الالحاد ليس وليدًا لهذا العصر.. كيف تتعامل الكنيسة مع الملحدين؟
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
تثير علاقة الكنيسة بالملحدين تساؤلات متعددة، خاصة في ظل التباين بين المعتقدات الدينية والإلحاد. ينطلق البعض من فكرة أن الكنيسة كمؤسسة دينية قد تنظر بعين الريبة أو الرفض للملحدين، لكن الحقيقة تحمل أبعادًا أكثر تعقيدًا.
الكنيسة، بمختلف طوائفها، لا ترفض الأشخاص بسبب معتقداتهم، بل تدعو إلى الحوار والانفتاح.
قال الاب انجيلوس كاهن كنيسة الملاك ميخائيل بالظاهر، الكنيسة بتقبل الملحدين كضمن فقة الخطاه ونحتويهم وتساعدهم فى الرجوع إلى الله، السبب الرئيسى للالحاد هو البعد عن الله فى حياتى فى يومى ممى يقنع الانسان ان يستبعد وجودة.
وتابع فى تصريحات خاصة ل "الفجر"، يوجد الحاد فعى وبعض الاشخاص يلجو له وهم مؤمنين، مثل عدم الصلاة الصوم وعدم حضور القداسات وعدم الممارسات الروحية فهذا يؤدى إلى الإلحاد الفكرى وأن الشخص يفكر أن ربنا مش موجود، لو شخص ابوه قاسى أو ظالم أو أو.... هذا بيعمل إسقاط على الله بيبدء يتعامل مع الله أنه الاب الأكبر وصورة الاب المشوه فى الارض بتسقط على صورة الله فيبدء ينكر وجودة ويتعامل معها بتجاهل وده اهم سبب من اسباب الإلحاد، فالكنيسة تواجه الإلحاد بالتوعية والمحاضرات ووسائل الايضاح،احيانا تقوم الكنيسة بعمل مؤتمرات كامله عن هذا الموضوع،وتسعى بكل الجهد لرجعهم عن هذا الطريق الخاطىء، وبالطبع الموضوع بياخد وقت ولكن ياتى بنتيجة فى النهاية بالاحتواء، الكنيسة لهم فى اسقفية الشباب فى قسم اللاهوت الدفاعى من ضمن قضياه هى مقاومة الالحاد.
واكد القس متى بديع كاهن بأسقفية الشباب، الإلحاد في اللغة اليونانيّة القديمة كانت صفة atheos (من حرماني a- + theos "إله") والتي تعني "دون الآلهة "أو" قلة الإعتقاد في الآلهة". والإلحاد في معناه الشامل هو غياب الإعتقاد في وجود الآلهة. يتضمّن هذا التعريف أولئك الذين يؤكّدون بأنّه ليس هناك آلهة علي الإطلاق، وأولئك الذين ليس لديهم اتجاه واضح حول وجود الآلهة من عدمه.
واوضح فى تصريحات خاصة " للفجر"، ان الالجاد له اسباب كثيره منها اسباب فلسفية نابعة من التحليل المنطقي والاستنتاج العلمي التي حسب وصف الملحدين تشير إلى انعدام الأدلة والبراهين على وجود الخالق الأعظم وفكرة الشرأو الشيطان وكونها منافية لقدرة الخالق، أسباب شخصية مصدرها قناعة شخص معين إن حياته ستكون أفضل دون الدين حسب مقاييس شخصية أو مقاييس فرضت عليه من المجتمع الذي يعيش فيه أو نتيجة تأثره بمجتمع ملحد يعتبره أكثر تحضرًا وتقدمًا ويستشهد هذا التيار عادة بالحروب والمآسي التي حدثت وتحدث بسبب الدين.
