لصالح الأسد
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
كشف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، عن محادثات مركزة أجرتها بلاده مع كل من روسيا وإيران بهدف منعهما من التدخل عسكريا لصالح بشار الأسد بعد بدء المعارضة المسلحة حملة عسكرية واسعة تحت مسمى "ردع العدوان" انتهت بسقوط النظام.
وقال فيدان في حوار مع قناة "إن تي في" (NTV) التركية، مساء الجمعة، "حرصنا على فتح الطريق لتجنب إراقة الدماء من خلال إجراء محادثات مركزة مع روسيا وإيران، وهما الطرفان الوحيدان القادران على استخدام القوة الحركية في المنطقة".
وأضاف أنه "عندما بدأت هذه العملية (ردع العدوان)، كان أهم أمر هو التحدث مع الروس والإيرانيين لضمان عدم تدخلهم عسكريا في المعادلة. أي أن المحادثات التي أجريناها مع الروس والإيرانيين خلال هذا الأسبوع جعلتهم يدركون الحقيقة".
وتابع بالقول "زار وزير الخارجية الإيراني دمشق. ثم التقينا مع الروس والإيرانيين في الدوحة وناقشنا بعض القضايا. لن أتحدث عن كل شيء هنا، ولكن في لحظة معينة اتصلوا، وفي تلك الليلة غادر الأسد".
ولفت وزير الخارجية التركي إلى أن سبب تقدم المعارضة السريع في الوصول إلى السلطة في سوريا يعود إلى المحادثات التي جرت في الكواليس وإلى عدم تلقي نظام الأسد الدعم من حلفائه، موضحا أن "الروس والإيرانيين أدركوا أن الشخص الذي استثمروا فيه لم يعد يستحق ذلك، وأن الظروف في المنطقة تغيرت".
وأشار إلى أن فصائل المعارضة السورية دخلت مدينة حلب دون مقاومة تقريبا، موضحا أن ذلك يعود إلى ضعف النظام وعدم قدرته على الصمود.
وقال فيدان "لم يكن لدي أي يوم عمل أو يوم عادي لم أفكر فيه في سوريا"، ولفت إلى أن هذه القضية التي وصفها بالمعقدة للغاية كانت دائما على جدول أعمال تركيا، مشيراً إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان دائما داعما لهذه القضية.
وقبل أيام، قال الرئيس التركي إن "الشعب السوري توج انتفاضته النبيلة بالنصر وأسقط نظام القمع الذي استمر عقودا ودافع عن حريته وحقوقه وقانونه ومستقبله".
وأضاف أن "إيماننا ودعواتنا أن ترى سوريا أياما مشرقة بعد 61 عاما من دكتاتورية البعث التي كانت مظلمة تماما طوال 13 سنة الماضية"، مبينا أن "الشعب السوري قام بثورة أصيلة وكللها بالنجاح وتنتظره أيام ناصعة البياض".
وشدد أردوغان على أن "أمن تركيا واستقرارها يأتي من خلال استقرار ورفاه المنطقة كلها"، متعهدا بتقديم بلاده الدعم إلى سوريا "بكل الوسائل من أجل نهوضها في أسرع وقت".
وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وقبلها في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب، استطاعت الفصائل خلالها بسط سيطرتها على مدينة حلب ومحافظة إدلب، وفي الأيام التالية سيطرت على مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص، وأخيرا دمشق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية فيدان سوريا المعارضة السورية تركيا أردوغان سوريا تركيا أردوغان المعارضة السورية فيدان سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن
إقرأ أيضاً:
تحذيرات إسرائيلية من مخاطر الوجود التركي في سوريا خلفا لإيران
حذرت كاتبة إسرائيلية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، من مخاطر الوجود التركي في سوريا على تل أبيب، وذلك في أعقاب خروج إيران منها، بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وقالت الكاتبة سمدار بيري: "تستعد تركيا لملء الفراغ الذي تركته القوات الإيرانية في سوريا، ويشير المسؤولون الإسرائيليون إلى أن الواقع الجديد باعتباره خطرا كبيرا".
ولفتت بيري إلى أنّ الاجتماع الافتتاحي بين وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني استمر أربع ساعات، برعاية السفير الأمريكي لدى تركيا توماس باراك، ولم يتم الإعلان فحوى الاجتماع.
وأكدت أنه "لا شك أن هذا كان لقاء مميزا، فقد مرّ 25 عاما على لقاء رئيس الوزراء إيهود باراك بوزير الخارجية السوري فاروق الشرع في مدينة شيبردستاون الأمريكية، ومنذ ذلك الحين لم يُعقد أي لقاء إسرائيلي سوري رفيع المستوى".
وتابعت: "كان السفير الأمريكي الوحيد المخول له لإلقاء بيان مقتضب للصحفيين، وقال فيه إن الاجتماع عُقد في أجواء إيجابية وقررنا مواصلة اللقاءات"، مؤكدة أن الاجتماع بحد ذاته مهم، وتوقيته يأتي بعد أيام فقط من قصف سلاح الجو الإسرائيلي لمبانٍ مرتبطة بمؤسسات أمنية في دمشق وضواحيها.
وأشارت بيري إلى أنه "حتى الآن لم تدخل أي قوات عسكرية تركية إلى سوريا، لكن الجانبين أنقرة ودمشق يتحدثان عن اتفاقية دفاع مشترك تسمح لأردوغان بإضافة مدربين وضباط عسكريين كبار إلى الأسلحة الخفيفة والثقيلة التي يقدمها للجيش السوري".
وذكرت أنه "ببساطة تستعد تركيا لملء الفراغ الذي تركته قوات الأمن الإيرانية في سوريا"، منوهة إلى أن هناك مخاوف كبيرة في تل أبيب أن ذلك يشكل خطرا أكبر من الوجود العسكري الإيراني.
وبيّنت أنه "إذا تمكنت تركيا من الدخول بكامل قوتها، فسيكون لذلك تأثير سلبي للغاية على الأكراد والعلويين، وبالطبع الدروز"، مستدركة: "في الوقت الحالي تكتفي تركيا بتدريب جنود سوريين على أراضيها، وإرسال معدات عسكرية وإصدار تعليمات لقادة الجيش السوري".
ووفق "يديعوت"، يؤكد السفير الأمريكي توماس باراك أنه "لا ينوي التدخل في قرارات الحكومة السورية، لكنه يوصي بالتريث قبل تعزيز الشراكة بين سوريا وتركيا". ومن خلال تصريحاته الحازمة، يُفهم استياء واشنطن من سرعة تحرك أنقرة داخل سوريا، ومن التهديدات التحذيرية التي يطلقها الرئيس أردوغان ووزير خارجيته تجاه إسرائيل.
وختمت الصحيفة بقولها: "يبدو أن تركيا تُلمّح إلى خططها لإرسال قوات إلى مطار مدينة الحمة. ويجب أن يُذكّر هذا الطلب الرئيس السوري ببداية السيطرة الإيرانية. لا تُخطط تركيا لمهاجمة إسرائيل الآن. لكن يجب أن نأخذ جميع الاحتمالات في الاعتبار، ونستعد، ونتذكر أن أردوغان قد يُشكّل تهديدًا أخطر (ووشيكًا) من خامنئي. وألا نتجاهل السيطرة التركية على سوريا".