أسباب نفسية قد تكون مصدرها حالات نفسية مثل الكآبة أو اضطرابات في شخصية الإنسان، أسباب تاريخية بسبب التناقض فى رواية أحداث تاريحية معينة فى كتب دينية مختلفة، أسباب سياسية: مثل الثورات السياسية التي حرمت أو منعت الأديان كالثورة الشيوعية في روسيا والتي امتد أثرها إلي أوروبا الشرقية ودول أخري.الالحاد القوي ( (Strong Atheism: يعني إنه لا وجود لله ولا يمكن ان يكون موجودا، الالحاد الضعيف ( :(Weak Atheism يعني عدم الايمان بوجود الله وهي لا تنفي وجوده، اللاادرية(Agnosticism) وهي تعني ان تأكيد أو نفي وجود الله هو شيئ مستحيل.، الحركة الانسانية (Humanism ): هي إحدي فلسفات الحياة التي جوهرها هو الانسان وتعتمد علي المنطق حيث انهم يعتبرون أن العلم والمنطق هما أساس فهم الحياة من حولنا، الطبيعية((Naturalism: وتنادي بأن كل الظواهر يمكن فهمها بقانون الطبيعة فقط وهي لا تنكر ولا تؤكد وجود الله، اللادينية (Irreligion): هي انعدام الإيمان بالأديان والكتب المقدسة علي أنها مجرد نصوص بشرية مع رفض جعل الدين أسلوبا لتنظيم حياة الإنسان، الربوبية الحديثة ((Deism: وهم يقولون ان الله قد خلق العالم واصبح هذا العالم يسير بقوانينه الطبيعية وليس هناك إحتياج إلى ماهو فوق الطبيعة للتدخل لإدارته، وحدة الوجود (Pantheism): وهم يعتقدون ان الكون هو الله والله هو نفسه هذا الكون، الكل في الله (Panentheism): وهم يعتقدون أن الله هو جوهر الكون والسبب في وجوده مثل وجود العقل في جسم الإنسان.
ففي إطار دور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مواجهة تيار الإلحاد الآن تم إنشاء خدمة اللاهوت الدفاعي ، حيث تم إعداد مجموعة من الخدام المتميزين لدرء هذا الخطر والتعامل معه بطرق مناسبة، حيث أن الهدف الأهم هو إنشاء برنامج توعية دينية خاصة لسن الشباب بالإضافة لتقديم الردود المناسبة لكافة الإعتراضات التي يثيرها الملحدون من آن لآخر.
واردف الاب موريس كاهن كنيسة العائلة المقدسة بالزيتون فى تصريحات خاصة لـ "الفجر "الالحاد ليس وليدًا لهذا العصر، فهناك تاريخ طويل للالحاد، ولكل عصر له نمط وشكل متميز ومختلف للتعبير عن الالحاد، وذلك حتى لا نلوم ابناء جيلنا، وكأنهم الوحيدون الذين اخترعوا أو واقعين تحت الالحاد.
وتابع، الالحاد موقف متخذ من قبل البعض نحو الله. وليس بالضرورة أن يكون الالحاد معناه انكار وجود الله. يوجد معنى أوسع للالحاد وهو عدم الاعتقاد واللامبالاة الدينية معًا. كما أنه يوجد أنواع من الالحاد: الالحاد مطلق وهو نفي وجود الله نفسه، والالحاد النسبي هو رفض بعض الأفكار الخاطئة عن الله، الالحاد النظري هو موقف من لا يؤكد وجود كائن مُفارق في للعالم (الكائن المطلق)، من حيث أنه موجود ولا من حيث إنَّه موضوع معضلة أو مشكلة قابلة للحل. والالحاد العملي وفي هذا الالحاد ودون ان يعطي رأيه في وجود الله، لا يمنحه أي مكان في الحياة الواقعية العملية، ويعيش وكأن الله غير موجود، وفي اغلب الاعتقاد الالحاد هو رفض لصورة مشوهة أو مغلوطة عن الله، وليس رفضًا لله ذاته.
وأكمل، لا تستطيع الكنيسةالكاثوليكية، أن تغلق أبوابها أمام المختلفين معها في الرأى والعقيدة، وكذلك الخطاة والاشرار. فالكنيسة هي بيت الرحمة وهي مستشفى لعلاج الداء والامراض المختلفة. والكنيسة هي أم ومعلمة تحتوي جميع ابنائها في داخلها مع أختلاف اجناسهم وآرائهم واعراقهم وعائداتهم وتقاليدهم. فالكنيسة وجدت لأجل الحوار والتفاهم مع كافة الحضارات والثقافات، وعليها احتواء جميع البشر بلا استثناء بصفتها أم رحيمة ومعلمة ومربية، تتعامل الكنيسة مع الملحدين بالاستقبال والترحيب بالابتسامة بها يشعر الشخص بحرارة اللقاء، الاصغاء والانصات ومحاولة ادراك واستيعاب ما يقال، ومحاولة فهم أين تكمن المشكلة الحقيقية لهذا الشخص، ولماذا لديه موقف من الله؟
ترجع اسباب الالحاد، بعضها يرجع إلى المؤسسات الدينية المختلفة التي تقدم صورة مغلوطة عن الله وتشويها لحقيقته. فحينما نقدم عظة كلها تهديد وتخويف وتقديم صورة الله المعاقب والواقف بالمرصاد وعذاب جهنم...إلخ، حينما لاتوجد مصدقية بين الاقوال والافعال، وحياة رجل الدين أو القائمين على المؤسسة أو الجماعة يقولون كثير ولا يفعلون شيئًا، فأين التطابق بين الاقوال والافعال؟ حيث توجد مسافة وهوة كبيرة أو عظيمة بينهما هذه المساحة تترك للتساؤل دون إجابة ماذا يحدث؟، حينما نقدم الله للشباب وللبسطاء على أنه مجموعة مفاتيح، لديه الاجوبة على كل حدث وكل شيء وكل طلب. المشاكل النفسية. رواسب التربية في الطفولة والشباب، وعلاقة الشاب بوالديه، هل فيها قسوة؟ هل فيها حرمان؟ هل فيها دلال؟ هل فيها تمييز؟ مشاكل وجودية وحياتية. عدم وجود عدالة اجتماعية، كثرة المظالم، وازدياد الشر، ولا توجد إجابة واضحة عن التساؤلات الوجودية والحياتية إلا ربنا عاوز كدا. وكأن عجز الإنسان عن ايجاد اجابات واضحة عن تساؤلاته الوجودية والحياتية، وفي هذه الحالة يصبح الله شماعة عدم قدرتنا على ايجاد اجابات وجودية حياتية، مما نجعل الشخص في حالة عداوة وخصومة مع الله بلا مبرر، يصاب الإنسان بخيبات أمل في الله، وتزداد هذه الخيبة لان الله لا يلبى مطالبنا، الصراع العقلي الذي يجد فيه الشخص ذاته في حالة تضاد بين الله والطبيعة. هذا هو الالحاد ذات الطابع العلمي الذي لا يرى في الله فائدة أنَّ الطبيعة تخضع لقوانينها الذاتية، والعلم يستند على حساب واختبار وتجارب، وبالتالي ينفي وجود الله الذي لا يخضع للحساب والتجارب في المختبرات المعملية، التناقض الموجود بين الله والشر. هذا هو الالحاد الاخلاقي الذي يجد التناقض بين وجود الله والشر. كيف يكون الله هو خالق هذا الوجود ويتركه في شره وفساده؟ ما هي مبررات الشر مع وجود الله؟،
واوضح، ظاهرة الالحاد هي ظاهرة صحية ومهمة جدًا وفرصة ذهبية لتصحيح المفاهيم المغلوطة والمشوهة عن الله وعن الحياة والوجود. هي فرصة للمعرفة الحقيقية لرحمة الله وطبيعة الله المحبة والعادلة. وفرصة لتعميق الايمان السطحي بالله لدى الملحد الذي جعله يتأثر هكذا كثيرا ويبادر برفض الله.
من هنا الكنيسة والمسجد يقدمان تعليما نزيها واضحا عن الله من منابع تمنح الإنسان السكينة والطمانينة من خلال المحاضرات المؤتمرات اللقاءات والاقتراب بلا خوف من هؤلاء دون تهويل أو استخفاف. وبالحوار المبني على الاحترام والتقدير مع من نختلف معهم حتى في قضية جوهرية مثل وجود الله.
أكد القس رفعت فكري، أمين عام مشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط، أن القيم الدينية تقلل الشرور،فالإلحاد انواع بعض الاشخاص تبحث عن الله وعندها اسئلة وعندها شكوك الناس فهم ليسو ملحدين لأنها بتسال، لكن اخرى فشخص لا يؤمن بالله الأديان ويرى أن هناك إله آخر، ونوع ثاني في رحلة بحث عن الله، وثالث لا يدرى شئ إن كان الله موجود أم لا، ورابع وهو الإلحاد الأخلاقي ويوجد بين المؤمنين، فيأمنون بوجود الله ولكن هناك سرق ونهب وزنا وقتل، وهنا يأتى دور الخطاب الديني، الذي يوضح أن التدين والعبادة والصوم والصلاة كل هذه الأمور ليست شكلية فقط، فالدين سلوك وحياة.
وأكد القس رفعت فكري في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، فدور الكنيسة هنا أن تعمل حوار مع كل الناس دون هجوم وتتبنى مبدء الحوار دون ايدانه، الناس بتبعد عن الله لأنهم بيشوفو خدام الكنيسة ليسو قدوة بيعلمو حاجة ويعيشو حاجه تانى أو اللجوء إلى المواقع الخاطئة فى السوشيال مديا أو من وجه نظرهم أن النص الدينى بيتعارض مع العلم والكنيسة، فلم تحاول أن تجتهد لعمل قراءة جديدة للنصوص الدينية وتفسيرات جديدة ربما يرو الخطاب الدينى فى وادى والواقع فى وادى تانى فكل ذلك اسباب مختلفة كفيلة أن تبعد الناس عن الله غير ذلك الشر الموجود فى العالم والكواثر والزلازل لما الناس بتريطها بربنا بتزعل منه ليه عملت كدة ، أساليب الكنيسة لمواجهة الإلحاد محتاجة تعلم الناس أنهم يكونو قدوة كلامهم مثل سلوكهم تقديم تفاسير جديدة مع العلم وليس ضدة والكنيسة فى كل الحالات تقدم محبة وحتواء جميع الناس، الكنيسة تدعو إلى الحوار مع الملحدين لإيجاد قواسم مشتركة. هناك مبادرات عديدة حول العالم تهدف إلى بناء جسور بين المؤمنين وغير المؤمنين من خلال النقاشات الفلسفية والإنسانية. هذه الحوارات تساعد على تعزيز التفاهم وتخفيف الأحكام المسبقة.
واردف الاب موريس كاهن كنيسة العائلة المقدسة بالزيتون فى تصريحات خاصة لـ "الفجر "الالحاد ليس وليدًا لهذا العصر، فهناك تاريخ طويل للالحاد، ولكل عصر له نمط وشكل متميز ومختلف للتعبير عن الالحاد، وذلك حتى لا نلوم ابناء جيلنا، وكأنهم الوحيدون الذين اخترعوا أو واقعين تحت الالحاد.
وتابع، الالحاد موقف متخذ من قبل البعض نحو الله. وليس بالضرورة أن يكون الالحاد معناه انكار وجود الله. يوجد معنى أوسع للالحاد وهو عدم الاعتقاد واللامبالاة الدينية معًا. كما أنه يوجد أنواع من الالحاد: الالحاد مطلق وهو نفي وجود الله نفسه، والالحاد النسبي هو رفض بعض الأفكار الخاطئة عن الله، الالحاد النظري هو موقف من لا يؤكد وجود كائن مُفارق في للعالم (الكائن المطلق)، من حيث أنه موجود ولا من حيث إنَّه موضوع معضلة أو مشكلة قابلة للحل. والالحاد العملي وفي هذا الالحاد ودون ان يعطي رأيه في وجود الله، لا يمنحه أي مكان في الحياة الواقعية العملية، ويعيش وكأن الله غير موجود، وفي اغلب الاعتقاد الالحاد هو رفض لصورة مشوهة أو مغلوطة عن الله، وليس رفضًا لله ذاته.
وأكمل، لا تستطيع الكنيسةالكاثوليكية، أن تغلق أبوابها أمام المختلفين معها في الرأى والعقيدة، وكذلك الخطاة والاشرار. فالكنيسة هي بيت الرحمة وهي مستشفى لعلاج الداء والامراض المختلفة. والكنيسة هي أم ومعلمة تحتوي جميع ابنائها في داخلها مع أختلاف اجناسهم وآرائهم واعراقهم وعائداتهم وتقاليدهم. فالكنيسة وجدت لأجل الحوار والتفاهم مع كافة الحضارات والثقافات، وعليها احتواء جميع البشر بلا استثناء بصفتها أم رحيمة ومعلمة ومربية، تتعامل الكنيسة مع الملحدين بالاستقبال والترحيب بالابتسامة بها يشعر الشخص بحرارة اللقاء، الاصغاء والانصات ومحاولة ادراك واستيعاب ما يقال، ومحاولة فهم أين تكمن المشكلة الحقيقية لهذا الشخص، ولماذا لديه موقف من الله؟، لا ملامة ولا اتهام ولا تكفير ولا ارهاب ولا تلحيد ولا تكذيب ولا مقاطعة ولا وعد ولا وعيد ولا دفاع عن الله والإيمان، يجب ان يكون فى الحوار الهادئ الهادف اللطيف، والذي يبدو صعبًا لاول وهلة، ولكن مع سمات الحوار الصادق والصريح والشفافية تولد الثقة بين الطرفين. هنا فقط يمكننا الوصول إلى تفاهم أو إلى تصحيح مفاهيم أو وضع الأمور في نصابها.
ترجع اسباب الالحاد، بعضها يرجع إلى المؤسسات الدينية المختلفة التي تقدم صورة مغلوطة عن الله وتشويها لحقيقته. فحينما نقدم عظة كلها تهديد وتخويف وتقديم صورة الله المعاقب والواقف بالمرصاد وعذاب جهنم...إلخ، حينما لاتوجد مصدقية بين الاقوال والافعال، وحياة رجل الدين أو القائمين على المؤسسة أو الجماعة يقولون كثير ولا يفعلون شيئًا، فأين التطابق بين الاقوال والافعال؟ حيث توجد مسافة وهوة كبيرة أو عظيمة بينهما هذه المساحة تترك للتساؤل دون إجابة ماذا يحدث؟، حينما نقدم الله للشباب وللبسطاء على أنه مجموعة مفاتيح، لديه الاجوبة على كل حدث وكل شيء وكل طلب. وحينما نقدم الله على أنه منديل أي إنَّه تعزية كلّ الآلام، وحينما نقدم الله على إنَّه حافظة نقود أي مصدر كل مظاهر الأمان. باختصار شديد تقديم الله على إنه مصدر كل علة وكل شيء وهو وراء جميع الاحداث في الحياة. المشاكل النفسية. رواسب التربية في الطفولة والشباب، وعلاقة الشاب بوالديه، هل فيها قسوة؟ هل فيها حرمان؟ هل فيها دلال؟ هل فيها تمييز؟ مشاكل وجودية وحياتية. عدم وجود عدالة اجتماعية، كثرة المظالم، وازدياد الشر، ولا توجد إجابة واضحة عن التساؤلات الوجودية والحياتية إلا ربنا عاوز كدا. وكأن عجز الإنسان عن ايجاد اجابات واضحة عن تساؤلاته الوجودية والحياتية، وفي هذه الحالة يصبح الله شماعة عدم قدرتنا على ايجاد اجابات وجودية حياتية، مما نجعل الشخص في حالة عداوة وخصومة مع الله بلا مبرر، يصاب الإنسان بخيبات أمل في الله، وتزداد هذه الخيبة لان الله لا يلبى مطالبنا، الصراع العقلي الذي يجد فيه الشخص ذاته في حالة تضاد بين الله والطبيعة. هذا هو الالحاد ذات الطابع العلمي الذي لا يرى في الله فائدة أنَّ الطبيعة تخضع لقوانينها الذاتية، والعلم يستند على حساب واختبار وتجارب، وبالتالي ينفي وجود الله الذي لا يخضع للحساب والتجارب في المختبرات المعملية، التناقض الموجود بين الله والشر. هذا هو الالحاد الاخلاقي الذي يجد التناقض بين وجود الله والشر. كيف يكون الله هو خالق هذا الوجود ويتركه في شره وفساده؟ ما هي مبررات الشر مع وجود الله؟، وجود الله وحرية إلانسان (المذاهب الإنسانية والوجودية) هل الله يحد من حرية الإنسان عن طريق الشرائع والنواميس؟ فلو كان الله واضع الإنسان تحت نظره وقدرته فإنه يحوَّله إلى مجرد شيء. فالله هو السيد والإنسان هو العبد وما الإنسان إلا مجرد دمية بين يدي الله. ويرفض الإنسان وجود الله لإنه يحد من حريته واستقلاليته.
واوضح، ظاهرة الالحاد هي ظاهرة صحية ومهمة جدًا وفرصة ذهبية لتصحيح المفاهيم المغلوطة والمشوهة عن الله وعن الحياة والوجود. هي فرصة للمعرفة الحقيقية لرحمة الله وطبيعة الله المحبة والعادلة. وفرصة لتعميق الايمان السطحي بالله لدى الملحد الذي جعله يتأثر هكذا كثيرا ويبادر برفض الله.
من هنا الكنيسة والمسجد يقدمان تعليما نزيها واضحا عن الله من منابع تمنح الإنسان السكينة والطمانينة من خلال المحاضرات المؤتمرات اللقاءات والاقتراب بلا خوف من هؤلاء دون تهويل أو استخفاف. وبالحوار المبني على الاحترام والتقدير مع من نختلف معهم حتى في قضية جوهرية مثل وجود الله.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الإلحاد الكنيست الملحدين
إقرأ أيضاً:
الجامع الأزهر يناقش «حقوق الأبناء» في ملتقاه الفقهي: تكريم الإنسان يبدأ من الطفولة
الجامع الأزهر أمس، الاثنين، لقاءه الأسبوعي للملتقى الفقهي “رؤية معاصرة” تحت عنوان "حقوق الأبناء.. رؤية فقهية"، مستضيفًا كلًا من الدكتور رمضان الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور علي مهدي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، وأدار الملتقى الدكتور مصطفى شيشي، مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر.
استهل فضيلة الدكتور رمضان الصاوي الملتقى بالتأكيد على أن تكريم الإنسانية يبدأ بتكريم الأبناء، من خلال ما يقوم به الآباء من غرس قيم الإنسانية النبيلة في وجدان الأبناء، لهذا اهتم الإسلام بحقوق الأبناء على الآباء اهتماما بالغا، وكأن أول هذه الحقوق هي اختيار النسب، لهذا قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" لانعكاس هذا المعيار في اختيار شريك الحياة على الأبناء في كل شيء في حياتهم، لأنهم تربوا في كنف أبوين يجمعان بين الدين وحسن الخلق، ويؤكد هذا المعنى النبيل حديث آخر لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس"، في إشارة إلى تجنب مواطن الشر البشري التي قد تنعكس على الأطفال نتيجة قربهم من هذه المواطن، وهي عناية غاية في الدقة جاءت بها الشريعة الإسلامية، كضمانة لبيئة سليمة للأبناء.
وذكر فضيلة الدكتور رمضان الصاوي، أن “سلفنا الصالح، كان يراعي ضوابط اختيار البيئة المثالية للأبناء، وهو ما يظهر من قصة رجل جاء إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يشكو إليه عقوق ابنه فأحضر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنه وأنَّبَه على عقوقه لأبيه، فقال الابن: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: أن ينتقي أمه، ويُحسن اسمه، ويُعلمه الكتاب (القرآن). فقال الابن: يا أمير المؤمنين إنه لم يفعل شيئاً من ذلك: أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جعلاً (جعراناً)، ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً، فالتفت أمير المؤمنين إلى الرجل، وقال له: أجئت إليّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك، وفي هذه القصة دليل عملي على أن الولد يُحافَظ علبه ويُعتَنى به حتى قبل أن يأتي إلى الدنيا، من خلال حسن اختيار أمه ، واختيار البيئة المناسبة لتربيته”.
وفصل فضيلة الدكتور رمضان الصاوي، بعد ذلك حقوق الأبناء على الآباء، بداية من الفرح والسرور به عند ولادته، ثم بعد ذلك أن يلحقه بنسبه لتكون له هوية وأصول معلومة في المجتمع، حتى لا يعير بنسبه بين بقية أفراد المجتمع، ونجد في هذا التشريع حماية وصيانة للمجتمع من الظاهرة التي باتت تعرف اليوم "بأبناء الشوارع"، والتي حدثت نتيجة عدم التزام فئه من نسبة أبنائهم إليهم، لأنهم أتوا نتيجة علاقات محرمة، فأورثوا أبنائهم الازدراء المجتمعي كنتيجة لنسبهم المجهول، مشيرا إلى أن من حقوق الأبناء على الآباء الحضانة والرعاية في كنف والديه ما دامت الحياة الزوجية قائمة، فإذا لم تكن قائمة فالأم هي الأولى بالحضانة لأنها بأبنائها أرفق، كما ورد أن امرأة قالت : يا رسول الله إن ابني هذا كان بطني له وعاء وحجري له حواء وثديي له سقاء وزعم أبوه أنه ينزعه مني ، فقال عليه الصلاة والسلام : أنت أحق به ما لم تتزوجي ، لأن الأم أشفق وأقدر على الحضانة فكان الدفع إليها أفضل، وإليه أشار أبو بكر الصديق بقوله : ريقها خير له من شهد وعسل عندك يا عمر، عندما حصلت فرقة بين سيدنا عمر بن الخطاب وزوجته، ومن الحقوق الواجبة للأبناء هي الرضاعة، وما يليها من رعاية في مرحلة الطفولة والتي تتطلب عناية خاصة، وقد أعطانا سيدنا رسول الله صلى الله درسا عمليا في هذا : فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم "قبل الحسن بن علي رضي الله عنهما وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه من لا يرحم لا يرحم".
من جانبه، أكد فضيلة الدكتور علي مهدي، عضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، أهمية الطفولة في حياة الإنسان، لهذا وضعت الشريعة ضوابط في التعامل مع الأطفال، خاصة أن الدين الإسلامي جاء على مجتمع كان يتسم بالغلظة والقسوة في التعامل مع الأطفال، لدرجة أن هذا المجتمع يرى أن في تقبيل الأطفال ضعف، فكان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يتعامل مع الأطفال برحمة ورقة، لينزع هذه الغلظة من هذا المجتمع ويوضح لهم كيف يتعاملون مع أبنائهم، لأن تربية الأطفال عمادها الحقيقي هو الحنان والرحمة، ولا يغني الأبناء عنها أي شيء آخر في الدنيا وهو ما أكد عليه القرآن الكريم "وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرا"، في إشارة إلى الرحمة والعطف الذي ناله الطفل من أبويه في الصغر.
وبين فضيلة الدكتور علي مهدي، أن من أكبر المشكلات التربوية التي تواجه مجتمعنا المعاصر، هو عدم إدراك بعض الآباء طبيعة مرحلة الطفولة، ويتعامل معها بأساليب لا تناسبها، لهذا يشعرون أنهم فشلوا في تربية أبنائهم أو أن أبنائهم متمردون، والحقيقة عدم إدراكهم لمتطلبات مرحلة الطفولة هو السبب وراء ذلك، مشيرا إلى أن النقد الدائم للأبناء والتوبيخ لا يمكن أن يخرج جيلا سويا، كما أن النظرة الضيقة لبعض الآباء أن ينتظر من أبنائه ألا يخطئوا هي نتيجة سوء فهم لطبيعة مرحلتهم العمرية، وعدم إدراك لدوره في تقويم سلوكهم، وتعليمهم كيف يتعاملون مع المواقف المختلفة.
ودعا فضيلة الدكتور علي مهدي، الآباء والأمهات، إلى قراءة السنة النبوية قراءة جيدة، ليتعلموا منها كيف كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، يعامل الأبناء على قدر عقولهم وبقدر كل موقف ووفقا لطبيعة المرحلة التي يمرون بها، ولم يكن هذا من سبيل الكلام التنظيري، وإنما لأهمية هذه النعمة العظيمة جاءت مواقفه صلى الله عليه وسلم كلها عملية لتكون منهجا لأمته في التعامل مع أبنائها، من أجل بناء الثقة في نفوسهم، وتنشئتهم على تحمل المسؤولية واحترام حقوق الآخرين.
وفي ختام الملتقى، قال الدكتور مصطفى شيشي إن نعمة الذرية، هي إحدى الأمنيات التي يتمناها العبد في الدنيا، لأنها زينة للحياة، لهذا جاءت الشريعة الإسلامية مبينة حقوق الأبناء على الآباء من أجل صلاح الأسرة وصلاح المجتمع، من خلال تخريج جيل جديد متسلح بالقيم الإنسانية النبيلة التي فيها صلاح المجتمع بأكمله، لهذا بدأت هذه الحقوق مبكرا قبل أن يأتي الأبناء إلى الدنيا مرورا بكل مرحلة من مراحل حياتهم، وما قدمته الشريعة الإسلامية في جانب بر الآباء بالأبناء يعد دستورا تربويا شاملا.
يُذكر أن الملتقى "الفقهي يُعقد الاثنين من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى الفقهي إلى مناقشة المسائل الفقهية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، والعمل على إيجاد حلول لها وفقا للشريعة.